لماذا جاءت البشارة على لسان عيسى بأحمد وليس بمحمد ؟؟؟!!!
صلوات ربي وسلامه عليهما
قال الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6
أيها الأحبة:أن اسم أحمد هو من أسماء المصطفى صلى الله عليه وسلم كما ورد في هذه الآية و حديث جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((إنا محمد،وأنا أحمد،وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر،وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي،وأنا العاقب)).متفق عليه
ولكن عيسى عليه السلام عندما بشر به ذكره بأسم أحمد صلى الله عليه وسلم لحكم وفوائد وعِبَر منها:
بيان منزلته وفضله وقدره عند ربه وأنه هو المحمود عند الله والناس وانه هو صاحب لواء الحمد لأنه أكثر الناس حمداً لربه تعالى،
ولِيَختبرَ ويمتحن قوم عيسى عليه السلام به فهو محمد والذي بشر به عيسى أحمد،
وقد بين وجلى هذه الفوائد والحِكَم إمامان جليلان هما:
الأول العلامة ابن القيم-رحمه الله- كما في كتابه (جلاء الإفهام)
(201-202)،فقال:
((عرف-أي النبي صلى الله عليه وسلم- عند أمة المسيح ب أحمد الذي يستحق أن يحمد أفضل مما يحمد غيره وحمده أفضل من حمد غيره
فإن أمة المسيح أمة لهم من الرياضات والأخلاق والعبادات ما ليس لأمة موسى ولهذا كان غالب كتابهم مواعظ وزهد وأخلاق وحض على الإحسان والاحتمال والصفح حتى قيل:
إن الشرائع ثلاثة:
شريعة عدل وهي شريعة التوراة فيها الحكم والقصاص
وشريعة فضل وهي شريعة الإنجيل مشتملة على العفو ومكارم الأخلاق والصفح والإحسان كقوله من أخذ رداءك فأعطه ثوبك ومن لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ومن سخرك ميلا فامش معه ميلين
وشريعة نبينا جمعت هذا وهذا وهي شريعة القرآن فإنه يذكر العدل ويوجبه والفضل ويندب إليه كقوله تعالى:
{ وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين }
الشورى 40
فجاء اسمه عند هذه الأمة بأفعل التفضيل الدال على الفضل والكمال كما جاءت شريعتهم بالفضل المكمل لشريعة التوراة
وجاء في الكتاب الجامع لمحاسن الكتب قبله بالاسمين معا فتدبر هذا الفصل وتبين ارتباط المعاني بأسمائها ومناسبتها لها
والحمد لله المان بفضله وتوفيقه )).
والأمام الثاني هو العلامة محمد صالح العثيمين-رحمه الله- كما في كتابه (شرح نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر)(21-22)
قال: أن اختيار أحمد على محمد في بشارة عيسى؟
(( لأجل أن يبين عيسى لقومه أن محمداً صلى الله عليه وسلم أحمدُ الناسِ للهِ،
وهو أحقُّ الناسِ أن، يُحْمَدَ؛لأنَّ أحمَد
على القولَ الراجحِ مُشْتَقٌ من اسمِ المفعولِ واسمِ الفاعلِ فهو أحمد إذا كان اسمَ الفاعلِ يعني أحمد الناسِ،وإذا كان اسمَ مفعولٍ فهو أحقُّ الناسِ أن يُحمَدَ،
فالنبيُّ عليه الصلاة والسلام جَامعٌ بين الوصفين.
وعندي-والله أعلم-أن هناك أمراً ثالثاً:
إن كان اللهُ تعالى أجرى هذا على لسانِ عيسى لهذا الأمرِ الثالثِ الذي نريد أن نقولهُ:
وهو أن يكونَ في ذلك فتنةٌ لبني إسرائيل إذا اتبعوا المتشابه،
فقالوا الذي بشرنا عيسى به اسمهُ أحمد،والذي بُعث في أم القرى اسمهُ محمدٌ،فأحمدُ غيرُ محمدٍ،هاتوا لنا نبياً أو رسولاً يُسمى أحمدَ فنؤمن بِهِ،
فيكون في ذلك امتحان لهم في اتباع المتشابه،
وفعلاً أوردوا هذه الشبهة،
ولكننا نجيبهم بأن الله عز وجل قال في نفس الآية:
{ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ }،من جاءهم؟ الرسولُ الذي بَشِّرَ بِهِ،
{ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }،فدل هذا على أن أحمد ليس منتظراً كما يدعي هؤلاءِ النصارى،ولكنهُ قد جاء وهو محمد صلى الله عليه وسلم،
ثم إن عيسى قال:{ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي }،ومعلوم باتفاق المؤرخينَ أنه ما جاء رسول من بعد عيسى إلا محمد عليه الصلاة والسلام،فالذي جاء من بعد عيسى هو محمد{ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }.
[ فائدتان ]:
فتبين أن تعبير عيسى بأحمد فيه فائدتان:
الفائدةُ الأولى:
ليُبَيَّنَ لبني إسرائيل أن هذا الرسول أحمدُ الناسِ للهِ،وأحقُّ الناسِ أن يُحْمَدَ ويثنى عليه،فيكون بهذا تبيينُ لفضلهِ،لا سيما وأنهُ بَشَّرَهم به بشارة،والبشارةُ إنما تكون في الأمورِ السارةِ المحبوبةِ.
والأمرُ الثاني:
هو ما يكون لامتحانِ هؤلاءِ النصارى،حيثُ جاءَ الاسمُ غيرَ الذي سُمي به الرسولُ عليه الصلاة والسلام من قبل أهله،وهو محمدٌ،
فكان ذلك شبهةٌ لهم،وقد علمنا زوال هذه الشبهة من وجهين:
الوجهُ الأولُ: قولُهُ:{ مِن بَعْدِي }،ولم يُبعث أحدٌ من الرسل بعد عيسى إلا محمدٌ عليه الصلاة والسلام،
والوجهُ الثاني: قولهُ:{ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ }،وهذا يدُلُ على أنهُ ليس منتظراً،بل إنهُ قد جاء،ولكنهم كذبوه )).
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي
صلوات ربي وسلامه عليهما
قال الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6
أيها الأحبة:أن اسم أحمد هو من أسماء المصطفى صلى الله عليه وسلم كما ورد في هذه الآية و حديث جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((إنا محمد،وأنا أحمد،وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر،وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي،وأنا العاقب)).متفق عليه
ولكن عيسى عليه السلام عندما بشر به ذكره بأسم أحمد صلى الله عليه وسلم لحكم وفوائد وعِبَر منها:
بيان منزلته وفضله وقدره عند ربه وأنه هو المحمود عند الله والناس وانه هو صاحب لواء الحمد لأنه أكثر الناس حمداً لربه تعالى،
ولِيَختبرَ ويمتحن قوم عيسى عليه السلام به فهو محمد والذي بشر به عيسى أحمد،
وقد بين وجلى هذه الفوائد والحِكَم إمامان جليلان هما:
الأول العلامة ابن القيم-رحمه الله- كما في كتابه (جلاء الإفهام)
(201-202)،فقال:
((عرف-أي النبي صلى الله عليه وسلم- عند أمة المسيح ب أحمد الذي يستحق أن يحمد أفضل مما يحمد غيره وحمده أفضل من حمد غيره
فإن أمة المسيح أمة لهم من الرياضات والأخلاق والعبادات ما ليس لأمة موسى ولهذا كان غالب كتابهم مواعظ وزهد وأخلاق وحض على الإحسان والاحتمال والصفح حتى قيل:
إن الشرائع ثلاثة:
شريعة عدل وهي شريعة التوراة فيها الحكم والقصاص
وشريعة فضل وهي شريعة الإنجيل مشتملة على العفو ومكارم الأخلاق والصفح والإحسان كقوله من أخذ رداءك فأعطه ثوبك ومن لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ومن سخرك ميلا فامش معه ميلين
وشريعة نبينا جمعت هذا وهذا وهي شريعة القرآن فإنه يذكر العدل ويوجبه والفضل ويندب إليه كقوله تعالى:
{ وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين }
الشورى 40
فجاء اسمه عند هذه الأمة بأفعل التفضيل الدال على الفضل والكمال كما جاءت شريعتهم بالفضل المكمل لشريعة التوراة
وجاء في الكتاب الجامع لمحاسن الكتب قبله بالاسمين معا فتدبر هذا الفصل وتبين ارتباط المعاني بأسمائها ومناسبتها لها
والحمد لله المان بفضله وتوفيقه )).
والأمام الثاني هو العلامة محمد صالح العثيمين-رحمه الله- كما في كتابه (شرح نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر)(21-22)
قال: أن اختيار أحمد على محمد في بشارة عيسى؟
(( لأجل أن يبين عيسى لقومه أن محمداً صلى الله عليه وسلم أحمدُ الناسِ للهِ،
وهو أحقُّ الناسِ أن، يُحْمَدَ؛لأنَّ أحمَد
على القولَ الراجحِ مُشْتَقٌ من اسمِ المفعولِ واسمِ الفاعلِ فهو أحمد إذا كان اسمَ الفاعلِ يعني أحمد الناسِ،وإذا كان اسمَ مفعولٍ فهو أحقُّ الناسِ أن يُحمَدَ،
فالنبيُّ عليه الصلاة والسلام جَامعٌ بين الوصفين.
وعندي-والله أعلم-أن هناك أمراً ثالثاً:
إن كان اللهُ تعالى أجرى هذا على لسانِ عيسى لهذا الأمرِ الثالثِ الذي نريد أن نقولهُ:
وهو أن يكونَ في ذلك فتنةٌ لبني إسرائيل إذا اتبعوا المتشابه،
فقالوا الذي بشرنا عيسى به اسمهُ أحمد،والذي بُعث في أم القرى اسمهُ محمدٌ،فأحمدُ غيرُ محمدٍ،هاتوا لنا نبياً أو رسولاً يُسمى أحمدَ فنؤمن بِهِ،
فيكون في ذلك امتحان لهم في اتباع المتشابه،
وفعلاً أوردوا هذه الشبهة،
ولكننا نجيبهم بأن الله عز وجل قال في نفس الآية:
{ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ }،من جاءهم؟ الرسولُ الذي بَشِّرَ بِهِ،
{ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }،فدل هذا على أن أحمد ليس منتظراً كما يدعي هؤلاءِ النصارى،ولكنهُ قد جاء وهو محمد صلى الله عليه وسلم،
ثم إن عيسى قال:{ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي }،ومعلوم باتفاق المؤرخينَ أنه ما جاء رسول من بعد عيسى إلا محمد عليه الصلاة والسلام،فالذي جاء من بعد عيسى هو محمد{ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }.
[ فائدتان ]:
فتبين أن تعبير عيسى بأحمد فيه فائدتان:
الفائدةُ الأولى:
ليُبَيَّنَ لبني إسرائيل أن هذا الرسول أحمدُ الناسِ للهِ،وأحقُّ الناسِ أن يُحْمَدَ ويثنى عليه،فيكون بهذا تبيينُ لفضلهِ،لا سيما وأنهُ بَشَّرَهم به بشارة،والبشارةُ إنما تكون في الأمورِ السارةِ المحبوبةِ.
والأمرُ الثاني:
هو ما يكون لامتحانِ هؤلاءِ النصارى،حيثُ جاءَ الاسمُ غيرَ الذي سُمي به الرسولُ عليه الصلاة والسلام من قبل أهله،وهو محمدٌ،
فكان ذلك شبهةٌ لهم،وقد علمنا زوال هذه الشبهة من وجهين:
الوجهُ الأولُ: قولُهُ:{ مِن بَعْدِي }،ولم يُبعث أحدٌ من الرسل بعد عيسى إلا محمدٌ عليه الصلاة والسلام،
والوجهُ الثاني: قولهُ:{ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ }،وهذا يدُلُ على أنهُ ليس منتظراً،بل إنهُ قد جاء،ولكنهم كذبوه )).
أخوكم المحب:عماد بن زكلاب بن محمد الحديدي