إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بقي بن مخلد أبو عبدالرحمن الأندلسي الحافظ الكبير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقي بن مخلد أبو عبدالرحمن الأندلسي الحافظ الكبير

    ست وسبعين ومائتين من الهجرة

    وفيها توفي :

    بقي بن مخلد

    أبو عبدالرحمن الأندلسي الحافظ الكبير ، له المسند المبوب على الفقه ، روى فيه عن ألف وستمائة صحابي ، وقد فضله ابن حزم على مسند الإمام أحمد بن حنبل ، وعندي في ذلك نظر ، والظاهر أن مسند أحمد أجود منه وأجمع .

    وقد رحل بقي إلى العراق فسمع من الإمام أحمد وغيره من أئمة الحديث بالعراق وغيرها يزيدون على المائتين بأربعة وثلاثين شيخا ، وله تصانيف أخر ، وكان مع ذلك رجلا صالحا عابدا زاهدا مجاب الدعوة ، جاءته امرأة فقالت : إن ابني قد أسرته الإفرنج ، وإني لا أنام الليل من شوقي إليه ، ولي دويرة أريد أن أبيعها لأستفكه ، فإن رأيت أن تشير على أحد يأخذها لأسعى في فكاكه بثمنها ، فليس يقر لي ليل ولا نهار ، ولا أجد نوما ولا صبرا ولا قرارا ولا راحة .

    فقال : نعم انصرفي حتى أنظر في ذلك إن شاء الله .
    وأطرق الشيخ وحرك شفتيه يدعو الله عز وجل لولدها بالخلاص من أيدي الفرنج ، فذهبت المرأة فما كان إلا قليلا حتى جاءت الشيخ وابنها معها فقالت : اسمع خبره يرحمك الله .
    فقال : كيف كان أمرك ؟
    فقال : إني كنت فيمن نخدم الملك ونحن في القيود ، فبينما أنا ذات يوم أمشي إذ سقط القيد من رجلي ، فأقبل علي الموكل بي فشتمني وقال : لم أزلت القيد من رجليك ؟
    فقلت : لا والله ما شعرت به ولكنه سقط ولم أشعر به ، فجاؤوا بالحداد فأعادوه وأجادوه وشدوا مسماره وأبدوه ، ثم قمت فسقط أيضا فأعادوه وأكدوه فسقط أيضا ، فسألوا رهبانهم عن سبب ذلك فقالوا : له والدة ؟
    فقلت : نعم ، فقالوا : إنها قد دعت لك وقد استجيب دعاؤها أطلقوه ، فأطلقوني وخفروني حتى وصلت إلى بلاد الإسلام .
    فسأله بقي بن مخلد عن الساعة التي سقط فيها القيد من رجله فإذا هي الساعة التي دعا فيها الله له ففرج عنه .
    صاعد بن مخلد الكاتب كان كثير الصدقة والصلاة ، وقد أثنى عليه أبو الفرج بن الجوزي ، وتكلم فيه ابن الأثير في كامله ، وذكر أنه كان فيه تيه وحمق ، وقد يمكن الجمع بين القولين والصفتين .

    البداية والنهاية




يعمل...
X