إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

‎ الإمام عبد الله بن نافع الصائغ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ‎ الإمام عبد الله بن نافع الصائغ

    ‎ عبد الله بن نافع الصائغ


    ‎من كبار فقهاء المدينة بالغ القاضي عياض في تقريظه ، وذكره في صدر كتاب " المدارك " له ،

    فقال ولقد بعث سحنون في محمد بن رزين ، وقد بلغه أنه يروي عن عبد الله بن نافع ، فقال له :

    أنت سمعت من ابن نافع ؟ فقال : أصلحك الله إنما هو الزبيري وليس بالصائغ ، فقال له : فلم دلست

    ؟ ثم قال سحنون : ماذا يخرج بعدي من العقارب ؟ ! فقد رأى سحنون وجوب بيانهما ، وإن كانا

    ثقتين إمامين ، حتى لا تختلط رواياتهما ، فإن الصائغ أكبر وأقدم وأثبت في مالك لطول صحبته له ،

    وهو الذي خلفه في مجلسه بعد ابن كنانة ، وهو الذي يحكي عنه يحيى بن يحيى وسحنون ،

    ويرويان عنه ، ولم يسمع منه سحنون سماعه وإنما سمعه من أشهب كما نذكره بعد . ووفاته سنة

    ست وثمانين ومائة .

    قلت : هذا قد قيل في وفاته ، والأصح ما سنذكره بعد فيها .

    قال ومات الزبيري سنة ست عشرة ومائتين ، وهو شيخ ابن حبيب ، وسعيد بن حسان ، وكثيرا ما

    تختلط روايتهم عند الفقهاء ، حتى لا علم عند أكثرهم بأنهما رجلان ، وربما جاءت رواية أحدهما

    مخالفة لرواية الآخر ، فيقولون : في ذلك اختلاف عن ابن نافع . وقد وهم فيهما عظيم من شيوخ

    الأندلسيين بعد أن فرق بينهما ؛ لكنه زعم أن أحدهما ولد نافع مولى ابن عمر ، وإنما عبد الله بن

    نافع العمري شيخ قديم يذكر مع ابن أبي ذئب ونحوه .

    قلت : وعبد الله الصائغ حديثه مخرج في الكتب الستة سوى " صحيح البخاري " وهو من موالي

    بني مخزوم .

    ‎ولد سنة نيف وعشرين ومائة .

    وحدث عن : محمد بن عبد الله بن حسن الذي قام بالمدينة وقتل وأسامة بن زيد الليثي ، ومالك بن

    أنس ، وابن أبي ذئب ، وسليمان بن يزيد الكعبي صاحب أنس ، وكثير بن عبد الله بن عوف ، وداود

    بن قيس الفراء وخلق سواهم وليس هو بالمتوسع في الحديث جدا ، بل كان بارعا في الفقه .

    حدث عنه : محمد بن عبد الله بن نمير ، وأحمد بن صالح ، وسحنون بن سعيد ، وسلمة بن شبيب ،

    والحسن بن علي الخلال ، ويونس بن عبد الأعلى ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، والزبير بن

    بكار ، وأحمد بن الحسن الترمذي ، وعدة .

    روى أبو طالب عن أحمد بن حنبل قال : كان صاحب رأي مالك .

    ‎وكان يفتي أهل المدينة ، ولم يكن صاحب حديث ، كان ضيقا فيه .

    وقال يحيى بن معين : ثقة .

    وقال البخاري : تعرف وتنكر .

    وقال أبو حاتم : هو لين في حفظه ، وكتابه أصح .

    وقال النسائي : ليس به بأس .

    وقال ابن عدي : روى عن مالك غرائب .

    ‎وقال ابن سعد :
    كان قد لزم مالكا لزوما شديدا ، ثم قال : وهو دون معن ، قال : وتوفي في شهر

    رمضان سنة ست ومائتين .

    قلت : فهذا الصواب في وفاته ، وما عداه ، فوهم وتصحيف .

    ‎وقد أخطأ الإمام أبو أحمد بن عدي في ترجمته خطأ لا يحتمل منه ، وذلك أنه لم يرو في ترجمته

    سوى حديث واحد ، فساقه بإسناده ، إلى عبد الوهاب بن بخت المكي ، عن عبد الله بن نافع ، عن

    هشام بن عروة ، عن أبيه ، فذكر حديثا ، ثم إنه قال : وإذا روى عن عبد الله مثل عبد الوهاب بن

    بخت ، يكون ذلك دليلا على جلالته ، وهو من رواية الكبار عن الصغار .


    قلت : من أين يمكن أن يروي عبد الله بن نافع الصائغ عن هشام ، ولم يأخذ عن أحد حتى مات

    هشام ؟ ومن أين يمكن أن يحدث عبد الوهاب عن الصائغ ، وإنما ولد الصائغ بعد موت عبد الوهاب

    بأعوام عديدة ؟ وإنما عبد الله بن نافع المذكور في الحديث مولى ابن عمر ، مات قديما في دولة أبي

    جعفر المنصور .

    سير أعلام النبلاء مجلد ١٠ صفحة ٣٧١

يعمل...
X