الدعوة السلفية في صنعاء
بسم الرحمن الرحيم
بسم الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين إله الأولين والأخرين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخير خلق رب العالمين وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين
أما بعد :
فيسرني في هذا المقال أن أشرح الدعوة السلفية في العاصمة اليمنية صنعاء حيث وإن الخير قد ذاع وشاع وعرفت الدعوة السلفية وانتشرت انتشارًا طيبًا من فضل الله عز وجل مع كثرة المتساقطين والمنحرين وكثرة الحاقدين والحاسدين والحزبيين بجميع أشكالهم والفرق المنحرفة ،{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ } [التوبة: 32]
ومع هذا فقد يسر الله لأهل السنة الصالحين المتقين في صنعاء بخير عظيم ،مساجد وحلقات وعلم ومحاضرات ولقاءات، ولم يؤثر عليهم و لا فيهم بفضل الله ما عمله أهل الأهواء ومن تعاون معهم ودفع بهم لا من قديم ولا حديث وصدق بنا سبحانه وتعالى إذ يقول
{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10]
ويقول:{اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ } [فاطر: 43]
وصدق نبينا صلى الله عليه وسلم إذ يقول:"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ"
فنحمد الله تعالى كلما أخذ علينا مسجد أبدلنا الله بغيره نقيم فيه دعوة الله على ما يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، وكل ما مكر رجل بهذه الدعوة أهانه الله وأخزاه وابتعد الناس من حوله وانفضوا وتركوه مع السواري ومع من هو مريض القلب فلله الحمد والمنه ومن هذه المساجد الطيبة.
مسجد السنة بسعوان
فلما حصل في مسجد الخير من التغيير والتبديل عما كان عليه من قبل وحُورب الصالحون فيه، أبدلنا الله سبحانه وتعالى بمسجد السنة في سعوان القائم عليه الشيخ الفاضل الثبت محمد بن مانع حفظه الله، ذلك المسجد العامر بالخير والسنة والعبادة وصفاء المنهج، وكم ترى فيه من إقبال من طلاب العلم، فأصبح مأوى لأهل السنة ينزلون فيه ويجدون فيه راحتهم وسعادتهم وبغيتهم ، وتقام فيه الدروس العلمية النافعة على مدار اليوم وكذلك المحاضرة الأسبوعية يوم الجمعة التي يستضاف فيه خيرة الدعاة وطلاب العلم من دار الحديث السلفية بدماج وغيرها، ويأتي الدعاة الخيّرون ويُفيدون الناس بالحق والهدى ،ويتواصون بالصبر وبالحق، فكم نفع الله بهذا المسجد المبارك وبشيخه وطلابه أثناء حصار الحوثيين لدار الحديث بدماج وأثناء جبهة كتاف والاهتمام بالجرحى، ومازال خير هذا المسجد منبثقًا إلى هذا الوقت الحاضر فجزاهم الله كل خير على ما يقومون به من الخير والدعوة والعلم والتعليم والصفاء والنقاء.
مسجد سوق شميلة
فلما أُخذ مسجد الرحمن الذي كان قائما بالخير والهدى، وكان يديره وقائم عليه أخونا الداعي إلى الله الثبت عبد الرقيب الكوكباني، فقد كان المسجد منارة لأهل السنة في صنعاء قائم في العلم والتعليم والدعوة، فكم والله قد هدى الله به أناسًا كثيرين إلى السنة، فلما أُخذ هذا المسجد صار المسجد خاويًا لا علم ولا تعليم، وقد صليت فيه قبل أيام فو الله كادت عيني أن تدمعا وأصبت بهم وغم كبير لما رأيت حال المسجد وشكاوى جيران المسجد يشكون يقولون: مات المسجد بعد أن كان منارة للعلم والتعليم وأتوا لهم برجل لا يحسن قراءة القرآن فضلاً أن يدرس أو يعلم ويرفع الجهل عن نفسه وغيره.
وقد أبدل الله إخواننا بمسجد سوق شميلة قائم عليه بعض طلاب العلم يتدارسون العلم ويعلمون الكتاب والسنة نسأل الله أن يوفقنا وإياهم.
مسجد الرحمة والقدس
ولما أخذ علينا مسجد الرحمة في منطقة حزيز الذي كان منبرًا للسنة وتسلط عليه أصحاب الحزب الجديد بعد ذلك، أبدل الله أهل السنة في تلك المنطقة بمسجد الفلاح فيه أخونا حسين العسل هذه الأيام والقدس فيه أخونا سلطان النمري وإخوانه فنفع الله بهما وجلس طلاب العلم يستفيدون من إخوانهم الكتاب والسنة فجزاهم الله خيرا.
مسجد الفتح
ولا يُنسى مسجد الفتح في منطقة القادسية قائم عليه أخونا الداعي إلى الله صاحب الخلق الحسن محمد القيسي حفظه الله، وقد توافد إليه طلاب العلم من مسجد الخير بعد سقوطه ومن مسجد الرحمن، وهو قائم بخير ودعوة طيبة ونفع الله به نفعا كبيرًا فلله الحمد والمنة.
مسجد بشائر الخير
مسجد خير وعلم وتعليم نفع الله به نفعًا كبيرًا وتوافد عليه طلاب العلم ونهلوا من معين السنة فجزى الله القائم عليه خيرًا وهو أخونا المفضال الشيخ علي الحجاجي حفظه الله وبارك فيه فله جهود كبيرة في نصرة السنة والدفاع عنها والدعوة إلى الكتاب والسنة وهو في منطقة جدر.
مسجد بلال
وهو من مساجد السنة العامرة بالخير وهو في بني الحارث قرب مطار وقد نفع الله به في تلك المنطقة التي عشعش فيها الإخوان المفلسون وعرف الناس السنة وأهلها، وجزى الله القائم علي هذا المسجد خيرًا وهو أخونا الداعي إلى الله معمر بن دحان.وهناك مساجد أخرى طيبة نافعة نفع الله بها وبأهلها وانتشر الخير وعرف الحق من الباطل وعبد الله عبادة صحيحة، بعد أن حاول الحزبيون أن يطفئوا نور السنة بأعمالهم وأفعالهم وأقوالهم وتسلطهم على مساجد السنة، وليعلم هؤلاء أن أهل السنة إن لم يجدوا مساجد سوف يدرسون في بيوتهم وتحت الأشجار ولن يوقفهم بإذن الله عن الدعوة كائن من كان من الخلق بإذن الله تعالى، وأهل السنة حياتهم في مساجدهم وحلقاتهم ومكتبات العلم ولدرس الواحد منهم في مسجده أحب إليه من الوظائف والترتب العسكرية ومن كذا وكذا فهم يستشعرون
قوله تعالى{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ *رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [النور:36، 38]
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ" متفق عليه عن أبي هريرة رضي الله
وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الْمَسْجِدَ بَيْتُ كُلِّ تَقِيٍّ، وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ لِمَنْ كَانَتِ الْمَسَاجِدُ بُيُوتَهُمْ بِالرَّوْحِ وَالرَّحْمَةِ وَالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَى رِضْوَانِ اللَّهِ" رواه عبد الرزاق في "مصنفه" عن أبي الدرداء رضي الله عنه
فهذا دأب أهل السنة ونهجهم عليه يسيرون حتى يلقون ربهم سبحانه وتعالى فلله الحمد أولا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا ، فالخير حاصل ومستمر، فعلينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى ونستمر على هذا، ونزداد من هذا الخير العظيم الذي ما استطاع المبطلون بفضل الله أن يوقفوا سيره ولا أن يقطعوا طرقه المتينة العالية الوثيقة فلله الحمد والمنه { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]
والحمد رب لله العالمين
تعليق