الثَّمَرَاتُ (اليَانِعَةُ) لمَا حَصَلَ في زِيَارَةِ أَهْلِ العِلْمِ (النَافِعَةِ)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمدُ للهِ وأشْهدُ أن لا إِلَهَ إِلا الله وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبْده ورسُولهُ صَلَّى الله عَلَيهِ وآلهِ وسلَّم أَمَّا بعْد .
فيَقُولُ ميمونُ بن مهْران : "وَجَدْتُ صَلَاح قَلْبِي في مُجَالسَةِ العُلمَاءِ" . هَذا في طَلَب الحَديثِ والعلمِ والسُّنةِ فكيفَ لمنْ يَرحل لسَمَاعِ نُصحِهم وتَوجِيهاتِهم في مَسْألةٍ نَازلةٍ مُدْلَهِمَّةٍ حَلَّتْ وَنَزلت بالمسْلمِين.
وقدْ منَّ اللهُ تعَالى عليَّ بِرحلةٍ قَصِيرةٍ إلى مكَّة المُكرمَّة - شَرّفَهَا اللهُ وحفِظَها من كَيدِ الكَائِدين - في هَذَا العَامِ 1433مِن شَهرِ رَبيعٍ الثاني لِزيارةِ والدِي ووالدتي حفظهما الله ، لا سيما وقَدْ بَلغَا منَ الكِبرِ عِتيَّا وَحَصَل لِوالدِي مَرضُ الكِبَر فَفَقَدَ عَقْله خَتَمَ اللهُ لنَا ولهُ بالحُسنَى.
وقدْ كانَ معي الأخ الفَاضِل الدَّاعِي إِلى اللهِ مَهيب بن سَيْف الأَحْمَدِي – حفِظَه اللهُ ورعَاه – النَّاطِقُ الرَّسْمِيُّ لجَبْهَةِ وَائِلة لقَبَائِلِ حِلْفِ النُّصْرَةِ، فَكَانَ مِنْ ضِمْنِ بَرْنَامِجنَا الأَسَاسِي بَعدَ أداءِ العُمرةِ هُو اللقَاءُ بَأهلِ العِلمِ كَمَا هَو حَال السَّلفِ الصالحِ في رحَلاتهِم حَيثُ يَحْدُوهم الشَّوقُ في اللقَاءِ بِالعُلماءِ وصُحبتهم واستِشَارَتهم والاستِفَادة منهُم ومِن عِلمِهم وهَدْيهِم وسَمْتِهم وَأَخْلاقهِم.
وَقدْ يَسَّرَ اللهُ لنَا اللقَاء بكَوكَبةٍ منْ أهْلِ العِلمِ أَهْل الهُدَى وَمَصَابِيحِ الدّجَى الذين تَتَجلّى عَنهُم كُلّ فِتنَةٍ ظلمَاء لأنّهُم أهْل القُرآنِ وخَاصّته يَقُولُ عُمَرُ بن الخَطَّابِ – رَضي اللهُ عنْهُ - : « الحمدُ للهِ الذِي امْتَنَّ عَلَى العِبَادِ بأن يجعَل في كُلِّ زَمَان فَتْرَة منَ الرُّسلِ بَقَايَا من أهْلِ العِلمِ ، يَدْعُونَ منْ ضلَّ إلى الهُدى ، ويَصْبِرون منهُم عَلى الأذَى ، ويُحْيُونَ بِكِتَابِ اللهِ أهْل العَمَى ، كمْ منْ قَتِيلٍ لإبلِيس قَدْ أَحْيَوْه ، وضَالٍّ تَائهٍ قَدْ هَدوه ، بَذَلُوا دِماءهم وأمْوالَهم دُونَ هَلَكَةِ العِبَادِ ، فَمَا أَحسنَ أثَرَهم عَلى النَّاسِ ، وأقْبَح أَثَر النَّاس عَلَيهم ، يَقْتلونهم في سَالفِ الدَّهرِ إلى يَومِنا هَذا بِالحُدودِ ونحْوهَا ، فَمَا نسيَهُم رَبُّك وَمَا كَان رَبُّك نَسيَّا جَعَلَ قِصصهُم هُدى ، وأخْبَر عَن حُسنِ مَقَالتِهم ، فَلا تَقصر عنهُم ؛ فَإنَّهم في مَنْزِلةٍ رَفِيعةٍ ، وَإنْ أصَابَتْهُم الوَضِيعَة» منسُوب لِعُمر كَمَا في البِدعِ لابنِ وَضَّاحٍ ثمَّ اشتَهَر عَنِ الإمَامِ أحْمَد.
وَقَال ابن المبَارَك – رَحمَهُ الله - : « مَنِ استَخَفَّ بِالعُلمَاءِ ذَهَبتْ آخِرَتهُ، وَمَن استَخَفَّ بِالأمرَاءِ ذَهَبتْ دُنْيَاهُ، وَمَن استَخَفَّ بِالإِخْوَانِ ذَهَبَتْ مُرُوءَتهُ »
كَانتْ هَذهِ الزِّيَارة باسْتِشَارَةِ شيخِنا الفَاضِلِ العَلامَةِ يَحْيَى بن عَلي الحَجُورِي – حفِظَه اللهُ ورعَاه – حَيثُ أخْبَرتُهُ بِرَغْبَتي بِزِيارَةِ وَالِدي وَعن رَغْبَتِنَا لِزِيَارِةِ العُلمَاءِ فَطَلَبَ مِنَّا إِبْلَاغهم سَلامَهُ وَقدْ حَصلَ والحمدُ للهِ. وَمُشاورة أهلِ العِلمِ فِيهَا خَيرٌ عظيمٌ ، يَقُولُ ابن شَبيب : " سُئلَ بَعضُ الخُلفاءِ أيُّ شَيءٍ يُؤَيّدُ العَقْل ؟ فَقالَ: مُشَاوَرَةُ العُلمَاءِ" وَقالَ الحَسنُ: «مَا شَاورَ قَومٌ قَط، إلَّا هُدُوا لأَرْشَدِ أُمورِهم».
أَوَّلًا : مَع الشَّيخِ العَّلامَةِ الجَهْبذِ النَّاقِدِ البَصيرِ ذِي العَقْلِ الرَّشِيدِ وَالرَّأْيِ السَّدِيدِ أَبِي مُحَمَّد رَبِيعِ بنِ هَادِي المَدْخَلِي الهَاشِمِي القُرَشِي حَيثُ عَلِمَ بِوصُولِنَا – حفِظَه اللهُ ورعَاه – فَسَاقَنَا إِليهِ الأخ الفَاضل النَّاصح عَلَم الدِّين السُّودَانِي الذِي جَعَلَهُ اللهُ مِفتَاحًا لِلخَيرِ مِغلاقًا للشرِ بَينَ أَهلِ العِلمِ- فَسَاقَنَا مِن جِوارِ الحَرمِ المَكّي بَعدَ أداءِ العُمرةِ إلى بَيْتِ فضيلتهِ حيثُ رَحَّبَ بِنَا ترحيبًا احتقرنَا فِيهِ أَنفسنَا وأَصَابنَا الخَجل مِن حَفَاوَتهِ وفَرحهِ بِلقاءِ أَبنائهِ لِقاء الأبِ لابنهِ، واسْترسَلَ مَعنَا في الكَلامِ وأصْغَى بِسَمعِهِ وَعقلِهِ، وَكله شَوقٌ أنْ يَسمَعَ أَخبار أبنائهِ المجَاهدين في أرضِ العِزةِ والكَرامةِ فَأَقْرأنَاهُ سَلامَ الشيخِ يَحْيَى فَرَدَّ عَليهِ السَّلام.
وممّا أدهَشَنِي مُتابعةُ سَمَاحتهِ لأحداثِ اليمَنِ ومَا يَدورُ منْ قِتالٍ بَينَ أهلِ السّنّةِ والرَافضةِ أوّلا بأوَّل وَكَأنهُ وسَط الحَربِ فحَدَّثْنَاهُ وَأخْبرْنَاهُ وأنْبَأْنَاهُ وأَسمَعْنَاهُ مَا يُسَرُّ بهِ كل مُؤمنٍ وكل مسلمٍ وهو يُكبرُ ويحمدُ الله ويَحُثّنَا عَلى المُصَابرةِ والمُرابطةِ وأنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيب.
جَلْسَةٌ استَمَرّت مِن بَعدِ صَلاةِ العِشاءِ حَتى الثَّانية عَشر ليلًا والحَديثُ لا يُمَلُّ معَ فضِيلتِهِ، ثُمّ قدَّم لنَا كمَا هي عَادته في الكَرمِ طعَام العشَاء والحَديث معهُ مُستمرٌ لا ينقَطِعُ، والابتسَامةُ لا تَكَادُ تُفارق ثَغْرهُ الجَمِيل.
إِنَّهُ رَجُلُ أُمَّة وَرجُلُ سُنَّة ورَجُلُ مَحبّة يَحمِل الخَير لأَهلِ السُّنَةِ ويَتَمَنَى لَو مَعهُ أمْوال الدُّنيَا ليعطِيهَا لطُلابهِ في جَبهَاتِ القِتَالِ في وَائلة.
رَأيتُ حِرصَه عَلى جَمعِ الكَلمةِ ورَأْبِ الصَّدْعِ وتَركِ الفُرقةِ، وشغلهُ الشَاغلُ هو أهلُ السُّنةِ في اليَمَنِ ومَصيرهم مَع الرَّافضةِ حَيثُ حَثَّنَا عَلى زِيارَةِ العُلماءِ الأفاضِل في أرضِ المملَكةِ، فكَان لكَلامهِ مَحُل اعتبارٍ في قُلوبنَا، لأَنَّه يَعلم أنَّ تَوضيحَ الأمر لأَهلِ العلمِ يُعتبرُ إِنجازًا عَظيمًا ونَصرًا مُؤَزَّرًا .
تَشرّفنَا بِلقائهِ ثَلاثَ مَراتٍ، كَانت هَذهِ المرةُ الأولى، ثُمّ المرة الثَّانية بعدَ عودتِنَا منْ لقَاءِ العُلماءِ حيثُ كَان في شَوقٍ لنتائجِ زيارتِنَا لهُم فَأخْبرْنَاهُ بِالثَّمَرةِ العَظِيمةِ التي حَصَلت مِن تلك الزِّيارَةِ فتهَلّل وجْههُ بالفَرَحِ وهَذَا مِن فَضْلِ اللهِ .
وفي الزّيارةِ الثّانيةِ لِلشّيخِ - حفظهُ اللهُ - التَقَيْنَا عِندَهُ وفي بَيتهِ بِالشيخِ الفَاضلِ السَّلفِي الدَّاعِي إلى اللهِ مُحَمَّدِ بن نَاصر العرينِي – حفظهُ اللهُ - صَاحِب الرَّسَائلِ الجَميلةِ في الرَّدِ عَلى الفرقِ المُخالفةِ، فَفَرح بوجُودنَا ورَأينَا لهُ اهتمَامًا عَجيبًا في مُتابعةِ جَبهةِ وَائلة.
وفي الزِّيارةِ الثّالثةِ إلى الشّيخِ كانَ قَد سَافَرَ رَفيقِي في السَّفَرِ الأخ مَهيب وكُنتُ قَد اتصَلتُ بالأخِ عَلمِ الدِّين وأَبْلَغْتهُ بَأنَّ لَدَيَّ أسْئلة وأُحبُ أنْ يُجيبَ عَلَيهَا الشَّيخ فَتَواصلَ مَعَ الشَّيخِ فَكَانَت المُوافَقة التِي غَمَرَتنِي بِالفَرْحَةِ لأَنَّ الأسْئلةَ خَاصَّة بجَبهةِ القِتَالِ مع الرَّافِضةِ فَتَواعدتُ مَعَ الشَّيخِ إِلى بَعدِ صَلاةِ العشَاءِ وَجَلستُ بِجوارِهِ وَاستَأْذنْتُهُ في التَّسْجِيلِ فَوافَقَ – حفظهُ اللهُ – فَألقيتُ عَليهِ الأسئلة فَأجابَ بإجَابَاتٍ مُوفَّقَةٍ بَليغةٍ وَهي مَنْشُورةٌ في شَبَكَةِ العُلُومِ السَّلَفِيةِ بعنوان : (أَجْوِبَةُ العَلَّامَة رَبِيع المَدْخَلِي السَّدِيدَة عَلَى أَسْئِلَةِ خَالِد الغُربَاني المُفِيدَة).
وقدْ دَارَ بينَنَا حديث حولَ تَكفيرِ الحُوثيين فَطَلبَ - حفظهُ اللهُ - مَزيدًا منْ مَلازِمِ الحُوثي وَكتبِهِ التي تَدلُّ عَلى كُفرهِ ليقومَ بالرَّدِ، فَعَرضتُ عَليهِ تِلكَ المَطْوية المنشُورة في شَبَكةِ العُلومِ السَّلَفِيةِ : (حَقَائِق عَنِ الفِّكْرِ الحُوثي) "الجُزء الثَّاني" فقَرَأهَا - حفظهُ اللهُ – وكَان يمُرُّ بِبَعضِ أَقوالِ الحُوثي الخَبيثةِ الكُفريةِ وَالشَّيخ يقُول هَذَا كُفْرٌ هَذَا كُفْرٌ .
ثُمَّ طلبَ - حفظهُ اللهُ - تلكَ المرَاجع فَوعدتُه بِالبَحْثِ عَنْهَا، وأَسْأل الله أنْ يُيسرَ بإرسَالِهَا إليهِ . وَطَلبَ مِنِّي أَنْ أقْرَأ سَلَامهُ لِلشيخِ يَحيى وَلإخْوانهِ وَأبنائِهِ منْ أهلِ السُّنَّةِ في اليَمَنِ . شَكَرَ اللهُ لِشَيخنَا عَلى تَواضعهِ ، وعَلى نُصرتهِ ، وعَلى كَرمهِ وإحسَانهِ، وأسألهُ سُبحَانهُ وتعَالى أنْ يُطيلَ عُمرهُ في الخَيرِ والسُّنَّةِ.
ثَانيًا : معَ الشَّيخِ المُفْتِي العَلامةِ الفَقيهِ عَبدِ العَزيزِ آل الشّيخ – حفِظَه اللهُ ورعَاه – حَيثُ تَمَكنَّا مِن زِيارتهِ في مَسجِدهِ الجَامِع الكَبير بَعدَ صَلاةِ العَصرِ وَكانَ في مَعِيَّتِنَا الأخ الفَاضل الشَّيخ المُبارَك : مُبارَك آل رَاكَان الدُّوسَرِي - حفظهُ اللهُ ورعَاهُ - حيثُ عَرَّفَهُ بِنَا فَرَحَّبَ بِنَا بِكُلِّ سُرورٍ وهوَ يَسألُ عَن أخبَارِ دَمَّاج فَأبْلَغْنَاهُ سَلامَ الشَّيخ يَحْيَى فَرَدَّ عَلَيهِ السَّلام وَقَالَ سَلَّمُوا عَليهِ، وَدَعَا لَنَا بالنَّصرِ وأوْصَانَا بالصَّبرِ والمُصَابَرَةِ ، وَطَلَبَ مِنَّا زِيارتهُ في مَكتبِهِ في الإفْتَاءِ فَذَهْبنَا إِليهِ في مَكتبهِ وَزرْناهُ مَرَّة أخْرَى ورَحَّبَ بِنَا وأْبْدَى خَيرًا –حفظهُ اللهُ –.
ثَالثًا : مَع الشَّيخِ العَلامَةِ الفَقَيهِ الأُصُولي القَاضِي رَئيس مَجْلِسِ القَضَاءِ الأَعْلى صَالِح اللحِيدَان - حفظهُ اللهُ ورعاهُ - حيثُ زُرنَاهُ في مسجِدِهِ ومعَنَا الشَّيخ مُبَارك وَعَرَّفَهُ بِنَا فَرحبَ بنَا تَرحيبًا طيبًا ورَأينَا عَليهِ عَلامة الاهتِمَامِ بأَحوالِ إِخوانِهِ في دَمَّاج فَأبْلغنَاهُ سَلامَ الشَّيخ يَحْيَى فَرَدَّ عَليهِ السَّلام وَسَأَلَنَا عَن أخبارِ دَمَّاج وَأخبَارِ القِتَال هُناك فأخْبَرْنَاهُ فَظهرَ عليهِ الاهتمامُ والغيرةُ عَلى إِخوانهِ أهْل السُّنَّةِ وأنَّهُ لا بُدَّ من نُصرَتِهمِ عَلى الظَّالمين وَدعَا لنَا بِالخَيرِ وحَثَّنَا عَلى الصَّبرِ والرِّباطِ وقَال أَبْلِغُوا سَلامِي للشيخِ يَحْيَى .
رَابعًا : مَع الشَّيخِ العَلامةِ الفَقيهِ الخَطَيبِ الفَصيحِ صَالِح بن فوزَان الفوزَان – حفظهُ اللهُ ورعاهُ – حيث حضَرنَا لهُ خُطبة الجُمعة في مَسجدهِ والتَقينَا بِه في مَكتبهِ في الإفتاءِ حَيث رَحبَ بنَا ومعَنَا الشَّيخ مُبَارك وأبْلغْنَاهُ سَلام الشَّيخ يَحْيَى فَرَدَّ عَليهِ السَّلام وسَأَلَنَا عَن أخبَارِ دَمَّاج وأَخبَارِ القِتَال هُناك فَرأينَا منهُ الاهتمَام البَالغ بإخْوانهِ وأبنَائهِ هُناك.
خَامسًا : مَع الشَّيخِ العَّلامةِ مُحمَّد بن حَسَن آل الشَّيخ عُضُو هَيئةِ الافتَاءِ – حفظهُ اللهُ ورعاهُ –، زُرنَاهُ في مَكتبهِ ومعَنَا الشَّيخ مُبارك آل رَاكَان فَرَحَّبَ بنَا تَرحيبًا طيبًا عَجيبًا، وعَجبنَا عندَمَا رَأينَا لهُ مُتابعَة بأخبَارِ إخوانهِ في حَربِهم مَع الرَّافِضةِ، وَكانَ – حفظهُ اللهُ - قدْ بَذَلَ مجهُودًا طَيبًا فَأسألُهُ سُبحانهُ وتعَالى أنْ يُبَاركَ في عِلمهِ وفي جهدهِ، وَكَانت جَلسَة مُمْتِعَة مَعَهُ حثَّنَا فيهَا عَلى التَّواصلِ بِاستِمرَارِ وعَدم تَرك الفجْوةِ بَين أَهلِ العِلمِ والحِرص عَلى التَّواصلِ بِهمِ ، وَحَمَّلَنَا سَلامَهُ لِلشَّيخِ يَحْيَى حفظهُ اللهُ .
سَادسًا : مَع الشَّيخِ العَّلامةِ عَبدِ المحسِن العَبَّاد – حفظهُ اللهُ ورعاهُ –حَيثُ التَقَينَا بِهِ بَعدَ أَنْ حَضرنَا لهُ درسًا في المسجِدِ النَّبَويّ فذَهبنَا بِرفقتِهِ بَعدَ الدَّرسِ إلى سَيَّارَتهِ فَأعطَانَا من وقْتِهِ دقَائق مَعْدُودَة وأوْصَانَا بِالصَّبرِ والمُرَابَطَةِ ودَعَا لَنَا بِالنَّصْرِ.
سَابعًا : مَعَ الشَّيخِ صَالِح السحِيمِي – حفظهُ اللهُ ورعاهُ – حيثُ التَقينَا بهِ في مَكتبهِ فَفرحَ بنَا وَازدَادَ فَرَحهُ بِاللقَاء الذَّي أَجْراهُ الأخُ مَهِيب عَبرَ إِذَاعةِ الرِّيَاض وَأَثْنَى عَلَى الأخِ مَهِيب وعَلى كَلامهِ وَأنَّهُ مُوفقٌ في رَدِّهِ وإِجَابَاتِهِ. وسَأَلنَا عن أخْبَار دَمَّاج وَعَنِ القِتَالِ . وَكَانَ - حفظهُ اللهُ - قدْ قَامَ بِزيارَة إلى نَجْرَان تَفَقَّدَ فِيهَا الجَرْحَى .
ثَامنًا : مَعَ الشَّيخِ العَلامةِ مُحمَّد بن عَبد الوَهَّاب العَقيل – حفظهُ اللهُ ورعاهُ – حيثُ استَقبَلنَا في دارهِ ورَأَينَا لَهُ مُتَابعَة عَجيبَة لأخبَارِ دمَّاج وأخبَار جبهَةِ القِتَال، ومِنْ حُبِّهِ لدَمَّاج قَالَ بَأنهُ سَيُرسِل وَلَدَهُ إلى دَمَّاج لِطَلبِ العِلمِ .
تَاسعًا : بَقِيَّةُ المَشَايخ وَطُلاب العِلم : حَاوَلنَا اللقَاء بالشَّيخِ حُسَين آل الشَّيخِ لَكنَّهُ كانَ مُسَافِرًا ، وَكَذَا الشَّيخ عَلِى الحذيفِي فَوَجدْنَاهُ كَانَ مَشغُولًا وقَالَ تَعَالُوا غدًا، لَكننَا كنَّا عَلى سَفَر فلَم نتمَكَّن منَ اللقَاءِ بِه في اليَومِ التَالي لأننَا سَافرنَا.
وَكَذَا التَقينَا بمجمُوعَةٍ من طُلابِ العِلمِ في الرِّيَاض وجدّة والمدَينة ومَكَّة من أَفاضِل الإخوةِ السَّلفِيين الغَيورِين عَلى الدَّعوةِ السَّلفِيةِ من السُّعودِيين وَاليَمَنيين وغَيرهِم.
وَكَذَا بَعض الإعْلامِيّين أمْثَال الأخ خَالِد الغَامِدي منْ قَناةِ وصَالَ الذِي حَرصَ عَلى لِقائنَا. وَكَذَا بَعض الصَّحَفِيين في الصُّحفِ والإذِاعَةِ السُّعودِية الذينَ كَان لَدَيهم حِرصٌ عَلى سَمَاعِ أخبَارِ إخْوانِهم في اليَمنِ لا سيمَا في جبهَة وائِلة، مثْل الدُّكتُور مُحَمَّد السَّعِيدِي الذَي رَأينَا لَهُ جُهودًا طَيبةً في نُصرَةِ دَمَّاج بَل كَانَ أكثرَ من أثَارَ القَضية عَلَى الرَّأي العَامِ وقَد عَمِل لقَاء مَع الأخِ مَهِيب الضَّالِعي وَنَشَرهُ في إِذِاعةِ الرَّياضِ وقَدْ نَشْرَنَاهُ في شَبَكَةِ العُلُومِ السَّلَفِيةِ.
وَكَذا التَقَينَا بالأخِ الدُّكتُور عُمر الزَّبيدِي وهو صحفِي مَشْهُور في صَحِيفَةِ الوَطنِ جَاءَ إلى مَقرِ سَكننَا.
وصَرَّحَ أكثرُهُم بِالجهدِ العَظيمِ الذِي تقومُ بهِ شَبَكَة العُلُومِ السَّلَفِية في دِقّةِ نَقْلِ الأخْبَارِ وفي تَميزهَا عَن غَيرهَا، وكَذَا بمَا فيهَا منَ الخَيرِ والسُّنَّةِ.
خلَاصَةُ الرِّحْلَة :
- التَّشَرُفُ بِاللقاءِ بِأهْلِ العِلمِ والسَّمَاع لتَوجِيهَاتِهم وَنَصَائِحِهم .
- وَجَدْنَا أَنَّ دَارَ الحَديثَ بِدَمَّاج أصَبَحَت لَهَا مَكَانَة عَظَيمَة في قُلُوبِهم وَمَحَلّ اهتمَامِهم وأنَّهُم يُبَلِّغُونَ سَلامهم لِلشَّيخِ يَحْيَى – حفظهُ اللهُ ورعاهُ –وَطُلابه في دَمَّاج وفي أَرضِ القِتَالِ.
- تَفَاجَأنَا بِلصُوصِ الدَّعوةِ الذينَ سَبقُونَا للتَّسولِ بِاسمِ دَمَّاج وحِصَارِ دمَّاج وقِتَالِ الرَّافِضةِ وباسمِ جَرحَى القِتَال وباسمِ الشُّهدَاءِ وَالأيتَامِ وووو،، بَلْ تَمَّ عَقْدُ مُؤتَمرَاتٍ باسمِ دمَّاج وَلمْ يَصِلْ مِنهَا شَيء فِيمَا أعْلَم واللهُ أعلمُ .
- وَالحَمدُ للهِ تَمَّ التَنْسِيق عَلَى أنَّ التَّعَامُلَ يَكُون مَع الشَّيخِ يَحْيَى مُبَاشَرَة أوْ مَنْ يَرْتَضيهِ لِقَطعِ الطُّرقِ عَلى المُتَسَلِّقِين.
وَالحَمدُ للهِ أوَّلا وَآخِرَا وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبينَا مُحَمَّد وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَزِيدًا .
كَتَبَهُ : أَبُو عَبْد اللهِ خَالِدُ بن مُحَمَّد الغُرْبَانِيّ بَعْدَ أَنْ قَرَأْتهُ عَلَى أَخِي مَهِيب - حفظهُ اللهُ - وَهوَ فِي أَرضِ القِتَالِ فَأَقرَّهُ وَأَعْجَبهُ.
كَتَبَهُ : أَبُو عَبْد اللهِ خَالِدُ بن مُحَمَّد الغُرْبَانِيّ بَعْدَ أَنْ قَرَأْتهُ عَلَى أَخِي مَهِيب - حفظهُ اللهُ - وَهوَ فِي أَرضِ القِتَالِ فَأَقرَّهُ وَأَعْجَبهُ.
تعليق