خمس وثمانين ومائتين من الهجرة
وفيها توفي من الأعيان :
إبراهيم بن إسحاق
ابن بشير بن عبد الله بن رستم ، أبو إسحاق الحربي ، أحد الأئمة في الفقه والحديث وغير ذلك ، وكان زاهدا عابدا تخرج بأحمد بن حنبل ، وروى عنه كثيرا .
قال الدارقطني : إبراهيم الحربي ، إمام مصنف عالم بكل شيء ، بارع في كل علم ، صدوق ، كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وورعه وعلمه ، ومن كلامه : أجمع عقلاء كل أمة أن من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه .
وكان يقول : الرجل كل الرجل الذي يدخل غمه على نفسه ولا يدخله على عياله .
وقد كانت بي شقيقة منذ أربعين سنة ما أخبرت بها أحدا قط ، ولي عشرون سنة أبصر بفرد عين ما أخبرت بها أحدا قط .
وذكر أنه مكث نيفا وسبعين سنة من عمره ما يسأل أهله غداء ولا عشاء ، بل إن جاءه شيء أكله ، وإلا طوى إلى الليلة القابلة .
وذكر أنه أنفق في بعض الرماضانات على نفسه وعياله درهما واحدا وأربعة دوانيق ونصف ، وما كنا نعرف من هذه الطبائخ شيئا ، إنما هو باذنجان مشوي ، أو باقة فجل ، أو نحو هذا .
وقد بعث إليه أمير المؤمنين المعتضد في بعض الأحيان بعشرة آلاف درهم ، فأبى أن يقبلها وردها ، فرجع الرسول وقال :
يقول لك الخليفة : فرقها على من تعرف من فقراء جيرانك .
فقال : هذا شيء لم نجمعه ، ولا نسأل عن جمعه ، فلا نسأل عن تفريقه ، قل لأمير المؤمنين : إما يتركنا وإما نتحول من بلده .
ولما حضرته الوفاة دخل عليه بعض أصحابه يعوده ، فقامت ابنته تشكو إليه ما هم فيه من الجهد وأنه لا طعام لهم إلا الخبز اليابس بالملح ، وربما عدموا الملح في بعض الأحيان .
فقال لها إبراهيم : يا بنية تخافين الفقر ؟ انظري إلى تلك الزاوية فيها اثني عشر ألف جزء قد كتبتها ، ففي كل يوم تبيعي منها جزء بدرهم ، فمن عنده اثني عشر ألف درهم فليس بفقير .
ثم كانت وفاته لسبع بقين من ذي الحجة وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي عند باب الأنبار، وكان الجمع كثيرا جدا .
البداية والنهاية
وفيها توفي من الأعيان :
إبراهيم بن إسحاق
ابن بشير بن عبد الله بن رستم ، أبو إسحاق الحربي ، أحد الأئمة في الفقه والحديث وغير ذلك ، وكان زاهدا عابدا تخرج بأحمد بن حنبل ، وروى عنه كثيرا .
قال الدارقطني : إبراهيم الحربي ، إمام مصنف عالم بكل شيء ، بارع في كل علم ، صدوق ، كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وورعه وعلمه ، ومن كلامه : أجمع عقلاء كل أمة أن من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه .
وكان يقول : الرجل كل الرجل الذي يدخل غمه على نفسه ولا يدخله على عياله .
وقد كانت بي شقيقة منذ أربعين سنة ما أخبرت بها أحدا قط ، ولي عشرون سنة أبصر بفرد عين ما أخبرت بها أحدا قط .
وذكر أنه مكث نيفا وسبعين سنة من عمره ما يسأل أهله غداء ولا عشاء ، بل إن جاءه شيء أكله ، وإلا طوى إلى الليلة القابلة .
وذكر أنه أنفق في بعض الرماضانات على نفسه وعياله درهما واحدا وأربعة دوانيق ونصف ، وما كنا نعرف من هذه الطبائخ شيئا ، إنما هو باذنجان مشوي ، أو باقة فجل ، أو نحو هذا .
وقد بعث إليه أمير المؤمنين المعتضد في بعض الأحيان بعشرة آلاف درهم ، فأبى أن يقبلها وردها ، فرجع الرسول وقال :
يقول لك الخليفة : فرقها على من تعرف من فقراء جيرانك .
فقال : هذا شيء لم نجمعه ، ولا نسأل عن جمعه ، فلا نسأل عن تفريقه ، قل لأمير المؤمنين : إما يتركنا وإما نتحول من بلده .
ولما حضرته الوفاة دخل عليه بعض أصحابه يعوده ، فقامت ابنته تشكو إليه ما هم فيه من الجهد وأنه لا طعام لهم إلا الخبز اليابس بالملح ، وربما عدموا الملح في بعض الأحيان .
فقال لها إبراهيم : يا بنية تخافين الفقر ؟ انظري إلى تلك الزاوية فيها اثني عشر ألف جزء قد كتبتها ، ففي كل يوم تبيعي منها جزء بدرهم ، فمن عنده اثني عشر ألف درهم فليس بفقير .
ثم كانت وفاته لسبع بقين من ذي الحجة وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي عند باب الأنبار، وكان الجمع كثيرا جدا .
البداية والنهاية