سنة ثلاث ومائة من الهجرة
مجاهد بن جبير المكي
يتبع ان شاء الله
مجاهد بن جبير المكي
ترجمته وبعض تفسير آيات القرآن
هو أبو الحجاج القرشي المخزومي ، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ، أحد أئمة التابعين وقيل : أنه توفي سنة ثلاث - أو أربع - ومائة ، وقيل : توفي قبل المائة بالإسكندرية ، وقد جاوز الثمانين ، والله سبحانه أعلم .
أحد أئمة التابعين والمفسرين، كان من أخِصَّاء أصحاب ابن عباس ،وكان أعلم أهل زمانه بالتفسير حتى قيل : إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس .
وقال مجاهد : أخذ ابن عمر بركابي وقال : وددت أن ابني سالما وغلامي نافعا يحفظان حفظك .
وقيل : إنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة ، وقيل : مرتين ، أقفه عند كل آية ، وأسأله عنها .
مات مجاهد وهو ساجد ، سنة مائة ، وقيل : إحدى ، وقيل : ثنتين ، وقيل : ثلاث ومائة ، وقيل : أربع ومائة ، وقد جاوز الثمانين ، والله أعلم .
قول ابن عباس : لا تنامن إلا على وضوء
أسند مجاهد عن أعلام الصحابة وعلمائهم ، عن ابن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وابن عمرو ، وأبي سعيد ، ورافع بن خديج . وعنه خلق من التابعين .
قال الطبراني : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا عبد الرزاق ، عن أبي بكر بن عياش ، قال : أخبرني أبو يحيى ، أنه سمع مجاهدا يقول : قال لي ابن عباس : لا تنامن إلا على وضوء ، فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه .
وروى الطبراني عنه : أنه قال في قوله تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [79] قال : يسلم عليه إذا لقيه ، وقيل : هي المصافحة .
وروى عمرو بن مرة ، عنه ، أنه قال : أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام : اتق لا يأخذك الله على ذنب لا ينظر فيه إليك ، فتلقاه حين تلقاه وليست لك حاجة .
وروى ابن أبي شيبة ، عن أبي أمامة ، عن الأعمش ، عن مجاهد . قال : كان بالمدينة أهل بيت ذوي حاجة ، عندهم رأس شاة ، فأصابوا شيئا ، فقالوا : لو بعثنا بهذا الرأس إلى من هو أحوج إليه منا ، فبعثوا به فلم يزل يدور بالمدينة حتى رجع إلى أصحابه الذين خرج من عندهم أولا .
وروى ابن أبي شيبة ، عن أبي الأحوص ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : ما من مؤمن يموت إلا بكى عليه السماء والأرض أربعين صباحا .
وقال : { فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } [80] قال : في القبر .
وروى الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبانة ، عن مجاهد ، قال : كان يحج من بني إسرائيل مائة ألف ، فإذا بلغوا أرصاف الحرم خلعوا نعالهم ، ثم دخلوا الحرم حفاة .
وقال يحيى بن سعيد القطان : قال مجاهد :
في قوله تعالى : { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ } [81] قال : اطلبي الركود .
وفي قوله تعالى : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } [82] قال : المزامير .
وقال في قوله تعالى : { أَنْكَالا وَجَحِيما } [83] قال : قيود .
وقال في قوله : { لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } [84] قال : لا خصومة .
وقال : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [85] قال : عن كل لذة في الدنيا .
وروى أبو الديبع ، عن جرير بن عبد الحسيب ، عن منصور ، عن مجاهد . قال : رن إبليس أربع رنات حين لعن ، وحين أهبط ، وحين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وحين أنزلت الحمد لله رب العالمين وأنزلت بالمدينة .
وكان يقال : الرنة والنخرة من الشيطان ، فلعن من رن أو نخر .
وروى ابن نجيح ، عنه ، في قوله تعالى : { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } [86] قال : بروج الحمام .
وقال : في قوله تعالى : { أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ } [87] قال : التجارة .
وروى ليث ، عن مجاهد ، قال : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } [88] قال : استقاموا فلم يشركوا حتى ماتوا .
وروى يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن طلحة بن مصرف ، عن مجاهد : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ } [89] قال : صاحبة .
وقال ليث ، عن مجاهد ، قال : النملة التي كلمت سليمان كانت مثل الذئب العظيم .
وروى الطبراني ، عن أبي نجيح ، عن مجاهد . قال : كان الغلام من قوم عاد لا يحتلم حتى يبلغ مائتي سنة .
وقال : { سَأَلَ سَائِلٌ } [90] : دعا داع .
وفي قوله : { لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } [91] : حتى يرجعوا إلى علمي فيه .
{ لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا } [92] قال : لا يحبون غيري .
{ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ } [93] قال : هم المراؤون .
وفي قوله تعالى : { قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْما بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [94] قال : هم الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم .
ثم قرأ : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } [95] قال : أيامه نعمه ونقمه .
{ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [96] : فردوه إلى كتاب الله وإلى رسوله ما دام حيا ، فإذا مات فإلى سنته .
{ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } [97] قال : أما الظاهرة فالإسلام والقرآن والرسول و الرزق ، وأما الباطنة فما ستر من العيوب والذنوب .
وروى الحكم ، عن مجاهد ، قال : لما قدمت مكة نساء على سليمان عليه السلام رأت حطبا جزلا فقالت لغلام سليمان : هل يعرف مولاك كم وزن دخان هذا الحطب ؟ فقال الغلام : دعي مولاي أنا أعرف كم وزن دخانه فكيف مولاي ؟ قالت : فكم وزنه ؟ فقال الغلام : يوزن الحطب ، ثم يحرق الحطب ويوزن رماده ، فما نقص فهو دخانه .
وقال في قوله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [98] قال : من لم يتب إذا أصبح وإذا أمسى فهو من الظالمين .
وقال : ما من يوم ينقضي من الدنيا إلا قال ذلك اليوم : الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها ، ثم يطوى عليه فيختم إلى يوم القيامة ، حتى يكون الله عز وجل هو الذي يفض خاتمه .
وقال في قوله تعالى : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } [99] قال : العلم والفقه ، وقال : إذا ولي الأمر منكم الفقهاء .
وفي قوله تعالى : { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [100] قال : البدع والشبهات .
وقال : أفضل العبادة الرأي الحسن -يعني : اتباع السنة -
وقال : ما أدري أي النعمتين أفضل أن هداني للإسلام أو عافاني من الأهواء .
وقال في رواية : ألو الأمر منكم ، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وربما قال : أولو العقل والفضل في دين الله عز وجل .
{ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ } [101] قال : السرية ، { وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [102] قال : السوس في الثياب ، { وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي } [103] قال : الأضراس ، { حَفِيّا } [104] قال : رحيما .
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : وجدت في كتاب محمد بن أبي حاتم بخط يده ، حدثنا بشر بن الحارث ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، قال : لو أن رجلا أنفق مثل أحد في طاعة الله عز وجل لم يكن من المسرفين .
وفي قوله تعالى : { وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ } [105] قال : العداوة ، { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ } [106] قال : بينهما حاجز من الله فلا يبغي الحلو على المالح ولا المالح على الحلو .
وقال ابن مندة : ذكر محمد بن حميد ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، قال : كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها ، قال : وذهب إلى حضرموت إلى بئر برهوت ، قال : وذهب إلى بابل ، قال : وعليها والٍ صديق لمجاهد فقال مجاهد : تعرض على هاروت وماروت ، قال : فدعا رجلا من السحرة فقال : اذهب بهذا فاعرض عليه هاروت وماروت . فقال اليهودي : بشرط أن لا تدعو الله عندهما ، قال مجاهد : فذهب بي إلى قلعة فقطع منها حجرا ، ثم قال : خذ برجلي فهوى بي حتى انتهى إلى حوبة ، فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين العظيمين ، فلما رأيتهما قلت : سبحان الله خالقكما ، قال : فاضطربا فكأن جبال الدنيا قد تدكدت ، قال : فغشى علي وعلى اليهودي ، ثم أفاق اليهودي قبلي ، فقال : قم ! كدت أن تهلك نفسك وتهلكني .
وروى ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : يؤتى يوم القيامة بثلاثة نفر بالغنى والمريض والعبد المملوك ، قال : فيقول الله عز وجل للغني ما شغلك عن عبادتي التي إنما خلقتك لها ؟ فيقول : يا رب أكثرت لي من المال فطغيت ، فيؤتى بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول : لذا أنت كنت أكثر مالا وأشد شغلا أم هذا ؟ قال : فيقول : بل هذا يا رب ، فيقول الله له : فإن هذا لم يمنعه ما أوتي من الملك والمال والشغل عن عبادتي .
قال : ويؤتى بالمريض فيقول : ما منعك عن عبادتي التي خلقتك لها ؟ فيقول : يا رب شغلني عن هذا مرض جسدي ، فيؤتى بأيوب عليه السلام في ضره وبلائه فيقول له : أأنت كنت أشد ضرا ومرضا أم هذا ؟ فيقول : بل هذا ، فيقول : إن هذا لم يشغله ضره ومرضه عن عبادتي .
ثم يؤتى بالمملوك فيقول الله له : ما منعك من عبادتي التي خلقتك لها ؟ فيقول : رب فضلت علي أربابا فملكوني وشغلوني عن عبادتك . فيؤتى بيوسف عليه السلام في رقه وعبوديته فيقول الله له : أأنت كنت أشد في رقك وعبوديتك أم هذا ؟ فيقول : بل هذا يا رب ، فيقول الله : فإن هذا لم يشغله ما كان فيه من الرق عن عبادتي .
هو أبو الحجاج القرشي المخزومي ، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي ، أحد أئمة التابعين وقيل : أنه توفي سنة ثلاث - أو أربع - ومائة ، وقيل : توفي قبل المائة بالإسكندرية ، وقد جاوز الثمانين ، والله سبحانه أعلم .
أحد أئمة التابعين والمفسرين، كان من أخِصَّاء أصحاب ابن عباس ،وكان أعلم أهل زمانه بالتفسير حتى قيل : إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس .
وقال مجاهد : أخذ ابن عمر بركابي وقال : وددت أن ابني سالما وغلامي نافعا يحفظان حفظك .
وقيل : إنه عرض القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة ، وقيل : مرتين ، أقفه عند كل آية ، وأسأله عنها .
مات مجاهد وهو ساجد ، سنة مائة ، وقيل : إحدى ، وقيل : ثنتين ، وقيل : ثلاث ومائة ، وقيل : أربع ومائة ، وقد جاوز الثمانين ، والله أعلم .
قول ابن عباس : لا تنامن إلا على وضوء
أسند مجاهد عن أعلام الصحابة وعلمائهم ، عن ابن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وابن عمرو ، وأبي سعيد ، ورافع بن خديج . وعنه خلق من التابعين .
قال الطبراني : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا عبد الرزاق ، عن أبي بكر بن عياش ، قال : أخبرني أبو يحيى ، أنه سمع مجاهدا يقول : قال لي ابن عباس : لا تنامن إلا على وضوء ، فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه .
وروى الطبراني عنه : أنه قال في قوله تعالى : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [79] قال : يسلم عليه إذا لقيه ، وقيل : هي المصافحة .
وروى عمرو بن مرة ، عنه ، أنه قال : أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام : اتق لا يأخذك الله على ذنب لا ينظر فيه إليك ، فتلقاه حين تلقاه وليست لك حاجة .
وروى ابن أبي شيبة ، عن أبي أمامة ، عن الأعمش ، عن مجاهد . قال : كان بالمدينة أهل بيت ذوي حاجة ، عندهم رأس شاة ، فأصابوا شيئا ، فقالوا : لو بعثنا بهذا الرأس إلى من هو أحوج إليه منا ، فبعثوا به فلم يزل يدور بالمدينة حتى رجع إلى أصحابه الذين خرج من عندهم أولا .
وروى ابن أبي شيبة ، عن أبي الأحوص ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : ما من مؤمن يموت إلا بكى عليه السماء والأرض أربعين صباحا .
وقال : { فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } [80] قال : في القبر .
وروى الأوزاعي ، عن عبدة بن أبي لبانة ، عن مجاهد ، قال : كان يحج من بني إسرائيل مائة ألف ، فإذا بلغوا أرصاف الحرم خلعوا نعالهم ، ثم دخلوا الحرم حفاة .
وقال يحيى بن سعيد القطان : قال مجاهد :
في قوله تعالى : { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ } [81] قال : اطلبي الركود .
وفي قوله تعالى : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ } [82] قال : المزامير .
وقال في قوله تعالى : { أَنْكَالا وَجَحِيما } [83] قال : قيود .
وقال في قوله : { لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } [84] قال : لا خصومة .
وقال : { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [85] قال : عن كل لذة في الدنيا .
وروى أبو الديبع ، عن جرير بن عبد الحسيب ، عن منصور ، عن مجاهد . قال : رن إبليس أربع رنات حين لعن ، وحين أهبط ، وحين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، وحين أنزلت الحمد لله رب العالمين وأنزلت بالمدينة .
وكان يقال : الرنة والنخرة من الشيطان ، فلعن من رن أو نخر .
وروى ابن نجيح ، عنه ، في قوله تعالى : { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } [86] قال : بروج الحمام .
وقال : في قوله تعالى : { أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ } [87] قال : التجارة .
وروى ليث ، عن مجاهد ، قال : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا } [88] قال : استقاموا فلم يشركوا حتى ماتوا .
وروى يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن ابن أبجر ، عن طلحة بن مصرف ، عن مجاهد : { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ } [89] قال : صاحبة .
وقال ليث ، عن مجاهد ، قال : النملة التي كلمت سليمان كانت مثل الذئب العظيم .
وروى الطبراني ، عن أبي نجيح ، عن مجاهد . قال : كان الغلام من قوم عاد لا يحتلم حتى يبلغ مائتي سنة .
وقال : { سَأَلَ سَائِلٌ } [90] : دعا داع .
وفي قوله : { لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } [91] : حتى يرجعوا إلى علمي فيه .
{ لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئا } [92] قال : لا يحبون غيري .
{ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ } [93] قال : هم المراؤون .
وفي قوله تعالى : { قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْما بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [94] قال : هم الذين لا يدرون أنعم الله عليهم أم لم ينعم .
ثم قرأ : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } [95] قال : أيامه نعمه ونقمه .
{ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } [96] : فردوه إلى كتاب الله وإلى رسوله ما دام حيا ، فإذا مات فإلى سنته .
{ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } [97] قال : أما الظاهرة فالإسلام والقرآن والرسول و الرزق ، وأما الباطنة فما ستر من العيوب والذنوب .
وروى الحكم ، عن مجاهد ، قال : لما قدمت مكة نساء على سليمان عليه السلام رأت حطبا جزلا فقالت لغلام سليمان : هل يعرف مولاك كم وزن دخان هذا الحطب ؟ فقال الغلام : دعي مولاي أنا أعرف كم وزن دخانه فكيف مولاي ؟ قالت : فكم وزنه ؟ فقال الغلام : يوزن الحطب ، ثم يحرق الحطب ويوزن رماده ، فما نقص فهو دخانه .
وقال في قوله تعالى : { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [98] قال : من لم يتب إذا أصبح وإذا أمسى فهو من الظالمين .
وقال : ما من يوم ينقضي من الدنيا إلا قال ذلك اليوم : الحمد لله الذي أراحني من الدنيا وأهلها ، ثم يطوى عليه فيختم إلى يوم القيامة ، حتى يكون الله عز وجل هو الذي يفض خاتمه .
وقال في قوله تعالى : { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } [99] قال : العلم والفقه ، وقال : إذا ولي الأمر منكم الفقهاء .
وفي قوله تعالى : { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [100] قال : البدع والشبهات .
وقال : أفضل العبادة الرأي الحسن -يعني : اتباع السنة -
وقال : ما أدري أي النعمتين أفضل أن هداني للإسلام أو عافاني من الأهواء .
وقال في رواية : ألو الأمر منكم ، أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وربما قال : أولو العقل والفضل في دين الله عز وجل .
{ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ } [101] قال : السرية ، { وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ } [102] قال : السوس في الثياب ، { وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي } [103] قال : الأضراس ، { حَفِيّا } [104] قال : رحيما .
وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : وجدت في كتاب محمد بن أبي حاتم بخط يده ، حدثنا بشر بن الحارث ، حدثنا يحيى بن يمان ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، قال : لو أن رجلا أنفق مثل أحد في طاعة الله عز وجل لم يكن من المسرفين .
وفي قوله تعالى : { وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ } [105] قال : العداوة ، { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ } [106] قال : بينهما حاجز من الله فلا يبغي الحلو على المالح ولا المالح على الحلو .
وقال ابن مندة : ذكر محمد بن حميد ، حدثنا عبد الله بن عبد القدوس ، عن الأعمش ، قال : كان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها ، قال : وذهب إلى حضرموت إلى بئر برهوت ، قال : وذهب إلى بابل ، قال : وعليها والٍ صديق لمجاهد فقال مجاهد : تعرض على هاروت وماروت ، قال : فدعا رجلا من السحرة فقال : اذهب بهذا فاعرض عليه هاروت وماروت . فقال اليهودي : بشرط أن لا تدعو الله عندهما ، قال مجاهد : فذهب بي إلى قلعة فقطع منها حجرا ، ثم قال : خذ برجلي فهوى بي حتى انتهى إلى حوبة ، فإذا هما معلقين منكسين كالجبلين العظيمين ، فلما رأيتهما قلت : سبحان الله خالقكما ، قال : فاضطربا فكأن جبال الدنيا قد تدكدت ، قال : فغشى علي وعلى اليهودي ، ثم أفاق اليهودي قبلي ، فقال : قم ! كدت أن تهلك نفسك وتهلكني .
وروى ابن فضيل ، عن ليث ، عن مجاهد ، قال : يؤتى يوم القيامة بثلاثة نفر بالغنى والمريض والعبد المملوك ، قال : فيقول الله عز وجل للغني ما شغلك عن عبادتي التي إنما خلقتك لها ؟ فيقول : يا رب أكثرت لي من المال فطغيت ، فيؤتى بسليمان عليه السلام في ملكه فيقول : لذا أنت كنت أكثر مالا وأشد شغلا أم هذا ؟ قال : فيقول : بل هذا يا رب ، فيقول الله له : فإن هذا لم يمنعه ما أوتي من الملك والمال والشغل عن عبادتي .
قال : ويؤتى بالمريض فيقول : ما منعك عن عبادتي التي خلقتك لها ؟ فيقول : يا رب شغلني عن هذا مرض جسدي ، فيؤتى بأيوب عليه السلام في ضره وبلائه فيقول له : أأنت كنت أشد ضرا ومرضا أم هذا ؟ فيقول : بل هذا ، فيقول : إن هذا لم يشغله ضره ومرضه عن عبادتي .
ثم يؤتى بالمملوك فيقول الله له : ما منعك من عبادتي التي خلقتك لها ؟ فيقول : رب فضلت علي أربابا فملكوني وشغلوني عن عبادتك . فيؤتى بيوسف عليه السلام في رقه وعبوديته فيقول الله له : أأنت كنت أشد في رقك وعبوديتك أم هذا ؟ فيقول : بل هذا يا رب ، فيقول الله : فإن هذا لم يشغله ما كان فيه من الرق عن عبادتي .
يتبع ان شاء الله
تعليق