إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فائدة في قوله تعالى: {الله الصمد}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فائدة في قوله تعالى: {الله الصمد}

    الحمد لله
    والصلاة والسلام على رسول الله
    أما بعد

    قال الإمام الطبري في تفسيره (24-690) : حدثنا ابن بشار قال ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد قال( الصمد ): المُصْمَت الذي لا جوف له .

    وقال : حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا الربيع عن الحسن قال:( الصمد ) : الذي لا جوف له .

    قال: ثنا الربيع بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة قال: أرسلني مجاهد إلى سعيد بن جبير أساله عن( الصمد ) فقال:الذي لا جوف له .

    وقال : حدثنا أبو كُرَيب وابن بشار، قالا ثنا وكيع، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك، قال:( الصمد ): الذي لا جوف له

    وقال : حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن عكرمة، قال:( الصمد ): الذي لا جوف له .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع (17-226) : : الِاشْتِقَاقُ يَشْهَدُ لِلْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا قَوْلِ مَنْ قَالَ : إنَّ ( الصَّمَدَ ) الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ ، وَقَوْلِ مَنْ قَالَ إنَّهُ السَّيِّدُ وَهُوَ عَلَى الْأَوَّلِ أَدَلُّ ؛ فَإِنَّ الْأَوَّلَ أَصْلٌ لِلثَّانِي وَلَفْظُ ( الصَّمَدِ ) يُقَالُ عَلَى مَا لَا جَوْفَ لَهُ فِي اللُّغَةِ ، قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ الْمَلَائِكَةُ صَمَدٌ وَالْآدَمِيُّونَ جَوْفٌ
    وَفِي حَدِيثِ آدَمَ أَنَّ إبْلِيسَ قَالَ عَنْهُ أَنَّهُ أَجْوَفُ لَيْسَ بِصَمَدِ
    وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : الْمُصَمَّدُ لُغَةً فِي الْمُصْمَتِ وَهُوَ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ قَالَ وَالصِّمَادُ عِفَاصُ الْقَارُورَةِ
    وَقَالَ : الصَّمَدُ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ الْغَلِيظُ ،
    قَالَ أَبُو النَّجْمِ : يُغَادِرُ الصَّمَدُ كَظَهْرِ الْأَجْزَل
    وَأَصْلُ هَذِهِ الْمَادَّةِ الْجَمْعُ وَالْقُوَّةُ وَمِنْهُ يُقَالُ يَصْمُدُ الْمَالَ : أَيْ يَجْمَعُهُ وَكَذَلِكَ " السَّيِّدُ " أَصْله سيود اجْتَمَعَتْ يَاءٌ وَوَاوٌ وَسَبَقَتْ إحْدَاهُمَا بِالسُّكُونِ فَقُلِبَتْ الْوَاوُ يَاءً وَأُدْغِمَتْ .
    كَمَا قِيلَ مَيِّتٌ وَأَصْلُهُ ميوت . وَالْمَادَّةُ فِي السَّوَادِ وَالسُّؤْدُدِ تَدُلُّ عَلَى الْجَمْعِ وَاللَّوْنُ الْأَسْوَدُ هُوَ الْجَامِعُ لِلْبَصَرِ
    .

    وقال شيخ الإسلام أيضاً في بيان تلبيس الجهمية (7-517) : قال الطبراني حدثنا حفص عن عمر الرقي حدثنا محمد بن عمر الرومي حدثنا عبيد الله بن سعيد أبو مسلم قائد الأعمش عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه رفعه قال : الصمد الذي لا جوف له .
    حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم حدثنا سلمة بن سابور عن عطية عن ابن عباس قال : الصمد الذي لا جوف له .
    حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا هشيم حدثنا أبو إسحاق الكوفي عن مجاهد عن ابن عباس مثله
    وأبو إسحاق الكوفي قد وثقه الطبراني كما سيجيء .... حدثنا الحضرمي حدثنا عثمان ابن أبي شيبة حدثنا يحيى ابن آدم عن مندل بن علي عن أبي روق عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود : الصمد الذي ليس له أحشاء ...
    حدثنا الحسين بن واقد عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق بن سلمة عن عبد الله بن مسعود قال : الصمد الذي قد انتهى سؤدده ...
    وحدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الغني بن موسى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس
    وعن مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال : الصمد الذي يُصمد إليه في الحوائج .
    قلت : هذا تفسير عن ابن عباس بهذا الإسناد يرويه الطبراني بهذا الإسناد وهو عن هذا الشيخ وهو ضعيف ولكن يستأنس به
    قال الطبراني : وهذه الصفات كلها صفات ربنا جل جلاله ليس يُخالف شيء منها هو المصمت الذي لا جوف له
    وهو الذي يصمد إليه في الحوائج
    وهو السيد الذي قد انتهى سؤدده
    وهو الذي لا يأكل الطعام وهو الباقي بعد خلقه ...
    قلت : ويدل على ما ذكره الطبراني من جمع الصمد لهذه المعاني أن من سلف الأمة من قال هذا وهذا ومثل هذا كثيرًا ما يجيء في تفسير معاني أسمائه كالرحمن والجبار والإله وغير ذلك
    وقد قررنا في غير هذا الموضع أن عامة تفاسير السلف ليست متباينة بل تارة يصفون الشيء الواحد بصفات متنوعة وتارة يذكر كل منهم من المفسر نوعًا أو شخصًا على سبيل المثال لتعريف السائل بمنزلة الترجمان الذي يقال له ما الخبز فيشير إلى شيء معين على سبيل التمثيل ...
    المقصود الآن ذكر أقوال السّلف في معنى الصّمد وأمّا ما يدَّعيه طائفة من المتأخرين من أنّ الاشتقاق إنّما يشهد لقول من قال إنّه السّيد فسنبين أنّ هذا من أفسد الأقوال بل شهادة اللّغة والاشتقاق لذلك القول الذي قاله جمهور الصحابة والتابعين أقوى وإن كان ذلك كله حقًّا والاسم يتناول ذلك كله واللّغة والاشتقاق يشهد له


    وقال أيضاً في (1-274) : وقد رووا بالأسانيد الثابتة عن الصحابة والتابعين في الصمد: الذي لا جوف له ولفظ بعضهم: لا يخرج منه شيء ...

    وقال أيضاً في بيان تلبيس الجهمية (3-465) : يتعجبون مما نقل عن الصحابة والتابعين من أن الصمد هو الذي لا جوف له فإن أكثر الصحابة والتابعين فسروه بهذا وهم أعلم باللغة وبتفسير القرآن ودلالة اللفظ على هذا أظهر من دلالتها على السؤددة وذلك أن لفظ ص م د يدل على الاجتماع والانضمام المنافي للتفرق والخلو والتجويف ...

    وقال أيضاً في المجموع (17-215) : وَالِاسْمُ " الصَّمَدُ " فِيهِ لِلسَّلَفِ أَقْوَالٌ مُتَعَدِّدَةٌ قَدْ يُظَنُّ أَنَّهَا مُخْتَلِفَةٌ ؛ وَلَيْسَ كَذَلِكَ ؛ بَلْ كُلُّهَا صَوَابٌ ، وَالْمَشْهُورُ مِنْهَا قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ الصَّمَدَ هُوَ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ .
    وَالثَّانِي : أَنَّهُ السَّيِّدُ الَّذِي يُصْمَدُ إلَيْهِ فِي الْحَوَائِجِ .
    وَالْأَوَّلُ هُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ السَّلَفِ مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ .
    وَالثَّانِي : قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ وَجُمْهُورِ اللُّغَوِيِّينَ وَالْآثَارِ الْمَنْقُولَةِ عَنْ السَّلَفِ بِأَسَانِيدِهَا فِي كُتُبِ التَّفْسِيرِ الْمُسْنَدَةِ وَفِي كُتُبِ السُّنَّةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَقَدْ كَتَبْنَا مِنْ الْآثَارِ فِي ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا بِإِسْنَادِهِ فِيمَا تَقَدَّمَ .
    وَتَفْسِيرُ " الصَّمَدِ " بِأَنَّهُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ مَوْقُوفًا وَمَرْفُوعًا وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَمُجَاهِدٍ . وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ والسدي وقتادة وَبِمَعْنَى ذَلِكَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ : هُوَ الَّذِي لَا حَشْوَ لَهُ .
    وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : هُوَ الَّذِي لَيْسَتْ لَهُ أَحْشَاءٌ
    وَكَذَلِكَ قَالَ الشَّعْبِيُّ : هُوَ الَّذِي لَا يَأْكُلُ وَلَا يَشْرَبُ .
    وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القرظي وَعِكْرِمَةَ : هُوَ الَّذِي لَا يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ . وَعَنْ مَيْسَرَةَ قَالَ : هُوَ الْمُصْمَتُ
    . ا.هـ

    والخلاصة : أن تفسير الصمد بالذي لا جوف له هو قول أكثر السلف وهو أظهر في اللغة وأدل عليه من غيره .
    والعجيب في هذا الأمر مع كل هذه المرجحات ترى كثيراً من الفضلاء سواءاً كانوا من المتأخرين أوالمعاصرين معرضين عن ذكر هذا القول في تفسير هذه الآية (!) ولو حتى بترجيح غيره عليه (!)
    فلأجل هذا -وغيره من الأسباب- ينبغي على طلبة العلم أن لا يكتفوا -لمعرفة قول السلف- بكتب المعاصرين –فقط- دون النظر في كتب السلف ، وليكن قول السلف هو الأصل والعمدة والمرجع ، وليعرض قول كل أحد –ممن جاء بعدهم- عليه فما وافق قولهم قبلناه وما خالفه رددناه .

    قال السجزي -رحمه الله- في رسالته إلى أهل زبيد ص 360 : فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكن ميزانه الكتاب والأثر في كل ما يسمع ويرى فإن كان عالماً بهما عرضه عليهما واتباعه للسلف .
    ولا يقبل من أحد قولاً إلا وطالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح .
    وليكثر النظر في كتب السنن لمن تقدم مثل : أبي داود السجستاني، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبي بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل السيرجاني، وخشيش بن أصرم النسائي، وعروة بن مروان الرقي، وعثمان بن سعيد الدارمي السجستاني
    . ا.هــ

    وصل اللهم على نبينا محمد وصحبه
يعمل...
X