بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيه على وهم يقع فيه البعض حول حديث : مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِدرج كثير من الخطباء والفضلاء بل وبعض المؤلفين على الوقوع في وهم عند ذكرهم لحديث ابن عباس : {مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ} فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ . فَقَالَ : {وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ}.
والحديث صحيح والحمد لله وإنما الوهم عند قولهم رواه البخاري، ورواية البخاري لها لفظ آخر ، واللفظ المذكور رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمذِي وَابْن مَاجَه عَنِ ابْنِ عَبَاسٍ –رَضِي الله عَنْهُمَا -
بينما الذي في البخاري له لَفْظ مقارب :
قال الإمام البخاري حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ .
فتأمل الفرق :
لفظ أحمد والسنن :
{مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ}
لفظ البخاري :
{مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ}
لفظ أحمد والسنن :
{وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ}
لفظ البخاري :
{وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ} .
فلو أن المتحدث قال رواه البخاري ورواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه واللفظ لهم لكان أفضل وأسلم لكن الكثير يقول رواه البخاري ويسكت وهنا الخطأ .
تعليق