بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه.
أما بعد :
فهذه بعض الفوائد اللغوية في القآن الكريم أحببتُ أن أضعها بين أيديكم عسى الله أن ينفع بها
فهذه بعض الفوائد اللغوية في القآن الكريم أحببتُ أن أضعها بين أيديكم عسى الله أن ينفع بها
لماذا فُتحت حاء " الحَجّ " ، وكُسرت حاء " حِجّ " في القرآن ؟
كسرَ ( ولله على الناسِ حِجُّ البيتِ ) وفتحَها لأنه يكونُ بالكسرِ اسمًا ، وبالفتحِ مصدرًا . وفرقُ ما بينهما أن الاسمَ يدلّ على الحدثِ المجرَّدِ ، والمصدر يدلّ على الحدثِ ، أو على إيقاعِه ، كما تقولُ : ( قولُ الزورِ قبيحٌ ) ؛ فيجوزُ أن تريدَ ( القول ذاتُه قبيحٌ ) ، وأن تريدَ ( أن تقولَ الزورَ قبيحٌ ) ؛ ففي الوجهِ الأولِ علقتَ القبحَ على القولِ ذاتِه ، وفي الثانيةِ علقتَه على فعلِه ؛ فتبيّن الفرقُ . أما هنا فإنك إذا كسرتَ يكون المعنى ( الشيء هذا المتصورُ في الذهنِ واجبٌ على الناسِ ) ، وإذا فتحتَ كانَ المعنى ( لله على الناسِ أن يفعلوا ذلك ) .
أما قوله تعالى : ( الحَجّ أشهرٌ معلوماتٌ ) فلما كان المراد ( وقتُ فعلِ الحجّ أشهرٌ معلوماتٌ ) ، وكانَ التعلّق بالفعلِ ، لا بالمعنى المجرّدِ لم يُقرأ بالمتواترِ بغيرِ ذلك , وقرأ الحسنُ في الشواذّ ( الحِجّ ) ، وهو جائزٌ عربيةً ؛ وإن كانَ الفتحُ أنسبَ للمعنى .
وبعضُهم قالَ : إنهما لغتانِ ، أحدهما لغةُ تميمٍ ، والأخرى لغةُ الحجازِ ؛ ولكنّ مما يوهِن ذلك شبُهَ إجماعِهم على قراءة الثاني بالفتحِ . ولو كانَتا لغتين لتساويتا .
أما الاعتلالُ لذلك بالعلةِ اللفظيةِ المبنية على الاستخفاف ، فأنا لا أرى ذلك في ما هو منوطٌ بالتركيبِ ؛ بل العلة تلكَ - في رأيي - لا تعلّقَ لها بغيرِ اللفظِ المفردِ . وإنما كان ذلك لضعفِها ، وإمكانِ الطعنِ فيها بمطعَن ( التحكم ) ؛ ولا سيما أن العلةَ المعنويةَ أشرفُ من اللفظيةِ ؛ فلا ينبغي المصيرُ إليها ما أمكنَ .
كسرَ ( ولله على الناسِ حِجُّ البيتِ ) وفتحَها لأنه يكونُ بالكسرِ اسمًا ، وبالفتحِ مصدرًا . وفرقُ ما بينهما أن الاسمَ يدلّ على الحدثِ المجرَّدِ ، والمصدر يدلّ على الحدثِ ، أو على إيقاعِه ، كما تقولُ : ( قولُ الزورِ قبيحٌ ) ؛ فيجوزُ أن تريدَ ( القول ذاتُه قبيحٌ ) ، وأن تريدَ ( أن تقولَ الزورَ قبيحٌ ) ؛ ففي الوجهِ الأولِ علقتَ القبحَ على القولِ ذاتِه ، وفي الثانيةِ علقتَه على فعلِه ؛ فتبيّن الفرقُ . أما هنا فإنك إذا كسرتَ يكون المعنى ( الشيء هذا المتصورُ في الذهنِ واجبٌ على الناسِ ) ، وإذا فتحتَ كانَ المعنى ( لله على الناسِ أن يفعلوا ذلك ) .
أما قوله تعالى : ( الحَجّ أشهرٌ معلوماتٌ ) فلما كان المراد ( وقتُ فعلِ الحجّ أشهرٌ معلوماتٌ ) ، وكانَ التعلّق بالفعلِ ، لا بالمعنى المجرّدِ لم يُقرأ بالمتواترِ بغيرِ ذلك , وقرأ الحسنُ في الشواذّ ( الحِجّ ) ، وهو جائزٌ عربيةً ؛ وإن كانَ الفتحُ أنسبَ للمعنى .
وبعضُهم قالَ : إنهما لغتانِ ، أحدهما لغةُ تميمٍ ، والأخرى لغةُ الحجازِ ؛ ولكنّ مما يوهِن ذلك شبُهَ إجماعِهم على قراءة الثاني بالفتحِ . ولو كانَتا لغتين لتساويتا .
أما الاعتلالُ لذلك بالعلةِ اللفظيةِ المبنية على الاستخفاف ، فأنا لا أرى ذلك في ما هو منوطٌ بالتركيبِ ؛ بل العلة تلكَ - في رأيي - لا تعلّقَ لها بغيرِ اللفظِ المفردِ . وإنما كان ذلك لضعفِها ، وإمكانِ الطعنِ فيها بمطعَن ( التحكم ) ؛ ولا سيما أن العلةَ المعنويةَ أشرفُ من اللفظيةِ ؛ فلا ينبغي المصيرُ إليها ما أمكنَ .
عشرة معان لـ " قضى " في القرآن الكريم - فوائد وفرائد -!!
قضي حجة : أي تفي بحجة وتقوم مقامها .
وقضى في اللغة على وجوه :
مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه على الوجه المقصود به أو المرغوب منه أو الموثوق به من ذلك
قوله( ثم قضى أجلا ) أي حتم أجلا وأبته ومنها الأمر
كقوله( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) أي أمر ربك لأنه أمر حتم قاطع
ومن ذلك الإعلام
كقوله( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ) أي أعلمناهم أعلاما قاطعا ومنه ( وقضينا إليه ذلك الأمر ) أي أعلمناه به وأوحيناه إليه
وأكدناه عنده ومنه القضاء بمعنى الفصل في الحكم
كقوله( ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم ) أي لفصل الحكم بينهم ويقال قضى الحاكم أي فصل في الحكم وقضى دينه أي قطع ما بينه وبين غريمه من ذلك بالأداء له والوفاء به وكل ما أحكم عمله فقد قضي يقال قضيت هذه الدار أي أحكمت عملها
وقوله ( إذا قضى أمرا )
أي أحكمه
وقوله( فقضاهن سبع سماوات )
أي خلقهن وأحكمهن والقضاء قطع الشيء وإحكامه
وقوله تعالى( يقضي بالحق )
أي يحكم بالحق
وقوله تعالى( ليقض علينا ربك)
تمنوا القضاء بالموت والاستراحة
كقوله تعالى( لا يقضى عليهم فيموتوا )
أي لا يقضى عليهم بالموت
ومثله( فوكزه موسى فقضى عليه )
أي قتله
وقوله( فمنهم من قضى نحبه )
أي وفي بنذره الذي نذر في الموت والاجتهاد والنصرة
وقوله( من قبل أن يقضى إليك وحيه )
أي يبين لك المراد ويفرغ منه
اهـ من كتاب" تفسير غريب ما في الصحيحين " للحميدي –رحمه الله –
والله أعلم .
وقضى في اللغة على وجوه :
مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه على الوجه المقصود به أو المرغوب منه أو الموثوق به من ذلك
قوله( ثم قضى أجلا ) أي حتم أجلا وأبته ومنها الأمر
كقوله( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) أي أمر ربك لأنه أمر حتم قاطع
ومن ذلك الإعلام
كقوله( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ) أي أعلمناهم أعلاما قاطعا ومنه ( وقضينا إليه ذلك الأمر ) أي أعلمناه به وأوحيناه إليه
وأكدناه عنده ومنه القضاء بمعنى الفصل في الحكم
كقوله( ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم ) أي لفصل الحكم بينهم ويقال قضى الحاكم أي فصل في الحكم وقضى دينه أي قطع ما بينه وبين غريمه من ذلك بالأداء له والوفاء به وكل ما أحكم عمله فقد قضي يقال قضيت هذه الدار أي أحكمت عملها
وقوله ( إذا قضى أمرا )
أي أحكمه
وقوله( فقضاهن سبع سماوات )
أي خلقهن وأحكمهن والقضاء قطع الشيء وإحكامه
وقوله تعالى( يقضي بالحق )
أي يحكم بالحق
وقوله تعالى( ليقض علينا ربك)
تمنوا القضاء بالموت والاستراحة
كقوله تعالى( لا يقضى عليهم فيموتوا )
أي لا يقضى عليهم بالموت
ومثله( فوكزه موسى فقضى عليه )
أي قتله
وقوله( فمنهم من قضى نحبه )
أي وفي بنذره الذي نذر في الموت والاجتهاد والنصرة
وقوله( من قبل أن يقضى إليك وحيه )
أي يبين لك المراد ويفرغ منه
اهـ من كتاب" تفسير غريب ما في الصحيحين " للحميدي –رحمه الله –
والله أعلم .
وبذا يتبيَّـنُ أن لـ قضى عشرة معان ٍ
1_ الحتم والإلزام 2_ الأمر 3_ الإعلام 4_ الوحي 5_ الفصل والقضاء 6_ الإحكام 7_ الخلق 8_ القتل 9_ الوفاء بالنذر 10_ التبـيين .
1_ الحتم والإلزام 2_ الأمر 3_ الإعلام 4_ الوحي 5_ الفصل والقضاء 6_ الإحكام 7_ الخلق 8_ القتل 9_ الوفاء بالنذر 10_ التبـيين .
كان في القرآن على خمسة أوجه :
1_ بمعنى الأوَّل والأبد , قال تعالى " وكان الله عليماً حكيما ً "
2_ الماضي المنقطع , قال تعالى " وكان في المدينةِ تسعة ُ رهط يفسدون في الأرض "
3_ الحال , قال تعالى " كنتم خيرَ أمة أخرجت للناس "
4_ الاستقبال , قال تعالى " ويخافون يوماً كان شره مستطيرا "
5_ بمعنى صار , قال تعالى " وكان من الكافرين "
وهناك قولٌ بمعنى كان في علم الله من الكافرين
1_ بمعنى الأوَّل والأبد , قال تعالى " وكان الله عليماً حكيما ً "
2_ الماضي المنقطع , قال تعالى " وكان في المدينةِ تسعة ُ رهط يفسدون في الأرض "
3_ الحال , قال تعالى " كنتم خيرَ أمة أخرجت للناس "
4_ الاستقبال , قال تعالى " ويخافون يوماً كان شره مستطيرا "
5_ بمعنى صار , قال تعالى " وكان من الكافرين "
وهناك قولٌ بمعنى كان في علم الله من الكافرين
ولإما خمسةُ معان ٍ :
1_ الشكُّ , تقول " جاءني زيدٌ وإما عمروٌ "
2_ الإبهام , قال تعالى " وءاخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم " قصد الإبهامَ على السامع .
3_ التخيـير , قال تعالى " إما أن تعذِّبَ وإما أنْ تتخذ فيهم حسنا ً "
4_ الإباحة , تقول " تعلم فقها ً وإما نحوا ً "
5_ التفصيل , نحو " إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا ً "
اهــ
من كتاب "إعراب القرآن الكريم وبيانه " لمحيي الدين درويش .
الجزء الثامن , من شرح سورة الإنسان .
والله أعلم
__________________
أبو الخطاب السنحاني
1_ الشكُّ , تقول " جاءني زيدٌ وإما عمروٌ "
2_ الإبهام , قال تعالى " وءاخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم " قصد الإبهامَ على السامع .
3_ التخيـير , قال تعالى " إما أن تعذِّبَ وإما أنْ تتخذ فيهم حسنا ً "
4_ الإباحة , تقول " تعلم فقها ً وإما نحوا ً "
5_ التفصيل , نحو " إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا ً "
اهــ
من كتاب "إعراب القرآن الكريم وبيانه " لمحيي الدين درويش .
الجزء الثامن , من شرح سورة الإنسان .
والله أعلم
__________________
أبو الخطاب السنحاني