قال البغوي: حدثنا هارون بن سفيان قال: قال أبو نعيم: حججت عام حج أبو جعفر ومعه ابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، فدعا ابن أبي ذئب، فأقعده معه على دار الندوة، فقال له:
ما تقول في الحسن بن زيد بن حسن - يعني أمير المدينة - ؟
فقال: إنه ليتحرى العدل.
فقال له: ما تقول في - مرتين - ؟
فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر.
قال: فأخذ الربيع الحاجب بلحيته.
فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء، ثم أمر لابن أبي ذئب بثلاث مئة دينار..اهـ
وقال أبو العيناء: لما حج المهدي، دخل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يبق أحد إلا قام، إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب بن زهير: قم، هذا أمير المؤمنين.
فقال: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه، فلقد قامت كل شعرة في رأسي.
وقال ابن أبي ذئب للمنصور: قد هلك الناس، فلو أعنتهم من الفيء.
فقال: ويلك، لولا ما سددت من الثغور، لكنت تؤتى في منزلك، فتذبح.
فقال ابن أبي ذئب: قد سد الثغور، وأعطى الناس من هو خير منك: عمر - رضي الله عنه - فنكس المنصور رأسه - والسيف بيد المسيب - ثم قال: هذا خير أهل الحجاز.
من سير أعلام النبلاء
ما تقول في الحسن بن زيد بن حسن - يعني أمير المدينة - ؟
فقال: إنه ليتحرى العدل.
فقال له: ما تقول في - مرتين - ؟
فقال: ورب هذه البنية إنك لجائر.
قال: فأخذ الربيع الحاجب بلحيته.
فقال له أبو جعفر: كف يا ابن اللخناء، ثم أمر لابن أبي ذئب بثلاث مئة دينار..اهـ
وقال أبو العيناء: لما حج المهدي، دخل مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يبق أحد إلا قام، إلا ابن أبي ذئب، فقال له المسيب بن زهير: قم، هذا أمير المؤمنين.
فقال: إنما يقوم الناس لرب العالمين.
فقال المهدي: دعه، فلقد قامت كل شعرة في رأسي.
وقال ابن أبي ذئب للمنصور: قد هلك الناس، فلو أعنتهم من الفيء.
فقال: ويلك، لولا ما سددت من الثغور، لكنت تؤتى في منزلك، فتذبح.
فقال ابن أبي ذئب: قد سد الثغور، وأعطى الناس من هو خير منك: عمر - رضي الله عنه - فنكس المنصور رأسه - والسيف بيد المسيب - ثم قال: هذا خير أهل الحجاز.
من سير أعلام النبلاء