سنة ثمانين ومائة من الهجرة
وفيها توفي :
سيبويه
إمام النحاة ، واسمه : عمرو بن عثمان بن قنبر ، أبو بشر ، المعروف : بسيبويه ، مولى بني الحارث بن كعب .
وقيل : مولى آل الربيع بن زياد .
وإنما سمي سيبويه لأن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك ، ومعنى سيبويه : رائحة التفاح ، وقد كان في ابتداء أمره يصحب أهل الحديث والفقهاء ، وكان يستملي على حماد بن سلمة ، فلحن يوما فرد عليه قوله فأنف من ذلك ، فلزم الخليل بن أحمد فبرع في النحو ، ودخل بغداد وناظر الكسائي .
وكان سيبويه شابا حسنا جميلا نظيفا ، وقد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب مع كل أهل أدب بسهم مع حداثة سنه .
وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه ، وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره ، واستخرجوا من درره ، ولم يبلغوا إلى قعره .
وقد زعم ثعلب أنه لم ينفرد بتصنيفه ، بل ساعده جماعة في تصنيفه نحوا من أربعين نفسا هو أحدهم ، وهو أصول الخليل ، فادعاه سيبويه إلى نفسه .
وقد استبعد ذلك السيرافي في كتاب طبقات النحاة .
قال : وقد أخذ سيبويه اللغات عن أبي الخطاب ، والأخفش ، وغيرهما .
وكان سيبويه يقول : سعيد بن أبي العروبة ، والعروبة يوم الجمعة .
وكان يقول : من قال عروبة فقد أخطأ .
فذكر ذلك ليونس فقال : أصاب لله دره .
وقد ارتحل إلى خراسان ليحظى عند طلحة بن طاهر فإنه كان يحب النحو فمرض هناك مرضه الذي توفي فيه فتمثل عند الموت :
يؤمل دنيا لتبقى له * فمات المؤمل قبل الأمل
يربي فسيلا ليبقى له * فعاش الفسيل ومات الرجل
ويقال : إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه فدمعت عين أخيه فاستفاق فرآه يبكي فقال :
وكنا جميعا فرَّق الدهر بيننا * إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا
قال الخطيب البغدادي : يقال : إنه توفي وعمره ثنتان وثلاثون سنة
وفيها توفي :
سيبويه
إمام النحاة ، واسمه : عمرو بن عثمان بن قنبر ، أبو بشر ، المعروف : بسيبويه ، مولى بني الحارث بن كعب .
وقيل : مولى آل الربيع بن زياد .
وإنما سمي سيبويه لأن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك ، ومعنى سيبويه : رائحة التفاح ، وقد كان في ابتداء أمره يصحب أهل الحديث والفقهاء ، وكان يستملي على حماد بن سلمة ، فلحن يوما فرد عليه قوله فأنف من ذلك ، فلزم الخليل بن أحمد فبرع في النحو ، ودخل بغداد وناظر الكسائي .
وكان سيبويه شابا حسنا جميلا نظيفا ، وقد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب مع كل أهل أدب بسهم مع حداثة سنه .
وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه ، وشرحه أئمة النحاة بعده فانغمروا في لجج بحره ، واستخرجوا من درره ، ولم يبلغوا إلى قعره .
وقد زعم ثعلب أنه لم ينفرد بتصنيفه ، بل ساعده جماعة في تصنيفه نحوا من أربعين نفسا هو أحدهم ، وهو أصول الخليل ، فادعاه سيبويه إلى نفسه .
وقد استبعد ذلك السيرافي في كتاب طبقات النحاة .
قال : وقد أخذ سيبويه اللغات عن أبي الخطاب ، والأخفش ، وغيرهما .
وكان سيبويه يقول : سعيد بن أبي العروبة ، والعروبة يوم الجمعة .
وكان يقول : من قال عروبة فقد أخطأ .
فذكر ذلك ليونس فقال : أصاب لله دره .
وقد ارتحل إلى خراسان ليحظى عند طلحة بن طاهر فإنه كان يحب النحو فمرض هناك مرضه الذي توفي فيه فتمثل عند الموت :
يؤمل دنيا لتبقى له * فمات المؤمل قبل الأمل
يربي فسيلا ليبقى له * فعاش الفسيل ومات الرجل
ويقال : إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه فدمعت عين أخيه فاستفاق فرآه يبكي فقال :
وكنا جميعا فرَّق الدهر بيننا * إلى الأمد الأقصى فمن يأمن الدهرا
قال الخطيب البغدادي : يقال : إنه توفي وعمره ثنتان وثلاثون سنة