ابن أبي الزناد
الإمام الفقيه الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن الفقيه أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، المدني . ولد
بعد المائة وسمع أباه ، وسهيل بن أبي صالح ، وعمرو بن أبي عمرو وهشام بن عروة ويحيى بن
سعيد ، وطبقتهم . وكان من أوعية العلم . أخذ القراءة عرضا عن أبي جعفر القارئ . قاله أبو
عمرو الداني .
وحدث عنه ابن جريج ، وهو من شيوخه ، وسعيد بن منصور ، وأحمد بن يونس ، وعلي بن حجر
، وهناد بن السري ، وداود بن عمرو ، وعدد كبير .
قال يحيى بن معين : هو أثبت الناس في هشام بن عروة . وقال ابن سعد : كان فقيها مفتيا . وقال
ابن مهدي : ضعيف .
قلت : احتج به النسائي وغيره . وحديثه من قبيل الحسن .
وقال يعقوب بن شيبة : سمعت ابن المديني يقول : حديثه بالمدينة مقارب . وما حدث به بالعراق ،
فهو مضطرب .
وقال صالح جزرة : قد روى عن أبيه أشياء لم يروها غيره . وقد تكلم فيه مالك لروايته كتاب
الفقهاء السبعة ، عن أبيه . وقال : أين كنا نحن من هذا ؟
قال الخطيب : تحول من المدينة ، فسكن بغداد . روى عنه الوليد بن مسلم ، وابن وهب ، وسليمان
بن داود الهاشمي .
وقال ابن المديني : ما حدث به بالمدينة صحيح ، وما حدث به ببغداد أفسده البغداديون . وقال
الفلاس : فيه ضعف .
وروى عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، قال : هو كذا وكذا - يلينه - .
وقال سليمان بن أيوب البصري : سمعت ابن معين : إني لأعجب ممن يعد فليحا وابن أبي الزناد في
المحدثين .
قال ابن حبان : كان عبد الرحمن ممن ينفرد بالمقلوبات عن الأثبات . وكان ذلك من سوء حفظه ،
وكثرة خطئه ، فلا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات ، فهو صادق .
قال الداني : أخذ القراءة عرضا عن أبي جعفر . وروى الحروف عن نافع . روى عنه الحروف
حجاج الأعور . وسمع منه علي الكسائي ، وابن وهب . وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالحافظ
عندهم .
قلت : هو حسن الحديث . وبعضهم يراه حجة .
توفي في سنة أربع وسبعين ومائة .
أخبرنا أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا هبة الله الحاسب ، أخبرنا أحمد بن
محمد البزاز ، حدثنا عيسى بن علي ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، حدثنا داود بن عمرو ، حدثنا عبد
الرحمن بن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : أخذ العباس بيد رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - في العقبة ، حين وافى السبعون من الأنصار ، فأخذ لرسول الله - صلى الله عليه
وسلم - عليهم ، واشترط له ، وذلك - والله - في غرة الإسلام ، وأوله ، من قبل أن يعبد الله أحد علانية .
سيرأعلام النبلاء مجلد ٨ صفحة ١٦٧