بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الماتع ( إغاثة اللهفان )عند تفسير قول الله تعالى " كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين":
وتكلم الناس في قول عدو الله " إني أخاف الله "
فقال قتادة وابن اسحاق : صدق عدو الله في قوله " إني أرى مالا ترون "
وكذب في قوله " إني أخاف الله " والله ما به مخافة الله ، ولكن علم أنه لا قوة له ومنعة فأوردهم وأسلمهم ،
وكذلك عادة عدو الله.
وقالت طائفة : إنما خاف بطش الله تعالى به في الدنيا كما يخاف الكافر والفاجر أن يقتل أو يؤخذ بجرمه ،
لا أنه خاف عقابه في الآخرة . وهذا أصح ،وهذا الخوف لا يستلزم إيماناً ولا نجاة.
قال الكلبي : خاف أن يأخذه جبريل فيعرفهم حاله فلا يطيعونه . وهذا فاسد ، فإنه إنما قال لهم ذلك بعد أن
فرّ ونكص على عقبيه، إلا أن يريد أنه إذا عرف المشركون أن الذي أجارهم وأوردهم إبليس لم يطيعوه فيما بعد ذلك ،
وقد أبعد النجعة إن أراد ذلك ، وتكلف غير المراد.
وقال عطاء :إني أخاف الله أن يهلكني فيمن يهلك ، وهذا خوف هلاك الدنيا فلا ينفعه .
وقال الزجاج وابن الأنباري : ظن أن الوقت الذي أنظر إليه قد حضر -زاد ابن الأنباري - قال :
أخاف أن يكون الوقت المعلوم الذي يزول معه انظاري قد حضر فيقع بي العذاب ،
فإنه لما عاين الملائكة خاف أن يكون وقت الإنظار قد انقضى ، فقال ما قال إشفاقاً على نفسه .
تعليق