إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة الإمام القدوة الواعظ أبو حازم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة الإمام القدوة الواعظ أبو حازم

    أبو حازم

    سلمة بن دينار ، الإمام القدوة ، الواعظ ، شيخ المدينة النبوية أبو حازم المديني ،

    المخزومي ، مولاهم الأعرج ، الأفزر التمار ، القاص ، الزاهد .


    وقيل ولاؤه لبني ليث . ولد في أيام ابن الزبير وابن عمر .

    وروى عن سهل بن سعد ، وأبي أمامة بن سهل ، وسعيد بن المسيب ، وعبد الله بن

    أبي قتادة ،
    والنعمان بن أبي عياش ،
    وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وأم الدرداء ،

    وعمارة بن عمرو بن حزم ،
    وعبيد الله بن مقسم ، ومسلم بن قرط ،
    ومحمد بن المنكدر

    ،
    وأبي مرة مولى عقيل ، وبعجة بن عبد الله الجهني ، وعدة .

    وروى عن ابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وذلك منقطع .

    روى عنه ابن شهاب ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد ، وعمارة بن غزية ، وزيد بن أبي

    أنيسة ،
    وعبيد الله بن عمر ، والحمادان ، والسفيانان ، ومالك ، وسليمان بن بلال ،

    وأبو غسان محمد بن مطرف ،
    وموسى بن يعقوب ،
    وهشام بن سعد ، وفضيل بن

    سليمان والدراوردي ،
    وعمر بن علي المقدمي ، وعبد العزيز بن أبي حازم وخلق

    سواهم .


    وثقه ابن معين ، وأحمد ، وأبو حاتم . وقال ابن خزيمة : ثقة ، لم يكن في زمانه مثله .

    قال يحيى الوحاظي :قلت لابن أبي حازم : أسمع أبوك من أبي هريرة ؟ .

    قال : من حدثك أن أبي سمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد ، فقد كذب .

    قال ابن عيينة عن أبي حازم :
    إني لأعظ ، وما أرى موضعا ، وما أريد إلا نفسي .

    وروى ابن عيينة عنه قال :
    اشتدت مؤنة الدين والدنيا ، قيل : وكيف ؟ قال : أما الدين

    ، فلا تجد عليه أعوانا ، وأما الدنيا ، فلا تمد يدك إلى شيء منها إلا وجدت فاجرا

    قد سبقك إليه .


    وقال عنه أيضا : ليس للملوك صديق ، ولا للحسود راحة ، والنظر في العواقب

    تلقيح العقول .


    قال سفيان : فذاكرت الزهري هذه الكلمات ، فقال : كان أبو حازم جاري ، وما ظننت

    أنه يحسن مثل هذا .


    وروى عبيد الله بن عمر عن أبي حازم قال : لا تكون عالما حتى يكون فيك ثلاث

    خصال : لا تبغ على من فوقك ، ولا تحقر من دونك ، ولا تأخذ على علمك دنيا .


    وروى يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم قال : ما أحببت أن يكون معك في

    الآخرة ، فاتركه اليوم . وقال : انظر كل عمل كرهت الموت من أجله ، فاتركه ثم لا

    يضرك متى مت .


    وقال : يسير الدنيا يشغل عن كثير الآخرة . وقال : انظر الذي يصلحك فاعمل به ،

    وإن كان فسادا للناس ، وانظر الذي يفسدك فدعه ، وإن كان صلاحا للناس .


    وعنه قال : شيئان إذا عملت بهما ، أصبت خير الدنيا والآخرة ، لا أطول عليك ، قيل

    ما هما ؟ قال : تحمل ما تكره إذا أحبه الله ، وتترك ما تحب إذا كرهه الله .


    وعنه :نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا ، أعظم من نعمته فيما أعطاني منها ،

    لأني رأيته أعطاها قوما فهلكوا .


    وروى محمد بن إسماعيل الصنعاني ، عن ابن عيينة ، قال أبو حازم لجلسائه ،

    وحلف لهم : لقد رضيت منكم أن يبقي أحدكم على دينه كما يبقي على نعله .


    أبو الوليد الطيالسي عن ابن عيينة ، سمعت أبا حازم يقول :لا تعادين رجلا ، ولا

    تناصبنه حتى تنظر إلى سريرته بينه وبين الله ، فإن يكن له سريرة حسنة ، فإن

    الله لم يكن ليخذله بعداوتك . وإن كانت له سريرة رديئة ، فقد كفاك مساوئه . ولو

    أردت أن تعمل به أكثر من معاصي الله ، لم تقدر .


    وروى يحيى بن محمد المدني ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، قلت لأبي حازم :

    إني لأجد شيئا يحزنني ،
    قال : وما هو يا ابن أخي ؟ قلت : حبي للدنيا . قال :اعلم

    أن هذا لشيء ما أعاتب نفسي على بعض شيء حببه الله إلي ; لأن الله قد حبب

    هذه الدنيا إلينا . لتكن معاتبتنا أنفسنا في غير هذا : ألا يدعونا حبها إلى أن نأخذ

    شيئا من شيء يكرهه الله ، ولا أن نمنع شيئا من شيء أحبه الله . فإذا نحن فعلنا

    ذلك لم يضرنا حبنا إياها .


    ضمرة بن ربيعة ، عن ثوابة بن رافع ، قال : قال أبو حازم : وما إبليس ؟ لقد عصي

    فما ضر ، ولقد أطيع فما نفع .


    وعنه :
    ما الدنيا ؟ ما مضى منها ، فحلم ، وما بقي منها ، فأماني .

    وروى يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم قال :السيئ الخلق أشقى الناس به

    نفسه التي بين جنبيه ، هي منه في بلاء ثم زوجته ، ثم ولده ، حتى إنه ليدخل بيته

    ، وإنهم لفي سرور ، فيسمعون صوته فينفرون عنه ، فرقا منه . وحتى إن دابته تحيد

    مما يرميها بالحجارة ، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار ، حتى إن قطه ليفر منه .


    روى أبو نباتة المدني ، عن محمد بن مطرف ، قال : دخلنا على أبي حازم الأعرج ، لما

    حضره الموت ،
    فقلنا : كيف تجدك ؟ قال :أجدني بخير ، راجيا لله ، حسن الظن به .

    إنه - والله - ما يستوي من غدا أو راح يعمر عقد الآخرة لنفسه فيقدمها أمامه قبل أن

    ينزل به الموت حتى يقدم عليها ، فيقوم لها وتقوم له ، ومن غدا أو راح في عقد الدنيا

    يعمرها لغيره ، ويرجع إلى الآخرة لا حظ له فيها ولا نصيب .


    قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : ما رأيت أحدا الحكمة أقرب إلى فيه من أبي حازم .

    يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم
    قال :تجد الرجل يعمل بالمعاصي ، فإذا قيل له

    : أتحب الموت ؟
    قال : لا . وكيف وعندي ما عندي ؟ فيقال له : أفلا تترك ما تعمل ؟

    فيقول :
    ما أريد تركه ، ولا أحب أن أموت حتى أتركه .

    ابن عيينة ، عن أبي حازم قال : وجدت الدنيا شيئين : فشيئا هو لي ، وشيئا لغيري

    . فأما ما كان لغيري ، فلو طلبته بحيلة السماوات والأرض لم أصل إليه . فيمنع رزق

    غيري مني ، كما يمنع رزقي من غيري .


    يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم قال :كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه ، ثم

    لا يضرك متى مت .


    محمد بن مطرف
    ، حدثنا أبو حازم قال : لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله ، إلا

    أحسن الله ما بينه وبين العباد . ولا يعور ما بينه وبين الله إلا عور فيما بينه

    وبين العباد . لمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها . إنك إذا صانعته

    مالت الوجوه كلها إليك ، وإذا استفسدت ما بينه ، شنئتك الوجوه كلها .


    وعن أبي حازم قال :اكتم حسناتك ، كما تكتم سيئاتك .

    سفيان بن وكيع
    ، حدثنا ابن عيينة قال : دخل أبو حازم على أمير المدينة ، فقال له :

    تكلم . قال له : انظر الناس ببابك ، إن أدنيت أهل الخير ، ذهب أهل الشر ، وإن

    أدنيت أهل الشر ، ذهب أهل الخير .


    وقال أبو حازم :لأنا من أن أمنع من الدعاء أخوف مني أن أمنع الإجابة .

    وقال :إن الرجل ليعمل السيئة ، ما عمل حسنة قط أنفع له منها ، وكذا في الحسنة .

    وعن أبي حازم قال :خصلتان ، من يكفل لي بهما ؟ تركك ما تحب ، واحتمالك ما تكره .

    وقيل :إن بعض الأمراء أرسل إلى أبي حازم ، فأتاه وعنده الزهري والإفريقي ،

    وغيرهما ،
    فقال : تكلم يا أبا حازم . فقال أبو حازم : إن خير الأمراء من أحب العلماء ،

    وإن شر العلماء من أحب الأمراء .


    وعن أبي حازم قال :
    إذا رأيت ربك يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه ، فاحذره ، وإذا

    أحببت أخا في الله ، فأقل مخالطته في دنياه .


    قال مصعب بن عبد الله الزبيري :
    أبو حازم أصله فارسي ، وأمه رومية ، وهو مولى

    بني ليث ،
    وكان أشقر ، أفزر ، أحول .


    وقال ابن سعد : كان يقص بعد الفجر وبعد العصر في مسجد المدينة ، ومات في

    خلافة أبي جعفر ، بعد سنة أربعين ومائة
    قال : وكان ثقة كثير الحديث .

    وقال الفلاس
    والترمذي : مات سنة ثلاث وثلاثين .

    وقال خليفة : سنة خمس وثلاثين وقال الهيثم : مات سنة أربعين ومائة .

    وقال يحيى بن معين : مات سنة أربع وأربعين ومائة .

    قلت : آخر من حدث عنه أنس بن عياض الليثي ، وحديثه في الكتب الستة .

    أخبرناعمر بن عبد المنعم ، أنبأنا عبد الصمد بن محمد الحاكم ، أنبأنا علي بن

    المسلم الفقيه ،
    أنبأنا الحسين بن محمد الخطيب ، أنبأنا محمد بن أحمد الصيداوي

    ،
    حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي عباد الصفار بالرملة ، حدثنا
    يونس بن عبد الأعلى

    ،
    حدثنا سفيان ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه

    وسلم - قال : من نابه في صلاته شيء ، فليقل سبحان الله ، إنما التصفيق للنساء

    والتسبيح للرجال .


    هذا حديث صحيح ، أخرجه ابن ماجه عن الثقة ، عن سفيان بن عيينة ، وهو في

    صحيح
    البخاري . من طريق الثوري ، عن أبي حازم الأعرج .

    أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، ويوسف بن أحمد قالا : أنبأنا موسى بن عبد القادر ،

    أنبأنا سعيد بن أحمد ، أنبأنا علي بن أحمد ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي ،

    حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا العطاف بن خالد ، حدثنا

    أبو حازم ،
    عن سهل بن سعد ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
    يقول :

    غدوة في سبيل الله أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها ، وموضع سوط

    في الجنة خير من الدنيا وما فيها .


    أخرجه الترمذي ، من حديث العطاف ، وصححه ، وهو في
    البخاري ومسلم من رواية

    عبد العزيز بن أبي حازم ،
    عن أبيه .

    سير أعلام النبلاء مجلد ٦ صفحة ٩٦




يعمل...
X