إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ترجمة الحافظ عبد الغني المقدسي

    سنة ستمائة من الهجرة

    الحافظ عبد الغني المقدسي



    ابن عبد الواحد بن علي بن سرور الحافظ أبو محمد المقدسي ، صاحب التصانيف المشهورة ، من ذلك الكمال في أسماء الرجال ، والأحكام الكبرى والصغرى وغير ذلك ، ولد بجماعيل في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، وهو أسن من عميه الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي ، والشيخ أبي عمر ، بأربعة أشهر ،

    وكان قدومهما مع أهلهما من بيت المقدس إلى مسجد أبي صالح ، خارج باب شرقي أولا ، ثم انتقلوا إلى السفح فعرفت محلة الصالحية بهم ، فقيل لها الصالحية فسكنوا الدير ، وقرأ الحافظعبد الغني القرآن وسمع الحديث وارتحل هو والموفق إلى بغداد سنة ستين وخمسمائة ، فأنزلهما الشيخ عبد القادر عنده في المدرسة ، وكان لا يترك أحدا ينزل عنده ، ولكن توسم فيهما الخير والنجابة والصلاح فأكرمهما وأسمعهما .
    ثم توفي بعد مقدمهما بخمسين ليلة رحمه الله ، وكان ميل عبد الغني إلى الحديث وأسماء الرجال ، وميل الموفق إلى الفقه واشتغلا على الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي ، وعلى الشيخ أبي الفتح ابن المنى ، ثم قدما دمشق بعد أربع سنين فدخل عبد الغني إلى مصر وإسكندرية ، ثم عاد إلى دمشق ، ثم ارتحل إلى الجزيرة وبغداد ، ثم رحل إلى أصبهان فسمع بها الكثير ، ووقف على مصنف للحافظ أبي نعيم في أسماء الصحابة .
    قلت : وهو عندي بخط أبي نعيم . فأخذ في مناقشته في أماكن من الكتاب في مائة وتسعين موضعا ، فغضب بنو الخجندي من ذلك ، فبغضوه وأخرجوه منها مختفيا في إزار . ولما دخل في طريقه إلى الموصل سمع كتاب العقيلي في الجرح والتعديل ، فثار عليه الحنفية بسبب أبي حنيفة ، فخرج منها أيضا خائفا يترقب ، فلما ورد دمشق كان يقرأ الحديث بعد صلاة الجمعة برواق الحنابلة من جامع دمشق ، فاجتمع الناس عليه وإليه ، وكان رقيق القلب سريع الدمعة ، فحصل له قبول من الناس جدا ، فحسده بنو الزكي والدولعي وكبار الدماشقةمن الشافعية وبعض الحنابلة ، وجهزوا الناصح الحنبلي ، فتكلم تحت قبة النسر ، وأمروه أن يجهر بصوته مهما أمكنه ، حتى يشوش عليه فحول عبد الغني ميعاده إلى بعد العصر ، فذكر يوما عقيدته على الكرسي فثار عليه القاضي ابن الزكي ، وضياء الدين الدولعي ، وعقدوا له مجلسا في القلعة يوم الاثنين الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة خمس وتسعين .
    وتكلموا معه في مسألة العلو ومسألة النزول ، ومسألة ا لحرف والصوت ، وطال الكلام وظهر عليهم بالحجة ، فقال له برغش نائب القلعة : كل هؤلاء على الضلالة وأنت على الحق ؟ قال : نعم ، فغضب برغش من ذلك وأمره بالخروج من البلد .
    فارتحل بعد ثلاث إلى بعلبك ، ثم إلى القاهرة ، فآواه الطحانيون فكان يقرأ الحديث بها فثار عليه الفقهاء بمصر أيضا ، وكتبوا إلى الوزير صفي الدين بن شكر فأقر بنفيه إلى المغرب فمات قبل وصول الكتاب يوم الاثنين الثالث والعشرين من ربيع الأول من هذه السنة ، وله سبع وخمسون سنة ، ودفن بالقرافة عند الشيخ أبي عمرو بن مرزوق رحمهما الله .
    قال السبط : كان عبد الغني ورعا زاهدا عابدا ، يصلي كل يوم ثلاثمائة ركعة كورد الإمام أحمد ، ويقوم الليل ويصوم عامة السنة ، وكان كريما جوادا لا يدخر شيئا ، ويتصدق على الأرامل والأيتام حيث لا يراه أحد ، وكان يرقع ثوبهويؤثر بثمن الجديد ، وكان قد ضعف بصره من كثرة المطالعة والبكاء وكان أوحد زمانه في علم الحديث والحفظ .
    قلت : وقد هذب شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي كتابه الكمال في أسماء الرجال - رجال الكتب الستة - بتهذيبه الذي استدرك عليه فيه أماكن كثيرة ، نحوا من ألف موضع ، وذلك الإمام المزي الذي لا يمارى ولا يجارى ، وكتابه التهذيب لم يسبق إلى مثله ، ولا يلحق في شكله فرحمهما الله ،
    فلقد كانا نادرين في زمانهما في أسماء الرجال حفظا وإتقانا وسماعا وإسماعا وسردا للمتون وأسماء الرجال ، والحاسد لا يفلح ولا ينال منالا طائلا .

    البداية والنهاية


  • #2
    بارك الله فيك أخانا أبوحذيفة وزادك الله حرصا وعلما.

    تعليق

    يعمل...
    X