سنة ثلاث وثمانين ومائة من الهجرة
موسى بن جعفر
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن الهاشمي ، ويقال له : الكاظم ، ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة .
وكان كثير العبادة والمروءة ، إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل إليه بالذهب والتحف .
ولد له من الذكور والإناث أربعون نسمة .
وأهدى له مرة عبدٌ عصيدة فاشتراه واشترىالمزرعة التي هو فيها بألف دينار وأعتقه ، ووهب المزرعة له .
وقد استدعاه المهدي إلى بغداد فحبسه ، فلما كان في بعض الليالي رأى المهدي علي بن أبي طالب وهو يقول له : يا محمد ، { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [محمد : 22] .
فاستيقظ مذعورا وأمر به فأخرج من السجن ليلا ، فأجلسه معه وعانقه وأقبل عليه ، وأخذ عليه العهد أن لا يخرج عليه ولا على أحد من أولاده ، فقال : والله ما هذا من شأني ولا حدثت فيه نفسي .
فقال : صدقت .
وأمر له بثلاثة آلاف دينار ، وأمر به فردَّ إلىالمدينة ، فما أصبح الصباح إلا وهو على الطريق ، فلم يزل بالمدنية حتى كانت خلافة الرشيد فحج ، فلما دخل ليسلم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه موسى بن جعفر الكاظم ، فقال الرشيد : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم .
فقال موسى : السلام عليك يا أبت .
فقال الرشيد : هذا هو الفخر يا أبا الحسين .
ثم لم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه في سنة تسع وستين وسجنه فأطال سجنه ، فكتب إليه موسى رسالة يقول فيها : أما بعد يا أمير المؤمنين ، إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء ، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون .
توفي لخمس بقين من رجب من هذه السنة ببغداد ، وقبره هناك مشهور .
البداية والنهاية
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن الهاشمي ، ويقال له : الكاظم ، ولد سنة ثمان أو تسع وعشرين ومائة .
وكان كثير العبادة والمروءة ، إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل إليه بالذهب والتحف .
ولد له من الذكور والإناث أربعون نسمة .
وأهدى له مرة عبدٌ عصيدة فاشتراه واشترىالمزرعة التي هو فيها بألف دينار وأعتقه ، ووهب المزرعة له .
وقد استدعاه المهدي إلى بغداد فحبسه ، فلما كان في بعض الليالي رأى المهدي علي بن أبي طالب وهو يقول له : يا محمد ، { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } [محمد : 22] .
فاستيقظ مذعورا وأمر به فأخرج من السجن ليلا ، فأجلسه معه وعانقه وأقبل عليه ، وأخذ عليه العهد أن لا يخرج عليه ولا على أحد من أولاده ، فقال : والله ما هذا من شأني ولا حدثت فيه نفسي .
فقال : صدقت .
وأمر له بثلاثة آلاف دينار ، وأمر به فردَّ إلىالمدينة ، فما أصبح الصباح إلا وهو على الطريق ، فلم يزل بالمدنية حتى كانت خلافة الرشيد فحج ، فلما دخل ليسلم على قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه موسى بن جعفر الكاظم ، فقال الرشيد : السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم .
فقال موسى : السلام عليك يا أبت .
فقال الرشيد : هذا هو الفخر يا أبا الحسين .
ثم لم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه في سنة تسع وستين وسجنه فأطال سجنه ، فكتب إليه موسى رسالة يقول فيها : أما بعد يا أمير المؤمنين ، إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء ، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون .
توفي لخمس بقين من رجب من هذه السنة ببغداد ، وقبره هناك مشهور .
البداية والنهاية