إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[القول المبين في بعض أحكام سترة المصلين] لمعلمنا الفاضل أبي سفيان الزيلعي حفظه الله تعالى.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [القول المبين في بعض أحكام سترة المصلين] لمعلمنا الفاضل أبي سفيان الزيلعي حفظه الله تعالى.




    القول المبين
    في بعض أحكام
    سترة المصلين



    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً مزيداً.
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[النساء:1].
    ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾[الأحزاب: 70-71].
    أما بعد:
    فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    وبعد
    فإن هذه الرسالة تناولتُ فيها قضية هامة من قضايا الصلاة وهي سترة المصلين وكثير من المصلين يتلاعبون بها ولا يعرفون أهمية السترة ولا أنها من الواجبات, وأن عليه إذا قام إلى الصلاة أن يتخذ سترة بين يديه تمنع المرور أمامه وتكف بصره عما وراءها .
    فأذكر هنا شيئاً من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تبين وجوب السترة وأهميتها
    وبالله التوفيق.






    1. وجوب سترة المصلي
    وسترة المصلي: ما ينصبه قدامه من عصى أو رمح أو حربة مما يظهر به موضع سجوده لتحول بينه وبين من يمر أمامه , فيجب عليه اتخاذها كما جاء بذلك الأحاديث الكثيرة التي تبين وتدل وجوبها.
    منها:
    1. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إذا كان أحدكم يصلى فلا يدع أحداً يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنما هو الشيطان) متفق عليه.
    2. وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها). رواه أبو داود وصححه العلامة الألباني.
    3. وعنه أيضاً قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته أحد فليفعل). رواه أحمد وأبو داود وصححه العلامة الألباني.
    4. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا تصل إلا إلى سترة ولا تدع أحداً يمر بين يديك فإن أبى فلتقاتله فإن معه القرين) . رواه ابن خزيمة وصححه العلامة الألباني.
    5. وعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة ([1]) الرحل فليصل ولا يبال من مر وراء ذلك) . رواه مسلم والترمذي وابن ماجه.
    6. وعن أبي جهيم بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي:(لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه - من الإثم - لكان أن يقف أربعين خيراً له من أن يمر بين يدي) متفق عليه.
    هذه الأحاديث دلت على وتحريم المرور بين يدي المصلي ونقل الاتفاق على ذلك ابن عبد البر في التمهيد (4/188) وابن حزم والترمذي في سننه (2/156)ودلت على وجوب السترة.
    وعلى هذه الأوامر نستفيد أيضاً أنها لا تختص بمكان دون الأخر ولا فرق بين مكة وغيرها ([2])
    عن أبي سعيد رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان) متفق عليه.
    عن سهل بن أبي حثمة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:( إذا صلى أحدكم فليصل إلى السترة وليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته) رواه ابن خزيمة وهو صحيح.
    1. ارتفاع السترة من الأرض
    1. عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جعلت بين يديك مثل مؤخرة الرحل فلا يضرك من مر بين يديك ) رواه مسلم.
    2. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل) . رواه مسلم
    3. وعن عائشة رضي الله عنها قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك عن سترة المصلى فقال:(مثل مؤخرة الرحل) رواه النسائي وصححه العلامة الألباني.
    1. المسافة بين المصلي وسترته
    1. عن بلال رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وجعل بينه وبين الجدار نحو من ثلاثة أذرع) . رواه البخاري وأحمد والنسائي.
    2. وعن سهل رضي الله عنه قال:(كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة) ([3]) متفق عليه.
    1. بماذا تكون السترة؟
    وتتحقق السترة:
    بالجدار مثل حديث بلال عند البخاري وسهل المتفق عليه.
    والعصا المغروزة مثل حديث ابن عمر عند البخاري :(كان إذا خرج يوم العيد أمر بالحربة فتوضع بين يديه فيصلي إليها والناس وراءه وكان يفعل ذلك في السفر فمن ثم اتخذها الأمراء).
    والراحلة مثل حديث ابن عمر عند البخاري ومسلم :(كان يعرض راحلته ويصلي إليها) .
    وأقل ما يجزئ مثل مؤخرة الرحل كما تقدم.
    1. الأحاديث الضعيفة التي وردت في السترة
    1. عن سبرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا صلى أحدكم فليستتر لصلاته ولو بسهم) . رواه أحمد والحاكم والبيهقي وهو ضعيف فيه عبد الملك بن الربيع وضعفه ابن معين كما في الكاشف (1 / 664).
    وهو منكر الحديث جداً يروي عن أبيه ما لم يتابع عليه كما في المجروحين (2 / 132)
    وسئل يحيى بن معين رحمه الله عن أحاديث عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن ابيه عن جده فقال: ضعاف. [الجرح والتعديل (5 / 350)].
    1. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً فإن لم يجد فلينصب عصاً فإن لم يكن معه عصاً فليخطط خطاً ثم لا يضره ما مر أمامه) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وابن حبان وهو ضعيف وفيه مجهولان ([4])
    قد ضعف هذا الحديث جمع من أهل العلم مثل:سفيان بن عيينة والشافعي والبغوي والدار قطني وابن الصلاح والنووي والعراقي والعلامة الألباني وشيخنا العلامة مقبل الوادعي وغيرهم.
    1. وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا يقطع الصلاة شيء وادرأ ما استطعت) . رواه أبو داود وهو ضعيف وفيه مجالد بن سعيد الهمداني وضعفه ابن معين وقال النسائي:ليس بالقوي وقال مرة:ثقة([5]) والعلامة الألباني رحمه الله في "ضعيف أبي داود" - الأم - (1 / 263) وقال:
    قلت: إسناده ضعيف- وكذا قال النووي-؛ وعلّته مجالد هذا- وهو ابن
    أبي سعيد الهمْداني-، وهو سيئ الحفظ، وكان قد تغير في آخر عمره. وقد
    اضطرب في هذا الحديث: فمرة يرفع الجملة الأولى منه- كما في هذه الرواية-،
    ومرة يوقفها- كما في الرواية الاتية-، وهي أشبه بالصواب.
    وانظر:"ضعيف الجامع" (6366).
    وقال يحيى بن معين رحمه الله: مجالد لا يحتج بحديثه . [الجرح والتعديل 8 / 361].
    مجالد ضعيف واهى الحديث. [الجرح والتعديل 8 / 362]
    وقال الإمام أحمد رحمه الله: ليس بشيء [المغني في الضعفاء 2 / 542].
    1. وعن الفضل بن عباس رضي الله عنه قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بادية لنا ومعه عباس فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة وحمارة لنا وكلبة تعبثان بين يديه فما بالى ذلك . رواه أحمد وأبو داود والنسائي.
    وهو ضعيف وفيه عباس بن عبيد الله لم يدرك الفضل كما قاله ابن حزم ووافقه ابن حجر وضعفه العلامة الألباني.
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: أعله ابن حزم بالانقطاع قال: لأن عباساً لم يدرك عمه الفضل وهو كما قال وقال ابن القطان لا يعرف حاله. [تهذيب التهذيب 5 / 108] و [8 / 252].
    1. وعن ابن عباس رضي الله عنه عنهما قال : جئت أنا وغلام من بني هاشم على حمار فمررنا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فنزلنا عنه وتركنا الحمار يأكل من بقل الأرض فدخلنا معه في الصلاة فقال رجل أكان بين يديه عنزة ؟ قال : لا. رواه أبو يعلى وهو ضعيف وفيه علي بن الجعد([6]) عن شعبة .
    وقد خالفه محمد بن جعفر وعفان بن مسلم عن شعبة بدون ( أكان بين يديه عنزة ؟ قال : لا بل هي شاذة.
    1. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جئت أنا والفضل على أتان فمررنا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة وهو يصلي المكتوبة ليس شيء يستره يحول بيننا وبينه.
    رواه ابن خزيمة والبزار وهو ضعيف فيه عبد الكريم بن أبي المخارف وهو ضعيف عند أهل الحديث.
    قال الحافظ بن حجر رحمه الله في "مقدمة فتح الباري"(1 / 421): عبد الكريم بن إبي المخارق أبو أمية البصري نزيل مكة متروك عند أئمة الحديث.
    وضعفه أيوب السختياني رحمه الله . [تحفة الأحوذي (1 / 56)] [وشرح سنن ابن ماجه (1 / 234)] [وعون المعبود (11 / 179)].
    وقال الإما أبو داود رحمه الله: مرجئة البصرة: عبد الكريم أبو أمية، وعثمان بن غياث، والقاسم بن الفضل، وقال يعقوب: ضعيف، وله رأي سوء، وقال الترمذي: ضعيف عند أهل الحديث. [التلخيص الحبير (1 / 414)].
    قال الإمام العلامة المحدث الألباني رحمه الله:
    فإن قيل : إذا كان الأمر كما ذكرت ؛ فما قولكم في حديث عبد الله بن عباس قال :
    ((ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس بمنى إلى غير جدار )) ؟
    أخرجه البخاري في (( صحيحه )) ( 76 ، 493 ، 861 ) من طرق عن مالك عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس .
    والجواب من وجهين :
    الأول : أنه ليس صريحاً في نفي السترة مطلقاً ؛ كما تقدمت الإشارة إلى ذلك في أول هذا التخريج ، وإنما هو ينفي سترة الجدار بخاصة .
    ويؤيده صنيع البخاري ؛ فإنه ترجم للحديث بقوله ( باب سترة الإمام سترة من خلفه) .
    فهذا يعني أن الإمام البخاري لم يفهم من الحديث نفي السترة ، ووجه الحافظ بقوله (1 /571): وكأن البخاري حمل الأمر في ذلك على المألوف المعروف من عادته - صلى الله عليه وسلم - أنه كان لا يصلي في الفضاء إلا والعنزة أمامه . ثم أيّد ذلك بحديثي ابن عمر وأبي جحيفة . وفي حديث ابن عمر ما يدل على المداومة ، وهو قوله بعد ذكر الحربة : (( وكان يفعل ذلك في السفر )) ، وقد تبعه النووي فقال في (( شرح مسلم )) في كلامه على فوائد هذا الحديث : فيه أن سترة الإمام سترة لمن خلفه . والله أعلم )) .
    والوجه الآخر : أن قول ابن عباس في هذا الحديث : (( إلى غير جدار )) ؛
    قد اختلف الرواة عن مالك فيه ، فمنهم من ذكره عنه ، ومنهم من لم يذكره ، وها أنا أذكر أسماءهم :
    أولاً : الذين ذكروه :
    1 - إسماعيل بن أبي أويس . البخاري ( 76 ) .
    2 - عبد الله بن يوسف . البخاري ( 493 ) .
    3 - عبد الله بن مسلمة . البخاري ( 861 ) .
    4 - مطرف بن عبد الله . السراج في (( مسنده )) ( 3 / 41 / 2) ، وهذا فيما يغلب على الظن ؛ فإن النسخة المصورة لم يظهر فيها ما بين عبد الله بن مطرف وعبيد الله بن عبد الله .
    5 - ابن بكير .
    ثانياً : الذين لم يذكروه :
    1 - يحيى بن يحيى . في (( موطأ مالك )) ( 1 / 171 ) ، وعنه مسلم ( 2 / 57 ) ، والبيهقي ( 2 / 277 ) .
    2 - ابن القاسم عنه . في (( المدونة )) ( 1 / 114 ) ، وكذا النسائي في (( الكبرى )) ؛ كما في (( تحفة الأشراف )) ( 5 / 59)
    3 - يحيى بن قزعة . البخاري ( 4412 ) .
    4 - القعنبي : عبد الله بن مسلمة . أبو داود (( صحيح أبي داود )) ( رقم 709 ) ، والبيهقي ( 2 / 277 ) .
    5 - ابن وهب . أبو عوانة في (( صحيحه )) ( 2 / 60 ) ، وابن خزيمة في (( صحيحه )) ( 834 ) ، والطحاوي في (( شرح معاني الآثار )) ( 1 / 266 ) .
    6 - عبد الرحمن بن مهدي . ابن خزيمة أيضاً وأحمد ( 1 / 342 ) 7 - أحمد بن أبي بكر . ابن حبان ( 4 / 55 / 2386 - الإحسان ) ، والبغوي في (( شرح السنة )) ( 2 / 249 ) .
    قلت : فأنت ترى أن هؤلاء الذين لم يذكروا تلك الزيادة أكثر عدداً وأجل قدراً من أولئك الذين ذكروها ، وبخاصة أن فيهم من هو ألصق بالإمام مالك ، وبرواية (( الموطأ )) أشهر ؛ مثل يحيى بن يحيى - وهو النيسابوري - ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي.
    الأمر الذي يلقي في النفس أن روايتهم أصح ، أو - على الأقل - هو مما يبعد القول بجواز أنهم لم يحفظوا تلك الزيادة عن مالك ، كما أن اتفاق أولئك الثلاثة على روايتها عنه يبعد القول أيضاً بجواز خطئهم على مالك فيها .
    قلت : فاتفاق كل هؤلاء الثقات على عدم ذكر تلك الزيادة مما لا يجعل النفس تطمئن لثبوتها ؛ بل إن ذلك لما يرجح بكل تأكيد أنها شاذة غير محفوظة ، حتى ولو فرض اتفاق الرواة عن مالك بذكرها ، فكيف وقد اختلفوا عليه فيها ، فكيف وأكثرهم على عدم ذكرها كما سبق بيانه ، والشذوذ يثبت بأقل من هذا ؛ كما لا يخفى على العلماء العارفين بهذا الفن الشريف .
    ولذلك ؛ أعرض عنها جمهور المؤلفين في (( الصحيح )) ؛ كمسلم وأبي عوانة وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم ؛ بل إن ابن خزيمة أشار في (( صحيحه )) إلى عدم ثبوتها .
    لمتابعة جمع من الثقات والأئمة الحفاظ له على رواية الحديث دون الزيادة ، ولا بأس من ذكر أسماء الذين وقفت عليه منهم ، مع التخريج :
    1 - ابن أخي ابن شهاب ( واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم ) . البخاري ( 1857 ) ، وأحمد ( 1 / 264 ) ، والسراج في (( مسنده )) ( 3 / 241 ) .
    2 - يونس بن يزيد . مسلم ( 2 / 57 ) ، وأبو عوانة ( 2 / 60 ) ، والبخاري تعليقاً ( 1853 ، 4412 ) .
    3 - سفيان بن عيينة . مسلم أيضاً وأبو عوانة وأبو داود ( رقم 709 - صحيحه ) ، والنسائي ( 2 / 64 ) ، والد ارمي ( 1 / 329 ) ، وابن ماجه ( 947 ) ، وابن خزيمة في (( صحيحه )) ( 833 ) ، وابن الجارود في (( المنتقى )) ( 66 / 168 ) ، والطحاوي في (( شرح المعا ني )) ( 1 / 266 ) ، والبيهقي ( 2 / 276 ) ، وأحمد ( 1 / 219 ) ، والحميدي ( 275 ) ، وابن أبي شيبة ( 1 / 278 ، 280 ) ، وأبو يعلى ( 4 / 269 / 2382 ) ، والسراج أيضاً .
    4 - معمر بن راشد . عبد الرزاق ( 2 / 29 / 2359 ) ، ومن طريقه مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة ، وأحمد ( 1 / 365 ) عنه وعن عبد الأعلى ، وصححه الترمذي ( رقم 337 ) .
    وختاماً أقول : تبين مما تقدم أنه لا يصح حديث صريح في صلاته - صلى الله عليه وسلم - إلى غير سترة ، والزيادة التي عند البخاري ليست صريحة في ذلك ، وعلى التنزل فهي شاذة لا تصح ، ولذلك ؛ أعرض عنها جمهور المؤلفين في (( الصحيح ))،والله أعلم
    ( تنبيه ) :
    لقد عزا كثير من المؤلفين حديث ابن عباس بزيادة البخاري للمتفق عليه ؛ كالحافظ عبد الغني المقدسي في (( عمدة الأحكام )) ، ومر عليه شراحه ؛ كابن دقيق العيد والصنعاني ( 2 / 455 - 465 ) ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن آل بسام في (( تيسير العلام )) ، ومحمد فؤاد عبد الباقي في (( اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان )) ( 1 / 100 / 282 ) ، وبالغ ابن تيمية ( الجد ) فقال في (( المنتقى )) :
    (( رواه الجماعة )) !
    ومر عليه الشوكاني أيضاً في (( شرحه )) ( 3 / 12 ) !. اهـ من [الضعيفة (12 / 685 – 691)].
    وإلى هنا انتهى القلم فما كان صوابا فمن الله وحده وما كان خطئاً فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    كتبه:
    أبوسفيان الزيلعي





    ([1] ) آخرة الرحل وهي الخشبة التي يستند إليها الراكب.
    قال الإمام الترمذي رحمه الله وغيره من علماء السلف سترة الإمام سترة لمن خلفه وفي الباب عن أبي هريرة و سهل بن أبي حثمة و ابن عمر و سبرة بن معبد الجهني و أبي جحيفة و عائشة رضي الله عنه عنهم قال أبو عيسى حديث طلحة حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم .

    ([2] ) أما حديث المطلب بن أبي وداعة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ من سبعة جاء حاشية المطاف فصلى ركعتين وليس بينه وبين الطوافين أحد .
    فضعيف فيه ابن جريج وهو مدلس وقد عنعنه وقد اختلف في إسناده اختلافاً لا مجال الآن لبيانه وقد ضعفه العلامة الألباني رحمه الله في "ضعيف سنن النسائي"(5 /235).
    قال العلامة الألباني رحمه الله في "تمام المنة"(303):
    الحديث المذكور ضعيف لأنه من رواية كثير بن كثير بن المطلب وقد اختلف عليه في إسناده فقال ابن عيينة : عنه عن بعض أهله أنه سمع جده المطلب وقال ابن جريج : أخبرني كثير بن كثير عن أبيه عن جده قال سفيان : فذهبت إلى كثير فسألته قلت : حديث تحدثه عن أبيك ؟ قال : لم أسمعه من أبي حدثني بعض أهلي عن جدي المطلب أخرجه أبو داود والبيهقي وقال : " وقد قيل عن ابن جريج عن كثير عن أبيه قال : حدثني أعيان بني المطلب عن المطلب ورواية ابن عيينة أحفظ " قلت : ومرجع هذه الرواية على بعض أهل كثير ولم يسم فهو مجهول
    وقال العلامة عبد المحسن العباد رحمه الله في "شرح سنن أبي داود" (10 / 322):
    ولهذا ضعف الحديث بهذا المبهم، فالحديث غير صحيح.
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (1 / 576):
    وأخرجه من هذا الوجه أيضاً أصحاب السنن ورجاله موثقون إلا أنه معلول فقد رواه أبو داود عن أحمد عن بن عيينة قال كان بن جريج أخبرنا به هكذا فلقيت كثيراً فقال ليس من أبي سمعته ولكن عن بعض أهلي عن جدي فأراد البخاري التنبيه على ضعف هذا الحديث وأن لا فرق بين مكة وغيرها
    قال الإمام ابن القيّم رحمه اللّه في "تهذيب السنن"1 / 128:
    وقال ابن القطّان : علّته شكّ الرّاوي في رفعه , فإنّه قال عن ابن عبّاس قال : " أحسبه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم " فهذا رأي لا خبر , ولم يجزم ابن عبّاس برفعه في الأصل وأثبته ابن أبي سمينة , أحد الثّقات . وقد جاء هذا الخبر موقوفًا على ابن عبّاس .

    ([3] ) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (1 /575): قال بن بطال هذا أقل ما يكون بين المصلي وسترته يعني قدر ممر الشاة
    وقيل أقل ذلك ثلاثة أذرع لحديث بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع وجمع الداودي بأن أقله ممر الشاة وأكثره ثلاثة أذرع وجمع بعضهم بأن الأول في حال القيام والقعود والثاني في حال الركوع والسجود . وقال بن الصلاح قدروا ممر الشاة بثلاثة أذرع .
    وقال الإمام البغوي رحمه الله: استحب أهل العلم الدنو من السترة بحيث يكون بينه وبينها قدر إمكان السجود . وقد ورد الأمر بالدنو منها وفيه بيان الحكمة في ذلك وهو ما رواه أبو داود وغيره من حديث سهل بن أبي حثمة مرفوعاً إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته . اهـ
    قلت: وهذا هو مذهب الجمهور.

    ([4]) وقال الطحاوي أبو عمرو وجده مجهولان ليس لهما ذكر في غير حديث الخط التعديل والتجريح 3/1221 تهذيب الكمال 34/ 130 تهذيب التهذيب 12/199

    ([5] ) في الكاشف 2/ 239

    ([6] ) وقال أبو الحسن أحمد بن جعفر بن زياد السوسي: سمعت أبا جعفر النفيلي وذكر علي بن الجعد
    فقال لا ينبغي أن يكتب عنه قليل ولا كثير وضعف أمره جداً . كما في تهذيب الكمال (20 / 346).
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 21-01-2012, 10:34 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا اخانا أبا محمد سعيد

    ولتحميل الملف بصيغة بي دي إف [من هنا]

    تعليق

    يعمل...
    X