سنة ثنتين وتسعين ومائة من الهجرة
عبد الله بن إدريس
الأودي الكوفي ، سمع : الأعمش ، وابن جريج ، وشعبة ، ومالكا ، وخلقا سواهم .
وروى عنه جماعات من الأئمة .
وقد استدعاه الرشيد ليوليه القضاء فقال : لا أصلح ، وامتنع أشد الامتناع ، وكان قد سأل قبله وكيعا فامتنع أيضا ، فطلب حفص بن غياث فقبل .
وأطلق لكل واحد خمسة آلاف عوضا عن كلفته التي تكلفها في السفر فلم يقبل وكيع ولا ابن إدريس ، وقبل ذلك حفص ، فحلف ابن إدريس لا يكلمه أبدا .
وحج الرشيد في بعض السنين فاجتاز بالكوفة ومعه القاضي أبو يوسف والأمين والمأمون ، فأمر الرشيد أن يجتمع شيوخ الحديث ليسمعوا ولديه ، فاجتمعوا إلا ابن إدريس هذا ، وعيسى بن يونس .
فركب الأمين والمأمون بعد فراغهما من سماعهما على من اجتمع من المشايخ إلى ابن إدريس فأسمعهما مائة حديث .
فقال له المأمون : يا عم ! إن أردت أعدتها من حفظي ، فأذن له فأعادها من حفظه كما سمعها ، فتعجب لحفظه .
ثم أمر له المأمون بمال فلم يقبل منه شيئا ، ثمسارا إلى عيسى بن يونس فسمعا عليه ، ثم أمر له المأمون بعشرة آلاف فلم يقبلها ، فظن أنه استقلها فأضعفها فقال : والله لو ملأت لي المسجد مالا إلى سقفه ما قبلت منه شيئا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما احتضر ابن إدريس بكت ابنته فقال : علام تبكي ؟ فقد ختمت في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .
البداية والنهاية
عبد الله بن إدريس
الأودي الكوفي ، سمع : الأعمش ، وابن جريج ، وشعبة ، ومالكا ، وخلقا سواهم .
وروى عنه جماعات من الأئمة .
وقد استدعاه الرشيد ليوليه القضاء فقال : لا أصلح ، وامتنع أشد الامتناع ، وكان قد سأل قبله وكيعا فامتنع أيضا ، فطلب حفص بن غياث فقبل .
وأطلق لكل واحد خمسة آلاف عوضا عن كلفته التي تكلفها في السفر فلم يقبل وكيع ولا ابن إدريس ، وقبل ذلك حفص ، فحلف ابن إدريس لا يكلمه أبدا .
وحج الرشيد في بعض السنين فاجتاز بالكوفة ومعه القاضي أبو يوسف والأمين والمأمون ، فأمر الرشيد أن يجتمع شيوخ الحديث ليسمعوا ولديه ، فاجتمعوا إلا ابن إدريس هذا ، وعيسى بن يونس .
فركب الأمين والمأمون بعد فراغهما من سماعهما على من اجتمع من المشايخ إلى ابن إدريس فأسمعهما مائة حديث .
فقال له المأمون : يا عم ! إن أردت أعدتها من حفظي ، فأذن له فأعادها من حفظه كما سمعها ، فتعجب لحفظه .
ثم أمر له المأمون بمال فلم يقبل منه شيئا ، ثمسارا إلى عيسى بن يونس فسمعا عليه ، ثم أمر له المأمون بعشرة آلاف فلم يقبلها ، فظن أنه استقلها فأضعفها فقال : والله لو ملأت لي المسجد مالا إلى سقفه ما قبلت منه شيئا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولما احتضر ابن إدريس بكت ابنته فقال : علام تبكي ؟ فقد ختمت في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .
البداية والنهاية