عبد الله بن عامر ( م ، ت )
ابن يزيد بن تميم الإمام الكبير مقرئ الشام ، وأحد الأعلام أبو عمران اليحصبي الدمشقي .
يقال : ولد عام الفتح وهذا بعيد ، والصحيح ما قال تلميذه يحيى بن الحارث الذماري أن مولده سنة إحدى وعشرين .
وروينا بإسناد قوي أنه قرأ على أبي الدرداء ، والظاهر أنه قرأ عليه من القرآن .
وروي أنه سمع قراءة عثمان بن عفان ، فلعل والده حج به فتهيأ له ذلك ، وقيل : قرأ عليه نصف القرآن ، ولم يصح .
وجاء أيضا أنه قرأ على قاضي دمشق فضالة بن عبيد الصحابي ، والمشهور أنه تلا على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان .
وحدث عن معاوية ، والنعمان بن بشير ، وفضالة بن عبيد ، وواثلة بن الأسقع ، وعدة .
حدث عنه ربيعة بن يزيد القصير ، والزبيدي ، ويحيى الذماري ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وعبد الله بن العلاء وجماعة ، وتلا عليه يحيى بن الحارث وغيره .
وثقه النسائي وغيره ، وهو قليل الحديث .
قال الهيثم بن عمران : كان ابن عامر رئيس أهل المسجد زمن الوليد بن عبد الملك وبعده . خفيت على ابن عامر سنة متواترة ، فنقل سعيد بن عبد العزيز : قال : ضرب ابن عامر عطية بن قيس حين رفع يديه في الصلاة ، وقيل : إن عمر بن عبد العزيز لما بلغه ذلك ، حجبه عن الدخول إليه .
وفي كنية ابن عامر أقوال تسعة : أقواها أبو عمران ، والأصح أنه عربي ثابت النسب من حمير ، قال يحيى الذماري : كان ابن عامر قاضي الجند ، وكان على بناء مسجد دمشق ، وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيرها .
قال : ومات يوم عاشوراء سنة ثمان عشرة ومائة وله سبع وتسعون سنة .
ومراده بالجند : جند دمشق ، وهي البلد ، وما يلتحق بها من السواحل والقلاع . قد سقت ترجمة هذا الإمام مستوفاة في كتاب " طبقات القراء " .