بسم الله الرحمن الرحيم
هنا أمر يجب أن نتنبه له ، ألا وهو فضل العلم واهله في فهم وتدبر كتاب الله ..
لاأطيل عليكم ، فهذا فضيلة الوالد الإمام ابن باز رحمه الله تعالى يفيدنا بمفهوم الآية ﴿ إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء ﴾ .
للإستماع مباشرة من هنا : تفضلوا بالضغط هنا ..
السؤال : هذه رسالة من أخينا عبد الله خليفة البلادي ، من خليص ، أخونا يسأل مجموعة من الأسئلة ، من بينها سؤال عن الآية الكريمة ﴿ إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء ﴾ ، حبذا لو فسرتم لنا هذا الجزء من هذه الآية الكريمة. ؟
الجواب : هذا ثناء من الله سبحانه على العلماء ، وبيان لعظمة منزلتهم ولعظم فضلهم على الناس ، والمراد بذلك العلماء بالله ، علماء الشريعة ، علماء القرآن والسنة ، الذين يخافون الله ويراقبونه ، هم المرادون هنا ، يعني الخشية الكاملة ﴿ إنما يخشى اللهَ ﴾ ، يعني الخشية الكاملة خشيتهم ، أكمل من خشية غيرهم ، وإلا فكل مؤمن يخشى الله ، كل مسلم يخشى الله ، لكنها تتفاوت ، فليس خشية العلماء المتبصرين علماء الحق علماء الشريعة ، ليست خشيتهم مثل خشية عامة المسلمين ، بل هي أكمل وأعظم ، ولهذا يراقبون الله ، ويُعلمون عباد الله ، ويقفون عند حدود الله ، وينفذون أوامر الله ، فأعمالهم تطابق أقوالهم ، وتطابق علمهم ، فهم أكمل الناس خشية لله عز وجل ، وليس معناها أن المؤمن لا يخشى الله ، لا ، مراد الرب جل وعلا حصر الكمال مثل ما قال جل وعلا : ﴿ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ﴾ ، ليس معناها أن الذي لا يوجل قلبه عند ذكر الله ، أو لا يزداد إيمانه عند ذكر الله ، ليس بمؤمن ، لا ، بل المراد أن هؤلاء هم المؤمنون الكُمّل ، هم المؤمنون الذين لديهم كمال إيمان ، وقوة إيمان ، وهكذا قوله جل وعلا : ﴿ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون ﴾ ، معناها المؤمنون الكُمَّل الذين كَمُلَ إيمانهم ، وليس معناها أن من لم يجاهد فلا إيمان له ، بل له إيمان بقدره على حسب حاله وقدرته ، فالمقصود من ذلك كله بيان الكمال ، كمال خشية الله ، وكمال الإيمان ، وإلا فالمؤمنون جميعا رجالا ونساءا ، وإلا لم يكونوا علماء عندهم خشية الله وعندهم إيمان عندهم تقوى ، لكن المجاهدين والذين عندهم علم بالكتاب والسنة أكمل من غيرهم إيمانا وأعظم إيمانا ، لما حصل في قلوبهم من الخير العظيم ، والخشية العظيمة التي حملتهم على أن علموا الناس الخير وعملوا به وصدقوا أقوالهم بأعمالهم ، وحملتهم خشيتهم لله على البِدار بالجهاد في سبيله ، والصبر على تقديم أنفسهم للشهادة ، لأنهم يعلمون أن هذا طاعة لله ولرسوله .. نعم .
تعليق