سليمان بن مهران( الأعمش )
الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين أبو محمد الأسدي الكاهلي، مولاهم الكوفي الحافظ. أصله من نواحي الري. فقيل ولد بقرية أمه من أعمال طبرستان في سنة إحدى وستين وقدموا به إلى الكوفة طفلا، وقيل: حملا.
قد رأى أنس بن مالك وحكى عنه، وروى عنه، وعن عبد الله بن أبي أوفى على معنى التدليس. فإن الرجل مع إمامته كان مدلسا، وروى عن أبي وائل، وزيد بن وهب، وأبي عمرو الشيباني، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان، ومجاهد، وأبي ظبيان، وخثيمة بن عبد الرحمن، وزر بن حبيش، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وكميل بن زياد، والمعرور بن سويد. والوليد بن عبادة بن الصامت، وتميم بن سلمة، وسالم بن أبي الجعد، وعبد الله بن مرة الهمداني، وعمارة بن عمير الليثي، وقيس بن أبي حازم، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وهلال بن يساف، وأبي حازم الأشجعي سلمان، وأبي العالية الرياحي، وإسماعيل بن رجاء، وثابت بن عبيد، وأبي بشر، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم، وذر بن عبد الله، وزياد بن الحصين، وسعيد بن عبيدة، والشعبي، والمنهال بن عمرو، وأبي سبرة النخعي، وأبي السفر الهمداني، وعمر بن مرة، ويحيى بن وثاب، وخلق كثير من كبار التابعين، وغيرهم.
روى عنه: الحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق السبيعي، وطلحة بن مصرف، وحبيب بن أبي ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وأيوب السختياني، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وأبان بن تغلب، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وهم كلهم من أقرانه، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وسعيد بن أبي عروبة، وابن إسحاق، وشعبة، ومعمر، وسفيان، وشيبان، وجرير بن حازم، وزائدة، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، وعلي بن مسهر، ووكيع، وأبو أسامة، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن بشير، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وسعد بن الصلت، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحمن بن مغراء، وعثّام بن علي، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد القطان، ويونس بن بكير، ويعلى بن عبيد، وجعفر بن عون، والخريبي، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وخلق كثير، آخرهم وفاة يحيى بن هاشم السمسار، أحد التلفى.
وقد قرأ القرآن على يحيى بن وثاب مقرئ العراق. وقيل: إنه تلا على أبي العالية الرياحي، وذلك ممكن. قرأ عليه حمزة الزيات، وزائدة بن قدامة، وقرأ الكسائي على زائدة بحروف الأعمش. قال علي بن المديني: له نحو من ألف وثلاث مائة حديث.
قال سفيان بن عيينة: كان الأعمش أقرأَهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.
وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام.
قال وكيع بن الجراح: كان الأعمش، قريبا من سبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى.
وقال عبد الله الخريبي: ما خلف الأعمش أعبد منه.
وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وبتًّا تسيل خيوطه على رجليه. ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم، من كان يأتيني لو كنت بقالا؟ كان يقدر الناس أن يشتروا مني.
قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول: كانوا يقرءون على يحيى بن وثاب، فلما مات أحدقوا بي.
وقال أبو أسامة: قال الأعمش: ما أطفتم بأحد إلا حملتموه على الكذب.
الأشج: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش قال: استعان بي مالك بن الحارث في حاجة، فجئت في قباء مخرق. فقال لي: لو لبست ثوبا غيره، فقلت: امش فإنما حاجتك بيد الله، قال: فجعل يقول في المسجد: ما صرت مع سليمان إلا غلاما.
قال ابن إدريس: سئل الأعمش عن حديث فامتنع، فلم يزالوا به حتى استخرجوه منه. فلما حدث به، ضرب مثلا فقال: جاء قفَّافٌ بدراهم إلى صيرفي يريه إياها، فلما ذهب يزنها، وجدها تنقص سبعين، فقال: عجـبت عجيبـة مـن ذئب سوء أصـاب فريسـة مـن ليث غـاب فقـفّ بكفـه سـبعيـن مـنهـا تنقَّاها مـن السـود الصـــلاب فـإن أخدع فقد يخـدع ويؤخـذ عتيـق الطير مـن جـو السحـاب.
وقال نعيم بن حماد: حدثنا ابن عيينة قال: لو رأيت الأعمش وعليه فرو غليظ وخفان، أظنه قال: غليظان، كأنه إنسان سائل. فقال يوما: لولا القرآن، وهذا العلم عندي، لكنت من بقالي الكوفة.
أخبرنا علي بن أحمد في كتابه، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا عبيد الله بن حباية، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا الأعمش، قال: دخلت على مجاهد، فلما خرجت من عنده، تبعني بعض أصحابه فقال: سمعت مجاهدا يقول: لو كانت بي قوة، لاختلفت إلى هذا - يعني الأعمش.
وبه إلى البغوي، حدثني أبو سعيد، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، سمعت الأعمش يقول: انظروا: لا تنثروا هذه الدنانير على الكنائس.
وسمعته يقول: لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير.
وبه حدثني زياد بن أيوب، حدثنا أبو سفيان الخميري، عن سفيان بن حسين قال: خرج الأعمش إلى بعض السواد فأتاه قوم فسألوه عن الحديث، قال: فقال له جلساؤه: لو حدثت هؤلاء المساكين؟ فقال: من يعلق الدر على الخنازير؟ !.
حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن إدريس عن الأعمش قال: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط فذكر حديثا. فقلت: من ذكر هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الخوارج. فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أمر ببعرة ولا خنفس إلا حملتها؟ !.
حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي، عن أبي ربعي، عن الأعمش قال: العمالقة حرورية بني إسرائيل.
حدثني زياد بن أيوب، حدثنا ابن أبي زائدة، حدثنا الأعمش: دخل عليّ إبراهيم يعودني. وكان يمازحني، فقال: أما أنت فتعرف في منزلة: أنه ليس من القريتين عظيم.
حدثني محمد بن إسحاق، حدثنا ابن عمير، سمعت أبا خالد الأحمر، سمعت الأعمش يقول: كتبت عن أبي صالح ألف حديث.
حدثني أبو سعيد، حدثنا ابن إدريس، قال لي الأعمش: أما تعجب من عبد الملك بن أبجر قال: جاءني رجل فقال: إني لم أمرض، وأنا أشتهي أن أمرض، قال: فقلت: احمَدِ الله على العافية. قال: أنا أشتهي أن أمرض. قال: كل سمكا مالحا، واشرب نبيذا مريسا، واقعد في الشمس، واستمرض الله. فجعل الأعمش يضحك ويقول: كأنما قال له واستشف الله -عز وجل.
حدثني أبو سعيد، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش قال: بلغني أن الرجل إذا نام حتى يصبح يعني لم يصل - توركه الشيطان فبال في أذنه. وأنا أرى أنه قد سلح في حلقي الليلة، وذلك أنه كان يسعل.
حدثني صالح، حدثني علي، سمعت يحيى يقول: دخل محمد بن إسحاق على الأعمش، فكلموه فيه ونحن قعود، ثم خرج الأعمش وتركه في البيت. فلما ذهب قال الأعمش: قلت له: شقيق، فقال: قل: أبو وائل، قال: وقال: زودني من حديثك حتى آتي به المدينة. قال: قلت: صار حديثي طعاما. وكنت آتي شقيق بن سلمة، وبنو عمه يلعبون بالنرد والشطرنج، فيقول: سمعت أسامة بن زيد، وسمعت عبد الله، وهم لا يدرون فيم نحن؟.
حدثنا محمد بن يزيد الكوفي، أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: كان الأعمش إذا حدث ثلاثة أحاديث، قال: قد جاءكم السيل. يقول أبو بكر: وأنا مثل الأعمش.
قال: وحدثني الأعمش قال إبراهيم: من تأتي اليوم؟ قلت: أبا وائل. قال: أما إنه قد كان يعد من خيار أصحاب عبد الله، فقال لي أبو وائل: ما يمنعك أن تأتينا، فاعتذرت إليه، قال: أما إنه ما هو بأبغض إلي أن تأتيني. فقلت له: كم أكثر من كنت ترى عند إبراهيم؟ قال: ثلاثة، أربعة، اثنين.
حدثنا محمد بن يزيد، أخبرنا أبو بكر، عن الأعمش، قال: خرج مالك إلى متنزه له، فمطرت السماء، فرفع رأسه، فقال: لئن لم تكف لأوذينك. قال: فأمسك المطر. فقيل له: أي شيء أردت أن تصنع؟ قال: أن لا أدع من يوحده إلا قتلته. فعلمت أن الله يحفظ عبده المؤمن.
حدثنا محمد، أخبرنا أبو بكر، قال لي سفيان التمار: أتتني أم الأعمش به فأسلمته إلي وهو غلام فذكرت ذلك للأعمش فقال: ويل أمه ما أكبره!.
ابن الأعرابي في "معجمه": سمعت الدقيقي، سمعت علي بن الحسن بن سليمان، سمعت أبا معاوية، سمعت الأعمش يقول: تزوج جني إلينا فقلنا: إيش تشتهون من الطعام؟ قال: الأرز. فأتينا بالأرز. فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا. قلت: فيكم هذه الأهواء؟ قال نعم.
حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو خالد، ذكر الأعمش يعني حديث ذاك بال الشيطان في أذنه فقال: ما أرى عيني عمشت إلا من كثرة ما يبول الشيطان في أذني. وما أظنه فعل هذا قط. قلت: يريد أن الأعمش كان صاحب ليل وتعبد.
حدثنا زياد بن أيوب، سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله ولا أجود حديثا من الأعمش، ولا أفهم، ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.
حدثني أحمد بن زهير، سمعت إبراهيم بن عرعرة، سمعت يحيى القطان، إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول، وهو علامة الإسلام. وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول.
حدثنا علي بن سهل، أخبرنا عفان، أخبرنا أبو عوانة، قال: جاء رقبة إلى الأعمش، فسأله عن شيء فكلح في وجهه، فقال له رقبة: أما والله ما علمتك لدائم القطوب، سريع الملال، مستخف بحق الزوار، لكأنما تسعط الخردل إذا سئلت الحكمة.
وبه قال أبو عوانة: كانت للأعمش عندي بضاعة، فكنت آتيه فأقول: قد ربحت كذا وربحت كذا. وما حركتها.
حدثنا محمد بن هارون، أخبرنا نعيم بن حماد، أخبرنا سفيان عن عاصم، سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول: ما أحد أعلم بحديث ابن مسعود من الأعمش.
ثم قال نعيم: وسمعت ابن المبارك يقول: سمعت الأعمش يحلف أن لا يحدثني، ويقول: لا أحدث قوما وهذا التركي فيهم.
وسمعت جريرا يقول: كنا نرقعها عند الأعمش، ولم يكن فينا أحفظ من أبي معاوية.
وسمعت ابن عيينة يقول: سمعت الأعمش يقول: ليس بيننا وبين القوم إلا ستر.
حدثنا محمود بن غيلان قال: قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية: أما أنت، فقد ربطت رأس كبشك. قلت: يعني وعى عنه علما جما.
حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا حفص بن غياث، سمعت الأعمش يقول: كنت إذا خلوت بأبي إسحاق حدثنا بحديث عبد الله، غضا ليس عليه غبار.
حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا ابن إدريس، قال: سألت الأعمش عن حديث، فقال: لا أجيبك إلى الأضحى. فقلت: لا أتيك إلى الأضحى. فمكثت حتى حان وقتي ووقته، ثم أتيت المسجد فلم أكلمه، وجلست ناحية، وحوله جماعة، وابنه يكتب في الأرض: سلوه عن كذا، سلوه عن كذا، فإذا دخل رجل لم يسلم، فإذا أراد أن يبزق خرج. فقلت: يا أبا محمد ما هذا الذي حدث في مجلسك؟ فقال: ابن إدريس؟ قلت: نعم. فسلم علي سلاما لم يكن لسلمه علي قبل ذلك، وساءلني مساءلة لم يكن يسألني عنها. وكان يعجبه أن يكون للعربي مرارة.
حدثنا أبو سعيد، أخبرنا أبو خالد: كنا عند الأعمش فسألوه عن حديث. فقال لابن المختار: ترى أحدا من أصحاب الحديث؟ فغمض عينيه وقال: ما أرى أحدا يا أبا محمد. فحدث به.
حدثني أبو سعيد، أخبرنا أبو خالد الأحمر، سمعت الأعمش يقول: ما ظنكم برجل أعور، عليه قباء وملحفة موردة، جالسا مع الشريط، يعني إبراهيم.
حدثني أبو سعيد الأشج، حدثني محمد بن يحيى الجعفي، عن حفص بن غياث قال: قيل للأعمش أيام زيد: لو خرجت؟ قال: ويلكم ! والله ما أعرف أحدا أجعل عرضي دونه. فكيف أجعل ديني دونه؟ !.
حدثني أبو سعيد، أخبرنا ابن نمير، عن الأعمش قال: كنت آتي مجاهدا فيقول: لو كنت أطيق المشي لجئتك.
حدثنا محمد بن يزيد، أخبرنا أبو بكر بن عياش، أخبرنا مغيرة قال: لما مات إبراهيم، اختلفت إلى الأعمش في الفرائض.
حدثني ابن زنجويه، أخبرنا نعيم بن حماد، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، قال: إني لأسمع الحديث فأنظر ما يؤخذ منه فآخذه وأدع سائره.
قال وكيع: جاءوا إلى الأعمش يوما، فخرج، وقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم.
قيل: إن أبا داود الحائك سأل الأعمش: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء. قال: وما تقول في شهادته؟ قال: يقبل مع عدلين.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: الأعمش ثقة ثبت. كان محدث الكوفة في زمانه. يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث، ولم يكن له كتاب. قال: وكان يُقرئ القرآن و هو رأس فيه. وكان فصيحا. وكان أبوه من سبي الديلم، وكان عسرا سيئ الخلق، وكان لا يلحن حرفا، وكان عالما بالفرائض. وكان فيه تشيع. ولم يختم عليه سوى ثلاثة: طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأفضل وأبان بن تغلب، وأبو عبيدة بن معن. قلت: مراد العجلي أنهم ختموا عليه تلقينا، وإلا فقد ختم عليه حمزة وغيره عرضا.
قال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته.
قلت: كان عزيز النفس، قنوعا، وله رزق على بيت المال، في الشهر خمسة دنانير قررت له في أواخر عمره. وكان والد وكيع وهو الجراح بن مليح على بيت المال، فلما أتاه وكيع ليأخذ قال له: ائتني من أبيك بعطائي حتى أحدثك بخمسة أحاديث.
روى علي بن عثام بن علي، عن أبيه قال: قيل للأعمش: ألا تموت فنحدث عنك؟ فقال: كم من حُبٍّ أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة.
وورد أن الأعمش قرأ القرآن على زيد بن وهب، وزر بن حبيش، وإبراهيم النخعي. وأنه عرض على أبي عالية الرياحي، وعلى مجاهد، وعاصم بن بهدلة، وأبي حصين. وله قراءة شاذة ليس طريقها بالمشهور.
قال أبو بكر بن عياش: كان الأعمش يعرض القرآن، فيمسكون عليه المصاحف، فلا يخطئ في حرف.
التبوذكي: عن أبي عوانة قال: أعطيت امرأة الأعمش خمارا. فكنت إذا جئت، أخذت بيده، فأخرجته إلي، فقلت له: إن لي إليك حاجة، قال: ما هي؟ قلت: إن لم تقضها فلا تغضب علي. قال: ليس قلبي في يدي. قلت: أمْلِ علي. قال: لا أفعل.
علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة.
ففي حديث الأعمش اضطراب كثير.
إسحاق بن راهويه: حدثنا وكيع، سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة، لصليت الفجر، ثم تسحرت .
قال عيسى بن يونس: أرسل الأمير عيسى بن موسى إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة ليكتب فيها حديثا، فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ووجه بها إليه. فبعث إليه: يا ابن الفاعلة، ظننت أني لا أحسن كتاب الله؟. فبعث إليه: أظننت أني أبيع الحديث؟.
يتبع إن شاء الله
الإمام شيخ الإسلام، شيخ المقرئين والمحدثين أبو محمد الأسدي الكاهلي، مولاهم الكوفي الحافظ. أصله من نواحي الري. فقيل ولد بقرية أمه من أعمال طبرستان في سنة إحدى وستين وقدموا به إلى الكوفة طفلا، وقيل: حملا.
قد رأى أنس بن مالك وحكى عنه، وروى عنه، وعن عبد الله بن أبي أوفى على معنى التدليس. فإن الرجل مع إمامته كان مدلسا، وروى عن أبي وائل، وزيد بن وهب، وأبي عمرو الشيباني، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان، ومجاهد، وأبي ظبيان، وخثيمة بن عبد الرحمن، وزر بن حبيش، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وكميل بن زياد، والمعرور بن سويد. والوليد بن عبادة بن الصامت، وتميم بن سلمة، وسالم بن أبي الجعد، وعبد الله بن مرة الهمداني، وعمارة بن عمير الليثي، وقيس بن أبي حازم، ومحمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وهلال بن يساف، وأبي حازم الأشجعي سلمان، وأبي العالية الرياحي، وإسماعيل بن رجاء، وثابت بن عبيد، وأبي بشر، وحبيب بن أبي ثابت، والحكم، وذر بن عبد الله، وزياد بن الحصين، وسعيد بن عبيدة، والشعبي، والمنهال بن عمرو، وأبي سبرة النخعي، وأبي السفر الهمداني، وعمر بن مرة، ويحيى بن وثاب، وخلق كثير من كبار التابعين، وغيرهم.
روى عنه: الحكم بن عتيبة، وأبو إسحاق السبيعي، وطلحة بن مصرف، وحبيب بن أبي ثابت، وعاصم بن أبي النجود، وأيوب السختياني، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وسهيل بن أبي صالح، وأبان بن تغلب، وخالد الحذاء، وسليمان التيمي، وإسماعيل بن أبي خالد، وهم كلهم من أقرانه، وأبو حنيفة، والأوزاعي، وسعيد بن أبي عروبة، وابن إسحاق، وشعبة، ومعمر، وسفيان، وشيبان، وجرير بن حازم، وزائدة، وجرير بن عبد الحميد، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، وعلي بن مسهر، ووكيع، وأبو أسامة، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن بشير، وإسحاق بن يوسف الأزرق، وسعد بن الصلت، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحمن بن مغراء، وعثّام بن علي، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن سعيد القطان، ويونس بن بكير، ويعلى بن عبيد، وجعفر بن عون، والخريبي، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وخلق كثير، آخرهم وفاة يحيى بن هاشم السمسار، أحد التلفى.
وقد قرأ القرآن على يحيى بن وثاب مقرئ العراق. وقيل: إنه تلا على أبي العالية الرياحي، وذلك ممكن. قرأ عليه حمزة الزيات، وزائدة بن قدامة، وقرأ الكسائي على زائدة بحروف الأعمش. قال علي بن المديني: له نحو من ألف وثلاث مائة حديث.
قال سفيان بن عيينة: كان الأعمش أقرأَهم لكتاب الله، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض.
وقال يحيى القطان: هو علامة الإسلام.
قال وكيع بن الجراح: كان الأعمش، قريبا من سبعين سنة، لم تفته التكبيرة الأولى.
وقال عبد الله الخريبي: ما خلف الأعمش أعبد منه.
وقال ابن عيينة: رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وبتًّا تسيل خيوطه على رجليه. ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم، من كان يأتيني لو كنت بقالا؟ كان يقدر الناس أن يشتروا مني.
قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول: كانوا يقرءون على يحيى بن وثاب، فلما مات أحدقوا بي.
وقال أبو أسامة: قال الأعمش: ما أطفتم بأحد إلا حملتموه على الكذب.
الأشج: حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الأعمش قال: استعان بي مالك بن الحارث في حاجة، فجئت في قباء مخرق. فقال لي: لو لبست ثوبا غيره، فقلت: امش فإنما حاجتك بيد الله، قال: فجعل يقول في المسجد: ما صرت مع سليمان إلا غلاما.
قال ابن إدريس: سئل الأعمش عن حديث فامتنع، فلم يزالوا به حتى استخرجوه منه. فلما حدث به، ضرب مثلا فقال: جاء قفَّافٌ بدراهم إلى صيرفي يريه إياها، فلما ذهب يزنها، وجدها تنقص سبعين، فقال: عجـبت عجيبـة مـن ذئب سوء أصـاب فريسـة مـن ليث غـاب فقـفّ بكفـه سـبعيـن مـنهـا تنقَّاها مـن السـود الصـــلاب فـإن أخدع فقد يخـدع ويؤخـذ عتيـق الطير مـن جـو السحـاب.
وقال نعيم بن حماد: حدثنا ابن عيينة قال: لو رأيت الأعمش وعليه فرو غليظ وخفان، أظنه قال: غليظان، كأنه إنسان سائل. فقال يوما: لولا القرآن، وهذا العلم عندي، لكنت من بقالي الكوفة.
أخبرنا علي بن أحمد في كتابه، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي، أنبأنا عبد الله بن محمد، أنبأنا عبيد الله بن حباية، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا الأعمش، قال: دخلت على مجاهد، فلما خرجت من عنده، تبعني بعض أصحابه فقال: سمعت مجاهدا يقول: لو كانت بي قوة، لاختلفت إلى هذا - يعني الأعمش.
وبه إلى البغوي، حدثني أبو سعيد، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، سمعت الأعمش يقول: انظروا: لا تنثروا هذه الدنانير على الكنائس.
وسمعته يقول: لا تنثروا اللؤلؤ تحت أظلاف الخنازير.
وبه حدثني زياد بن أيوب، حدثنا أبو سفيان الخميري، عن سفيان بن حسين قال: خرج الأعمش إلى بعض السواد فأتاه قوم فسألوه عن الحديث، قال: فقال له جلساؤه: لو حدثت هؤلاء المساكين؟ فقال: من يعلق الدر على الخنازير؟ !.
حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن إدريس عن الأعمش قال: جلست إلى إياس بن معاوية بواسط فذكر حديثا. فقلت: من ذكر هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الخوارج. فقلت: أتضرب لي هذا المثل، تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أمر ببعرة ولا خنفس إلا حملتها؟ !.
حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي، عن أبي ربعي، عن الأعمش قال: العمالقة حرورية بني إسرائيل.
حدثني زياد بن أيوب، حدثنا ابن أبي زائدة، حدثنا الأعمش: دخل عليّ إبراهيم يعودني. وكان يمازحني، فقال: أما أنت فتعرف في منزلة: أنه ليس من القريتين عظيم.
حدثني محمد بن إسحاق، حدثنا ابن عمير، سمعت أبا خالد الأحمر، سمعت الأعمش يقول: كتبت عن أبي صالح ألف حديث.
حدثني أبو سعيد، حدثنا ابن إدريس، قال لي الأعمش: أما تعجب من عبد الملك بن أبجر قال: جاءني رجل فقال: إني لم أمرض، وأنا أشتهي أن أمرض، قال: فقلت: احمَدِ الله على العافية. قال: أنا أشتهي أن أمرض. قال: كل سمكا مالحا، واشرب نبيذا مريسا، واقعد في الشمس، واستمرض الله. فجعل الأعمش يضحك ويقول: كأنما قال له واستشف الله -عز وجل.
حدثني أبو سعيد، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش قال: بلغني أن الرجل إذا نام حتى يصبح يعني لم يصل - توركه الشيطان فبال في أذنه. وأنا أرى أنه قد سلح في حلقي الليلة، وذلك أنه كان يسعل.
حدثني صالح، حدثني علي، سمعت يحيى يقول: دخل محمد بن إسحاق على الأعمش، فكلموه فيه ونحن قعود، ثم خرج الأعمش وتركه في البيت. فلما ذهب قال الأعمش: قلت له: شقيق، فقال: قل: أبو وائل، قال: وقال: زودني من حديثك حتى آتي به المدينة. قال: قلت: صار حديثي طعاما. وكنت آتي شقيق بن سلمة، وبنو عمه يلعبون بالنرد والشطرنج، فيقول: سمعت أسامة بن زيد، وسمعت عبد الله، وهم لا يدرون فيم نحن؟.
حدثنا محمد بن يزيد الكوفي، أخبرنا أبو بكر بن عياش قال: كان الأعمش إذا حدث ثلاثة أحاديث، قال: قد جاءكم السيل. يقول أبو بكر: وأنا مثل الأعمش.
قال: وحدثني الأعمش قال إبراهيم: من تأتي اليوم؟ قلت: أبا وائل. قال: أما إنه قد كان يعد من خيار أصحاب عبد الله، فقال لي أبو وائل: ما يمنعك أن تأتينا، فاعتذرت إليه، قال: أما إنه ما هو بأبغض إلي أن تأتيني. فقلت له: كم أكثر من كنت ترى عند إبراهيم؟ قال: ثلاثة، أربعة، اثنين.
حدثنا محمد بن يزيد، أخبرنا أبو بكر، عن الأعمش، قال: خرج مالك إلى متنزه له، فمطرت السماء، فرفع رأسه، فقال: لئن لم تكف لأوذينك. قال: فأمسك المطر. فقيل له: أي شيء أردت أن تصنع؟ قال: أن لا أدع من يوحده إلا قتلته. فعلمت أن الله يحفظ عبده المؤمن.
حدثنا محمد، أخبرنا أبو بكر، قال لي سفيان التمار: أتتني أم الأعمش به فأسلمته إلي وهو غلام فذكرت ذلك للأعمش فقال: ويل أمه ما أكبره!.
ابن الأعرابي في "معجمه": سمعت الدقيقي، سمعت علي بن الحسن بن سليمان، سمعت أبا معاوية، سمعت الأعمش يقول: تزوج جني إلينا فقلنا: إيش تشتهون من الطعام؟ قال: الأرز. فأتينا بالأرز. فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا. قلت: فيكم هذه الأهواء؟ قال نعم.
حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو خالد، ذكر الأعمش يعني حديث ذاك بال الشيطان في أذنه فقال: ما أرى عيني عمشت إلا من كثرة ما يبول الشيطان في أذني. وما أظنه فعل هذا قط. قلت: يريد أن الأعمش كان صاحب ليل وتعبد.
حدثنا زياد بن أيوب، سمعت هشيما يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله ولا أجود حديثا من الأعمش، ولا أفهم، ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.
حدثني أحمد بن زهير، سمعت إبراهيم بن عرعرة، سمعت يحيى القطان، إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول، وهو علامة الإسلام. وكان يحيى يلتمس الحائط حتى يقوم في الصف الأول.
حدثنا علي بن سهل، أخبرنا عفان، أخبرنا أبو عوانة، قال: جاء رقبة إلى الأعمش، فسأله عن شيء فكلح في وجهه، فقال له رقبة: أما والله ما علمتك لدائم القطوب، سريع الملال، مستخف بحق الزوار، لكأنما تسعط الخردل إذا سئلت الحكمة.
وبه قال أبو عوانة: كانت للأعمش عندي بضاعة، فكنت آتيه فأقول: قد ربحت كذا وربحت كذا. وما حركتها.
حدثنا محمد بن هارون، أخبرنا نعيم بن حماد، أخبرنا سفيان عن عاصم، سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول: ما أحد أعلم بحديث ابن مسعود من الأعمش.
ثم قال نعيم: وسمعت ابن المبارك يقول: سمعت الأعمش يحلف أن لا يحدثني، ويقول: لا أحدث قوما وهذا التركي فيهم.
وسمعت جريرا يقول: كنا نرقعها عند الأعمش، ولم يكن فينا أحفظ من أبي معاوية.
وسمعت ابن عيينة يقول: سمعت الأعمش يقول: ليس بيننا وبين القوم إلا ستر.
حدثنا محمود بن غيلان قال: قال أبو نعيم: سمعت الأعمش يقول لأبي معاوية: أما أنت، فقد ربطت رأس كبشك. قلت: يعني وعى عنه علما جما.
حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا حفص بن غياث، سمعت الأعمش يقول: كنت إذا خلوت بأبي إسحاق حدثنا بحديث عبد الله، غضا ليس عليه غبار.
حدثنا أبو سعيد الأشج، أخبرنا ابن إدريس، قال: سألت الأعمش عن حديث، فقال: لا أجيبك إلى الأضحى. فقلت: لا أتيك إلى الأضحى. فمكثت حتى حان وقتي ووقته، ثم أتيت المسجد فلم أكلمه، وجلست ناحية، وحوله جماعة، وابنه يكتب في الأرض: سلوه عن كذا، سلوه عن كذا، فإذا دخل رجل لم يسلم، فإذا أراد أن يبزق خرج. فقلت: يا أبا محمد ما هذا الذي حدث في مجلسك؟ فقال: ابن إدريس؟ قلت: نعم. فسلم علي سلاما لم يكن لسلمه علي قبل ذلك، وساءلني مساءلة لم يكن يسألني عنها. وكان يعجبه أن يكون للعربي مرارة.
حدثنا أبو سعيد، أخبرنا أبو خالد: كنا عند الأعمش فسألوه عن حديث. فقال لابن المختار: ترى أحدا من أصحاب الحديث؟ فغمض عينيه وقال: ما أرى أحدا يا أبا محمد. فحدث به.
حدثني أبو سعيد، أخبرنا أبو خالد الأحمر، سمعت الأعمش يقول: ما ظنكم برجل أعور، عليه قباء وملحفة موردة، جالسا مع الشريط، يعني إبراهيم.
حدثني أبو سعيد الأشج، حدثني محمد بن يحيى الجعفي، عن حفص بن غياث قال: قيل للأعمش أيام زيد: لو خرجت؟ قال: ويلكم ! والله ما أعرف أحدا أجعل عرضي دونه. فكيف أجعل ديني دونه؟ !.
حدثني أبو سعيد، أخبرنا ابن نمير، عن الأعمش قال: كنت آتي مجاهدا فيقول: لو كنت أطيق المشي لجئتك.
حدثنا محمد بن يزيد، أخبرنا أبو بكر بن عياش، أخبرنا مغيرة قال: لما مات إبراهيم، اختلفت إلى الأعمش في الفرائض.
حدثني ابن زنجويه، أخبرنا نعيم بن حماد، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، قال: إني لأسمع الحديث فأنظر ما يؤخذ منه فآخذه وأدع سائره.
قال وكيع: جاءوا إلى الأعمش يوما، فخرج، وقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم.
قيل: إن أبا داود الحائك سأل الأعمش: ما تقول يا أبا محمد في الصلاة خلف الحائك؟ فقال: لا بأس بها على غير وضوء. قال: وما تقول في شهادته؟ قال: يقبل مع عدلين.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: الأعمش ثقة ثبت. كان محدث الكوفة في زمانه. يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث، ولم يكن له كتاب. قال: وكان يُقرئ القرآن و هو رأس فيه. وكان فصيحا. وكان أبوه من سبي الديلم، وكان عسرا سيئ الخلق، وكان لا يلحن حرفا، وكان عالما بالفرائض. وكان فيه تشيع. ولم يختم عليه سوى ثلاثة: طلحة بن مصرف وكان أسن منه وأفضل وأبان بن تغلب، وأبو عبيدة بن معن. قلت: مراد العجلي أنهم ختموا عليه تلقينا، وإلا فقد ختم عليه حمزة وغيره عرضا.
قال عيسى بن يونس: لم نر نحن مثل الأعمش، وما رأيت الأغنياء عند أحد أحقر منهم عنده مع فقره وحاجته.
قلت: كان عزيز النفس، قنوعا، وله رزق على بيت المال، في الشهر خمسة دنانير قررت له في أواخر عمره. وكان والد وكيع وهو الجراح بن مليح على بيت المال، فلما أتاه وكيع ليأخذ قال له: ائتني من أبيك بعطائي حتى أحدثك بخمسة أحاديث.
روى علي بن عثام بن علي، عن أبيه قال: قيل للأعمش: ألا تموت فنحدث عنك؟ فقال: كم من حُبٍّ أصبهاني قد انكسر على رأسه كيزان كثيرة.
وورد أن الأعمش قرأ القرآن على زيد بن وهب، وزر بن حبيش، وإبراهيم النخعي. وأنه عرض على أبي عالية الرياحي، وعلى مجاهد، وعاصم بن بهدلة، وأبي حصين. وله قراءة شاذة ليس طريقها بالمشهور.
قال أبو بكر بن عياش: كان الأعمش يعرض القرآن، فيمسكون عليه المصاحف، فلا يخطئ في حرف.
التبوذكي: عن أبي عوانة قال: أعطيت امرأة الأعمش خمارا. فكنت إذا جئت، أخذت بيده، فأخرجته إلي، فقلت له: إن لي إليك حاجة، قال: ما هي؟ قلت: إن لم تقضها فلا تغضب علي. قال: ليس قلبي في يدي. قلت: أمْلِ علي. قال: لا أفعل.
علي بن سعيد النسوي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: منصور أثبت أهل الكوفة.
ففي حديث الأعمش اضطراب كثير.
إسحاق بن راهويه: حدثنا وكيع، سمعت الأعمش يقول: لولا الشهرة، لصليت الفجر، ثم تسحرت .
قال عيسى بن يونس: أرسل الأمير عيسى بن موسى إلى الأعمش بألف درهم وصحيفة ليكتب فيها حديثا، فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم و قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ووجه بها إليه. فبعث إليه: يا ابن الفاعلة، ظننت أني لا أحسن كتاب الله؟. فبعث إليه: أظننت أني أبيع الحديث؟.
يتبع إن شاء الله
تعليق