إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خطبة صلاة الجمعة: تأملات منهجية في قصة أصحاب أبي القرن لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خطبة صلاة الجمعة: تأملات منهجية في قصة أصحاب أبي القرن لفضيلة الشيخ سليم الهلالي

    تأملات منهجية في قصة أصحاب أبي القرن
    عن ربيع بن عميلة قال: حدثنا عبد الله –ما سمعنا حديثاً هو أحسن منه إلا كتاب الله –عز وجل-، ورواية عن النبي × قال: «إن بني إسرائيل لما طال الأمد وقست قلوبهم اخترعوا كتاباً من عند أنفسهم، استهوته قلوبهم، واستحلته ألسنتهم، وكان الحق يحول بينهم وبين كثير من شهواتهم، حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون، فقالوا: اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل، فإن تابعوكم عليه، فاتركوهم، وإن خالفوكم فاقتلوهم. قال: لا، بل ابعثوا إلى فلان -رجل من علمائهم- فإن تابعكم فلن يختلف عليكم بعده أحد. فأرسلوا إليه فدعوه، فأخذ ورقة فكتب فيها كتاب الله، ثم أدخلها في قرن، ثم علقها في عنقه، ثم لبس عليها الثياب، ثم أتاهم، فعرضوا عليه الكتاب فقالوا: تؤمن بهذا؟ فأشار إلى صدره -يعني الكتاب الذي في القرن- فقال: آمنت بهذا، وما لي لا أومن بهذا؟ فخلوا سبيله. قال: وكان له أصحاب يغشونه فلما حضرته الوفاة أتوه، فلما نزعوا ثيابه وجدوا القرن في جوفه الكتاب، فقالوا: ألا ترون إلى قوله: آمنت بهذا، وما لي لا أومن بهذا، فإنما عنى بـ( هذا ) هذا الكتاب الذي في القرن قال: فاختلف بنو إسرائيل على بضع وسبعين فرقة، خير مللهم أصحاب أبي القرن» [((الصحيحة)): 2694].
    1- بيان جلي لسنن أهل الأهواء المغضوب عليهم في مواجهة الحق ودعاته؛ منها:
    أ- اختراع مناهج مغايرة لمنهج الله ونبذ الكتاب وراء ظهورهم.
    عن أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه-؛ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بني إسرائيل كتبوا كتاباً فاتبعوه، وتركوا التوراة)) [أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (5548)].
    وعن عمر -رضي الله عنه- قال: ((وإني ذكرت قاموا كانوا قبلكم كتبوا كتباًَ فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبداً».
    هذا الكتاب الذي وضعه بنو إسرائيل لتحريف كتاب الله وإفساد منهج الله فيه حتى يخدم شهواتهم؛ عن عبد الله بن عمرو –رضي الله عنه-: «من اقتراب الساعة (وفي رواية: في أشراط الساعة) أن ترفع الأشرار، و توضع الأخيار، ويفتح القول، ويخزن العمل، ويقرأ بالقوم (المثناة) ليس فيهم أحد ينكرها»
    قيل: وما المثناة؟
    قال: «ما استكتبت سوى كتاب الله -عز وجل-» [«الصحيحة)): (2821)].
    قال صبري جريس في «تاريخ الصهيونية)) (1/18): ((اتبع حكماء اليهودية منذ قبولها بالتوراة كتابها المقدس أسلوب الاجتهادات الدينية الهادفة إلى تفسير التوراة وملائمتها روح العصر الذي تصدر فيه تلك الاجتهادات، وعرفت حصيلة هذه الاجتهادات فيها بعد باسم التوراة الشفهية؛ ولكنها لم تجمع كتابة خوفاً من المس بقدسية التوراة الأصلية إلا في نهاية القرن الثاني للميلاد من قبل الحاخام يهودا هاتاسي (135-220م) فأطلق عليها اسم (مثناة) واعتبرت كتاباً ملزماً لليهودية بعد التوراة».
    وهذا الكتاب اخترعه ملوك بني إسرائيل الجائرون بمساعدة علماء السوء الضالين.
    عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: ((كانت ملوك بعد عيسى بن مريم بدلوا التوراة و الإنجيل» أخرجه النسائي وهو صحيح.
    ب- الدافع لهذا التحريف والتبديل هو خدمة شهواتهم وترويج شبهاتهم، وهذا واضع جلي في قوله في بيان سبب اختراع هذا الباطل: {وكان الحق (أي: التوراة) يحول بينهم وبين كثير في شهواتهم حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون}.
    وقد ورد تفصيل ذلك في أثر ابن عباس السابق كانت ملوك بعد عيسى بن مريم -عليه السلام- بدلوا التوراة والإنجيل وكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة والإنجيل ويدعون إلى دين الله تعالى، فقال أناس لملكهم: ما نجد شتماً أشد من شتم يشتمونا هؤلاء إنهم يقرؤون {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44].
    وهؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في أعمالنا في قراءتهم فادعهم فليقرؤوا كما نقرأ وليؤمنوا كما أمنا فجمعهم وعرض عليهم القتل أو يتركوا قراءة التوراة والإنجيل إلا ما بدلوا...
    ومن أول ما حرف بنو إسرائيل حدود الله ما يحفظ به الأموال والأعراض فإنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الوضيع أقاموا عليه الحد، وهذا لما فشى فيهم السلب والنهب للمال العام، قال صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» أخرجه البخاري.
    ولما كثر الزنا فيهم ألغوا الرجم ووضعوا بدلاً منه التحميم؛ وهو: تسويد الوجه ووضعه على حمار يطاف به.
    عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم يهودي محمم مجلود، فدعاهم فقال: «هكذا تجدون في كتابكم حد الزاني؟»، قالوا: نعم. فدعا رجلا ً من علمائهم فقال: «أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني؟» قال: لا، ولو لا أنك نشدتني لم أخبرك بحد الزاني في كتابنا الرجم، ولكن كثر في أشرافنا الرجم، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وكنا إذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا تعالوا نجتمع على شيء نقيسه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على الجلد والتحميم مكان الرجم، فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم أني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه، وأمر به فرجم».
    http://www.alhilaly.net/mhadrat_show-293-0.htm


    :. الموضوع الاصلى: خطبة صلاة الجمعة: تأملات منهجية في قصة أصحاب أبي القرن لفضيلة الشيخ سليم الهلالي | المصدر: منتديات منهاج الرسول السلفية | كاتب الموضوع: أسامة الهلالي .:

يعمل...
X