تويت
زيارة ورحلة دعوية إلى أرض الفحلوين في كتاف ووادي آل أبو جبارة ووادي العقيق
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم التنزيل: { مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } [القلم: 2، 3]
وقال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]
وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } [يونس: 22]
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فمن فضل الله ومنه وكرمه أن يسر لنا رحلة وزيارة دعوية إلى أرض الفحلوين في كتاف وما جاورها برفقة أبطال السنة في كتاف ممن أبلوا بلاء حسنا -فيما نحسبهم- في جهاد الرافضة الأشرار، وقد سعدت جدًا برفقة هؤلاء الأبطال وهم الشيخ محمد باجمال والشيخ عبد الله الأشموري حفظه الله والشيخ مهيب الضالعي الناطق الرسمي والبطل المغوار أبي الحارث الصنعاني وأخونا العزيز خالد الغرباني وغيرهم حفظهم الله جميعًا.
فانطلقنا جميعًا من صنعاء يوم الخميس الثامن من ذي القعدة الساعة السادسة صباحًا ووصلنا إلى بيت الدعوة في مأرب الساعة الثامنة صباحًا؛ فاستقبلنا إخواننا هناك جزاهم الله خيرًا وأكرمونا، وبعد تناول طعام الإفطار انطلقنا الساعة التاسعة صباحًا في ثلاث سيارات وسرنا في طريق وعر صحراوي نتوسط الصحراء؛ وتذكرت حال إخواننا المجاهدين في ذهابهم إلى كتاف لقتال الحوثيين الأشرار وهم يمشون الساعات الطوال تحت حر الشمس الملهبة الشديدة وبرد الليالي المظلمة ووحشت الصحراء، وتذكرت واستحضرت حال رجوعهم وخاصة الجرحى خلال هذا الطريق الذي لا تكاد تجد فيه من يؤمن الطريق إلا الله سبحانه وكفى بالله رفيقًا ومعينًا، ولا تكاد تجد فيها قرية أو دكانًا تأخذ منه أشياء تتزود فيها في هذا السفر الشاق المتعب على متن السيارات، وما عليك إلا أن تتزود قبل ذلك، ورأيت أن الله قد أعان ووفق وسهل الطريق على المجاهدين، وقال لي الشيخ مهيب: "كنا نجد السعادة ونحن في طريقنا هذا الشاق ونحن ننتظر الوصول إلى إخواننا المجاهدين"
ووصلنا بحمد الله إلى منطقة البقع -وهو منفذ حدودي بين اليمن والسعودية- الساعة الثانية بعد الظهر وقد جُهز لنا الطعام للغداء فتناولناه؛ ثم انطلقنا حتى وصلنا إلى وادي آل أبو جبارة الساعة الرابعة عصرًا ؛ وتوقفنا في منطقة الهوبج عند أخينا المفضال أبي هارون فتوضأنا وصلينا الظهر والعصر جمعًا وقصرًا جمع تأخير.
ثم واصلنا السير باتجاه الفحلوين فوصلنا قبل المغرب فنزلنا في المطرح واستقبلنا إخواننا المجاهدون الأبطال بزامل وهم فرحين مسرورين ، وصلينا المغرب وكانت الكلمة في المطرح بعد صلاة المغرب، ثم انطلقنا إلى جبهة العوالق حيث يقام درس الشيخ الفاضل جميل الصلوي حفظه الله ورعاه، فوصلنا بحمد الله فدخلنا فلما رآنا الشيخ جميل حفظه الله قصر الدرس الطيب النافع الذي يلقيه ، وطلب منا أن نتكلم وألح في هذا؛ فتكلم الشيخ عبد الله الأشموري وأنا بعده ثم قام الشيخ جميل يواصل درسه النافع؛ وبين يديه أعداد من طلاب العلم المجاهدين الأبطال بأقلامهم ودفاترهم يسمون ويسجلون الفوائد؛ فلله دركم يا طلاب العلم أين ما ذهبتم وأنتم حول حلقات العلم رباط وجهاد وطلب علم.
ثم بعد صلاة العشاء دعانا إخواننا الحضارم في موقعهم وأكرمونا جزاهم الله خيرا وبارك فيهم ونفع بهم الإسلام والمسلمين، وجلسنا نتحدث وهم يشتاقون لحديثنا ونحن نشتاق لحديثهم الطيب ، ثم ذهبنا للنوم والراحة بعد السفر الطويل المتعب.
وفي يوم الجمعة الخامس من ذي القعدة طُلب منا أن نتوزع في الوادي لخطبة الجمعة فتوزعنا في وادي آل أبو جبارة في عدد من المساجد في أنحاء ذلكم الوادي الكبير ورأينا إقبالًا على دعوة أهل السنة، ورأينا أن هذه الجبهة قد نفع الله بها نفعًا عظيمًا؛ فأقبل الله بقلوب أهل الوادي على دعوة أهل السنة وقد قال أحد كبار السن في المسجد الذي خطبت فيه قال للذي جاء بي" لا تنسانا كل جمعة من خطيب ضروري ولا أحتاج أن أتصل بك" ورأينا أن أهل الباطل قد كبتوا.
ثم رجعنا جميعًا إلى بيت أخينا –محمد القح- في الوادي فقد دعانا جميعًا على الغداء وأكرمنا جزاه الله خيرًا وبارك فيه، وقد كنا في شوق لرؤية الشيخ المجاهد البطل قائد الجبهة ناصر بن عبادة فاتصلنا به نريد زيارته فقال: أين أنتم. قلنا في بيت فلان فقال: مكانكم أنا سوف آتيكم. فجاءنا جزاه الله خيرًا ورأيته رجلًا عاقلًا شهمًا بطلًا فجلسنا وتحدث إلينا وتحدثنا إليه في عدة مواضع. ثم خرجنا لصلاة العصر في مسجد قريب، ثم ودعنا وودعناه.
ثم رغبنا في زيارة المركز الجديد الذي مازال يبنى في الوادي فانطلقنا فلما وصلنا رأينا ما يقر أعيننا وأعين كل سلفي؛ رأينا مركزًا كبيرًا في مساحة كبيرة جدًا، وقد وصلوا في البناء إلى سقف الدور الأرضي وبنيت بعض البيوت والمرافق والعمل مازال قائما على قدم وساق فجزى الله كل من ساهم وتعاون وبذل في إقامته.
ثم رجعنا إلى الفحلوين إلى إخواننا المجاهدين المرابطين وتنقلنا في أرجاء الجبهة ورأيناها كبيرة جدًا مترامية الأطراف، نتنقل فيها بالسيارة من موقع إلى موقع وتذكرت الجهد الجهيد والبذل الكبير الذي بذله المجاهدون الأبطال للسيطرة على هذه المواقع وسلبها من أيدي الحوثيين، ووالله إنه جهد كبير عظيم يدل على فتح الله ونصره وتأييده لعباده المؤمنين، فقد سيطر المجاهدون بفضل الله تعالى على مساحات كبيرة جدًا لم تستطع عليه الدولة خلال قتالها مع الحوثيين خلال الست السنين من فضل الله تعالى ، بل أخبرني أحد الإخوة أن أحد الضباط في العسكر القريب قال لهم ""عملتم يا أهل السنة مالم نعمله في ست سنين"
وفي يوم السبت السادس من ذي القعدة جاءنا أخونا المفضال السنى الثبت أبو مساعد بطيح وجلس معنا ورحب وسهل وفرح بنا وفرحنا به ورأينا البشاشة والفرح والسرور . وجاء الشيخ ناصر بن عبادة حيث وعدنا بزيارة فجاء وهو متعب جدًا فسلم علينا واعتذر وذهب.
ثم تناولنا طعام الغداء في ضيافة الجبهة وأكرمونا جزاهم الله خيرا ، وذهبنا بعد ها إلى وادي العقيق فقد ألح علينا إخواننا الأفاضل في وادي العقيق بأن نزورهم فتوكلنا على الله الساعة الثالثة عصرًا وكان الطريق وعرًا إليهم، فوصلنا الساعة الرابعة فصلينا الظهر والعصر جمع وقصرا جمع تأخير، ثم استقبلنا إخواننا الأفاضل الصغار والشباب وكبار السن، ورأينا منهم المحبة والبشاشة والفرح بقدمنا جميعًا وأكرمونا وقدموا التمر والقهوة كما هي عادة القبائل عند قدوم الضيف، ثم توزعنا فريقين فريق ذهب أعلى الوادي وهم أخونا الشيخ مهيب وخالد ومعهم مجموعة وفريق مكث وهم الشيخ عبد الله وأنا ومجموعة فحاضرنا وحضر جمع طيب ورأينا محبة السنة في وجوههم وانصاتهم ورغبة كبيرة في الاستفادة. ثم بعد المحاضرة ذهبنا إلى إخواننا في أعلى الوادي حيث وقد دعينا جميعًا هناك فأكرمونا إكراما كبيرًا جدًا حيث وجدناهم قد ذبحوا الذبائح وقدموها لنا إكراما ومحبة فجزاهم الله كل خير ورأينا فرحنا شديدًا بقدومنا وفرحنا بهم وإقبالهم على السنة جزاهم الله خيرًا، ثم رجعنا إلى أسفل الوادي ونمنا هناك .
وفي صباح الأحد السابع من ذي القعدة أكرمونا إكراما عظيمًا وطلبوا منا أن نبقى عندهم ، ولكنا اعتذرنا منهم فرجعنا إلى الفحلوين ؛ وعندما وصلنا الفحلوين وقف لنا أخونا الشيخ مهيب وقال:"هذه مقبرة إخواننا الذي قتلوا في معركة الشافعية وكذلك بعض الذين وجدناهم بعد الصلح" وأشار إلى المقبرة الثانية فدعونا لهم بالرحمة وأتينا بالدعاء المشروع عند زيارة المقابر فرحمكم الله رحمة واسعة يا أبطال السنة و يا حماة التوحيد.
ثم تجهزنا للسفر وسافرنا ورجعنا من نفس الطريق الذي جئنا منه وخرجنا بعد العصر ووصلنا بيت الدعوة في مأرب فنتصف الليل. فنمنا إلى الفجر وبعد أن أكرمونا بالإفطار صباح رجعنا هذا اليوم الاثنين بفضل الله منه وكرمه
فهذا شرح مختصر لهذه الرحلة الجميلة التي سعدنا بها وبأهلها
تعليق