ترتيل سورة الفاتحة وتقطيعها آية آية في الركعات السرية في الصلاة<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
بسم الله الرحمن الرحيم<o:p></o:p>
● قال الله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ ٱلْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً﴾.<o:p></o:p>
وقال الله تعالى: ﴿وَقُرْءَاناًفَرَقْنَـٰهُ لِتَقْرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍۢ وَنَزَّلْنَـٰهُ تَنزِيلاً﴾.<o:p></o:p>
وثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطولَ من أطولَ منها.<o:p></o:p>
● وإنه قد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين حول مَن يتأخر عن القيام بعد قيام الإمام مِن التشهد الأول ثم لا يُدرك الفاتحة مع الإمام، فقال الشيخ (رحمه الله تعالى):<o:p></o:p>
"أقول-بارك الله فيك-: (على الإمام أن يلتزم السنة في إمامته، وإذا التزم السنة فمَن أخطأ فعلى نفسه، ولكن لا يخرج عن السنة ابتغاء مرضات الناس، كما يوجد أن بعض الأئمة يخفّف التخفيف المخالف للسنة مِن أجل إرضاء الناس أو بعضهم، ثم تزيّن له نفسه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أمَّ أحدكم الناس فليخفِّفْ)، والمراد بالتخفيف- هنا- ما كان على نحو صلاة النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولهذا قال أنس بن مالك: (ما صلَّيتُ وراء إمام قطُّ أخفَّ صلاة ولا أتمَّ صلاة مِن النبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم)، وعليه أن يراعيَ المأمومين، فمثلاً إذا كان فيما بعد التشهد الأول فالقراءة السرية يقرؤها -الفاتحة- آية آية كما كان يقرؤها وهو يجهر، يعني بعض الأئمة تجزم أنه -فيما بعد التشهد الأول- يقرأ الفاتحة بسرعة أكثر ممّا كان يقرؤها في حال الجهرية، فالذي أرى أنه يقرؤها مرتَّلة آية آية، أولاً لأن هذا هو السنة، والثاني مِن أجل أن يتمكن مَن وراءه مِن قراءة الفاتحة ...)".<o:p></o:p>
انتهى المقصود من شريط بعنوان " تفسير سورة الفاتحة " للشيخ (رحمه الله تعالى).<o:p></o:p>
(... هذا هو جواب السؤال السابق، ولكنّي، لابد مِن التنبيه على شيء، يتوجَّه هذا التنبيه إلى أئمة المساجد أو إلى بعضهم على الأقل: نسمع بعضهم -بعض الأئمة- حينما يكون يقرأ جهراً في الركعتين الأوّلين -مثلاً- مِن صلاة المغرب أو صلاة العشاء يقرأ القرآن كما أُنزل وكما قال ربُّ العالمين: (وَرَتِّلِ القُرآنَ تَرتِيلاً)، ويُسرّ المصلي بمثل هذه القراءة؛ لأنها تجلب الخشوع إليه، بحيث لو كان مَن خلفه يريد أن يقرأ الفاتحة يتمكن مِن قراءة الفاتحة مرتين بدل المرة الواحدة، لماذا؟ لأنه يتأنى في تلاوته ويرتّلها ترتيلاً، فإذا ما انتهى مِن الجهر وجاءت ركعة السرّ فهناك تراه قرأ الفاتحة بصورة سريعة جداً، فتأتي هذه المشكلة، حيث أن الذين يريدون أن يقرؤوا الفاتحة خلفه لا يمكنهم أن يأتوا عليها بتمامها؛ لأن هذا الإمام قد سارع في قراءة الفاتحة مسارعة غريبة وغريبة جداً، ولذلك فأنا أنبِّه على هذا الخطأ لما ينتج منه مِن خطإ آخر سمعتم -آنفاً- الكلام فيه، وأخشى ما أخشى أنَّ مَن يفعل ذلك كأنه يضطرُُّ السامعين إلى اتهامه بشيء مِن الرياء، فهو إذا قرأ جهراً يقرأ كما قال -عليه السلام-: (مَن لم يتغنَّ بالقرآن فليس منَّا) أو: (ليس منَّا مَن لم يتغنَّ بالقرآن)، فهو إذا جهر بالقراءة تغنَّى بالقرآن في حدود قواعد علم التجويد، أما إذا قرأ القرآن سراً فهو -كما جاء في بعض الآثار- يهذُّه هذّاً كهذِّ الشِّعر، ويسارع فيه، فتقع المشكلة السابقة، فأنا أذكِّر الأئمة بأن يراعوا هذه القضيَّة، فكما يقرأ هو القرآن في الجهريَّة ترتيلاً فعليه -أيضاً- أن يقرأ القرآن في السرِّ ترتيلاً، كما أنه يقطِّع الفاتحة آية آية في الجهريَّة فكذلك عليه أن يقطِّعها آية آية في السرِّية، ولا يخالف بين قراءته في الجهريَّة وفي السرِّية، وهذه ذكرى والذكرى تنفعُ المؤمنين).<o:p></o:p>
انتهى المقصود من أحد أشرطة " فتاوى جدة " للشيخ (رحمه الله تعالى) برقم (1/16) الوجه الأول. <o:p></o:p>
والحمد لله رب العالمين.<o:p></o:p>
تعليق