إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صلة بن أشيم العدوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صلة بن أشيم العدوي

    سنة ست وسبعين من الهجرة

    صلة بن أشيم العدوي


    من كبار التابعين من أهل البصرة ، وكان ذا فضل وورع وعبادة وزهد ، كنيته أبو الصبهاء ، كان يصلي حتى ما يستطيع أن يأتي الفراش إلا حبوا ، وله مناقب كثيرة جدا ، منها أنه كان يمر عليه شباب يلهون ويلعبون فيقول : أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا في النهار عن الطريق وناموا الليل فمتى يقطعون سفرهم ؟ فقال لهم يوما هذه المقالة ، فقال شاب منهم : والله يا قوم إنه ما يعني بهذا غيرنا ، نحن بالنهار نلهو ، وبالليل ننام .
    ثم تبع صلة فلم يزل يتعبد معه حتى مات .
    ومر عليه فتى يجر ثوبه فهمَّ أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم فقال : دعوني أكفكم أمره ، ثم دعاه فقال : يا ابن أخي لي إليك حاجة ، قال : وما حاجتك ؟ قال : أن ترفع إزارك ، قال : نعم ، ونعمت عين ، فرفع إزاره ، فقال صلة : هذا أمثل مما أردتم ، لو شتمتوه لشتمكم .
    ومنها ما حكاه جعفر بن زيد قال : خرجنا في غزاة وفي الجيش صلة بن أشيم ، فنزل الناس عند العتمة فقلت : لأرمقن عمله الليلة ، فدخل غيضة ودخلت في أثره فقام يصلي وجاء الأسد حتى دنا منه وصعدت أنا في شجرة ، قال : فتراه التفت أو عدَّه جروا حتى سجد فقلت : الآن يفترسه ، فجلس ثم سلم فقال : أيها السبع إن كنت أمرت بشيء فافعل وإلا فاطلب الرزق من مكان آخر ، فولى الأسد وإن له لزئيرا تصدع منه الجبال ، فلما كان عند الصباح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها ثم قال : اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار ، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة . ثم رجع إلى الجيش فأصبح كأنه بات على الحشا ، وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به عليم . قال : وذهبت بغلته بثقلها فقال : اللهم إني أسألك أن ترد علي بغلتي بثقلها ، فجاءت حتى قامت بين يديه ، قال : فلما التقينا العدو حمل هو وهشام بن عامر فصنعا بهم طعنا وضربا ، فقال العدو : رجلان من العرب صنعا بنا هذا فكيف لو قاتلونا كلهم ؟ أعطوا المسلمين حاجتهم - يعني انزلوا على حكمهم - وقال صلة : جعت مرة في غزاة جوعا شديدا فبينما أنا أسير أدعو ربي وأستطعمه ، إذ سمعت وجبة من خلفي ، فالتفت فإذا أنا بمنديل أبيض فإذا فيه دوخلة ملآنة رطبا فأكلت منه حتى شبعت ، وأدر كنى المساء فملت إلى دير راهب فحدثته الحديث فاستطعمني من الرطب فأطعمته ، ثم إني مررت على ذلك الراهب بعد زمان فإذا نخلات حسان فقال : إنهن لمن الرطبات التي أطعمتني ، وجاء بذلك المنديل إلى امرأته فكانت تريه للناس ، ولما أهديت معاذة إلى صلة أدخله ابن أخيه الحمام ثم أدخله بيت العروس بيتا مطيبا فقام يصلي فقامت تصلي معه ، فلم يزالا يصليان حتى برق الصبح ، قال : فأتيته فقلت له : أي عمْ أُهديت إليك ابنة عمك الليلة فقمت تصلي وتركتها ؟ قال : إنك أدخلتني بيتا أول النهار أذكرتني به النار ، وأدخلتني بيتا آخر النهار أذكرتني به الجنة ، فلم تزل فكرتي فيهما حتى أصبحت ، البيت الذي أذكره به النار هو الحمام ، والبيت الذي أذكره به الجنة هو بيت العروس .
    وقال له رجل : أدعو الله لي . فقال : رغَّبك الله فيما يبقى ، وزهَّدك فيما يفنى ، ورزقك اليقين الذي لا يُركن إلا إليه ، ولا يعوَّل في الدين إلا عليه .
    وكان صلة في غزاة ومعه ابنه فقال له : أي بنيّ تقدم فقاتل حتى أحتسبك ، فحمل فقاتل حتى قتل ، ثم تقدم صلة فقاتل حتى قتل ، فاجتمع النساء عند امرأته معاذة العدوية فقالت : إن كنتن جئتن لتهنيني فمرحبا بكن ، وإن كنتن جئتن لتعزينني فارجعن .
    توفي صلة في غزاة هو وابنه نحو بلاد فارس في هذه السنة .

  • #2
    بارك الله فيك أخي أبا حذيفة ورزقك العلم والعمل النافع
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد علي السيد; الساعة 31-08-2012, 08:42 AM.

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك الله ياأخانا أباعبدالرحمن وأسأل الله العظيم أن يجنبني وإياك الفتن ويثبتنا على دينه حتى نلقاه والسلام عليكم ورحمة الله

      تعليق

      يعمل...
      X