المسندي
الإمام الحافظ المجود ، شيخ ما وراء النهر مع محمد بن سلام ، أبوجعفر عبد الله
بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن يمان الجعفي ، مولاهم البخاري ، المعروف
بالمسندي لكثرة اعتنائه بالأحاديث المسندة .
رحل وطوف ، وسمع من : سفيان بن عيينة ، ومروان بن معاوية ، وإسحاق الأزرق ،
وفضيل بن عياض ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرزاق ، وطبقتهم .
حدث عنه : البخاري في " صحيحه " ، والذهلي ، وأبو زرعة الرازي ، وعبيد الله بن
واصل ، والفقيه محمد بن نصر ، وخلق من أهل تلك الديار .
قال أبو حاتم : صدوق .
وقال الحاكم : هو إمام الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة ، وهو أستاذ
البخاري .
قلت : وقد أسلم جد البخاري على يدي يمان جد المسندي .
روى غنجار في" تاريخه " بإسناده : قال البخاري : قال لي الحسن بن شجاع : من
أين يفوتك حديث وأنت وقعت على كنز ؟ يعني المسندي .
توفي المسندي في ذي القعدة سنة تسع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء التسعين
قال أحمد بن سيار : غاب أبو جعفر عن بلده ، وأقام في طلب الحديث في الآفاق ،
وكان يلقب بالمسندي ، وهو من المعروفين من أهل العدالة والصدق ، صاحب سنة
وجماعة وإتقان ، رأيته بواسط ، كان حسن القامة ، أبيض الرأس واللحية ، ورجع
إلى بخارى ومات بها .
وروى عن خلف بن عامر ، عن أبي عبد الله البخاري قال : قال لي الحسن بن شجاع:
أنت من أين يفوتك الحديث وقد وقعت على هذا الكنز - يعني المسندي .
وعن أبي جعفر المسندي قال : ودعت الفضيل بن عياض ، فقلت : أوصني . قال : كن
ذنبا ولا تكن رأسا .
قال البخاري : مات المسندي لست بقين من ذي القعدة سنة تسع .
سير أعلام النبلاء مجلد ١٠ صفحة ٦٥٩