حديث في سنن البيهقي

[أبو عبد الرحمن عبدالله العماد]

روى البيهقي في ( السنن الكبرى ) ج7/ ص281 برقم 14413 أثراً فيه كراهة وضع النوى مع التمر في

الطبق ؛ فقال :


أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أبو أمية نا سعيد بن

سليمان نا عباد بن العوام عن حميد عن أنس :

( أنه كان يكره أن يضع النوى مع التمر على الطبق ) .

قال البيهقي : وهذا موقوف على أنس رضي الله عنه .

ما صحة هذا الحديث

[خالد بن محمد الغرباني]

الأخ العماد أنت قلت أثرا ، ثم نقلت قول البيهقي : وهذا موقوف على أنس رضي الله عنه ثم قلت :ما صحة هذا الحديث .

الحاصل فالصحيح أنه أثر موقوف على أنس كما قال البيهقي وليس في رجاله مطعن كما ترى ، وأبو أمية هو محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي فيكون الأثر صحيحا وقفا .

وأخرج الحاكم عن أنس مرفوعا : كان يأكل الرطب و يلقي النوى على الطبق لكن قال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة في حديث رقم 4258 ضعيف جداً أخرجه الحاكم عن العباس بن الفضل الأزرق : حدثنا مهدي بن ميمون ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن أنس مرفوعاً . وقال :"صحيح على شرط الشيخين" ! ووافقه الذهبي ! وأقرهما المناوي ! قلت : وهو من أوهامهم الفاحشة ؛ فإن الأزرق هذا - مع كونه لم يخرج له الشيخان ولا غيرهما من الستة ؛ فإنه - واه جداً ؛ قال الذهبي نفسه في "الضعفاء" وغيره : "قال البخاري : ذهب حديثه" . وقال الحافظ : "ضعيف ، وقد كذبه ابن معين" . ا.هـ

فائدة : قال النووي في صحيح مسلم :باب استحباب وضع النوى خارج التمر ... ثم ساق حديث عبد الله بن يسر في صحيح مسلم قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين أصبعيه ويجمع السبابة والوسطى وفي رواية : فجعل يلقي النوى على ظهر أصبعيه السبابة والوسطى ثم أتي بشراب فشربه فقال أبي وأخذ بلجام دابته : ادع الله لنا فقال : " اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم " .
قال النووي في شرحه على مسلم :
وقوله : ( ويلقي النوى بين أصبعيه ) أي يجعلها بينهما لقلته ، ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط بالتمر ، وقيل : كان يجمعه على ظهر الإصبعين ثم يرمي به .
والله أعلم .

[أبو عبد الرحمن عبدالله العماد]

بارك الله فيك يا أخانا خالد وزادك الله علما وحرصاً