سنة عشر ومائة من الهجرة
ابن سيرين
فهو محمد بن سيرين ، أبو بكر بن أبي عمرو الأنصاري ، مولى أنس بن مالك النضري ، كان أبو محمد من سبي عين التمر ، أسره خالد بن الوليد في جملة السبي ، فاشتراه أنس ثم كاتبه .
ثم ولد له من الأولاد الأخيار ، جماعة : محمد هذا ، وأنس بن سيرين ، ومعبد ، ويحيى ، وحفصة ، وكريمة ، وكلهم تابعيون ثقاة أجلاءرحمهم الله .
قال البخاري : ولد محمد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان .
وقال هشام بن حسان : هو أصدق من أدركت من البشر .
وقال محمد بن سعد : كان ثقةً مأمونا عالما رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا وكان به صمم .
وقال مؤرق العجلي : ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ، وأورع في فقهه منه .
قال ابن عون : كان محمد بن سيرين أرجى الناس لهذه الأمة ، وأشد الناس إزارا على نفسه ، وأشدهم خوفا عليها .
قال ابن عون : ما بكى في الدنيا مثل ثلاثة :محمد بن سيرين في العراق ، والقاسم بن محمد في الحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام ، وكانوا يأتون بالحديث على حروفه .
وكان الشعبي يقول : عليكم بذاك الأصم - يعني محمد بن سيرين - .
وقال ابن شوذب : ما رأيت أحدا أجرأ على تعبير الرؤيا منه .
وقال عثمان البتي : لم يكن بالبصرة أعلم بالقضاء منه .
قالوا : ومات في تاسع شوال من هذه السنة بعد الحسن بمائة يوم .
كان اللائق بالمؤلف : أن يذكر تراجم هؤلاء العلماء الأخيار قبل تراجم الشعراء المتقدم ذكرهم فيبدأ بهم ثم يأتي بتراجم الشعراء .
وأيضا : فإنه أطال القول في تراجم الشعراء ، وأختصر تراجم العلماء ، ولو كان فيها حسن وحكم ينتفع بها من وقف عليها ، ولعلها أفيد من مدحهم والثناء عليهم ، ولا سيما كلام الحسن وابن سيرين ووهب بن منبه كما ذكره بعد ، وكما سيأتي ذكر ترجمته في هذه الزيادة ، فإنه قد اختصره جدا .
وإن المؤلف أقدر وأوسع علما ، فما ينبغي أن يخل ببعض كلامهم وحكمهم ، فإن النفوس مستشرفة إلى معرفة ذلك والنظر فيه ، فإن أقوال السلف لها موقع من القلوب ، والمؤلف غالبا في التراجم يحيل على ما ذكره في التكميل الذي صنفه في أسماء الرجال ، وهذا الكتاب لم نقف عليه نحن ولا من سألناه عنه من العلماء ، فإنا قد سألنا عنه جماعة من أهل الفن فلم يذكر غير واحد أنه اطلع عليه ، فكيف حال غيرهم .
وقد ذكرت في غالب التراجم زيادات على ما ذكره المؤلف مما وصلت إليه معرفتي واطلعنا عليه ، ولو كان عندي كتب لأشبعت القول في ذلك ، إذ الحكمة هي ضالة المؤمن .
ولعل أن يقف على هذا راغب في الآخرة ، طالب ما عند الله عز وجل ، فينتفع به أعظم مما ينتفع به من تراجم الخلف والملوك والأمراء ، وإن كانت تلك أيضا نافعة لمعتبر ومزدجر ، فإن ذكر أئمة العدل والجور بعد موتهم فيها فضل أولئك ، وغم هؤلاء ، ليعلم الظالم أنه وإن مات لم يمت ما كان متلبسا به من الفساد والظلم ، بل هو مدون في الكتب عند العلماء وكذلك أهل العدل والصلاح والخير ، فإن الله قد قص في القرآن أخبار الملوك والفراعنة والكفار والمفسدين ، تحذيرا من أحوالهم وما كانوا يعملون ، وقص أيضا أخبار الأتقياء والمحسنين والأبرار والأخيار والمؤمنين ، للإقتداء والتأسي بهم ، والله سبحانه أعلم .
البداية والنهاية
فهو محمد بن سيرين ، أبو بكر بن أبي عمرو الأنصاري ، مولى أنس بن مالك النضري ، كان أبو محمد من سبي عين التمر ، أسره خالد بن الوليد في جملة السبي ، فاشتراه أنس ثم كاتبه .
ثم ولد له من الأولاد الأخيار ، جماعة : محمد هذا ، وأنس بن سيرين ، ومعبد ، ويحيى ، وحفصة ، وكريمة ، وكلهم تابعيون ثقاة أجلاءرحمهم الله .
قال البخاري : ولد محمد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان .
وقال هشام بن حسان : هو أصدق من أدركت من البشر .
وقال محمد بن سعد : كان ثقةً مأمونا عالما رفيعا فقيها إماما كثير العلم ورعا وكان به صمم .
وقال مؤرق العجلي : ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ، وأورع في فقهه منه .
قال ابن عون : كان محمد بن سيرين أرجى الناس لهذه الأمة ، وأشد الناس إزارا على نفسه ، وأشدهم خوفا عليها .
قال ابن عون : ما بكى في الدنيا مثل ثلاثة :محمد بن سيرين في العراق ، والقاسم بن محمد في الحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام ، وكانوا يأتون بالحديث على حروفه .
وكان الشعبي يقول : عليكم بذاك الأصم - يعني محمد بن سيرين - .
وقال ابن شوذب : ما رأيت أحدا أجرأ على تعبير الرؤيا منه .
وقال عثمان البتي : لم يكن بالبصرة أعلم بالقضاء منه .
قالوا : ومات في تاسع شوال من هذه السنة بعد الحسن بمائة يوم .
كان اللائق بالمؤلف : أن يذكر تراجم هؤلاء العلماء الأخيار قبل تراجم الشعراء المتقدم ذكرهم فيبدأ بهم ثم يأتي بتراجم الشعراء .
وأيضا : فإنه أطال القول في تراجم الشعراء ، وأختصر تراجم العلماء ، ولو كان فيها حسن وحكم ينتفع بها من وقف عليها ، ولعلها أفيد من مدحهم والثناء عليهم ، ولا سيما كلام الحسن وابن سيرين ووهب بن منبه كما ذكره بعد ، وكما سيأتي ذكر ترجمته في هذه الزيادة ، فإنه قد اختصره جدا .
وإن المؤلف أقدر وأوسع علما ، فما ينبغي أن يخل ببعض كلامهم وحكمهم ، فإن النفوس مستشرفة إلى معرفة ذلك والنظر فيه ، فإن أقوال السلف لها موقع من القلوب ، والمؤلف غالبا في التراجم يحيل على ما ذكره في التكميل الذي صنفه في أسماء الرجال ، وهذا الكتاب لم نقف عليه نحن ولا من سألناه عنه من العلماء ، فإنا قد سألنا عنه جماعة من أهل الفن فلم يذكر غير واحد أنه اطلع عليه ، فكيف حال غيرهم .
وقد ذكرت في غالب التراجم زيادات على ما ذكره المؤلف مما وصلت إليه معرفتي واطلعنا عليه ، ولو كان عندي كتب لأشبعت القول في ذلك ، إذ الحكمة هي ضالة المؤمن .
ولعل أن يقف على هذا راغب في الآخرة ، طالب ما عند الله عز وجل ، فينتفع به أعظم مما ينتفع به من تراجم الخلف والملوك والأمراء ، وإن كانت تلك أيضا نافعة لمعتبر ومزدجر ، فإن ذكر أئمة العدل والجور بعد موتهم فيها فضل أولئك ، وغم هؤلاء ، ليعلم الظالم أنه وإن مات لم يمت ما كان متلبسا به من الفساد والظلم ، بل هو مدون في الكتب عند العلماء وكذلك أهل العدل والصلاح والخير ، فإن الله قد قص في القرآن أخبار الملوك والفراعنة والكفار والمفسدين ، تحذيرا من أحوالهم وما كانوا يعملون ، وقص أيضا أخبار الأتقياء والمحسنين والأبرار والأخيار والمؤمنين ، للإقتداء والتأسي بهم ، والله سبحانه أعلم .
البداية والنهاية
تعليق