هل يثبُتُ سماعُ الحسن من أبي هُريرة؟!
(الضَّعيفة؛ المجلد الثاني عشر؛ القسم الثاني.
للشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-)
5780 - ( تجيء - وفي لفظٍ : تعرض - الأعمال يوم القيامة ، فتجيء الصلاة فتقول : يارب ! أنا الصلاة . فيقول : إنك على خيرٍ . فتجيء الصدقة فتقول : يارب ! أنا الصدقة . فيقول : إنك على خيرٍ . ثم يجيء الصيام فيقول : أي رب ! أنا الصيام . فيقول : إنك على خير . ثم تجيء الأعمال على ذلك ، فيقول الله عز وجل : إنك على خير . ثم يجيء الإسلام فيقول : يارب ! أنت السلام ، وأنا الإسلام . فيقول الله عز وجل : إنك على خير ، بك اليوم آخذ ، وبك أعطي . قال الله عز وجل في كتابه { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين } ) .
ضعيف . أخرجه أحمد ( 2 / 362 ) ، وأبو يعلى ( 11 / 04 1 / 6231 ) ، والطبراني في (( الأوسط )) ( 2 / 180 / 1 - 2 ) من طرق عن عباد بن راشد : ثنا الحسن : ثنا أبو هريرة - إذ ذاك ونحن بالمدينة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكره . وقال الطبراني :
(( لم يروه عن عباد بن راشد إلا حجاج بن نصر )) .
قلت : وهو ضعيف ؛ لكن ليس كما قال الطبراني ؛ فإنه متابع من ثقتين عند أحمد وأبي يعلى كما أشرت إلى ذلك بقولي : (( من طرق )) . وإنما علة الحديث الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة ، فقد قال عبد الله بن أحمد عقب الحديث :
(( عباد بن راشد ثقة ؛ لكن الحسن لم يسمع من أبي هريرة )) .
قلت : وهذا هو المقرر عند العلماء : أنه لم يسمع من أبي هريرة ؛ لكن قد صح عن الحسن أنه قال : لم أسمع من أبي هريرة غير حديث واحد ، وهو حديث : (( المختلعات . . . )) . وقد خرجته في (( الصحيحة )) برقم ( 632 ) ، وذكرت هناك تصحيح الحافظ لإسناده ؛ فراجعه . وعليه ، يبدو أن توثيق عبد الله بن أحمد لعباد هذا يتنافى مع جزمه بأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة . ولذلك ؛ فإني أقول : لو كان عباد ثقة دون ضعف فيه ؛ لكان ينبغي أن يلحق هذا الحديث بحديث : (( المختلعات )) ؛ ولكن ليس الأمر كذلك ؛ فإن فيه اختلافاً كثيراً كما ترى أقوالهم في (( التهذيب )) ، ولذلك ؛ قال الذهبي في (( الكاشف )) :
(( تركه القطان ، وضعفه أبو داود ، وقواه أحمد )) .
ولذلك ؛ لم يسع الحافظ إلا أن يذكر الخلاف فيه بأبسط من هذا في كتابه (( مقدمة الفتح )) ، وأفاد أن البخاري روى له حديثاً واحداً متابعة ، وقال في (( التقريب )) مستخلصاً من تلك(( صدوق له أوهام )) .
قلت : فيخشى أن يكون وهم في تصريح الحسن بالتحديث عن أبي هريرة ، وقد ذكر له ابن حبان في (( الضعفاء )) ( 2 / 163 ) حديثاً آخر عن الحسن قال : حدثنا سبعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم عبد الله بن عمر . . . فذكره ، فقال عقبه :
(( والحسن رحمه الله لم يشافه ابن عمر ولا أبا هريرة ، ولا . . . )) إلخ ، وقال فيه :
(( كان ممن يأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير ، حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها ، فبطل الاحتجاج به )) .
قلت : ولعل مما يدل وعلى وهمه أنه في رواية الإمام أحمد - وهي المذكورة أعلاه - أدرج الآية في الحديث كما هو ظاهر ؛ بينما هو في رواية أبي يعلى واللفظ الآخر له - وسنده إليه صحيح - فصلها عن الحديث ؛ فقال :
(( ثم قال الحسن : { إن الدين عند الله الإسلام . . . } إلخ .
والحديث ؛ قال الهيثمي في (( مجمع الزوائد )) ( 10 / 345 ) :
(( رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في (( الأوسط )) ، وفيه عباد بن راشد ؛ وثقه أبو حاتم وغيره ، وضعفه جماعة ، وبقية رجال أحمد رجال ( الصحيح ))) .
قلت : ويؤخذ عليه أنه لم يذكر قول عبد الله بن أحمد الذي عقب به على الحديث مبيناً الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة .
تعليق