إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[الرّويبضة] تأليف: أبي أحمد محمد بن سليم الأندونيسي حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [الرّويبضة] تأليف: أبي أحمد محمد بن سليم الأندونيسي حفظه الله

    مقدمة
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أَمَّا بَعْدُ: فهذه الرسالة سميتها "الرُّوَيْبِضَةُ" ورأيت أن بيان ذلك من المهمات، ومن باب قول الله ـ في سورة آل عمران (138): ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِين. وقول الشاعر: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه 1. قال الإمام البخارى / (3606): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: حَدَّثَنِى ابْنُ جَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِى بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحَضْرَمِىُّ قَالَ: حَدَّثَنِى أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ ت يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ ق عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِى، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِنَّا كُنَّا فِى جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ: «نَعَمْ». قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ». قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِى تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ». قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ: «نَعَمْ دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا فَقَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِى إِنْ أَدْرَكَنِى ذَلِكَ قَالَ: «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ». قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ: «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ». [أخرجه الإمام مسلم / (4890)]. أسأل الله ـ أن يجعل عملنا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعل هذا العمل نافعا لعباد الله، وأن يجعله من العمل الذي لا ينقطع إنه جواد كريم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وآخر دعوانا أن الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
    كلمة شكر
    أشكر ربي القائل في سورة إبراهيم (7): ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ، وهو الذي وفقني في طلب العلم والعمل به، وأسأله أن يختم لي بالحسنى. ثم أشكر لوالدي اللذين قاما بتربية وساعدة نفسي في كثير أموري، وقد قال الله ـ في سورة لقمان (14) عن حقهما: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير. ثم أشكر لمشايخي الذين قاموا بتربية نفسي، ثم إني أشكر لإخواني الذين ساعدوني في البر والتقوى -فجزاهم الله خيرا كثيرا-. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    كتبها: أبو أحمد محمد بن سليم الأندونيسي
    25 شعبان 1432 في دار الحديث بدماج-صعدة-اليمن.

    تعريف الرويبضة
    الرُّوَيْبضَةُ: الإنسانُ المجهول والجمع رُوَيْبِضون ورُوَيْبِضات.["كتاب العين" (7/37)]. قال الإمام ابن الأثير / في "النهاية في غريب الحديث والأثر" (341): الرُّوَيبضة تصغير الرَّابِضة وهو العاجز الذي رَبَضَ عن مَعَالي الأمُور وقعَد عن طَلَبها وزيادة التَّاء للمبالغَة. والتَّافه: الخَسِيس الحَقِير. اهـ. الرويبضة فيها معان كثيرة، منها: التافه، السفيه، الفويسق، الجهل، الأحمق.
    التافه
    قال صاحب "لسان العرب" (13/480): (تفه) تَفِهَ الشيءُ يَتْفَهُ تَفَهاً وتُفوهاً وتَفاهةً قَلَّ وخَسَّ فهو تَفِهٌ وتافِهٌ ورجل تافِهُ العقْل أَي قليلُه والتافِهُ الحقير اليسير. اهـ. وفي "المحكم والمحيط الأعظم" (4/281): وتَفِهَ الرجل تُفُوها فهو تافِهٌ: حمق. اهـ. 2. قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه / (4172): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِىُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِى الْفُرَاتِ عَنِ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «سَيَأْتِى عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ». الجديث في سنده عبد الملك بن قدامة الْجُمَحِىُّ وإِسْحَاقَ بْنِ أَبِى الْفُرَاتِ، قال الإمام ابن حجر / في "تقريب التهذيب" (1/618): عبد الملك بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب الجمحي المدني ضعيف. وقال / في "تقريب التهذيب" (1/84): إسحاق بن أبي الفرات بكر المدني مجهول. اهـ. لكن هذا الحديث له شاهد يتقوى به، الحديث أخرجه الإمام أحمد /، قال / (8683): حَدَّثَنَا يُونُسُ وَسُرَيَجٌ قَالاَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «قَبْلَ السَّاعَةِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَتَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قَالَ سُرَيْجٌ «وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». وهذا الحديث رجاله ثقات؛ رجال الشيخين إلا سعيد بن عبيد بن السباق، قال الإمام ابن حجر / في "تقريب التهذيب" (1/ 360): سعيد بن عبيد بن السباق الثقفي أبو السباق المدني ثقة. اهـ. وأما فليح وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة ففيه كلام من قبل حفظه، قال الإمام ابن حجر / في "تقريب التهذيب" (2/16): فليح بن سليمان بن أبي المغيرة الهدي أو الأسلمي أبو يحيى المدني ويقال فليح لقب واسمه عبد الملك صدوق كثير الخطأ. اهـ. وله شاهد يزداد به قوة منها حديث أنس بن مالك ت في هذه الرسالة :باب الفويسق برقم (4).
    السفيه
    قال صاحب "المحكم والمحيط الأعظم" (4/221): وسَفِهَ علينا وسَفُه: جهل، فهو سَفِيهٌ، والجمع سُفَهاءُ وسِفاهٌ، والأنثى سَفِيهةٌ، والجمع سَفِيهاتٌ وسَفائِه وسُفُهٌ وسِفاهٌ. وسَفَّهَ الرجل: جعله سَفيها. وسَفَّهه: نسبه إلى السَّفَهِ. وسَفَّهَ الجهل حلمه: أطاشه وأخفه. اهـ. قال ابن قتيبة / في "أدب الكتاب" (1/17): و"الَّسفيه": الجاهل، والسفَهُ: الجهل. اهـ. قال ابن خالويه / كما في "العشرات في غريب اللغة" (1/41): المعروف السفيه إبليس، قال الله ـ ذكره: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا. اهـ. السفيه هو الجاهل الضعيف الرأي الذي لا يعرف ما يضره وما ينفعه, قال الله ـ في سورة البقرة (13): ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ. قال الإمام ابن كثير / في "تفسيره" (1/182): والسفهاء: جمع سفيه، كما أن الحكماء جمع حكيم [والحلماء جمع حليم]. والسفيه: هو الجاهل الضعيف الرّأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار؛ ولهذا سمى الله النساء والصبيان سفهاء، في قوله ـ: ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا [النساء: 5]، قال عامة علماء السلف ي: هم النساء والصبيان. وقد تولى الله ـ، جوابهم في هذه المواطن كلها، فقال: ﴿أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ فأكد وحصر السفاهة فيهم. ﴿وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ يعني: ومن تمام جهلهم أنهم لا يعلمون بحالهم في الضلالة والجهل، وذلك أردى لهم وأبلغ في العمى، والبعد عن الهدى. اهـ. قال الشيخ السعدي / في "تفسيره" (1/164): وقوله ـ: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا السفهاء: جمع "سفيه" وهو: من لا يحسن التصرف في المال، إما لعدم عقله كالمجنون والمعتوه، ونحوهما، وإما لعدم رشده كالصغير وغير الرشيد. فنهى الله الأولياء أن يؤتوا هؤلاء أموالهم خشية إفسادها وإتلافها، لأن الله جعل الأموال قياما لعباده في مصالح دينهم ودنياهم، وهؤلاء لا يحسنون القيام عليها وحفظها، فأمر الولي أن لا يؤتيهم إياها، بل يرزقهم منها ويكسوهم. اهـ. 3. قال الإمام أحمد / (3716): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ ت كُنْتُ لاَ أُحْجَبُ عَنِ النَّجْوَى وَلاَ عَنْ كَذَا وَلاَ عَنْ كَذَا. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ فَنَسِىَ وَاحِدَةً وَنَسِيتُ أَنَا وَاحِدَةً قَالَ: فَأَتَيْتُهُ وَعِنْدَهُ مَالِكُ بْنُ مُرَارَةَ الرَّهَاوِىُّ فَأَدْرَكْتُ مِنْ آخِرِ حَدِيثِهِ وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ قُسِمَ لِى مِنَ الْجَمَالِ مَا تَرَى فَما أُحِبُّ أَنَّ أَحَداً مِنَ النَّاسِ فَضَلَنِى بِشِرَاكَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا أَفَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْبَغْىَ قَالَ: «لاَ لَيْسَ ذَلِكَ بِالْبَغْىِ وَلَكِنَّ الْبَغْىَ مَنْ بَطِرَ -قَالَ أَوْ قَالَ سَفِهَ- الْحَقَّ وَغَمَطَ النَّاسَ»[1]. قال الإمام ابن الأثير / في "النهاية في غريب الحديث والآثر" (ص: 434): {سفه} فيه [إنما البَغْي مَن سَفِه الحقَّ] أي من جهله. وقيل جهل نفسه ولم يُفكر فيها، وفي الكلام محذوف تقديره: إنما البغى فعل مَن سَفِه الحق. والسفة في الأصل: الخفّة والطيشُ، وسَفِه فُلان رأيَه إذا كان مَضْطربا لا اسِتقامَةَ له. والسفيهُ: الجاهلُ. ورواهُ الزمخشري [من سَفَه الحقِّ] على أنه اسمٌ مضاف إلى الحق، قال: وفيه وجْهان: أحدهما أن يكون على حذف الجار وإيصال الفِعل كأن الأصل: سَفِه على الحق والثاني أن يُضمَّن معنى فعْلٍ متعدٍ كجِهل والمعنى الاستخافُ بالحق وألاّ يَرَاه على ما هو عليه من الرُّجحان والرَّزانة. اهـ. قال الله ـ في سورة البقرة (13): ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ. أي: إذا قيل للمنافقين آمنوا كما آمن الناس، أي: كإيمان الصحابة ي، وهو الإيمان بالقلب واللسان، قالوا بزعمهم الباطل: أنؤمن كما آمن السفهاء؟ يعنون - قبحهم الله - الصحابة ي، بزعمهم أن سفههم أوجب لهم الإيمان، وترك الأوطان، ومعاداة الكفار، والعقل عندهم يقتضي ضد ذلك، فنسبوهم إلى السفه؛ وفي ضمنه أنهم هم العقلاء أرباب الحجى والنهى. فرد الله ذلك عليهم، وأخبر أنهم هم السفهاء على الحقيقة، لأن حقيقة السفه جهل الإنسان بمصالح نفسه، وسعيه فيما يضرها، وهذه الصفة منطبقة عليهم وصادقة عليهم، كما أن العقل والحجا، معرفة الإنسان بمصالح نفسه، والسعي فيما ينفعه، و[في] دفع ما يضره، وهذه الصفة منطبقة على [الصحابة و]المؤمنين وصادقة عليهم، فالعبرة بالأوصاف والبرهان، لا بالدعاوى المجردة، والأقوال الفارغة.["تفسير السعدي" (1/43)].
    الفويسق
    4. قال الإمام أحمد / (13644): حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَدَائِنِىُّ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «إِنَّ أَمَامَ الدَّجَّالِ سِنِينَ خَدَّاعَةً يُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيَتَكَلَّمُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ: «الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ». [الحديث في "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" (1/53) برقم (33)، وقال الإمام الوادعي /: هذا حديث حسن]. قَوْله (الْفُوَيْسِق) تَصْغِير فَاسْقِ وَهُوَ تَصْغِير تَحْقِير وَيَقْتَضِي زِيَادَة الذَّمّ. ["حاشية السيوطي والسندي على النسائي" (4/256)].
    الجهل
    الجَهْلُ: نَقِيْضُ العِلْمِ، جَهِلَ عليه، وجَهِلَ به، والجَهَالَةُ المَصْدَرُ. وفي المَثَل: "كفي بالشكِّ جَهْلاً". والجاهِليَّةُ الجَهْلَاءُ: زَمَانُ الفَتْرَةِ. والجَيْهِلَةُ: خَشَبَةٌ يُحَرَّكُ بها الجَمْرُ. ["المحيط في اللغة" (1/284)]. 5. قال الإمام البخارى / (6496): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ عَلِىٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ». قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ». وفي حديث جِبْرِيل ؛ قَالَ: فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ». قَالَ: فَأَخْبِرْنِى عَنْ أَمَارَتِهَا. قَالَ ق: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِى الْبُنْيَانِ». (رواه مسلم عن عمر ت). قال شيخ الإسلام ابن تيمية / في "كتاب الإيمان الأوسط" (1/73): فإنه إذا صار الحفاة العراة رعاء الشاء وهم أهل الجهل والجفاء رؤساء الناس وأصحاب الثروة والأموال حتى يتطاولوا في البنيان فإنه يفسد بذلك نظام الدين والدنيا فإنه إذا كان رؤوس الناس من كان فقيرا عائلا فصار ملكا على الناس سواء كان ملكه عاما أو خاصا في بعض الأشياء فإنه لا يكاد يعطى الناس حقوقهم بل يستأثر عليهم بما استولى عليهم من المال فقد قال بعض السلف لأن تمد يدك إلى فم التنين فيقضمها خير لك من أن تمدها إلى يد غني قد عالج الفقر وإذا كان مع هذا جاهلا جافيا فسد بذلك الدين لأنه لا يكون له همة في إصلاح دين الناس ولا تعليمهم بل همته في جباية المال وإكثاره ولا يبالي بما أفسد من دين الناس ولا بمن أضاع من أهل حاجاتهم. اهـ. 6. قال الإمام البخارى / (100): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ت قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ق يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا». قَالَ الْفِرَبْرِىُّ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ. [الحديث أخرجه مسلم (6971)]. 7. قال الإمام البيهقى / (2/121) برقم (21439): وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَذَرِىِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ق: «يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ وَتَحْرِيفَ الْغَالِينَ». الحديث ضعيف وإبراهيم بن عبدالرحمن العذري لم يسمع من رسول الله ق(وهو تابعي). الحديث أخرجه البزار رحمه الله من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمر رفعه وفي سنده عمرو بن خالد القرشي كذبه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل ونسبه إلى الوضع. [انظر "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" (1/168)]. قال الإمام ابن قيم الجوزية / في "مفتاح دار السعادة" (1/163): وهذا الحديث له طرق عديدة منها ما رواه ابن عدي عن موسى ابن اسماعيل بن موسى بن جعفر عن ابيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عن النبي ق ومنها ما رواه العوام بن حوشب عن شهر بن حوشب عن معاذ عن النبي ق ذكره الخطيب وغيره، ومنها ما رواه ابن عدي من حديث الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سالم عن ابن عمر ب عن النبي ق ومنها ما رواه محمد بن جرير الطبري من حديث ابن أبي كريمة عنم عاذ ابن رفاعة السلامي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد عن النبي ق ومنها ما رواه حماد بن يزيد عن بقية بن الوليد عن معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بن عبدالرحمن العذري قال: قال رسول الله ق. قال الدارقطني /: حدثنا أحمد بن الحسن بن زيد حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا مثنى ابن بكر ومبشر وغيرهما من أهل العلم كلهم يقولون حدثنا معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن عن النبي ق يعني أن المحفوظ من هذا الطريق مرسل لأن إبراهيم هذا لا صحبة له وقال الخلال في "كتاب العلل" قرأت على زهير بن صالح بن أحمد حدثنا مهنا قال: سالت أحمد عن حديث معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن العذري قال: قال رسول الله ق: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين». فقلت لأحمد كأنه موضوع قال: لا هو صحيح. فقلت: ممن سمعته أنت فقال: من غير واحد. قلت: من هم؟ قال: حدثني به مسكين إلا أنه يقول: عن معاذ عن القاسم بن عبد الرحمن، قال أحمد ومعاذ بن رفاعة: لا بأس به. ومنها ما رواه أبو صالح حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن مسعود ت قال: سمعت النبي ق يقول: «يَرِثُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ». ومنها مارواه أبو أحمد بن عدي من حديث زريق بن عبدالله الالهاني عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبي أمامة الباهلي ت قال: قال رسول الله ق رواه عنه بقية ومنها ما رواه بن عدي أيضا من طريق مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة ت قال: قال رسول الله ق ومنها ما رواه تمام في فوائده من حديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة ب رواه عنه خالد بن عمرو ومنها ما رواه القاضي إسماعيل من حديث علي بن مسلم البلوي عن أبي صالح الاشعري عن أبي هريرة ت عن النبي ق. الحديث ضعيف وأحسن طرقه مرسل إبراهيم بن عبد الرحمن العذري وبقية طرقه شديد الضعف لا يصلح في الشواهد كما قاله العراقي / في "التقييد والإيضاح" (ص: 116). فائدة: الأخلاف: هم الذين ذكرنا ممن يؤخذ العلم عنهم، ويرجع فيه إلى أقوالهم، لا من سواهم ممن لا يؤخذ العلم عنه، ولا يرجع إلى قوله فيه لشذوذه الذي قد شذه، ولانفراده الذي قد انفرد به، والله عز وجل نسأله التوفيق. قال الإمام ابن الأثير / في "النهاية في غريب الحديث والآثر": الخَلَف بالتحريك والسكون: كل من يجيء بعد من مضى إلا أنه بالتحريك في الخَير وبالتسكين في الشَّرّ. يقال خلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سُوءٍ. ومعناهما جميعا القَرْن من الناس. والمراد في هذا الحديث المَفْتوح. اهـ.
    الأحمق
    وحقيقة الحُمْق: وضع الشيء في غير مَوْضِعه مع العِلْم بقُبْحه. ["النهاية في غريب الآثر" (1/1050)]. 8. قال الإمام مسلم / (4789): وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ قَالَ: كَتَبَ نَجْدَةُ بْنُ عَامِرٍ الْحَرُورِىُّ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ت يَسْأَلُهُ عَنِ الْعَبْدِ وَالْمَرْأَةِ يَحْضُرَانِ الْمَغْنَمَ هَلْ يُقْسَمُ لَهُمَا وَعَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَعَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَطِعُ عَنْهُ الْيُتْمُ وَعَنْ ذَوِى الْقُرْبَى مَنْ هُمْ فَقَالَ لِيَزِيدَ اكْتُبْ إِلَيْهِ فَلَوْلاَ أَنْ يَقَعَ فِى أُحْمُوقَةٍ مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ اكْتُبْ إِنَّكَ كَتَبْتَ تَسْأَلُنِى عَنِ الْمَرْأَةِ وَالْعَبْدِ يَحْضُرَانِ الْمَغْنَمَ هَلْ يُقْسَمُ لَهُمَا شَىْءٌ وَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُمَا شَىْءٌ إِلاَّ أَنْ يُحْذَيَا وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِى عَنْ قَتْلِ الْوِلْدَانِ وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ ق لَمْ يَقْتُلْهُمْ وَأَنْتَ فَلاَ تَقْتُلْهُمْ إِلاَّ أَنْ تَعْلَمَ مِنْهُمْ مَا عَلِمَ صَاحِبُ مُوسَى مِنَ الْغُلاَمِ الَّذِى قَتَلَهُ وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِى عَنِ الْيَتِيمِ مَتَى يَنْقَطِعُ عَنْهُ اسْمُ الْيُتْمِ وَإِنَّهُ لاَ يَنْقَطِعُ عَنْهُ اسْمُ الْيُتْمِ حَتَّى يَبْلُغَ وَيُؤْنَسَ مِنْهُ رُشْدٌ وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِى عَنْ ذَوِى الْقُرْبَى مَنْ هُمْ وَإِنَّا زَعَمْنَا أَنَّا هُمْ فَأَبَى ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا. وقوله: [فَلَوْلاَ أَنْ يَقَعَ فِى أُحْمُوقَةٍ مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ] هي أُفْعُولة من الحمق بمعنى الْحَموقة. ["النهاية في غريب الآثر" (1/1050)]. 9. قال الإمام البخاري / (5023): حدثنا حجاج حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا محمد بن سيرين حدثني يونس بن جبير سألت ابن عمر ت فقال: طلق ابن عمر امرأته وهي حائض فسأل عمر النبي ق فأمره أن يرجعها ثم يطلق من قبل عدتها قلت فتعتد بتلك التطليقة. قال: أَرَأَيْتَ إِذا عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ. [أخرجه الإمام مسلمٌ / (3738)]. قوله: [أرَيتَ إذا عَجَز واسْتَحْمَق] يقال اسْتَحمق الرجُل: إذا فَعَل فعْل الحَمْقَى. ["النهاية في غريب الآثر" (1/1050)]. 10. قال الإمام البخارى / (352): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِى وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ صَلَّى جَابِرٌ ت فِى إِزَارٍ قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ، وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْمِشْجَبِ قَالَ لَهُ قَائِلٌ: تُصَلِّى فِى إِزَارٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ ت: إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لِيَرَانِى أَحْمَقُ مِثْلُكَ، وَأَيُّنَا كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِىِّ ق. قال الإمام ابن حجر / في "فتح الباري" (2/49): أَنَّ الْمُرَاد بِقَوْلِهِ هُنَا "أَحْمَق" أَيْ جَاهِل. وَالْحُمْق وَضْعُ الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه مَعَ الْعِلْم بِقُبْحِهِ. اهـ. 11. قال الإمام البخارى / (788) حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ صَلَّيْتُ خَلْفَ شَيْخٍ بِمَكَّةَ فَكَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً، فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ إِنَّهُ أَحْمَقُ. فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، سُنَّةُ أَبِى الْقَاسِمِ ق. وَقَالَ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ. قال الإمام ابن حجر / في "فتح الباري" (3/170): وَاسْتَحَقَّ عِكْرِمَةُ ذَلِكَ عِنْدَ اِبْنِ عَبَّاسٍ لِكَوْنِهِ نَسَبَ ذَلِكَ الرَّجُلَ الْجَلِيلَ إِلَى الْحُمْقِ الَّذِي هُوَ غَايَةُ الْجَهْلِ وَهُوَ بَرِيءٌ مِنْ ذَلِكَ. اهـ.
    حكم الرويبضة
    الرويبضة مذمومة، قال الله ـ في سورة الإسراء (36): ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا. قال شيخ الإسلام / في "الاستقامة" (1/218): فقد أخبر أنه يسأل العبد عن سمعه وبصره وفؤاده ونهاه أن يقول ما ليس له به علم. اهـ. وقال / كما في "مجموع الفتاوى" (4/230): بَلْ لَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يَقْفُوَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ. اهـ. وقال / كما في "مجموع الفتاوى" (16/97): وَقَدْ حَرَّمَ سُبْحَانَهُ الْكَلَامَ بِلَا عِلْمٍ مُطْلَقًا. اهـ. 12. قال الإمام البخارى / (5188) حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ب قَالَ النَّبِىُّ ق: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهْوَ مَسْئُولٌ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ زَوْجِهَا وَهْىَ مَسْئُولَةٌ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ». [ أخرجه الإمام مسلم / (4828)]. 13. قال الإمام البخارى / (6163): حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ عَنِ الأَوْزَاعِىِّ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ وَالضَّحَّاكِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ ت قَالَ: بَيْنَا النَّبِىُّ ق يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قِسْمًا فَقَالَ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ -رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ-: يَا رَسُولَ اللهِ اعْدِلْ. قَالَ ق: «وَيْلَكَ مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ». فَقَالَ عُمَرُ ت: ائْذَنْ لِى فَلأَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ ق: «لاَ، إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَىْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْىِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ». قَالَ أَبُو سَعِيدٍ ت: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِىِّ ق وَأَشْهَدُ أَنِّى كُنْتُ مَعَ عَلِىٍّ حِينَ قَاتَلَهُمْ، فَالْتُمِسَ فِى الْقَتْلَى، فَأُتِىَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِى نَعَتَ النَّبِىُّ ق. [أخرجه الإمام مسلم / (2505)].

    [1]الحديث أصله فيصحيح مسلم قال الإمام مسلم / (275): وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ -قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ- أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ عَنْ فُضَيْلٍ الْفُقَيْمِىِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِىِّ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ت عَنِ النَّبِىِّ ق قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ». قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قَالَ ق: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ».

  • #2
    بارك الله في أخينا محمد وجميع إخواننا أهل دماج

    تعليق

    يعمل...
    X