إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام العلامة عبد الله بن لهيعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام العلامة عبد الله بن لهيعة

    عبد الله بن لهيعة ( د ، ت ، ق )


    ابن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان القاضي الإمام العلامة ، محدث ديار مصر مع الليث ، أبو

    عبد الرحمن الحضرمي الأعدولي
    ويقال : الغافقي ، المصري ، ويقال : يكنى أبا النضر ، ولم يصح

    .
    ولد سنة خمس أو ست وتسعين . وطلب العلم في صباه ، ولقي الكبار بمصر والحرمين . وسمع

    من عبد الرحمن بن هرمز الأعرج صاحب أبي هريرة ، ومن موسى بن وردان ، وعطاء بن أبي

    رباح ، وعمرو بن شعيب ، وعمرو بن دينار ، ويزيد بن أبي حبيب ، وأبي وهب الجيشاني ،

    ومشرح بن هاعان ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، وعكرمة مولى ابن عباس
    - إن صح ذلك - وكعب

    بن علقمة ، وقيس بن الحجاج ، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ومحمد بن المنكدر ،

    وأبي الزبير ، ويزيد بن عمرو المعافري ، وأبي يونس مولى أبي هريرة ، وأبي عشانة المعافري ،

    وأبي قبيل المعافري ، وأحمد بن خازم المعافري ، وبكر بن عمرو المعافري ، وشرحبيل بن شريك

    المعافري ، وعامر بن يحيى المعافري ، وبكير بن الأشج ، وجعفر بن ربيعة ، ودراج أبي السمح ،

    وعقيل بن خالد ، وعمرو بن جابر الحضرمي ، وخلق كثير .

    وعنه : حفيده أحمد بن عيسى بن عبد الله ، وعمرو بن الحارث ، والأوزاعي ، وشعبة ، والثوري -

    وماتوا قبله - والليث بن سعد ، ومالك - ولم يصرح باسمه - وابن المبارك ، والوليد بن مسلم ،

    وابن وهب ، وأشهب ، وزيد بن الحباب ، وأبو عبد الرحمن المقرئ ، ومروان بن محمد ، وبشر بن

    عمر الزهراني ، والحسن بن موسى الأشيب ، وأسد بن موسى ، وإسحاق بن عيسى بن الطباع ،

    وسعيد بن أبي مريم ، وسعيد بن عفير ، وعثمان بن صالح ، والنضر بن عبد الجبار ، ويحيى بن

    إسحاق ، ويحيى بن بكير ، وحسان بن عبد الله الواسطي ، وأبو صالح الكاتب ، والقعنبي ، وعمرو

    بن خالد ، وكامل بن طلحة ، وقتيبة بن سعيد ، ومحمد بن رمح ، ومحمد بن الحارث صدرة ، وخلق

    كثير ، خاتمتهم ابن رمح . وكان من بحور العلم على لين في حديثه .

    قال روح بن صلاح :لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعيا .قلت : لقي جماعة من أصحاب أبي هريرة

    ، وعبد الله بن عمرو ، وعقبة بن عامر .

    قال أحمد بن حنبل :من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه ؟!

    حدثني إسحاق بن عيسى
    أنه لقيه في سنة أربع وستين ، وأن كتبه احترقت سنة تسع وستين ومائة

    وقال أبو داود :سمعت أحمد بن حنبل يقول :
    ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة .وقال أحمد بن صالح

    :
    كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم .

    وقال زيد بن الحباب :قال سفيان الثوري :
    عند ابن لهيعة الأصول ، وعندنا الفروع .وقال عثمان بن

    صالح السهمي :
    احترقت دار ابن لهيعة وكتبه ، وسلمت أصوله ، كتبت كتاب عمارة

    بن غزية من أصله .


    ولما مات ابن لهيعة
    قال الليث : ما خلف مثله .

    لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية هو والليث معا ، كما كان الإمام مالك في ذلك العصر

    عالم المدينة ، والأوزاعي عالم الشام ، ومعمر عالم اليمن ، وشعبة والثوري عالما العراق ،

    وإبراهيم بن طهمان عالم خراسان ، ولكن ابن لهيعة تهاون بالإتقان ، وروى مناكير ، فانحط عن

    رتبة الاحتجاج به عندهم .
    وبعض الحفاظ يروي حديثه ، ويذكره في الشواهد ، والاعتبارات ، والزهد

    والملاحم لا في الأصول .
    وبعضهم يبالغ في وهنه ، ولا ينبغي إهداره ، وتتجنب تلك المناكير ، فإنه

    عدل في نفسه .

    وقد ولي قضاء الإقليم في دولة المنصور دون السنة ، وصرف . أعرض أصحاب الصحاح عن

    رواياته ، وأخرج له أبو داود ، والترمذي ، والقزويني . وما رواه عنه ابن وهب ، والمقرئ ،

    والقدماء ، فهو أجود . وقع لي من عوالي حديثه .

    وكان يحيى بن سعيد القطان لا يراه شيئا . قاله علي بن المديني ،
    ثم قال علي : سمعت عبد الرحمن

    بن مهدي ،
    وقيل له : تحمل عن عبد الله بن يزيد القصير عن ابن لهيعة ؟ فقال : لا أحمل عن ابن

    لهيعة قليلا ولا كثيرا ،
    ثم قال عبد الرحمن : كتب إلي ابن لهيعة كتابا فيه : حدثنا عمرو بن شعيب ،

    فقرأته على ابن المبارك ، فأخرج إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة ،
    قال : أخبرني إسحاق

    بن أبي فروة ، عن عمرو بن شعيب .

    وقال نعيم بن حماد : سمعت ابن مهدي يقول : ما أعتد بشيء سمعت من حديث ابن لهيعة إلا سماع

    ابن المبارك ونحوه .
    وقال أحمد بن حنبل : كان ابن لهيعة كتب عن المثنى بن الصباح ، عن عمرو

    بن شعيب ، وكان بعد

    يحدث بها عن عمرو نفسه . وكان الليث أكبر منه بسنتين .

    روى يعقوب الفسوي عن سعيد بن أبي مريم ، قال : كان حيوة بن شريح أوصى إلى رجل ، وصارت

    كتبه عنده ، وكان لا يتقي الله ، يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين شاركه فيهم ابن لهيعة ،

    ثم يحمل إليه ، فيقرأ عليهم ، وحضرت ابن لهيعة وقد جاءه قوم حجوا يسلمون عليه ،
    فقال : هل

    كتبتم حديثا طريفا ؟ فجعلوا يذاكرونه ،
    حتى قال بعضهم : حدثنا القاسم العمري ، عن عمرو بن

    شعيب ، عن أبيه ، عن جده ،
    عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :إذا رأيتم الحريق فكبروا ،

    فإن التكبير يطفئه
    فقال : هذا حديث طريف . قال : فكان يقول : حدثنا به صاحبنا فلان ، فلما طال

    ذلك نسي الشيخ ، فكان يقرأ عليه ، ويرويه عن عمرو بن شعيب .

    ميمون بن أصبغ : سمعت ابن أبي مريم يقول : حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر ، عن عمرو بن

    شعيب بحديث الحريق .
    ثم قال سعيد : هذا سمعه ابن لهيعة من زياد بن يونس الحضرمي ، عن

    القاسم ، فكان ابن لهيعة يستحسنه .
    ثم إنه بعد قال : إنه يرويه عن عمرو بن شعيب .

    وقال يحيى بن بكير :قيل لابن لهيعة : إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن

    شعيب ، فضاق ابن لهيعة ،
    وقال : وما يدري ابن وهب ؟ سمعت هذه الأحاديث من عمرو قبل أن

    يلتقي أبواه .

    قال حنبل : سمعت أبا عبد الله يقول : ما حديث ابن لهيعة بحجة ، وإني لأكتبه أعتبر به ، وهو

    يقوى بعضه ببعض .

    أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود ، قال لي ابن أبي مريم : لم تحترق كتب ابن لهيعة ولا كتاب ، إنما

    أرادوا أن يعفو عليه أمير فأرسل إليه أمير بخمسمائة دينار .

    وسمعت قتيبة يقول : كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه ، أو كتب ابن وهب ، إلا ما

    كان من حديث الأعرج .

    جعفر الفريابي : سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول :قال لي أحمد بن حنبل : أحاديثك

    عن ابن لهيعة صحاح ،
    فقلت : لأنا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ، ثم نسمعه من ابن لهيعة .

    قال أبو صالح الحراني :قال لي ابن لهيعة : ما تركت ليزيد بن أبي حبيب حرفا .

    قال عثمان بن صالح السهمي ، عن إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر ،
    قال : أنا حملت رسالة الليث

    إلى مالك ، وأخذت جوابها ، فكان مالك يسألني عن ابن لهيعة ، فأخبره بحاله ،
    فقال : ليس يذكر

    الحج ؟ فسبق إلى قلبي أنه يريد السماع منه .

    قال الثوري : حججت حججا لألقى ابن لهيعة .

    وقال محمد بن معاوية : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : وددت أني سمعت من ابن لهيعة

    خمسمائة حديث ، وأني غرمت مودى ، كأنه يعني دية .

    أبو الطاهر بن السرح : سمعت ابن وهب يقول : حدثني - والله - الصادق البار عبد الله بن لهيعة ،

    قال أبو الطاهر : فما سمعته يحلف بهذا قط ، وروى حنبل عن أبي عبد الله ، قال : ابن لهيعة أجود

    قراءة لكتبه من ابن وهب .
    قال أبو داود عن أحمد : ما كان محدث مصر إلا ابن

    لهيعة . البخاري عن
    يحيى بن بكير : احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين .

    قلت : الظاهر أنه لم يحترق إلا بعض أصوله .

    يعقوب الفسوي : سمعت أحمد بن صالح يقول : ابن لهيعة صحيح الكتاب ، كان أخرج كتبه ، فأملى

    على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء ، فمن ضبط كان حديثه حسنا صحيحا ، إلا أنه كان يحضر من

    يضبط ويحسن ، ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولا يصححون ، وآخرون نظارة ، وآخرون سمعوا

    مع آخرين ، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ، ولم ير له كتاب . وكان من أراد السماع منه

    ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه ، وجاءه فقرأه عليه ، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ،

    ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير . ثم ذهب قوم ، فكل من روى عنه عن عطاء بن

    أبي رباح فإنه سمع من عطاء ، وروى عن رجل عنه وعن رجل عن آخر عنه ، وعن ثلاثة عن

    عطاء .
    قال : فتركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء . قال يعقوب : كتبت عن ابن رمح

    كتابا ، عن ابن لهيعة ، وكان فيه نحو مما وصف أحمد بن صالح ،
    فقال : هذا وقع على رجل ضبط

    إملاء ابن لهيعة .
    فقلت له في حديث ابن لهيعة ؟ فقال : لم تعرف مذهبي في الرجال ، إني أذهب

    إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه .
    وسمعت أحمد بن صالح

    يقول : كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق ، وكنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس ،

    وأستخير الله فيه . فكتبت حديث النضر بن عبد الجبار في الرق ،
    قال : فذكرت له سماع القديم

    وسماع الحديث ،
    فقال : كان ابن لهيعة طلابا للعلم ، صحيح الكتاب .

    قال : وظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح ، فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم .

    إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سمعت يحيى بن معين يقول : ابن لهيعة أمثل من رشدين بن سعد ،

    وقد كتبت حديث ابن لهيعة .
    قال أهل مصر : ما احترق له كتاب قط ، وما زال ابن وهب يكتب عنه

    حتى مات .


    وكان النضر بن عبد الجبار راوية عنه ، وكان شيخ صدق ، وكان ابن أبي مريم سيئ الرأي في ابن

    لهيعة ، فلما كتبوها عنه ، وسألوه عنها ، سكت عن ابن لهيعة .
    قلت ليحيى : فسماع القدماء

    والآخرين منه سواء ؟
    قال : نعم ، سواء واحد .

    قال الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن في " التاريخ " : قدم ابن لهيعة الشام غازيا مع صالح بن

    علي سنة ثمان وثلاثين ومائة ، واجتاز بساحل دمشق أو بها ، حكاه القطربلي عن الواقدي .
    وقال

    ابن بكير :
    ولد سنة ست وتسعين . وتفرد نوح بن حبيب بأن كنيته : أبو النضر .

    وقال ابن سعد ابن لهيعة حضرمي من أنفسهم ، كان ضعيفا ، وعنده حديث كثير ، ومن سمع منه في

    أول أمره أحسن حالا . وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط ، لكنه كان يقرأ عليه ما ليس من

    حديثه ، فيسكت عليه .
    فقيل له في ذلك ، فقال : وما ذنبي ؟ إنما يجيئون بكتاب يقرءونه ويقومون

    ، ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي . . .
    إلى أن قال : ومات بمصر في نصف ربيع الأول

    سنة أربع وسبعين ومائة .
    قال مسلم بن الحجاج : ابن لهيعة تركه وكيع ويحيى وابن مهدي .

    وقال ابن يونس : مولده سنة سبع وتسعين . ورأيته في ديوان حضرموت بمصر ، فيمن دعي به

    سنة ست وعشرين ومائة في أربعين من العطاء .

    قال ابن وهب :حديث : لو أن القرآن في إهاب ، ما مسته النار ما رفعه لنا ابن لهيعة في أول

    عمره قط .
    وقال أبو حفص الفلاس : من كتب عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه ، فهو أصح ، كابن

    المبارك ، والمقرئ . وهو ضعيف الحديث .
    وقال إسحاق بن عيسى : ما احترقت أصوله ، إنما

    احترق بعض ما كان يقرأ منه . يريد ما نسخ منها .

    ابن عدي حدثنا موسى بن العباس ، حدثنا أبو حاتم ، سمعت سعيد بن أبي مريم يقول : رأيت ابن

    لهيعة يعرض ناس عليه أحاديث من أحاديث
    العراقيين : منصور ، وأبي إسحاق ، والأعمش ،

    وغيرهم ، فأجازه لهم .
    فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، ليست هذه من حديثك . قال : هي أحاديث مرت

    على مسامعي . ورواها ابن أبي حاتم عن أبيه . وروى الفضل بن زياد ، عن أحمد بن حنبل ،
    قال :

    من كتب عن ابن لهيعة قديما فسماعه صحيح .

    قلت : لأنه لم يكن بعد تساهل ، وكان أمره مضبوطا ، فأفسد نفسه . وقال النسائي : ليس بثقة .

    وقال عبد الرحمن بن خراش : لا يكتب حديثه .

    وقال أبو زرعة : لا يحتج به ، قيل : فسماع القدماء ؟ قال : أوله وآخره سواء ، إلا أن ابن وهب

    وابن المبارك كانا يتتبعان أصوله يكتبان منها . عباس ، عن يحيى بن معين
    قال : ابن لهيعة لا

    يحتج به .
    قال ابن عدي أحاديثه أحاديث حسان مع ما قد ضعفوه ، فيكتب حديثه ، وقد حدث عنه

    مالك ، وشعبة ، والليث .

    قال أحمد بن سعيد الدارمي : سمعت قتيبة يقول : حضرت موت ابن لهيعة ، فسمعت الليث يقول :

    ما خلف بعده مثله .

    محمد بن قدامة ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن شعبة ،
    عن ابن لهيعة ، عن خالد بن أبي عمران ،

    عن القاسم ، وسالم ، في الأمة تصلي يدركها العتق ؟
    قالا : تقنع ، وتمضي في صلاتها . وفي "

    الموطأ " :
    بلغني عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده :نهى رسول الله - صلى الله عليه

    وسلم -
    عن بيع العربان .قالوا : هذا ما رواه عن عمرو سوى ابن لهيعة .

    عبد الملك بن شعيب بن الليث ، حدثنا أبي ، حدثني الليث ،
    حدثني ابن لهيعة ، عن الأعرج ، عن

    أبي هريرة ،
    عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :من أصبح صائما فنسي فأكل وشرب ،

    فالله أطعمه وسقاه .
    قال أبو حاتم بن حبان البستي :كان من أصحابنا يقولون : سماع من سمع من

    ابن لهيعة قبل

    احتراق كتبه
    مثل العبادلة :ابن المبارك ، وابن وهب ، والمقرئ ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ،

    فسماعهم صحيح . ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشيء . وكان ابن لهيعة من الكتابين

    للحديث ، والجماعين للعلم ، والرحالين فيه . ولقد حدثني شكر ، حدثنا يوسف بن مسلم ، عن بشر

    بن المنذر ،
    قال : كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة . كانت له خريطة معلقة في عنقه ، فكان يدور

    بمصر ، فكلما قدم قوم كان يدور عليهم ، فكان إذا رأى شيخا
    سأله : من لقيت ؟ وعمن كتبت ؟ فإن

    وجد عنده شيئا كتب عنه ، فلذلك كان يكنى أبا خريطة .

    قال ابن حبان : قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين والمتأخرين عنه ، فرأيت التخليط في

    رواية المتأخرين عنه موجودا ، وما لا أصل له في رواية المتقدمين كثيرا ، فرجعت إلى الاعتبار

    فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى ، على أقوام رآهم هو ثقات ، فألزق تلك الموضوعات به .

    وقال يحيى القطان :قال لي بشر بن السري : لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا .

    وقال نعيم بن حماد : سمعت يحيى بن حسان يقول : جاء قوم ومعهم جزء ، فقالوا : سمعناه من

    ابن لهيعة ، فنظرت فيه ، فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة ، فقمت إليه ،
    فقلت : أي

    شيء هذا ؟!
    قال : فما أصنع بهم ، يجيئون بكتاب ، فيقولون : هذا من حديثك ، فأحدثهم به .

    ابن حبان : حدثنا أبو يعلى ، حدثنا كامل بن طلحة ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثني حيي بن عبد الله ،

    عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو
    أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في

    مرضه :
    ادعوا لي أخي ، فدعي له أبو بكر ، فأعرض عنه ، ثم قال : ادعوا لي أخي ، فدعي له

    عمر ، فأعرض عنه ،
    ثم قال : ادعوا لي أخي ، فدعي له عثمان ، فأعرض عنه ، ثم دعي له علي

    ، فستره بثوبه ، وأكب عليه . فلما خرج من عنده
    قيل له : ما قال ؟ قال : علمني ألف باب ، كل

    باب يفتح ألف باب .
    هذا حديث منكر ، كأنه موضوع .

    قال عثمان بن صالح : لا أعلم أحدا أخبر بسبب علة ابن لهيعة مني . أقبلت أنا وعثمان بن عتيق

    بعد انصرافنا من الصلاة يوم الجمعة ، فوافينا ابن لهيعة أمامنا راكبا على حمار يريد إلى منزله ،

    فأفلج ، وسقط عن حماره ، فبدرني ابن عتيق إليه ، فأجلسه ، وصرنا به إلى منزله .

    قال عمرو بن خالد الحراني : سمعت زهيرا يقوللمسكين بن بكير الحذاء : يا أبا عبد الرحمن ما

    كتب إليك ابن لهيعة ؟
    قال :كتب إلى غيري : أن عقيلا أخبره عن ابن شهاب أن رسول الله - صلى

    الله عليه وسلم -
    أمر بصوم آخر اثنين من شعبان .وقال العقيلي : حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني

    أبي ، حدثنا خالد بن خداش
    قال : قال لي ابن وهب

    ، ورآني لا أكتب
    حديث ابن لهيعة : إني لست كغيري في ابن لهيعة فاكتبها .

    وقال سعيد بن أبي مريم : لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئا ، لكن كتب إليه يحيى هذا

    الحديث - يعني حديث السائب بن يزيد ابن أخت نمر -
    قال : صحبت سعدا كذا وكذا سنة ، فلم

    أسمعه يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا حديثا واحدا ، وكنت في عقبه
    على أثره :

    لا يفرق بين مجتمع ، ويجمع بين متفرق في الصدقة . فظن ابن لهيعة أنه من حديث سعد ، وإنما

    كان هذا كلاما مبتدأ من مسائل كتب بها إليه .

    عفان ، حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن السائب بن يزيد أنه صحب سعدا من المدينة

    إلى مكة فلم يسمعه يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى رجع . ونقلوا أن عبد الله بن

    لهيعة ولاه أبو جعفر القضاء بمصر ، في سنة خمس وخمسين ومائة ، تسعة أشهر ، وأجرى عليه

    في كل شهر ثلاثين دينارا .فأما
    قول أبي أحمد بن عدي في الحديث الماضي :" علمني ألف باب

    يفتح كل باب ألف باب "
    فلعل البلاء فيه من ابن لهيعة ، فإنه مفرط في التشيع ، فما سمعنا بهذا

    عن ابن لهيعة ، بل ولا علمت أنه غير مفرط في التشيع ، ولا الرجل متهم بالوضع ، بل لعله أدخل

    على كامل ، فإنه شيخ محله الصدق ، لعل بعض الرافضة أدخله في كتابه ، ولم يتفطن هو ، فالله

    أعلم .

    قال قتيبة بن سعيد : لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث بن سعد من الغد بألف دينار .

    وقال أبو سعيد بن يونس : ذكر أبو عبد الرحمن النسائي يوما ابن لهيعة ، فقال : ما أخرجت من

    حديثه شيئا قط إلا
    حديثا واحدا : حديث عمرو بن الحارث ، عن مشرح ، عن عقبة ، عن النبي -

    صلى الله عليه وسلم - قال :
    في الحج سجدتان . أخبرناه هلال بن العلاء عن معافى بن سليمان ،

    عن موسى بن أعين ، عن عمرو بن الحارث .

    أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد ، قالا : أخبرنا موسى بن عبد القادر ، أخبرنا سعيد

    بن أحمد ، أخبرنا علي بن أحمد البندار ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا عبد الله بن

    محمد ، حدثنا محمد بن كثير بن مروان الفهري ،
    حدثني عبد الله بن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن

    عبد الله بن عمرو ،
    قال :قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :من عطس أو تجشأ ، فقال :

    الحمد لله على كل حال من الحال ، دفع عنه بها سبعون داء ، أهونها الجذام
    وهذا خبر منكر لا

    يحتمله ابن لهيعة ، ولا أتى به سوى الفهري ، وهو شيخ واه جدا .

    أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق ، أخبرنا الفتح بن عبد السلام ، أخبرنا محمد بن عمر القاضي ،

    ومحمد بن أحمد الطرائفي ، وأبو غالب محمد بن علي ،
    قالوا : أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة ،

    أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ، أخبرنا جعفر بن محمد الفريابي ، حدثنا قتيبة

    بن سعيد ،
    حدثنا ابن لهيعة ، عن مشرح بن هاعان ، عن عقبة بن عامر ، قال :قال رسول الله -

    صلى الله عليه وسلم - :
    أكثر منافقي أمتي قراؤها . هذا حديث محفوظ ، قد تابع فيه الوليد بن

    المغيرة ابن لهيعة ، عن مشرح .

    وقد رواه عبد الله بن المبارك ، عن عبد الرحمن بن شريح المعافري ، عن شراحيل بن يزيد ، عن

    محمد بن هدية الصدفي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص .

    وبالإسناد إلى الفريابي : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي

    هريرة ، عن أبي هريرة
    أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :ويل للعرب من شر قد اقترب ،

    فتن كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل فيها مؤمنا ، ويمسي كافرا ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل

    ، المتمسك منهم يومئذ على دينه كالقابض على خبط الشوك ، أو جمر الغضا .
    وبه قال : حدثنا قتيبة

    ،
    حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أسلم أبي عمران ، قال :

    سمعت أبا أيوب الأنصاري
    يقول : " ليأتين على الرجل أحايين وما في جلده موضع إبرة من النفاق

    ، وإنه ليأتي عليه أحايين وما فيه موضع إبرة من إيمان " .


    رواه بنحوه ابن وهب عن حيوة بن شريح عن يزيد .

    قرأت على أبي الفضل بن تاج الأمناء ، عن عبد المعز بن محمد البزاز ، أن محمد بن إسماعيل

    الهروي أخبره ،
    قال : أخبرنا محلم بن إسماعيل الضبي ، أخبرنا أبو سعيد الخليل بن أحمد القاضي ،

    حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد الثقفي ،
    حدثنا ابن

    لهيعة ،
    عن أبي الأسود ، عن رجل ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :إن

    الله يقول :
    من أظلم ممن صور صورتي أو شبه بها فليخلقوا حبة أو ذرة هذا حديث غريب جدا

    وفيه رجل مجهول أيضا .

    وبه قال قتيبة ،
    حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة عن عائشة عن النبي - صلى الله

    عليه وسلم - قال :
    اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ، ولا تجعلوها عليكم قبورا ، كما اتخذت اليهود

    والنصارى في بيوتهم قبورا ، وإن البيت ليتلى فيه القرآن فيتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم

    لأهل الأرض
    هذا حديث نظيف الإسناد ، حسن المتن ، فيه النهي عن الدفن في البيوت وله شاهد من

    طريق آخر ،
    وقد نهى عليه السلام أن يبنى على القبور ، ولو اندفن الناس في بيوتهم ، لصارت

    المقبرة والبيوت شيئا واحدا ، والصلاة في المقبرة ، فمنهي عنها نهي كراهية ، أو نهي تحريم ، وقد

    قال عليه السلام : أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة . فناسب ذلك ألا تتخذ المساكن قبورا .

    وأما دفنه في بيت عائشة صلوات الله عليه وسلامه فمختص به ، كما خص ببسط قطيفة تحته في

    لحده ، وكما خص بأن صلوا عليه فرادى بلا إمام ، فكان هو إمامهم حيا وميتا في الدنيا والآخرة ،

    وكما خص بتأخير دفنه يومين ، ويكره تأخير أمته ، لأنه هو أمن عليه التغير بخلافنا ، ثم إنهم

    أخروه حتى صلوا كلهم عليه داخل بيته ، فطال لذلك الأمر ، ولأنهم ترددوا شطر اليوم الأول في

    موته حتى قدم أبو بكر الصديق من السنح ، فهذا كان سبب التأخير .

    قال أبو إسحاق الجوزجاني : ابن لهيعة لا نور على حديثه ، ولا ينبغي أن يحتج به ، ولا أن يعتد به

    البخاري ، حدثني أحمد بن عبد الله ، أخبرنا صدقة بن عبد الرحمن ،
    حدثنا ابن لهيعة ، عن مشرح

    بن هاعان ،
    عن عقبة بن عامر :سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :لو تمت البقرة

    ثلاثمائة آية لتكلمت


    وعن أبي الوليد بن أبي الجارود ، عن يحيى بن معين
    قال : يكتب عن ابن لهيعة ما كان قبل احتراق

    كتبه .

    قلت : عاش ثمانيا وسبعين سنة ، ومر أنه توفي سنة أربع وسبعين ومائة .

    وكان من أوعية العلم ، ومن رؤساء أهل مصر ، ومحتشميهم ، أطلق المنصور بن عمار الواعظ

    أراضي له .

    الرمادي في
    " تاريخه " : حدثنا عمرو بن خالد ، حدثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن

    حديج بن أبي عمرو ، سمعت المستورد بن شداد
    يقول :سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    يقول :
    لكل أمة أجل ، وإن لأمتي مائة سنة ، فإذا مر عليها مائة سنة ، أتاها ما وعدها الله .

    ابن لهيعة ، حدثنا يزيد بن عمرو المعافري ، عن ابن حجيرة ،
    قال :استظل سبعون نفسا من قوم

    موسى تحت قحف رجل من العمالقة .
    هذا من الإسرائيليات ، والقدرة صالحة ، ولو استظل بذلك

    القحف أربعة لكان عظيما .


    سير أعلام النبلاء مجلد ٨ صفحة ١١

يعمل...
X