{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ }
قال ابن كثير رحمه الله
أي: امش مشيًا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلا وسطًا بين بين،{ قال عطاء : امش بالوقار والسَّكينة }. {قال ابن جبير: لا تختل في مشيتك }
و قوله:( يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا )
فيه أربعة أقاويل عن الحسن قال: علماء حلماء لا يجهلون. لثاني : أعفاء أتقياء ، قاله الضحاك . الثالث : بالسكينة والوقار ، قاله مجاهد . الرابع : متواضعين لا يتكبرون ، قاله ابن زيد .
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي زَادِ الْمَعَادِ :
الْمِشْيَاتُ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ ،
( الْأَوَّلُ ) : أَحْسَنُهَا وَأَسْكَنُهَاوهي مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ } قال الألباني :
صحيح مختصر الشمائل ( 40 ) وَقَالَ مَرَّةً : { إذَا مَشَى تَقَلَّعَ } ، وَالتَّقَلُّعُ الِارْتِفَاعُ مِنْ الْأَرْضِ بِجُمْلَتِهِ كَحَالِ الْمُنْحَطِّ فِي الصَّبَبِ ، يَعْنِي يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا بَائِنًا بِقُوَّةٍ ، وَالتَّكَفُّؤُ التَّمَايُلُ إلَى قُدَّامَ ، كَمَا تَتَكَفَّأُ السَّفِينَةُ فِي جَرْيِهَا ، وَهُوَ أَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : { مَا رَأَيْت أَحَدًا أَسْرَعَ مِشْيَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ ، كُنَّا إذَا مَشِينَا مَعَهُ نُجْهِدُ أَنْفُسَنَا ، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ } رواهَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَالتِّرْمِذِيِّ.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ } رَوَاه الْإِمَامُ أَحْمَدُ قال الالباني: سنده صحيح.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَزَادَ : { وَإِذَا مَشَى لَكَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ } وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْهُ : { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا
مَشَى تَقَطَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ } .
فَدَلَّتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَأَمْثَالُهَا مِمَّا لَمْ نَذْكُرْ أَنَّ مِشْيَتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَكُنْ بِمُمَاتَةٍ وَلَا بِمُهَانَةٍ ، وَالصَّبَبُ : الْمَوْضِعُ الْمُنْحَدِرُ مِنْ الْأَرْضِ ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى سُرْعَةِ مَشْيِهِ ؛ لِأَنَّ الْمُنْحَدِرَ لَا يَكَادُ يَثْبُتُ فِي مَشْيِهِ ، وَالتَّقَطُّعُ الِانْحِدَارُ مِنْ الصَّبَبِ ، وَالتَّقَطُّعُ مِنْ الْأَرْضِ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ . يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَسْتَعْمِلُ التَّثَبُّتَ وَلَا يُبَيَّنُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اسْتِعْجَالٌ وَمُبَادَرَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَأَرَادَ بِهِ قُوَّةَ الْمَشْيِ ، وَأَنَّهُ يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا قَوِيًّا لَا كَمَنْ يَمْشِي اخْتِيَالًا وَيُقَارِبُ خَطْوَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ مَشْيِ النِّسَاءِ. فَأَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ مِشْيَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ الْمَاشِيَ إنْ كَانَ يَتَمَاوَتُ فِي مِشْيَتِهِ وَيَمْشِي قِطْعَةً وَاحِدَةً كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ مَحْمُولَةٌ فَمِشْيَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ .
وقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
الثَّانِيَةُ مِنْ الْمِشْيَاتِ : أَنْ يَمْشِيَ بِانْزِعَاجٍ وَاضْطِرَابٍ ، مَشْيَ الْجَمَلِ الْأَهْوَجِ ، وَهِيَ مَذْمُومَةٌ أَيْضًا ، وَهِيَ عَلَامَةٌ عَلَى خِفَّةِ عَقْلِ صَاحِبِهَا ، وَلَا سِيَّمَا إنْ كَانَ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ يَمِينًا وَشِمَالًا .
الثَّالِثَةُ : أَنْ يَمْشِيَ هَوْنًا وَهِيَ مِشْيَةُ عِبَادِ الرَّحْمَنِ .
الرَّابِعَةُ : السَّعْيُ
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ : بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غَيْرِ كِبْرٍ وَلَا تَمَاوُتٍ ، وَهِيَ مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
. الْخَامِسَةُ : الرَّمَلُ وَتُسَمَّى الْخَبَبَ ، وَهِيَ إسْرَاعُ الْمَشْيِ مَعَ تَقَارُبِ الْخُطَا بِخِلَافِ السَّعْيِ .السَّادِسَةُ : السَّيَلَانُ ، وَهُوَ الْعَدْوُ الْخَفِيفُ بِلَا انْزِعَاجٍ . السَّابِعَةُ : لْخَوْزَلَى ، وَهِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا تَكَبُّرٌ وَتَخَنُّثٌ .
الثَّامِنَةُ : الْقَهْقَرَى وَهِيَ الْمَشْيُ إلَى وَرَائِهِ . التَّاسِعَةُ : الْجَمَزَى يَثِبُ فِيهَا وَثْبًا .
الْعَاشِرَةُ : التَّمَايُلُ كَمِشْيَةِ النِّسْوَانِ . وَإِذَا مَشَى بِهَا الرَّجُلُ كَانَ مُتَبَخْتِرًا . وَأَعْلَاهَا مِشْيَةُ الْهَوْنِ وَالتَّكَفُّؤِ انْتَهَى .
قال ابن كثير رحمه الله
أي: امش مشيًا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلا وسطًا بين بين،{ قال عطاء : امش بالوقار والسَّكينة }. {قال ابن جبير: لا تختل في مشيتك }
و قوله:( يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا )
فيه أربعة أقاويل عن الحسن قال: علماء حلماء لا يجهلون. لثاني : أعفاء أتقياء ، قاله الضحاك . الثالث : بالسكينة والوقار ، قاله مجاهد . الرابع : متواضعين لا يتكبرون ، قاله ابن زيد .
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي زَادِ الْمَعَادِ :
الْمِشْيَاتُ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ ،
( الْأَوَّلُ ) : أَحْسَنُهَا وَأَسْكَنُهَاوهي مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ } قال الألباني :
صحيح مختصر الشمائل ( 40 ) وَقَالَ مَرَّةً : { إذَا مَشَى تَقَلَّعَ } ، وَالتَّقَلُّعُ الِارْتِفَاعُ مِنْ الْأَرْضِ بِجُمْلَتِهِ كَحَالِ الْمُنْحَطِّ فِي الصَّبَبِ ، يَعْنِي يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا بَائِنًا بِقُوَّةٍ ، وَالتَّكَفُّؤُ التَّمَايُلُ إلَى قُدَّامَ ، كَمَا تَتَكَفَّأُ السَّفِينَةُ فِي جَرْيِهَا ، وَهُوَ أَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : { مَا رَأَيْت أَحَدًا أَسْرَعَ مِشْيَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ ، كُنَّا إذَا مَشِينَا مَعَهُ نُجْهِدُ أَنْفُسَنَا ، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ } رواهَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَالتِّرْمِذِيِّ.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ } رَوَاه الْإِمَامُ أَحْمَدُ قال الالباني: سنده صحيح.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَزَادَ : { وَإِذَا مَشَى لَكَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ } وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْهُ : { كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا
مَشَى تَقَطَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ } .
فَدَلَّتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَأَمْثَالُهَا مِمَّا لَمْ نَذْكُرْ أَنَّ مِشْيَتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَكُنْ بِمُمَاتَةٍ وَلَا بِمُهَانَةٍ ، وَالصَّبَبُ : الْمَوْضِعُ الْمُنْحَدِرُ مِنْ الْأَرْضِ ، وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى سُرْعَةِ مَشْيِهِ ؛ لِأَنَّ الْمُنْحَدِرَ لَا يَكَادُ يَثْبُتُ فِي مَشْيِهِ ، وَالتَّقَطُّعُ الِانْحِدَارُ مِنْ الصَّبَبِ ، وَالتَّقَطُّعُ مِنْ الْأَرْضِ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ . يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَسْتَعْمِلُ التَّثَبُّتَ وَلَا يُبَيَّنُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اسْتِعْجَالٌ وَمُبَادَرَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَأَرَادَ بِهِ قُوَّةَ الْمَشْيِ ، وَأَنَّهُ يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا قَوِيًّا لَا كَمَنْ يَمْشِي اخْتِيَالًا وَيُقَارِبُ خَطْوَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ مَشْيِ النِّسَاءِ. فَأَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ مِشْيَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ الْمَاشِيَ إنْ كَانَ يَتَمَاوَتُ فِي مِشْيَتِهِ وَيَمْشِي قِطْعَةً وَاحِدَةً كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ مَحْمُولَةٌ فَمِشْيَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ .
وقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
الثَّانِيَةُ مِنْ الْمِشْيَاتِ : أَنْ يَمْشِيَ بِانْزِعَاجٍ وَاضْطِرَابٍ ، مَشْيَ الْجَمَلِ الْأَهْوَجِ ، وَهِيَ مَذْمُومَةٌ أَيْضًا ، وَهِيَ عَلَامَةٌ عَلَى خِفَّةِ عَقْلِ صَاحِبِهَا ، وَلَا سِيَّمَا إنْ كَانَ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ يَمِينًا وَشِمَالًا .
الثَّالِثَةُ : أَنْ يَمْشِيَ هَوْنًا وَهِيَ مِشْيَةُ عِبَادِ الرَّحْمَنِ .
الرَّابِعَةُ : السَّعْيُ
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ : بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غَيْرِ كِبْرٍ وَلَا تَمَاوُتٍ ، وَهِيَ مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
. الْخَامِسَةُ : الرَّمَلُ وَتُسَمَّى الْخَبَبَ ، وَهِيَ إسْرَاعُ الْمَشْيِ مَعَ تَقَارُبِ الْخُطَا بِخِلَافِ السَّعْيِ .السَّادِسَةُ : السَّيَلَانُ ، وَهُوَ الْعَدْوُ الْخَفِيفُ بِلَا انْزِعَاجٍ . السَّابِعَةُ : لْخَوْزَلَى ، وَهِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا تَكَبُّرٌ وَتَخَنُّثٌ .
الثَّامِنَةُ : الْقَهْقَرَى وَهِيَ الْمَشْيُ إلَى وَرَائِهِ . التَّاسِعَةُ : الْجَمَزَى يَثِبُ فِيهَا وَثْبًا .
الْعَاشِرَةُ : التَّمَايُلُ كَمِشْيَةِ النِّسْوَانِ . وَإِذَا مَشَى بِهَا الرَّجُلُ كَانَ مُتَبَخْتِرًا . وَأَعْلَاهَا مِشْيَةُ الْهَوْنِ وَالتَّكَفُّؤِ انْتَهَى .
تعليق