إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه

    ذو النورين عثمان



    عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ،
    أمير المؤمنين ، أبو عمرو ، وأبو عبد الله ، القرشي الأموي .

    روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الشيخين .

    قال الداني : عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي ، والمغيرة بن أبي شهاب ، وأبو الأسود ، وزر بن حبيش .

    روى عنه : بنوه : أبان وسعيد وعمرو ، ومولاه حمران ، وأنس ، وأبو أمامة بن سهل ، والأحنف بن قيس ، وسعيد بن المسيب ، وأبو وائل ، وطارق بن شهاب ، وعلقمة ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وخلق سواهم .

    أحد السابقين الأولين ، وذو النورين ، وصاحب الهجرتين ، وزوج الابنتين . قدم الجابية مع عمر ، وتزوج رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل المبعث ، فولدت له عبد الله ، وبه كان يكنى ، وبابنه عمرو .

    وأمه أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس ، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم ، فهاجر برقية إلى الحبشة ، وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم عليها في غزوة بدر ليداويها في مرضها ، فتوفيت بعد بدر بليال ، وضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه من بدر وأجره ، ثم زوجه بالبنت الأخرىأم كلثوم .ومات ابنه عبد الله ، وله ست سنين ، سنة أربع من الهجرة .

    وكان عثمان فيما بلغنا لا بالطويل ولا بالقصير ، حسن الوجه ، كبير اللحية ، أسمر اللون ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، يخضب بالصفرة ، وكان قد شد أسنانه بالذهب .

    وعن أبي عبد الله مولى شداد ، قال :
    رأيت عثمان يخطب ، وعليه إزار غليظ ثمنه أربعة دراهم ، وريطة كوفية ممشقة ، ضرب اللحم أي : خفيفه طويل اللحية ، حسن الوجه .

    وعن عبد الله بن حزم ، قال :
    رأيت عثمان ، فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه .

    وعن الحسن ، قال :
    رأيته وبوجهه نكتات جدري ، وإذا شعره قد كسا ذراعيه .

    وعن السائب ، قال :
    رأيته يصفر لحيته ، فما رأيت شيخا أجمل منه .

    وعن أبي ثور الفهمي ، قال :قدمت على عثمان ، فقال :لقداختبأت عند ربي عشرا : إني لرابع أربعة في الإسلام ، وما تعتيت ولا تمنيت ، ولا وضعت يميني على فرجي منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مرت بي جمعة منذ أسلمت إلا وأنا أعتق فيها رقبة ، إلا أن لا يكون عندي فأعتقها بعد ذلك ، ولا زنيت في جاهلية ولا إسلام قط .

    وعن ابن عمر
    ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنا نشبه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم " . وعن عائشة نحوه إن صحا .

    وعن أبي هريرة
    ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عثمان عند باب المسجد فقال : " يا عثمان هذا جبريل يخبرني أن الله زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية ، وعلى مثل صحبتها " . أخرجه ابن ماجه .

    ويروى عن أنس أو غيره ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أبو أيم ، ألا أخو أيم يزوج عثمان ، فإني قد زوجته ابنتين ، ولو كان عندي ثالثة لزوجته ، وما زوجته إلا بوحي من السماء " .وعن الحسن ، قال : إنما سمي عثمان ذا النورين لأنا لا نعلم أحدا أغلق بابه على ابنتي نبي غيره .

    يتبع بإذن الله تعالى

  • #2
    سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه


    وروى
    عطية ، عن أبي سعيد ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان .

    وعن عبد الرحمن بن سمرة ، قال : جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في ثوبه ، حين جهز جيش العسرة ، فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يقلبها بيده ويقول : " ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم " رواه أحمد في مسنده ، وغيره .

    وفي مسندأبي يعلى ، من حديث عبد الرحمن بن عوف ، أنه جهز جيش العسرة بسبع مائة أوقية من ذهب .
    وقال خليد ، عن الحسن ، قال :جهز عثمان بسبع مائة وخمسين ناقة وخمسين فرسا ، يعني في غزوة تبوك .

    وعن حبة العرني ،
    عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" رحم الله عثمان تستحييه الملائكة .

    وقال المحاربي ، عن أبي مسعود ، عن بشر بن بشير الأسلمي ، عن أبيه ، قال : لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء ، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة ، وكان يبيع منها القربة بمد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تبيعها بعين في الجنة ؟ "فقال :ليس لي يا رسول الله عين غيرها ، لا أستطيع ذلك . فبلغ ذلك عثمان ، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتجعل لي مثل الذي جعلت له عينا في الجنة إن اشتريتها ؟ قال :" نعم "قال : قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين .

    وعن أبي هريرة ، قال :
    اشترى عثمان من رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة مرتين : يوم رومة ، ويوم جيش العسرة .

    وقالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، ثم عمر ، وهو على تلك الحال فتحدثا ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه ، فدخل فتحدث ، فلما خرج قلت :يا رسول الله دخل أبو بكر ، فلم تجلس له ، ثم دخل عمر ، فلم تهش له ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك ، قال :" ألا أستحيي من رجل تستحي منه الملائكة ؟ "رواه مسلم .

    وروي نحوه من حديث علي ، وأبي هريرة ، وابن عباس .


    وقال أنس :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ".

    وعن طلحة بن عبيد الله ، قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لكل نبي رفيق ، ورفيقي عثمان " .

    أخرجه الترمذي .وفي حديث القف : ثم جاء عثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه " .

    وقال شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : قال الوليد بن سويد : إن رجلا من بني سليم ، قال : كنت في مجلس فيه أبو ذر ، وأنا أظن في نفسي أن في نفس أبي ذر على عثمان معتبة لإنزاله إياه بالربذة ، فلما ذكر له عثمان ، عرض له بعض أهل المجلس بذلك ، فقال أبو ذر : لا تقل في عثمان إلا خيرا ، فإني أشهد لقد رأيت منظرا ، وشهدت مشهدا لا أنساه ، كنت التمست خلوات النبي صلى الله عليه وسلم لأسمع منه ، فجاء أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، قال : فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصيات ، فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النحل ، ثم ناولهن أبا بكر ، فسبحن في كفه ، ثم وضعهن في الأرض فخرسن ، ثم ناولهن عمر ، فسبحن في كفه ، ثم أخذهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعهن في الأرض فخرسن ، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه ، ثم أخذهن منه ، فوضعهن فخرسن .

    وقال سليمان بن يسار : أخذ جهجاه الغفاري عصا عثمان التي كان يتخصر بها ، فكسرها على ركبته ، فوقعت في ركبته الأكلة.

    وقال ابن عمر : كنا نقول على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان .رواه جماعة عن ابن عمر .

    وقال الشعبي :
    لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء من الصحابة غير عثمان ، ولقد فارق علي الدنيا وما جمعه .

    وقال ابن سيرين :
    كان أعلمهم بالمناسك عثمان ، وبعده ابن عمر .

    وقال ربعي : عن حذيفة : قال لي عمر بمنى : من ترى الناس يولون بعدي ؟ قلت : قد نظروا إلى عثمان .

    وقال أبو إسحاق ، عن حارثة بن مضرب ، قال : حججت مع عمر ، فكان الحادي يحدو :إن الأمير بعده ابن عفان وحججت مع عثمان ، فكان الحادي يحدو :إن الأمير بعده علي.

    وقال الجريري ، عن عبد الله بن شقيق ، عن الأقرع مؤذن عمر ، أن عمر دعا الأسقف ، فقال : هل تجدونا في كتبكم ؟ قال : نجد صفتكم وأعمالكم ، ولا نجد أسماءكم . قال : كيف تجدني ؟ قال : قرن من حديد ، قال : ما قرن من حديد ؟ قال : أمير شديد ، قال عمر : الله أكبر ، قال : فالذي بعدي ؟ قال : رجل صالح يؤثر أقرباءه ، قال عمر : يرحم الله ابن عفان ، قال : فالذي من بعده ؟ قال : صدع وكان -حماد بن سلمة يقول :صدأ- من حديد . فقال عمر : وادفراه وادفراه ، قال : مهلا يا أمير المؤمنين ، إنه رجل صالح ، ولكن تكون خلافته في هراقة من الدماء .

    وقال حماد بن زيد :
    لئن قلت إن عليا أفضل من عثمان ، لقد قلت إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خانوا .

    وقال ابن أبي الزناد
    ، عن أبيه ، عن عمرو بن عثمان ، قال :كان نقش خاتم عثمان " آمنت بالذي خلق فسوى " .

    وقال ابن مسعود حين استخلف عثمان :
    أمرنا خير من بقي ولم نأل .

    وقال مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : رأيت عثمان نائما في المسجد ، ورداؤه تحت رأسه ، فيجيء الرجل فيجلس إليه ، ويجيء الرجل فيجلس إليه ، كأنه أحدهم ، وشهدته يأمر في خطبته بقتل الكلاب ، وذبح الحمام .

    وعن حكيم بن عباد ، قال :أول منكر ظهر بالمدينة طيران الحمام ، والرمي يعني بالبندق فأمر عثمان رجلا فقصها ، وكسر الجلاهقات .

    وصح من وجه ، أن عثمان قرأ القرآن كله في ركعة .

    وقال عبد الله بن المبارك ، عن الزبير بن عبد الله ، عن جدته ، أن عثمان كان يصوم الدهر .وقال أنس : إن حذيفة قدم على عثمان ، وكان يغزو مع أهل العراق قبل إرمينية ، فاجتمع في ذلك الغزو أهل الشام ، وأهل العراق ، فتنازعوا في القرآن حتى سمع حذيفة من اختلافهم ما يكره ، فركب حتى أتى عثمان ، فقال : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى في الكتب ، ففزع لذلك عثمان ، فأرسل إلى حفصة أم المؤمنين : أن أرسلي إلي بالصحف التي جمع فيها القرآن ، فأرسلت إليه بها ، فأمر زيد بن ثابت ، وسعيد بن العاص ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، أن ينسخوها في المصاحف ، وقال : إذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية فاكتبوها بلسان قريش ، فإن القرآن إنما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى كتبت المصاحف ، ثم رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف ، وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف المصحف الذي أرسل إليهم به ، فذلك زمان حرقت فيه المصاحف بالنار .

    يتبع بإذن الله تعالى

    تعليق


    • #3
      سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه


      وقال مصعب بن سعد بن أبي وقاص
      خطب عثمان الناس ، فقال : أيها الناس ، عهدكم بنبيكم بضع عشرة ، وأنتم تمترون في القرآن ، وتقولون قراءة أبي ، وقراءة عبد الله ، يقول الرجل : والله ما تقيم قراءتك ، فأعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به ، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن ، حتى جمع من ذلك كثيرا ، ثم دخل عثمان ، فدعاهم رجلا رجلا ، فناشدهم : أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أمله عليك ؟ فيقول : نعم ، فلما فرغ من ذلك ، قال : من أكتب الناس ؟ قالوا : كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت ، قال : فأي الناس أعرب ؟ قالوا : سعيد بن العاص ، قال عثمان : فليمل سعيد وليكتب زيد ، فكتب مصاحف ففرقها في الناس .

      وروى رجل
      ، عن سويد بن غفلة ، قال : قال علي في المصاحف : لو لم يصنعه عثمان لصنعته .

      وقال أبو هلال : سمعت الحسن يقول : عمل عثمان اثنتي عشرة سنة ، ما ينكرون من إمارته شيئا .

      وقال سعيد بن جمهان ، عن سفينة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" الخلافة بعدي ثلاثون سنة ، ثم يكون ملكا " .

      وقال قتادة
      ، عن عبد الله بن شقيق ، عن مرة البهزي ، قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" تهيج فتنة كالصياصي ، فهذا ومن معه على الحق " قال : فذهبت وأخذت بمجامع ثوبه فإذا هو عثمان .

      ورواه الأشعث الصنعاني ، عن مرة . ورواه محمد بن سيرين ، عن كعب بن عجرة . وروي عن ابن عمر .

      وقال قيس بن أبي حازم
      ، عن أبي سهلة مولى عثمان ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يسار عثمان ، ولون عثمان يتغير ، فلما كان يوم الدار وحصر فيها ، قلنا : يا أمير المؤمنين ألا تقاتل ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا ، وإني صابر نفسي عليه .
      أبو سهلة وثقه أحمد العجلي .

      وقال الجريري :حدثني أبو بكر العدوي ، قال :سألت عائشة : هل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد من الصحابة عند موته ؟ قالت : معاذ الله إلا أنه سار عثمان ، أخبره أنه مقتول ، وأمره أن يكف يده .

      وقال شعبة : أخبرني أبو حمزة : سمعت أبي يقول : سمعت عليا يقول : الله قتل عثمان وأنا معه ، قال أبو حمزة : فذكرته لابن عباس ، فقال : صدق ، يقول : الله قتل عثمان ويقتلني معه .

      قلت :قد كان علي يقول : عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم : لتخضبن هذه من هذه .وقد روى شعبة ، عن حبيب بن الزبير ، عن عبد الرحمن بن الشرود ، أن عليا قال : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان ممن قال الله تعالى:( ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)[ الحجر ] .

      ورواه
      عبد الله بن الحارث ، عن علي .وقال مطرف بن الشخير :لقيت عليا ، فقال : يا أبا عبد الله ما بطأ بك ، أحب عثمان ؟ ثم قال :لئن قلت ذاك ، لقد كان أوصلنا للرحم ، وأتقانا للرب .
      وقال سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل : لو انقض أحد لما صنعتم بابن عفان لكان حقيقا .

      وقال هشام : حدثنا محمد بن سيرين ، عن عقبة بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال :يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة ، منهم أبو بكر الصديق ، أصبتم اسمه ، وعمر الفاروق قرن من حديد ، أصبتم اسمه ، وعثمان ذو النورين ، أوتي كفلين من الرحمة ، قتل مظلوما ، أصبتم اسمه.
      رواه غير واحد عن محمد .

      وقال عبد الله بن شوذب : حدثني زهدم الجرمي ، قال :
      كنت في سمر عند ابن عباس ، فقال : لأحدثنكم حديثا : إنه لما كان من أمر هذا الرجل -يعني عثمان- ما كان ، قلت لعلي : اعتزل هذا
      الأمر، فوالله لو كنت في جحر لأتاك الناس حتى يبايعوك ، فعصاني ، وايم الله ليتأمرن عليه معاوية ، ذلك بأن الله يقول :(ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)[ الإسراء ] .

      وقال أبو قلابة الجرمي : لما بلغ ثمامة بن عدي قتل عثمان وكان أميرا على صنعاء بكى فأطال البكاء ، ثم قال : هذا حين انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد ، فصار ملكا وجبرية ، من غلب على شيء أكله .

      وقال يحيى بن سعيد الأنصاري : قال أبو حميد الساعديوكان بدريا لما قتلعثمان :
      اللهم إن لك علي أن لا أضحك حتى ألقاك .

      قال قتادة :
      ولي عثمان اثنتي عشرة سنة ، غير اثني عشر يوما. وكذا قال خليفة بن خياط ، وغيره .

      وقال أبو معشر السندي :
      قتل لثماني عشرة خلت من ذي الحجة ، يوم الجمعة ، زاد غيره ، فقال : بعد العصر ، ودفن بالبقيع بين العشائين ، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة . وهو الصحيح . وقيل : عاش ستا وثمانين سنة .وعن عبد الله بن فروخ ، قال : شهدته ودفن في ثيابه بدمائه ، ولم يغسل . رواه عبد الله بن أحمد في زيادات المسند ، وقيل : صلى عليه مروان ، ولم يغسل .

      وجاء من رواية الواقدي :أن نائلة خرجت وقد شقت جيبها وهي تصرخ ، ومعها سراج ، فقال جبير بن مطعم : أطفئي السراج لا يفطن بنا ، فقد رأيت الغوغاء . ثم انتهوا إلى البقيع ، فصلى عليه جبير بن مطعم ، وخلفه أبو جهم بن حذيفة ، ونيار بن مكرم ، وزوجتا عثمان نائلة ، وأم البنين ، وهما دلتاه في حفرته على الرجال الذين نزلوا في قبره ، ولحدوا له وغيبوا قبره ، وتفرقوا .

      ويروى أن جبير بن مطعم صلى عليه في ستة عشر رجلا ، والأول أثبت .

      وروي أن نائلة بنت الفرافصة كانت مليحة الثغر ، فكسرت ثناياها بحجر ، وقالت : والله لا يجتليكن أحد بعد عثمان ، فلما قدمت على معاوية الشام ، خطبها ، فأبت .

      وقال فيها حسان بن ثابت:
      قتلتم ولي الله في جوف داره***وجئتم بأمر جائر غير مهتدي

      فلا ظفرت أيمان قوم تعاونوا***على قتل عثمان الرشيد المسدد

      وقال كعب بن مالك :
      يا للرجال لأمر هاج لي حزنا***لقد عجبت لمن يبكي على الدمن
      إني رأيت قتيل الدار مضطهدا***عثمان يهدى إلى الأجداث في كفن

      وقال بعضهم :
      لعمر أبيك فلا تكذبن ***لقد ذهب الخير إلا قليلا
      لقد سفه الناس في دينهم***وخلى ابن عفان شرا طويلا

      يتبع بإذن الله تعالى

      تعليق


      • #4
        الحوادث في خلافة ذي النورين عثمان


        الحوادث في خلافة ذي النورين عثمان


        سنة أربع وعشرين




        [بيعة عثمان]

        دفن عمر -رضي الله عنه- في أول المحرم، ثم جلسوا للشورى، فروي عن عبد الله بن أبي ربيعة أن رجلا قال قبل الشورى: إن بايعتم لعثمان أطعنا، وإن بايعتم لعلي سمعنا وعصينا.


        وقال المسور بن مخرمة:
        جاءني عبد الرحمن بن عوف بعد هجع من الليل فقال:ما ذاقت عيناي كثير نوم منذ ثلاث ليال فادع لي عثمان وعليا والزبير وسعدا، فدعوتهم، فجعل يخلو بهم واحدا واحدا يأخذ عليه، فلما أصبح صلى صهيب بالناس، ثم جلس عبد الرحمن فحمد الله وأثنى عليه، وقال في كلامه، إني رأيت الناس يأبون إلا عثمان.

        وقال حميد بن عبد الرحمن بن عوف: أخبرني المسور أن النفر الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا فقال عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم هذا الأمر ولكن إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، قال: فوالله ما رأيت رجلا بذ قوما أشد ما بذهم حين ولوه أمرهم، حتى ما من رجل من الناس يبتغي عند أحد من أولئك الرهط رأيا ولا يطؤون عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه ويناجونه تلك الليالي، لا يخلو به رجل ذو رأي فيعدل بعثمان أحدا، وذكر الحديث إلى أن قال: فتشهد وقال: أما بعد يا على فإني قد نظرت في الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلن على نفسك سبيلا، ثم أخذ بيد عثمان فقال: نبايعك على سنة رسوله وسنة الخليفتين بعده. فبايعه عبد الرحمن بن عوف وبايعه المهاجرون والأنصار.

        وعن أنس قال: أرسل عمر إلى أبي طلحة الأنصاري، فقال:كن في خمسين من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى، فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت، فقم على ذلك الباب بأصحابك فلا تترك أحدا يدخل عليهم ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمروا أحدهم، اللهم أنت خليفتي عليهم.

        وفي زيادات"مسند أحمد" من حديث أبي وائل، قال: قلت لعبد الرحمن بن عوف: كيف بايعتم عثمان وتركتم عليا! قال: ما ذنبي قد بدأت بعلي فقلت: أبايعك على كتاب الله

        وسنة رسوله وسيرة أبي بكر وعمر، فقال: فيما استطعت. ثم عرضت ذلك على عثمان، فقال: نعم.

        وقال الواقدي: اجتمعوا على عثمان لليلة بقيت من ذي الحجة.

        ويروى أن عبد الرحمن قال لعثمان خلوة: إن لم أبايعك فمن تشير علي؟ فقال: علي، وقال لعلي خلوة: إن لم أبايعك فمن تشير علي؟ قال: عثمان، ثم دعا الزبير، فقال: إن لم أبايعك فمن تشير علي؟ قال: علي أو عثمان، ثم دعا سعدا، فقال: من تشير علي؟ فأما أنا وأنت فلا نريدها. فقال: عثمان، ثم استشار عبد الرحمن الأعيان فرأى هوى أكثرهم في عثمان، ثم نودي "الصلاة جامعة"وخرج عبد الرحمن عليه عمامته التي عممه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدا سيفه، فصعد المنبر ووقف طويلا يدعو سرا، ثم تكلم فقال: أيها الناس إني قد سأتلكم سرا وجهرا على أمانتكم فلم أجدكم تعدلون عن أحد هذين الرجلين:إما علي وإما عثمان، قم إلي يا علي، فقام فوقف بجنب المنبر فأخذ بيده، وقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم لا. ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي. فقال: قم يا عثمان فأخذ بيده في موقف علي، فقال: هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة نبيه وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم نعم قال: فرفع رأسه إلى سقف المسجد ويده في يده، ثم قال: اللهم اشهد، اللهم إني قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان.
        فازدحم الناس يبايعون عثمان حتى غشوه عند المنبر وأقعدوه على الدرجة الثانية، وقعد عبد الرحمن مقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، قال: وتلكأ علي، فقال عبد الرحمن: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}[الفتح] .
        فرجع علي يشق الناس حتى بايع عثمان وهو يقول: خدعة وأيما خدعة.
        ثم جلس عثمان في جانب المسجد ودعا بعبيد الله بن عمر بن الخطاب، وكان محبوسا في دار سعد، وسعد الذي نزع السيف من يد عبيد الله بعد أن قتل جفينة والهرمزان وبنت أبي لؤلؤة، وجعل عبيد الله يقول: والله لأقتلن رجالا ممن شرك في دم أبي، يعرض بالمهاجرين والأنصار، فقام إليه سعد فنزع السيف من يده وجبذه بشعره حتى أضجعه وحبسه، فقال
        عثمان لجماعة من المهاجرين: أشيروا علي في هذا الذي فتق في الإسلام ما فتق، فقال علي: أرى أن تقتله، فقال بعضهم: قتل أبوه بالأمس ويقتل هو اليوم؟! فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث ولك على المسلمين سلطان، إنما تم هذا ولا سلطان لك، قال عثمان: أنا وليهم وقد جعلتها دية واحتملتها من مالي.

        قلت:
        والهرمزان هو ملك تستر، وقد تقدم إسلامه، قتله عبيد الله بن عمر لما أصيب عمر، فجاء عمار بن ياسر فدخل على عمر، فقال: حدث اليوم حدث في الإسلام قال: وما ذاك؟ قال: قتل عبيد الله الهرمزان، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون علي به، وسجنه.

        قال سعيد بن المسيب: اجتمع أبو لؤلؤة وجفينة، رجل من الحيرة، والهرمزان، معهم خنجر له طرفان مملكة في وسطه، فجلسوا مجلسا فأثارهم دابة فوقع الخنجر، فأبصرهم عبد الرحمن بن أبي بكر، فلما طعن عمر حكى عبد الرحمن شأن الخنجر واجتماعهم وكيفية الخنجر، فنظروا فوجدوا الأمر كذلك، فوثب عبيد الله فقتل الهرمزان، وجفينة، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة، فلما استخلف عثمان قال له علي: أقد عبيد الله من الهرمزان، فقال عثمان: ما له ولي غيري، وإني قد عفوت ولكن أديه.

        ويروى أن الهرمزان لما عضه السيف قال: لا إله إلا الله. وأما جفينة فكان نصرانيا، وكان ظئرا لسعد بن أبي وقاص أقدمه إلى المدينة للصلح الذي بينه وبينهم، وليعلم الناس الكتابة.

        وفيها:
        افتتح أبو موسى الأشعري الري، وكانت قد فتحت على يد حذيفة، وسويد بن مقرن، فانتقضوا.

        وفيها:أصاب الناس رعاف كثير، فقيل لها: سنة الرعاف، وأصاب عثمان رعاف حتى تخلف عن الحج وأوصى. وحج بالناس عبد الرحمن بن عوف.وفيها: عزل عثمان عن الكوفة المغيرة بن شعبة وولاها سعد بن أبي وقاص.

        وفيها: غزا الوليد بن عقبة أذربيجان وأرمينية لمنع أهلها ما كانوا صالحوا عليه، فسبى وغنم ورجع.

        وفيها: جاشت الروم حتى استمدت أمراء الشام من عثمان مددا فأمدهم بثمانية آلاف من العراق، فمضوا حتى دخلوا إلى ارض الروم مع أهل الشام. وعلى أهل العراق سلمان بن ربيعة الباهلي، وعلى أهل الشام حبيب بن مسلمة الفهري، فشنوا الغارات وسبوا وافتتحوا حصونا كثيرة.

        وفيها:ولد عبد الملك بن مروان الخليفة.




        يتبع بإذن الله تعالى

        تعليق


        • #5
          سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه

          الحوادث في خلافة ذي النورين عثمان


          سنة خمس وعشرين:


          فيها: عزل عثمان سعدا عن الكوفة واستعمل عليها الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية الأموي، أخو عثمان لأمه، كنيته أبو وهب، وله صحبة ورواية.
          روى عنه: أبو موسى الهمداني، والشعبي.

          قال طارق بن شهاب: لما قدم الوليد أميرا أتاه سعد، فقال: أكست بعدي أو استحمقت بعدك؟ قال: ما كسنا ولا حمقت ولكن القوم استأثروا عليك بسلطانهم. وهذا مما نقموا على عثمان كونه عزل سعدا وولى الوليد بن عقبة، فذكر حضين بن المنذر أن الوليد صلى بهم الفجر أربعا وهو سكران، ثم التفت وقال: أزيدكم!

          ويقال: فيها سار الجيش من الكوفة عليهم سلمان بن ربيعة إلى بردغة، فقتل وسبى.

          وفيها: انتقص أهل الإسكندرية، فغزاهم عمرو بن العاص أمير مصر وسباهم، فرد عثمان السبي إلى ذمتهم، وكان ملك الروم بعث إليها منويل الخصي في مراكب فانتقض أهلها -غير المقوقس- فغزاهم عمرو في ربيع الأول، فافتتحها عنوة غير المدينة، فإنها صلح.

          وفيها: عزل عثمان عمرا عن مصر، واستعمل عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

          والصحيح أن ذلك في سنة سبع وعشرين، واستأذن ابن أبي سرح عثمان في غزو إفريقية فأذن له.

          ويقال: فيها ولد يزيد بن معاوية.

          وحج بالناس عثمان رضي الله عنه.


          سنة ست وعشرين:


          فيها: زاد عثمان في المسجد الحرام ووسعه، واشترى الزيادة من قوم، وأبى آخرون، فهدم عليهم ووضع الأثمان في بيت المال، فصاحوا بعثمان فأمر بهم إلى الحبس، وقال: ما جرأكم علي إلا حلمي، وقد فعل هذا بكم عمر فلم تصيحوا عليه، ثم كلموه فيهم فأطلقهم.

          وفيها: فتحت سابور، أميرها عثمان بن أبي العاص الثقفي، فصالحهم على ثلاثة آلاف ألف وثلاث مائة ألف.

          وقيل: عزل عثمان سعدا عن الكوفة؛ لأنه كان تحت دين لابن مسعود فتقاضاه واختصما، فغضب عثمان من سعد وعزله، وقد كان الوليد عاملا لعمر على بعض الجزيرة، وكان فيه رفق برعيته.





          يتبع بإذن الله تعالى

          تعليق


          • #6
            سيرة ذي النورين عثمان رضي الله عنه


            الحوادث في خلافة ذي النورين عثمان



            سنة سبع وعشرين:


            فيها: غزا معاوية قبرس فركب البحر بالجيوش، وكان معه عبادة بن الصامت، وزوجة عبادة أم حرام "سوى ت" بنت ملحان الأنصارية خالة أنس، فصرعت عن بغلتها فماتت شهيدة رحمها الله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغشاها ويقيل عندها، وبشرها بالشهادة، فقبرها بقبرس يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.

            روت عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها: أنس بن مالك وعمير بن الأسود العنسي، ويعلى بن شداد بن أوس وغيرهم.

            وقال داود بن أبي هند: صالح عثمان بن أبي العاص وأبو موسى سنة سبع وعشرين أهل أرجان على ألفي ألف ومائتي ألف، وصالح أهل دارابجرد على ألف ألف وثمانين ألفا.

            وقال خليفة: فيها عزل عثمان عن مصر عمرا وولى عليها عبد الله بن سعد، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، فالتقى هو وجرجير بسبيلطة على يومين من القيروان، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل: في مائة وعشرين ألفا، وكان المسلمون في عشرين ألفا.

            قال مصعب بن عبد الله: حدثنا أبي والزبير بن خبيب، قالا: قال ابن الزبير:هجم علينا جرجير في معسكرنا في عشرين ومائة ألفن فأحاطوا بنا ونحن في عشرين ألفا. واختلفت الناس على عبد الله بن أبي سرح، فدخل فسطاطا له فخلا فيه، ورأيت أنا غرة من جرجير بصرت به خلف عساكره على برذون أشهب معه جاريتان تظللان عليه بريش الطواويس، وبينه وبين جنده أرض بيضاء ليس بها أحد، فخرجت إلى ابن أبي سرح فندب لي الناس، فاخترت منهم ثلاثين فارسا وقلت لسائرهم: البثوا على مصافكم، وحملت في الوجه الذي رأيت فيه جرجير وقلت لأصحابي: احموا لي ظهري، فوالله ما نشبت أن خرقت الصف إليه فخرجت صامدا له، وما يحسب هو ولا أصحابه إلا أني رسول إليه، حتى دنوت منه فعرف الشر، فوثب على برذونه وولى مبادرا، فأدركته ثم طعنته، فسقط، ثم دففت عليه بالسيف، ونصبت رأسه على رمح وكبرت وحمل المسلمون، فارفض أصحابه من كل وجه، وركبنا أكتافهم.

            وقال خليفة: حدثنا من سمع ابن لهيعة يقول: حدثنا أبو الأسود، قثال: حدثني أبو إدريس أنه غزا مع عبد الله بن سعد إفريقية فافتتحها، فأصاب كل إنسان ألف دينار.

            وقال غيره: سبوا وغنموا، فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار، وفتح الله إفريقية سهلها وجبلها، ثم اجتمعوا على الإسلام حسنت طاعتهم.

            وقسم ابن أبي سرح ما أفاء الله علهم وأخذ خمس الخمس بأمر عثمان، وبعث إليه بأربعة أخماسه، وضر فسطاطا في موضع القيروان ووفدوا وفدا، فشكوا عبد الله فيما أخذ فقال: أنا نفلته، وذلك إليكم الآن، فإن رضيتم فقد جاز، وإن سخطتم فهو رد، قالوا: إنا نسخطه قال: فهو رد وكتب إلى عبد الله برد ذلك واستصلاحهم. قالوا: فاعزله عنا.

            فكتب إليه أن استخلف على إفريقية رجلا ترضاه واقسم ما نفلتك فإنهم قد سخطوا. فرجع عبد الله بن أبي سرح إلى مصر، وقد فتح الله إفريقية، فما زال أهلها اسمع الناس وأطوعهم إلى زمان هشام بن عبد الملك.

            وروى سيف بن عمر، عن أشياخه، أن عثمان أرسل عبد الله بن نافع بن الحصين، وعبد الله بن نافع الفهري من فورهما ذلك إلى الأندلس، فأتياها من قبل البحر، وكتب عثمان إلى من انتدب إلى الأندلس: أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس، وإنكم إن افتتحتموها كنتم شركاء في فتحها في الأجر، وسلام فعن كعب، قال: يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة قال: فخرجوا إليها فأتوها من برها وبحرها، ففتحها الله على المسلمين، وزاد في سلطان المسلمين مثل إفريقية. ولم يزل أمر الأندلس كأمر إفريقية، حتى أمر هشام فمنع البربر أرضهم.

            ولما نزع عثمان عمرا عن مصر غضب وحقد على عثمان، فوجه عبد الله بن سعد فأمره أن يمضي إلى إفريقية، وندب عثمان الناس معه إلى إفريقية، فخرج إليها في عشرة آلاف، وصالح ابن سعد أهل إفريقية على ألفي ألف دينار وخمس مائة ألف دينار وبعث ملك الروم من قسطنطينية أن يؤخذ من أهل إفريقية ثلاث مائة قنطار ذهبا، كما أخذ منهم عبد الله بن سعد فقالوا: ما عندنا مال نعطيه، وما كان بأيدينا فقد افتدينا به، فأما الملك فإنه سيدنا فليأخذ ما كان له عندنا من جائزة كما كنا نعطيه كل عام، فلما رأى ذلك منهم الرسول أمر بحبسهم، فبعثوا إلى قوم من أصحابهم فقدموا عليهم فكسروا السجن وخرجوا.

            وعن يزيد بن أبي حبيب، قال: كتب عبد الله بن سعد إلى عثمان يقولك إن عمرو بن العاص كسر الخراج، وكتب عمرو: إن عبد الله بن سعد أفسد علي مكيدة الحرب فكتب عثمان إلى عمرو: انصرف وولي عبد الله الخراج والجند، فقدم عمرو مغضبا، فدخل على عثمان وعليه جبة له يمانية محشوة قطنا، فقال له عثمان: ما حشو جبتك؟ قال:عمرو قال: قد علمت أن حشوها عمرو، ولم أرد هذا، إنما سألتك أقطن هو أم غيره؟

            وبعث عبد الله بن سعد إلى عثمان مالا من مصر وحشد فيه فدخل عمرو، فقال عثمان: هل تعلم أن تلك اللقاح درت بعدك؟ قال عمرو: إن فصالها هلكت.

            وفيها: حج عثمان بالناس.


            يتبع بإذن الله تعالى



            تعليق


            • #7
              ما شاء الله
              جزاك الله خيراً يا أبا حذيفة وبارك فيك

              ونسأل الله أن يحفظ أهل السنة في كل مكان

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري مشاهدة المشاركة
                ما شاء الله
                جزاك الله خيراً يا أبا حذيفة وبارك فيك

                ونسأل الله أن يحفظ أهل السنة في كل مكان
                وأنت من أهل الجزاء يا أخانا أباسليم ، وبارك الله فيك وفي إخواننا الصوماليين على مايقومون به من جهد في نشر الدعوة ، والله أسأل أن يحفظكم ويكثر من أمثالكم وإخواننا في شبكتنا المباركة .

                تعليق

                يعمل...
                X