بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمد صلى عليه وعلى آله وسلم
أما بعد:
فهذه بعض فوائد تتعلق بـــ"البدعة" كان أصلها من موضوع مختصر كتبه أخونا الفاضل محمد بن عبد العزيز حفظه الله - وهو من المتواجدين في دار الحديث بدماج حرسها الله - لطلابه حين كان في البلد وبعض زيادات من أخينا أبي إسحاق عبد الناصر حفظه الله فوقع في نفسي رفعها إلى شبكتنا المباركة ليعم النفع فزدت فيها بعض أقوال علمائنا الكرام رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم لتصبح نوراً على نور وسأجعلها سلسلة إن شاء الله تعالى أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل فيها النفع والبركة.
والآن إلى المقصود:
قاعدة:
[الأصل في العبادات الحظر:العبادات توقيفية]
الحظر:بمعنى المنع من الحظيرة التي تمنع المواشي من الخروج.
أدلة هذه القاعدة:
1-قال تعالى:( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الشورى : 21]
قال العلامة السعدي رحمه الله: في تيسير الكريم الرحمن (1 / 757):
(شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) من الشرك والبدع، وتحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله ونحو ذلك مما اقتضته أهواؤهم مع أن الدين لا يكون إلا ما شرعه الله تعالى، ليدين به العباد ويتقربوا به إليه، فالأصل الحجر على كل أحد أن يشرع شيئا ما جاء عن الله وعن رسوله، فكيف بهؤلاء الفسقة المشتركين هم وآباؤهم على الكفر).
وقال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره (21 / 522):
(شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) يقول: ابتدعوا لهم من الدين ما لم يبح الله لهم ابتداعه.
2- وقال تعالى:(
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة 128).
3-وقال سبحانه: ﴿إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين﴾
قال العلامة الناصح الأمين يحيى حفظه الله في شرح الأربعين:
فالمبتدعة مفترون، يتهمون دين الله بالتقصير
4- وقال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه(2499):
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ).وأخرجه مسلم(3242).
وفي رواية للإمام مسلم رحمه الله(3243):
(مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)
قال الإمام النووي رحمه الله:في شرح مسلم (12 / 16):
قال أهل العربية الرد هنا بمعنى المردود ومعناه فهو باطل غير معتد بة وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه و سلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات وفي الرواية الثانية زيادة وهي أنه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعة سبق إليها فإذا احتج عليه بالرواية الأولى يقول أنا ما أحدثت شيئا فيحتج عليه بالثانية التي فيها التصريح برد كل المحدثات سواء أحدثها الفاعل أو سبق باحداثها).
وقال العلامة يحيى الحجوري حفظه الله في شرح الأربعين:
هذا الحديث يعتبر أصلاً عظيمًا في معرفة البدع، وغيرها من الأحكام التي ستأتي الإشارة إليها، وحديث عائشة المتفق عليه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله تعالى: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله﴾;، فقال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه؛ فاعلموا أنهم الذين سمى الله، فاحذروهم»، هذا أصل عظيم في معرفة أهل البدع؛ فحديث عائشة الذي في الباب أصلٌ في معرفة البدع، وحديثها الذي في تفسير الآية أصل في معرفة أهل البدع.
وقال الإمام السعدي رحمه الله:
وليس من مشروعا من الأمور ::: غير الذي في شرعنا مذكور
وقال رحمه الله شارحاً:
وأما العبادات فإن الله خلق الخلق لعبادته وبيّن في كتابه وعلى لسان رسوله العبادات التي يعبد بها وأمر بإخلاصها له فمن تقرب لله مخلصا فعمله مقبول ومن تقرب لله بغيرها فعمله مردود كما قال صلى الله عليه وسلم:من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
وصاحبه داخل في قوله تعالى:( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ).
وقال العلامة العثيمين رحمه الله:
والأصل في الأشياء حل وامنع ::: عبادة إلا بإذن الشارع
وقال رحمه الله شارحاً:
يعنى لا تجز عبادة إلا بإذن الشارع فلو تعبد شخص لله بعبادة فإننا نمنعه حتى يقيم دليلاً على مشروعيتها – ثم ذكر حديث عائشة وقال- ووجه الدلالة أن العبادة التي لم يشرعها الله ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون مردودة فلو أن إنسانا تعبد لله تعالى بعبادة لم يشرعها الله كانت العبادة باطلة سواء كانت لم تشرع من أصلها أو شرعت على وجه آخر وأثبت هو لها سبباً غير ثابت شرعاً فإنها مردودة عليه.
قال تعالى منكراً على من يشرعون بلا إذنه : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )
وقال تعالى:( قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ) [يونس : 59]
فهذه الأدلة تدل على أن الأصل في العبادات الحظر إلا ما قام الدليل على مشروعيته.
ودليل ذلك من النظر:أن العبادة طريق موصل إلى الله فلا يمكن أن نسلك طريقا يوصل إلى الله ألا إذا كان الله قد وضعه لنا وأما إذا لم يضعه فلا ندري أين يوصلنا هذا الطريق فلابد أن يكون الواضع لهذا الطريق الموصل إلى الله عز وجل هو الله عز وجل.
يتبع إن شاء الله....
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمد صلى عليه وعلى آله وسلم
أما بعد:
فهذه بعض فوائد تتعلق بـــ"البدعة" كان أصلها من موضوع مختصر كتبه أخونا الفاضل محمد بن عبد العزيز حفظه الله - وهو من المتواجدين في دار الحديث بدماج حرسها الله - لطلابه حين كان في البلد وبعض زيادات من أخينا أبي إسحاق عبد الناصر حفظه الله فوقع في نفسي رفعها إلى شبكتنا المباركة ليعم النفع فزدت فيها بعض أقوال علمائنا الكرام رحم الله أمواتهم وحفظ أحيائهم لتصبح نوراً على نور وسأجعلها سلسلة إن شاء الله تعالى أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل فيها النفع والبركة.
والآن إلى المقصود:
قاعدة:
[الأصل في العبادات الحظر:العبادات توقيفية]
الحظر:بمعنى المنع من الحظيرة التي تمنع المواشي من الخروج.
أدلة هذه القاعدة:
1-قال تعالى:( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الشورى : 21]
قال العلامة السعدي رحمه الله: في تيسير الكريم الرحمن (1 / 757):
(شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) من الشرك والبدع، وتحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله ونحو ذلك مما اقتضته أهواؤهم مع أن الدين لا يكون إلا ما شرعه الله تعالى، ليدين به العباد ويتقربوا به إليه، فالأصل الحجر على كل أحد أن يشرع شيئا ما جاء عن الله وعن رسوله، فكيف بهؤلاء الفسقة المشتركين هم وآباؤهم على الكفر).
وقال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره (21 / 522):
(شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ) يقول: ابتدعوا لهم من الدين ما لم يبح الله لهم ابتداعه.
2- وقال تعالى:(
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) [البقرة 128).
3-وقال سبحانه: ﴿إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين﴾
قال العلامة الناصح الأمين يحيى حفظه الله في شرح الأربعين:
فالمبتدعة مفترون، يتهمون دين الله بالتقصير
4- وقال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه(2499):
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ).وأخرجه مسلم(3242).
وفي رواية للإمام مسلم رحمه الله(3243):
(مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ)
قال الإمام النووي رحمه الله:في شرح مسلم (12 / 16):
قال أهل العربية الرد هنا بمعنى المردود ومعناه فهو باطل غير معتد بة وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه و سلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات وفي الرواية الثانية زيادة وهي أنه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعة سبق إليها فإذا احتج عليه بالرواية الأولى يقول أنا ما أحدثت شيئا فيحتج عليه بالثانية التي فيها التصريح برد كل المحدثات سواء أحدثها الفاعل أو سبق باحداثها).
وقال العلامة يحيى الحجوري حفظه الله في شرح الأربعين:
هذا الحديث يعتبر أصلاً عظيمًا في معرفة البدع، وغيرها من الأحكام التي ستأتي الإشارة إليها، وحديث عائشة المتفق عليه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله تعالى: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله﴾;، فقال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه؛ فاعلموا أنهم الذين سمى الله، فاحذروهم»، هذا أصل عظيم في معرفة أهل البدع؛ فحديث عائشة الذي في الباب أصلٌ في معرفة البدع، وحديثها الذي في تفسير الآية أصل في معرفة أهل البدع.
وقال الإمام السعدي رحمه الله:
وليس من مشروعا من الأمور ::: غير الذي في شرعنا مذكور
وقال رحمه الله شارحاً:
وأما العبادات فإن الله خلق الخلق لعبادته وبيّن في كتابه وعلى لسان رسوله العبادات التي يعبد بها وأمر بإخلاصها له فمن تقرب لله مخلصا فعمله مقبول ومن تقرب لله بغيرها فعمله مردود كما قال صلى الله عليه وسلم:من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد
وصاحبه داخل في قوله تعالى:( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ).
وقال العلامة العثيمين رحمه الله:
والأصل في الأشياء حل وامنع ::: عبادة إلا بإذن الشارع
وقال رحمه الله شارحاً:
يعنى لا تجز عبادة إلا بإذن الشارع فلو تعبد شخص لله بعبادة فإننا نمنعه حتى يقيم دليلاً على مشروعيتها – ثم ذكر حديث عائشة وقال- ووجه الدلالة أن العبادة التي لم يشرعها الله ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون مردودة فلو أن إنسانا تعبد لله تعالى بعبادة لم يشرعها الله كانت العبادة باطلة سواء كانت لم تشرع من أصلها أو شرعت على وجه آخر وأثبت هو لها سبباً غير ثابت شرعاً فإنها مردودة عليه.
قال تعالى منكراً على من يشرعون بلا إذنه : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ )
وقال تعالى:( قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ) [يونس : 59]
فهذه الأدلة تدل على أن الأصل في العبادات الحظر إلا ما قام الدليل على مشروعيته.
ودليل ذلك من النظر:أن العبادة طريق موصل إلى الله فلا يمكن أن نسلك طريقا يوصل إلى الله ألا إذا كان الله قد وضعه لنا وأما إذا لم يضعه فلا ندري أين يوصلنا هذا الطريق فلابد أن يكون الواضع لهذا الطريق الموصل إلى الله عز وجل هو الله عز وجل.
يتبع إن شاء الله....
تعليق