سنة خمس وسبعين ومائتين من الهجرة
أبو داود السجستاني
صاحب السنن ، اسمه سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن يحيى بن عمران أبو داود السجستاني ، أحد أئمة الحديث الرحالين إلى الآفاق في طلبه ، جمع وصنف وخرج وألف وسمع الكثير عن مشايخ البلدان في الشام ومصر والجزيرة والعراق وخراسان وغير ذلك ، وله السنن المشهورة المتداولة بين العلماء ، التي قال فيها أبو حامد الغزالي : يكفي المجتهد معرفتها من الأحاديث النبوية .
حدث عنه جماعة منهم : ابنه أبو بكر عبد الله ، وأبو عبدالرحمن النسائي ، وأحمد بن سليمان النجار ، وهو آخر من روى عنه في الدنيا .
سكن أبو داود البصرة وقدم بغداد غير مرة ، وحدث بكتاب السنن بها ، ويقال : إنه صنفه بها وعرضه على الإمام أحمد فاستجاده واستسحنه ، وقال الخطيب : حدثني أبو بكر محمد بن علي ابن إبراهيم القاري الدينوري من لفظه ، قال : سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن القرصي قال : سمعت أبا بكر بن داسه يقول : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن ، جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث ، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ، قوله عليه السلام : « إنما الأعمال بالنيات » .
الثاني قوله : « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .
الثالث قوله : « لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه » .
الرابع قوله : « الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات » .
وحدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي : أن أبا بكر الخلال قال : أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفة تخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد من أهل زمانه ، رجل ورع مقدم قد سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا كان أبو داود يذكره ، وكان أبو بكر الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة يرفعان قدره ويذكرانه بما لا يذكران أحدا في زمانه بمثله .
قلت : الحديث الذي كتبه عنه وسمعه منه الإمام أحمد بن حنبل هو ما رواه أبو داود من حديث حماد بن سلمة عن أبي معشر الدارمي عن أبيه « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة فحسنها » .
وقال إبراهيم الحربي وغيره : ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد .
وقال غيره : كان أحد حفاظ الإسلام للحديث وعلله وسنده .
وكان في أعلا درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان الحديث .
وقال غيره : كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته ، وكان علقمة يشبهه ، وكان إبراهيم يشبه علقمة ، وكان منصور يشبه إبراهيم ، وكان سفيان يشبه منصور ، وكان وكيع يشبه سفيان ، وكان أحمد يشبه وكيعا ، وكان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل .
وقال محمد بن بكر بن عبد الرزاق : كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق فقيل له : ما هذا يرحمك الله ؟
فقال : هذا الواسع للكتب والآخر لا يحتاج إليه .
وقد كان مولد أبي داود في سنة ثنتين ومائتين ، وتوفي بالبصرة يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة ، ودفن إلى جانب قبر سفيان الثوري .
وقد ذكرنا ترجمته في التكميل وذكرنا ثناء الأئمة عليه .
أبو داود السجستاني
صاحب السنن ، اسمه سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن يحيى بن عمران أبو داود السجستاني ، أحد أئمة الحديث الرحالين إلى الآفاق في طلبه ، جمع وصنف وخرج وألف وسمع الكثير عن مشايخ البلدان في الشام ومصر والجزيرة والعراق وخراسان وغير ذلك ، وله السنن المشهورة المتداولة بين العلماء ، التي قال فيها أبو حامد الغزالي : يكفي المجتهد معرفتها من الأحاديث النبوية .
حدث عنه جماعة منهم : ابنه أبو بكر عبد الله ، وأبو عبدالرحمن النسائي ، وأحمد بن سليمان النجار ، وهو آخر من روى عنه في الدنيا .
سكن أبو داود البصرة وقدم بغداد غير مرة ، وحدث بكتاب السنن بها ، ويقال : إنه صنفه بها وعرضه على الإمام أحمد فاستجاده واستسحنه ، وقال الخطيب : حدثني أبو بكر محمد بن علي ابن إبراهيم القاري الدينوري من لفظه ، قال : سمعت أبا الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن القرصي قال : سمعت أبا بكر بن داسه يقول : سمعت أبا داود يقول : كتبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة ألف حديث ، انتخبت منها ما ضمنته كتاب السنن ، جمعت فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث ، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه ، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث ، قوله عليه السلام : « إنما الأعمال بالنيات » .
الثاني قوله : « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » .
الثالث قوله : « لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه » .
الرابع قوله : « الحلال بين والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات » .
وحدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي : أن أبا بكر الخلال قال : أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني الإمام المقدم في زمانه ، رجل لم يسبقه إلى معرفة تخريج العلوم وبصره بمواضعها أحد من أهل زمانه ، رجل ورع مقدم قد سمع منه أحمد بن حنبل حديثا واحدا كان أبو داود يذكره ، وكان أبو بكر الأصبهاني وأبو بكر بن صدقة يرفعان قدره ويذكرانه بما لا يذكران أحدا في زمانه بمثله .
قلت : الحديث الذي كتبه عنه وسمعه منه الإمام أحمد بن حنبل هو ما رواه أبو داود من حديث حماد بن سلمة عن أبي معشر الدارمي عن أبيه « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن العتيرة فحسنها » .
وقال إبراهيم الحربي وغيره : ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد .
وقال غيره : كان أحد حفاظ الإسلام للحديث وعلله وسنده .
وكان في أعلا درجة النسك والعفاف والصلاح والورع من فرسان الحديث .
وقال غيره : كان ابن مسعود يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته ، وكان علقمة يشبهه ، وكان إبراهيم يشبه علقمة ، وكان منصور يشبه إبراهيم ، وكان سفيان يشبه منصور ، وكان وكيع يشبه سفيان ، وكان أحمد يشبه وكيعا ، وكان أبو داود يشبه أحمد بن حنبل .
وقال محمد بن بكر بن عبد الرزاق : كان لأبي داود كم واسع وكم ضيق فقيل له : ما هذا يرحمك الله ؟
فقال : هذا الواسع للكتب والآخر لا يحتاج إليه .
وقد كان مولد أبي داود في سنة ثنتين ومائتين ، وتوفي بالبصرة يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين عن ثلاث وسبعين سنة ، ودفن إلى جانب قبر سفيان الثوري .
وقد ذكرنا ترجمته في التكميل وذكرنا ثناء الأئمة عليه .
تعليق