الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
وبعد:
قال تعالى: ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ) وقال سبحانه {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }
إننا نؤمن بأنه وإن تخاذل المسلمون حكاماً ومحكومين أو ضعفوا عن نصرة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، فإن الله عز وجل منتقم له وناصره، قال تعالى {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ) وقال {وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً }
وكما يعلم الجميع من تطاول السفهاء من اليهود والنصارى والملاحدة والاشتراكيين والبعثيين والناصريين والعلمانيين والروافض وغيرهم في الداخل والخارج على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونشر الصور والرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم إن هذا الإجرام وإن غطرس ناشروه وإن تبجح محاموه لما يرون من ضعف المسلمين وذلهم فإن الله بالمرصاد فأين يذهبون من نقمة الجبار جل جلاله وأين يذهبون من غضب العزيز القهار سبحانه ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ } ولكن كيف ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنفسنا وفي حياتنا فللرسول صلى الله عليه وسلم حقوق يجب علينا القيام بها منها .
1 - الإيمان به وتصديق رسالته صلى الله عليه وسلم { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } وقال تعالى ( فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
2- طاعته صلى الله عليه وسلم : قال الله {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم مقدمة على طاعة الآباء والأمهات والملوك وأصحاب الزعامات والمشايخ وأصحاب النظريات والفلسفات . فيا محب الرسول إياك إياك أن تطيع أحداً من البشر وتعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم
3- تحكيم سنته صلى الله عليه وسلم: قال الله ( فَلاَ وَرَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِى أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلّمُواْ تَسْلِيماً ) هكذا يجب علينا أن نتحاكم إلى شريعته وسنته صلى الله عليه وسلم أما أن ندعي محبته ثم نتحاكم إلى الأسلاف والأعراف المخالفة للشرع أو الدساتير والقوانين المستوردة فهذا لعمر الله حب كاذب وزعم باطل فإذا ما قلت له الديمقراطية حرام والحزبية حرام والإنتخابات حرام كلها من عند اليهود والنصارى الذي يجب علينا أن نقاطع أفكارهم قال لا أنتم ما تفهمون أنتم عملاء ؟ من العميل هداك الله الذي يصيح في الشوارع الأعداء الأعداء ثم يطبق أفكارهم أم الذي ينابذها ويبتعد عنها كن عاقلاً لا تكن منساقاً كالشاة إلى حتفها وهي لا تدري فإن الذي يقود هذه الحركة التي ترضى بالديمقراطية ضالاً {لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } فكن محباً لنبيك ومعظماً لشريعته التي من عند الله وحده .
4- محبته صلى الله عليه وسلم أشد من محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين :قال صلى الله عليه وسلم ( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما )وقال صلى الله عليه وسلم (و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده ) عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال عمر : فإنه الآن لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر) ولا تكون محبة صادقة حتى تقدم قوله على كل أحد.
5- الإقتداء به صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً ) فكم مُلئت الشوارع بالهتافات والمساجد بالصيْحات حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتراه غير مقتدياً بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم لا في ملبسه ولا في مظهره فقد حلق لحيته أو حاصرها بالموس من كل جانب ولبس البنطال والكرفته وكأنه دانمركي أو من النرويج عفواً أو من السويد فكراً فيا سبحان الله نترك مظهر الرسول صلى الله عليه وسلم ونقتدي بالأعداء أين الشخصية الإسلامية المتميزة وهل المظاهرات والمسيرات والإعتصامات إلا من عمل الأعداء فأين الإقتداء يا محبي المصطفى صلى الله عليه وسلم .
6- إتباع طريقته صلى الله عليه وسلم وترك طريقة من سواه: قال الله تعالى:{اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } وقال (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } الله أمرنا بأن نتبع الرسول صلى الله عليه وسلم لا نتبع شيخاً ولا حزباُ ولا مذهباً ولا نظاماً ولا طريقة فأي شيء يخالف دين الرسول وطريقته صلى الله عليه وسلم تحت الأقدام هكذا يا محب .
7- الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
8- التأدب معه صلى الله عليه وسلم بخفض الصوت قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } فكم اليوم ممن يزعم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ويخطب ويحاضر في محبة الرسول ونصر الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا ما قلت له الرسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن إسبال الإزار أو التصوير أو الشحاذة صاح وأحمر وجهه علا صوته أنتم بعد البعاسيس المسلمون يذبحون في فلسطين والشيشان وأفغانستان والعراق كم للمسلمين يذبحون فهل نصرتهم بحلق لحيتك هل جعلتها صاروخاً يدمر تل أبيب دمه الله أم رميتها بالحمام لماذا المغالطة في ترك هدي رسول الله وكم تجمعون من أموال فأين نتائجها وأين ثمارها ؟؟ مهرجانات احتفالات مظاهرات عمارات مقرات رحلات مخيمات سيارات وكلها على حساب المظلومين والمنكوبين غزة غزة وبعدها والعاملين عليها .
9- النصرة : قال تعالى:{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ ) فنصر الرسول صلى الله عليه وسلم بما سبق ذكره من تطبيق سنته وتحكيم شريعته والسير على منهجه صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً ليس بالأغنية أو المسرحية أو المهرجان هذا تخدير للجماهير المسلمة ويظن أنه بهذه المهزلة قد أدى ما عليه ونصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسخر من السنة ومن اللحية والسواك والإزار ومن محاربي الدشوش ويسميها قشوراً فما هو الدين واللب عنده الطبلة والإنشودة والمسرحية فتلك السنن قشور وهذه المحدثات دين نعوذ بالله من العمى
فهل قُتل يهودي بأغنية ؟ أو حطمت مدينة بمهرجان أو مسرحية ؟ إن هذه دغغة لعواطف الرعاع من الشبيبة الذين لا يدركون ما يراد منهم وأيضاً حيل لابتزاز أموال الناس بطريقة إخوانية حديثة
10- عدم الغلو فيه أو الجفى عنه صلى الله عليه وسلم فلا يغالى في رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطلب منه كما يطلب من الله الشفاء والنصر والمطر والولد وإقامة الموالد والبدع وغيرها كحال الصوفية ولا يجفى عنه بأن يطعن في عرضه الشريف أو يلمز أو يتهم بعدم تبليغ الرسالة أوالوصية لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كحال الشيعة الرافضة سلمك الله من شر الفرقتين المارقتين .
11- تقديم أمره على أمر كل أحد : قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } فالمحب لمن يحب مطيع فالمحب للرسول صلى الله عليه وسلم الموقر له يقدم قوله على قول كل أحد كائناً من كان . فيا سبحان الله من قوم يدعون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن إذا جاءته سنة رسول الله تراه عنها يحيص بقول فلان أو فلان من علمائه ومشائخه الذين تربوا على مخالفة السنة ومحاربة أهلها . فيا عباد الله انصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم نصراً صادقاً بتحكيم شريعته وتطبيق سنته ونبذ ما جاء به الأعداء إن أرتم النصر والتمكين والغلبة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } وجعلني الله وإياكم ممن ينصر الرسول صلى الله عليه وسلم وشريعته .
أبو بكر محمد بن عمر صولان السلفي .
ملف مرفق للنشر:
ملف مرفق للنشر:
تعليق