إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام المحدث شيخ المصريين عبد الله بن صالح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام المحدث شيخ المصريين عبد الله بن صالح

    ‎عبد الله بن صالح ( خ ، د ، ت ، ق )



    ابن محمد بن مسلم ، الإمام ، المحدث ، شيخ المصريين أبو صالح الجهني مولاهم المصري ، كاتب

    ‎الليث بن سعد .

    ‎قد شرحت حاله في " ميزان الاعتدال " وليناه . وبكل حال ، فكان صدوقا في نفسه ، من أوعية

    ‎العلم ، أصابه داء شيخه ابن لهيعة ، وتهاون بنفسه حتى ضعف حديثه ، ولم يترك بحمد الله ،

    ‎والأحاديث التي نقموها عليه معدودة في سعة ما روى .

    مولده في سنة سبع وثلاثين ومائة .

    ‎ورأى زبان بن فائد ، وعمرو بن الحارث ، وسمع من : موسى بن علي بن رباح ، ومعاوية بن

    ‎صالح ، ويحيى بن أيوب ، وعبد العزيز بن الماجشون ، والليث بن سعد ، وسعيد بن عبد العزيز

    ‎الدمشقي ، ونافع بن يزيد ، وضمام بن إسماعيل ، وابن وهب ، وخلق سواهم .

    ‎ولازم الليث ، فأكثر عنه وحمل عنه تصانيفه ، وكان كاتبا له على أمواله

    حدث عنه : الليث شيخه ، ويحيى بن معين ، والبخاري وأبو حاتم ، وأبو إسحاق الجوزجاني ،

    ‎وإسماعيل سمويه ، وحميد بن زنجويه ، وأبو محمد الدارمي وعثمان الدارمي ، وأبو زرعة

    ‎الدمشقي ، ومحمد بن إسماعيل الترمذي ، وإبراهيم بن ديزيل ، وعدد كثير ، خاتمتهم محمد بن

    ‎عثمان بن أبي السوار المصري المتوفى سنة٢٩٧.

    قال إبراهيم بن ديزيل : حدثنا خلف بن الوليد أبو المهنى ، حدثنا الليث بن سعد ، عن عبد الله بن

    ‎صالح ، عمن أخبره ، يرفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما أعطي أحد

    ‎الشكر ، فمنع الزيادة "
    الحديث .

    قال ابن ديزيل : ثم لقيت أبا صالح فقال : أنا حدثت الليث بهذا .

    قلت : فمن حدثك ؟ قال : يحيى بن عطارد بن مصعب ، عن أبيه ، قال رسول الله - صلى الله عليه

    ‎وسلم .

    قلت : وهو مرسل ، لا ، بل معضل .

    ‎استشهد البخاري في " صحيحه " بأبي صالح ، بل قد روى عنه حديثا وقال : حدثني عبد الله بن

    ‎صالح ، وهذا ثابت في بعض النسخ المتقنة ، فقال في أول الحديث : قال الليث حدثنا جعفر بن

    ‎ربيعة ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة بحديث الذي استدان من رجل ألف دينار ، فقال : ائتني بكفيل

    ‎،
    قال : كفى بالله وكيلا والحديث مشهور ، علقه البخاري في غير موضع .

    ‎وقد استشكل المحدثون قبلنا في تفسير الفتح من " الصحيح " : حدثنا عبد الله حدثنا عبد العزيز بن

    ‎أبي سلمة ، عن هلال ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو ، فذكر حديث : إنا أرسلناك

    ‎شاهدا ومبشرا ونذيرا .

    فقال أبو نصر الكلاباذي ، والوليد بن بكر الأندلسي ، وهبة الله اللالكائي : عبد الله هذا هو عبد الله

    ‎بن صالح العجلي الكوفي .

    وقال أبو علي بن السكن في روايته الصحيح عن الفربري ، عن البخاري ، حدثنا عبد الله بن مسلمة

    ‎- يعني القعنبي - حدثنا عبد العزيز . . فذكره .

    وقال أبو مسعود الحافظ في " الأطراف " : عبد الله هو عبد الله بن رجاء ، ثم قال : والحديث عند

    ‎عبد الله بن رجاء ، وعند عبد الله بن صالح .

    ‎وقال أبو علي الغساني الحافظ بل هو عبد الله بن صالح كاتب الليث .

    قال لنا أبو الحجاج الحافظ : وهذا أولى الأقوال بالصواب ، قال : لأن البخاري رواه في كتاب "

    ‎الأدب "
    في باب الانبساط إلى الناس ، فقال : حدثنا عبد الله بن صالح ، عن عبد العزيز . ذكره

    ‎عقيب حديث محمد بن سنان العوقي ، عن فليح ، عن هلال . ورواه في البيوع من " الجامع

    ‎الصحيح "
    عن العوقي . فالحديث عند البخاري عن الرجلين في " الأدب " وفي " الصحيح " . . .

    إلى أن قال : فإذا تقرر أنه سمعه من الرجلين ، وقع الاشتراك في قوله : حدثنا عبد الله بن صالح

    ‎بين العجلي الكوفي ، وبين الجهني الكاتب ، فكونه الكاتب أولى ، لأنا تيقنا أن البخاري قد سمع من

    ‎كاتب الليث ، وأكثر عنه في " تاريخه " وفي أماكن ، وهذا معدوم في حق العجلي ، فإن البخاري

    ‎ذكر له ترجمة صغيرة مختصرة جدا في " تاريخه " لم يرو عنه فيها شيئا ، ولا وجدنا أبدا له

    ‎رواية متيقنة عنه لا في " الصحيح " ولا في شيء من تواليفه ، بل قد روى في " تاريخه " عن

    ‎رجل عنه . نعم ولم نجد للعجلي رواية عن عبد العزيز بن أبي سلمة سوى حديث واحد ، متنه : "

    ‎الظلم ظلمات "
    رواه عنه إبراهيم الحربي بخلاف كاتب الليث ، فإنه مكثر عن ابن أبي سلمة .

    قلت : وأيضا فإن غير واحد روى الحديث المذكور عن كاتب الليث ، فتعين أنه هو .

    ‎وفي الجهاد من " الصحيح " أيضا : حدثنا عبد الله ، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن صالح

    ‎بن كيسان ، عن سالم ، عن أبيه قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم -إذا قفل من حج . .

    ‎وذكر الحديث .

    فقال أبو علي بن السكن : حدثنا الفربري : حدثنا البخاري ، حدثنا عبد الله بن يوسف فذكر . .

    ‎رواه ابن السكن في " مصنفه " .

    وقال أبو مسعود في " الأطراف " : هذا الحديث يرويه الناس عن عبد الله بن صالح . قال : وقد

    ‎روي أيضا عن عبد الله بن رجاء ، فالله أعلم أيهما هو .

    وقال الغساني : بل هو كاتب الليث .

    قال ابن حبان : كان أبو صالح كاتبا على مغل الليث ، منكر الحديث جدا ، وكان في نفسه صدوقا ،

    سمعت ابن خزيمة يقول : كان له جار يعاديه ، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ،

    ‎ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله ، ويطرحه في داره بين الكتب ، فيجده عبد الله ، فيحدث

    ‎به على التوهم أنه خطه .

    ثم قال ابن حبان : روى عبد الله بن صالح ، حدثنا يحيى بن أيوب ، عن يحيى بن سعيد ، عن عطاء

    ‎بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حجة لمن لم

    ‎يحج خير من عشر غزوات ، وغزوة لمن حج خير من عشر حجج ، وغزوة في البحر خير من

    عشرة في البر "
    حدثناه أبو عروبة ، حدثنا علي بن إبراهيم بن عزون ، حدثنا عبد الله .

    ثم قال : وروى عن الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن ربيعة بن سيف ، عن

    شفي الأصبحي ، سمع عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول :

    " يكون خلفي اثنا عشر خليفة : أبو بكر لا يلبث إلا قليلا ، وصاحب رحا دارة العرب عمر . . "

    وذكر الحديث حدثناه أحمد بن الحسن الصوفي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا عبد الله .

    قلت : قرأت على أحمد بن المؤيد بمصر ، أخبرنا أحمد بن صرما ، وابن عبد السلام ، قالا : أخبرنا

    محمد بن عمر ، أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، أخبرنا علي بن عمر الحربي ، حدثنا الصوفي ،

    فذكره بتمامه .

    ‎فأنا أتعجب من أبي زكريا ونقده ، كيف يستحل رواية مثل هذا ، ويسكت عن توهيته ؟ !

    ‎وساق له ابن حبان وابن عدي جماعة أحاديث تفرد بها منكرة .

    وقال أبو محمد بن أبي حاتم : عبد الله بن صالح ، روى عنه الليث ، وابن وهب ، ودحيم .

    وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : سمعت أبي وسئل عن عبد الله بن صالح ، فقال : أتسألوني

    عن أقرب رجل إلى الليث ؟ رجل معه في ليله ونهاره ، وسفره وحضره ، ويخلو معه غالبا ، فلا

    ينكر لمثله أن يكثر عن الليث .


    وقال أبي أبو حاتم : هو أمين صدوق ما علمته . وأثنى على عبد الله سعيد بن عفير عالم مصر .

    وقال عبد الملك بن شعيب بن الليث : هو ثقة مأمون ، سمع من جدي حديثه ، وكان أبي يحضه

    على التحديث .

    وقال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عنه ، فقال : فسد بأخرة ، وليس بشيء .

    وقال أبو حاتم : سمعت ابن معين يقول : أقل الأحوال أنه قرأ هذه الكتب على الليث ، فأجازها له ،

    ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إلى الليث بهذا الدرج .

    قال أحمد بن صالح : لا أعلم أحدا روى عن الليث عن ابن أبي ذئب إلا أبا صالح ، وذكر أن أبا

    صالح أخرج درجا قد ذهب أعلاه ، ولم يدر حديث من هو ، فقيل له : حديث ابن أبي ذئب ، فروى

    عن الليث عن ابن أبي ذئب .

    وقال صالح جزرة : كان يحيى بن معين يوثقه ، وعندي أنه كان يكذب في الحديث .

    وقال النسائي : ليس بثقة .

    ‎وروى إسماعيل بن عبد الله ، عن عبد الله بن صالح قال : صحبت الليث عشرين سنة .

    قال الفضل بن محمد الشعراني : ما رأيت عبد الله بن صالح إلا وهو يحدث أو يسبح .

    وقال يعقوب الفسوي : حدثنا الرجل الصالح عبد الله بن صالح الرمادي ، عن أبي صالح : شهدنا

    الأضحى ببغداد مع الليث في سنة إحدى وستين ومائة .

    وقال علي بن المديني : ضربت على حديث كاتب الليث ، ولا أروي عنه شيئا .

    وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبي وأبا زرعة يقولان : حديث " إن الله اختار أصحابي " موضوع ،

    والحمل فيه على أبي صالح .

    قلت : ومن أنكر ما نقموا على أبي صالح روايته عن نافع بن يزيد ، عن زهرة بن معبد ، عن سعيد

    بن المسيب ، عن جابر مرفوعا : " إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين " الحديث بطوله ،

    لكن قد تابعه عليه سعيد بن أبي مريم ، عن نافع ، رواه علي بن داود القنطري ، ومحمد بن

    الحارث العسكري ، عن ابن أبي مريم ، فتخلص أبو صالح .

    وقال أبو زرعة الرازي وغيره : هو من وضع خالد بن نجيح المصري ، وكان يضع في كتب

    الشيوخ .

    قلت : لعله أدخله على نافع بن يزيد مع أن نافعا صدوق ، قد احتج به مسلم .

    قال أبو أحمد بن عدي : أبو صالح عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه غلط ، ولا يتعمد

    الكذب .

    ‎نقل ابن يونس وغيره موت أبي صالح في يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومائتين .

    قلت : قد كان قارب التسعين - رحمه الله ، وهو في عقلي أقوى من نعيم بن حماد ، وأسيد الجمال ،

    ‎وما هو بدون إسماعيل بن أبي أويس الأصبحي .

    ‎أنبئت عن جماعة ، عن أبي علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، حدثنا الطبراني ، حدثنا مطلب بن شعيب

    ‎، وبكر بن سهل قالا : حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، حدثنا العلاء بن الحارث

    ‎، عن مكحول : أن أبا هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الجهاد واجب

    ‎عليكم مع كل بر وفاجر ، وإن هو عمل الكبائر ، والصلاة واجبة عليكم على كل مسلم يموت ، برا

    ‎كان أو فاجرا ، وإن هو عمل الكبائر " .


    سير أعلام النبلاء مجلد ١٠ صفحة٤٠٥

يعمل...
X