إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تكحيل العين بتخريج حديث من أحاديث "دعاء قضاء الدين "كتبه : أبو إسحاق عبد الناصر العلوي السعدي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تكحيل العين بتخريج حديث من أحاديث "دعاء قضاء الدين "كتبه : أبو إسحاق عبد الناصر العلوي السعدي


    تكحيل العين
    بتخريج حديث من أحاديث
    "دعاء قضاء الدين "


    َكتبَه ُ
    أبُو إسْحَاق عَبْد النَّاصِر الْعَلَوِي السَّعَدِي



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المجتبى وعلى آله وصحبه أولي المقامات العلى
    أما بعد:
    [نبذة مختصرة عن أهمية الاسناد وبحث طرق الحديث]
    فإنه من المعلوم المشهور عند طلبة العلم ما للإسناد من أهمية بالغة في الشريعة حيث عد أنه من خصائص هذه الأمة كما أنه تتوقف عليه أحكام عديدة من الدين ؛ فلذلك قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله : (الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد ؛ لقال من شاء ما شاء) كما رواه مسلم في مقدمة "صحيحه "(1/12) .
    ولهذا حاولت تخريج حديث من أحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الواردة في "دعاء قضاء الدين " وحرصت فيه جمع شتاته والتمست بحث شواهده ؛ إذ الحديث ما لم تفتش رواته ولم يجمع طرقه لا يعلم علله ولم يفهم أمره.
    كما قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل –رحمه الله -:
    ( الْحَدِيْث إذا لَمْ تجمع طرقه لَمْ تفهمه ، والحديث يفسر بعضه بعضاً ). انتهى ." انظر" الجامع " (ج 2/ص212) رقم( 1640) للخطيب.
    وقال الإمام الدارقطني-رحمه الله - في" العلل " (1/ 46):
    (ولا يمكن معرفة تفرد الراوي ومخالفته لغيره إلاَّ إذا جمع طرق الحديث وينظر في اختلاف رواته وضبطهم واتقانهم، كما قال ابن المديني: "الباب إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه" ). انتهى
    وقال الحافظ العراقي-رحمه الله- في " طرح التثريب في شرح التقريب " (ج7/ص181):
    وَالْحَدِيثُ إذَا جُمِعَتْ طُرُقُهُ تَبَيَّنَ الْمُرَادُ مِنْهُ، وَلَيْسَ لَنَا أَنْ نَتَمَسَّكَ بِرِوَايَةٍ، وَنَتْرُكَ بَقِيَّةَ الرِّوَايَاتِ ". انتهى.
    وقال رحمه الله في "طرح التثريب " (8/ 131) :
    (وَإِنَّمَا تَتِمُّ فَائِدَةُ الْحَدِيثِ إذَا جُمِعَتْ طُرُقُهُ وَقَدْ اجْتَمَعَ هَذَانِ الْقَيْدَانِ مِنْ طُرُقِهِ وَلِهَذَا صَوَّبَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ هَذَا الْقَوْلَ كَمَا تَقَدَّمَ)
    وقال الإمام ابن المبارك رحمه الله كما في " الجامع" (2/452): للخطيب
    ( إذا أردتَ أن يصحَّ لكَ الحديث فاضرب بعضه ببعض).
    وكان الإمام إبراهيم بن سعيد الجوهري رحمه الله يقول كما في " ميزان الاعتدال"( 1/35).:
    (كل حديث لم يكن عندي من مئة وجه فأنا فيه يتيم).
    وقال الأمام ابن معين رحمه الله كما في" تاريخه"(ص: 120) :
    (لو لم نكتب الحديث من ثلاثين وجهاً ما عقلناه).



    وهاك بيان حال الحديث وشواهده:
    [متن الحديث]
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه :
    (ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل دينا لأدى الله عنك قل يا معاذ اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك).
    أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير " (1 / 336) رقم ( 558 ) قال حدثنا علي بن إبراهيم بن العباس المصري حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد حدثنا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل - رضي الله عنه. الحديث وقال الطبراني : لم يروه عن الزهري إلا يونس ولا عنه إلا وهب الله.



    [ذكر حال رجال السند]
    قلت : وهذا الإسناد ضعيف :
    î
    علي بن إبراهيم بن عبدالله بن العباس المصري مجهول حال .
    قال صاحب" إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني" (ص: 417) رقم ([651]: علي بن
    إبراهيم بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب العلوي المصري.
    حدث عن: الربيع بن سليمان الجيزي، وسليمان بن شعيب المصري.
    وعنه: أبو القاسم الطبراني في "معجمه". ذكره ابن زولاق في عيون وأشراف مصر ممن دخلها من آل أبي طالب، وأخرج له الضياء، وذكره المزي في "تهذيبه".
    - فضائل مصر وأخبارها وخواصها (45)، المختارة (7/ 197)، تهذيب الكمال (9/ 87).* قلت: (مجهول الحال في الرواية). ) انتهى كلامه.
    î
    والربيع بن سليمان الجيزي هو ابن داود أبو محمد الأزدي ثقة. كما في "تهذيب الكمال" للمزي.
    î
    وأبو زرعة وهب الله بن راشد الحجري المصري أورده العقيلي في "الضعفاء " (4 / 323)
    وقال الحافظ في "لسان الميزان" (6 / 235): (غمزه سعيد بن أبي مريم وغيره يروي عن يونس بن يزيد الأيلي وغيره قال أبو حاتم محله الصدق وفضل بن وارة عنه عنبسة بن خالد انتهى وقال ابن حبان في الثقات : " روى عنه الربيع بن سليمان وإبراهيم بن أبي داود وأهل مصر يخطىء " ؛ وقال أبو سعيد بن يونس : "لم يكن أحمد بن شعيب النسائي يرضى وهب الله بن راشد", وقول الذهبي أن بن أبي مريم غمزه لعله يريد بذلك ما رواه بن يونس عن غيلان عن أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال نهاني عمي عن الكتابة عن أبي زرعة المؤذن قال بن يونس توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائتين وكانت القضاة تقبله).
    قلت: خلاصة حكمه أنه : صدوق يخطىء, والله أعلم.
    î
    ويونس بن يزيد الأيلي : قال في التهذيب : ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا ، وفي غير الزهري خطأ ، وقال في هدي الساري : وثقه الجمهور مطلقا وإنما ضعفوا بعض روايته حيث يخالف أقرانه أو يحدث من حفظه فإذا حدث من كتابه فهو حجة واحتج به الجماعة ، وفي حفظه شيء وكتابه معتمد).
    قلت: وهنا روى عن الزهري فتنبه.
    îوالزهري محمد بن شهاب : الفقيه الحافظ .
    î
    وأنس بن مالك : الصحابي الجليل رضي الله عنه .



    [دفع اعتراض قد يرد علينا في حال رجال السند ]

    قد يقول معترض ما جوابك على قول الهيثمي في "مجمع الزوائد " (11 / 61)بعد هذا الحديث :
    (رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات).
    الجواب :
    هذا توثيق جماعي لا يلزم منه إثبات وصف الثقة لكل رجل من رجال السند على وجه الانفراد إلا إذا كان هذا الرجل المجهول الحال الذي في الحديث لم يأت الحديث إلا من وجهه وصحح إمام من أئمة الجرح والتعديل حديثه فإن ذلك التصحيح يرفع عنه الجهالة إذ لا فرق بأن يقول ثقة وبين أن يصحح حديثا انفرد به.
    وقد نبه ذلك العلامة المعلمي في "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل" (2/ 587) فقال: ( ونحو هذا قول المصنف: «شيوخي كلهم ثقات» أو «شيوخ فلان كلهم ثقات» فلا يلزم من هذا أن كل واحد منهم بحيث يستحق أن يقال له بمفرده على الإطلاق «هو ثقة» وإنما إذا ذكروا الرجل في جملة من أطلقوا عليهم ثقات فاللازم أنه ثقة في الجملة أي له حظ من الثقة وقد تقدم في القواعد أنهم ربما يتجوزون في كلمة «ثقة» فيطلقونها على من هو صالح في دينه وإن كان ضعيف الحديث أو نحو ذلك. وهكذا قد يذكرون الرجل في الجملة من أطلقوا أنهم ضعفاء وإنما اللازم أن له خطأ ما من الضعف كما تجدهم يذكرون في كتب الضعفاء كثيرا من الثقات الذين تكلم فيهم أيسر كلام).
    وذكر العلامة الزيلعي في "نصب الراية" (1/ 149)بأن ابن القطان ضعف حديثا لأجل جهالة أحد اسمه عمرو بن بجدان فَقَالَ: وَهَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ بِلَا شَكٍّ، إذْ لَا بُدَّ فِيهِ مِنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، وَعَمْرُو بْنُ بُجْدَانَ: لَا يُعْرَفُ لَهُ حَالٌ، وَإِنَّمَا رَوَى عَنْهُ أَبُو قِلَابَةَ ".
    ثم نقل الزيلعي رد الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ ابن دقيق العيد عليه حيث قَالَ فِي" الْإِمَامِ " : وَمِنْ العجب كون الْقَطَّانِ لَمْ يَكْتَفِ بِتَصْحِيحِ التِّرْمِذِيِّ فِي مَعْرِفَةِ حَالِ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ، مَعَ تَفَرُّدِهِ بِالْحَدِيثِ، وَهُوَ قَدْ تقل كَلَامَهُ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَأَيُّ فَرْقٍ بَيْنَ أَنْ يَقُولَ: هُوَ ثِقَةٌ، أَوْ يُصَحَّحَ لَهُ حَدِيثٌ انْفَرَدَ بِهِ؟ وَإِنْ كَانَ تَوَقَّفَ عَنْ ذَلِكَ لِكَوْنِهِ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ إلَّا أَبُو قِلَابَةَ، فَلَيْسَ هَذَا: بِمُقْتَضَى مَذْهَبِهِ، فَإِنَّهُ لَا يَلْتَفِتُ إلَى كَثْرَةِ الرُّوَاةِ فِي نَفْيِ جَهَالَةِ الْحَالِ، فَكَذَلِكَ لَا يُوجِبُ جَهَالَةَ الْحَالِ بِانْفِرَادِ رَاوٍ وَاحِدٍ عَنْهُ بَعْدَ وُجُودِ مَا يَقْتَضِي تَعْدِيلَهُ، وَهُوَ تَصْحِيحُ التِّرْمِذِيِّ). انظر هذه الفائدة من كتاب "إتحاف أهل الاجتهاد بما يصلح للاستشهاد عند أئمة النقاد" ص(100) للشيخ أبي بكر الحمادي التعزي حفظه الله.
    قلت :
    ولنعد إلى بيان قول الهتمي في رجال الحديث : "رجاله ثقات" بأنه توثيق جماعي لا يقتضي توثيق الإفرادي.
    أقول أنه قد شوهد من صنيع الهيثمي أنه ربما يقول أحيانا في السند :(رجاله ثقات) أو (إسناده حسن) مع أن فيه مجهول حال أو ضعيف أو مختلف فيه ومن أمثلة ذلك:
    1- (عبد الله بن أبي سعيد المزني ):( مجهول).
    قال العلامة الألباني في " إرواء الغليل (1 / 299) -بعد ذكره حديث صحيح لعائشة- : ( وله طريق أخرى بهذا اللفظ . أخرجه أحمد ( 6 / 62 ) ورجاله ثقات غير عبيد الله بن سيار أورده الحفظ في " التعجيل " ( رقم 689 ) رامزا له بأنه من رجال أحمد وقال : " قال الحسيني : مجهول
    قلت : ما رأيته في مسند عائشة رضي الله عنها من مسند أحمد . قلت : هو فيه في الموضع الذي أشرنا إليه ؛ وعبيدالله هذا لم يورده ابن أبي حاتم ولا ابن حبان في " الثقات " والله أعلم .
    وله شاهد من حديث حفصة بنت عمر بن الخطاب نحو حديث عائشة وفيه : " فوضع ثوبه بين فخذيه " . أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 273 - 274 ) والبيهقي ( 2 / 231 ) وأحمد ( 6 / 288 ) ورجاله ثقات غير عبد الله بن أبي سعيد المزني الراوي له عن حفصة وقد ترجمه الحافظ في " التعجيل " وقال ملحقا : " وتلخص أن لعبد الله بن أبي سعيد راويين ولم يجرح ولم يأت بمتن منكر فهو على قاعدة " ثقات ابن حبان " لكن لم أر ذكره في النسخة التي عندي " .
    قلت-القائل هو الألباني- : فمثله يستشهد به والله أعلم . وقد قال الهيثمي ( 9 / 82 ) : " رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وإسناده حسن " انتهى .
    قلت-أبو إسحاق-:
    عبد الله بن أبي سعيد المزني ذكره في البخاري في "التاريخ الكبير" (5/ 104) رقم (304) ومسلم في "الكنى والأسماء" (1/ 332) رقم (1184) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 73) رقم (343) ولم يذكروا له جرحا وتعديلا وذكروا بأنه : روى عن حفصة بنت عمر زوج النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو يعفور وأبو خالد.
    تنبيه:
    ووهم أصحاب: مكتبة الإكترونية "جوامع الكلم" حين نسبوا إلى ابن أبي حاتم بأنه قال عنه: "مجهول" فلم نرى في كتابه ذلك بل قال ذلك في رجل كاسمه ذكره بعد ترجمته قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل "(5/ 73) رقم (344 (: عبد الله بن أبي سعيد البصري روى عن الحسن روى عنه يزيد ابن هارون سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: هو مجهول.). وهو الذي ذكر ابن حبان في كتابه "الثقات "(7/ 24)
    قلت: فلعله اختلط عليهم الرجلان .
    فالأول لم يذكره ابن حبان في ثقاته فلهذا قال عنه الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة "ط/دار الكتاب العربي (1 / 223) وط/ دار البشائر (1 / 741): (وتلخص من هذا أن لعبد الله بن أبي سعيد راويين ولم يجرح ولم يأت بمتن منكر فهو على قاعدة ثقات ابن حبان لكن لم أر ذكره في النسخة التي عندي والله أعلم).
    نعم !!..عبد الله بن أبي سعيد المزني يكون مجهولا كما نوه بحاله الحافظ ابن حجر ولكن المقصود هل ثبت عن أبي حاتم بأنه قال عنه مجهول. كما زعمه أصحاب المكتبة "جوامع الكلم". ومما يؤكد وهمهم أن الحافظ ابن حجر وكذلك العلامة الألباني كما تقدم لم يذكرا عن أبي حاتم بأنه قال عنه مجهول.
    2- (عطية بن سعد بن جنادة العوفي):(ضعيف)
    قال العلامة الألباني في "إرواء الغليل ط (3 / 53) –عند ذكره شواهد حديث- : (وأما الشاهد عن أبى سعيد فلفظه : " خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : إن الله كتب عليكم الجمعة في مقامي هذا في ساعتي هذه في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة من تركها من غير عذر مع إمام عادل أو إمام جائر فلا جمع له شمله ولا بورك له في أمره ألا ولا صلاة له ألا ولا حج له ألا ولا بر له ألا ولا صدقة له " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 48 / 1 - من الجمع بينه وبين الصغير ) من طريق موسى بن عطية الباهلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : " لم يروه عن عطية إلا فضيل ولا عنه إلا موسى " . قلت : وهذا سند مسلسل بالضعف من أجل عطية وفضيل وقد شرحت حالهما في " الأحاديث الضعيفة " ( 1 / 31 و 32 ) . وأما موسى بن عطية فلم أعرفه . والحديث
    قال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 170 ) : " رواه الطبراني في الأوسط : وفيه موسى بن عطية الباهلي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات " قلت : كيف ذلك وفيهم فضيل وعطية والثاني أسوأ حالا من الأول ؟ !...)انتهى.
    4- (شريك بن عبد الله القاضي): (مختلف فيه والراجح ضعفه )
    وهو أحد رجال السند في حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ" الْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: فَفَرَسٌ..." أخرجه أحمد.
    فقال الهيثمي في "مجمع الزوائد "(5 / 475) : (رواه أحمد ورجاله ثقات فإن كان القاسم بن حسان سمع من ابن مسعود فالحديث صحيح).
    فقال العلامة الألباني في " إرواء الغليل " (5 / 339) -متعقبا لقوله- :
    ( كذا قال , و نحوه قول المنذرى فى " الترغيب " ( 2/160 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن " !.
    قلت : و أنى للإسناد الحسن فضلا عن الصحة , و مداره على شريك القاضي ,
    و قد عرف حاله , لاسيما و قد خالفه الثقة , ألا و هو زائدة بن قدامة : حدثنا الركين عن أبى عمرو الشيباني عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الخيل ثلاثة ... " فذكر الحديث .). انتهى
    وقال في "تمام المنة " (1 / 226) عند تخريجه حديث ابن مسعود " كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعلمنا كلمات كما يعلمنا التشهد : اللهم ألف بين قلوبنا . . الخ " والذي
    قال عنه الهيثمي ( 10 / 179 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " والأوسط " وإسناد " الكبير " جيد" ... وقال عنه الحاكم " صحيح على شرط مسلم "ووافقه الذهبي؛ -ثم قال الألباني-: (وفيه نظر لأن في إسناده شريك بن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه... فتجويد الهيثمي لإسناده ليس بجيد).
    4-(يوسف بن الزبير) : (مقبول)
    قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3 / 355) رقم (5687 ) عن سودة قالت : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ؟ قال : أرأيتك لو كان على أبيك دين فقضيته عنه قبل منك ؟ قال : نعم . قال : " فالله أرحم حج عن أبيك " رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
    قلت –أبو إسحاق - : ورجال هذا السند الذي قاله الهيثمي "رجاله ثقات " : فيه يوسف بن الزبير وسيأتي بيان حاله.
    والحديث جاء من طرق أخرى وهذا يخرج احتمال التوثيق الضمني لمن كان ضعيفا في هذا السند هذا تنيه أولا.
    ثانيا: يوسف بن الزبير وهو المكي المدني الاسدي مولى آل الزبير. روى عن الزبير بن العوام وابنه عبدالله ويزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان وكان رضيعه. وعنه بكر بن عبدالله المزني ومجاهد بن جبر , ذكره بن حبان في كتاب الثقات روى له النسائي حديثا واحدا وقال الحافظ: وحكى البخاري أنه يقال فيه الزبير بن يوسف وقال ابن جرير مجهول لا يحتج به). انظر "تهذيب الكمال " (32 / 425) و"تهذيب التهذيب " (11 / 363 ) وقال في "تقريب التهذيب" (1 / 610):(وقلبه بعضهم-أي اسمه- : مقبول).
    قال الزيلعي في "نصب الراية مع حاشيته بغية الألمعي" (3 / 158):
    (وَيُوسُفُ بْنُ الزُّبَيْرِ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ غَيْرِ جَرْحٍ وَلَا تَعْدِيلٍ).
    وقال العلامة الألباني في "سلسلة الضعيفة "(6 / 518) تحت حديث رقم (2954 ): ( أنت أكبر ولد أبيك فحج عنه ) .وفي إسناد يوسف بن الزبير : ( لم يوثقه غير ابن حبان وروى عنه بكر بن عبد الله المزني أيضا ، وقال ابن جرير : " مجهول لا يحتج به " ، ولذلك قال الحافظ : " مقبول " يعني عند المتابعة . وأما الذهبي فقال :
    " صالح الحال " . ثم ساق له حديثا غير هذا من روايته عن ابن الزبير أيضا ثم قال : " هذا حديث صحيح الإسناد "
    قلت : كذا قال ، ولم يمل القلب إليه ، فإن الحديث محفوظ في " الصحيحين " وغيرهما دون هذه الزيادة : " أنت أكبر ... " فهي منكرة أو شاذة . والله أعلم ).
    قلت: فخلاصة حكمه : بأنه مجهول حال
    5 -6- عقيل بن مدرك(مقبول) و الحارث بن خالد بن عبيد السلمي (مجهول).
    قال العلامة الألباني رحمه الله في "إرواء الغليل " (6 / 79) : (وأما حديث خالد بن عبيد فيرويه عقيل بن مدرك عن الحارث بن خالد بن عبيد السلمي عن أبيه مرفوعا به . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 207 / 1 - 2 ) . قال الهيثمي : " وإسناده حسن " . قلت : وليس كما قال : قال الحافظ في " الخلاصة " : " خالد بن عبيد مختلف في صحبته
    وابنه الحارث مجهول " . قلت : وعلى هذا فهو من شرط كتابه " اللسان " ومن قبله كتاب الذهبي " الميزان " ولم يورداه , وقد أورده ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 74 )من رواية عقيل بن مدرك ولم يذكر فيه جرحا ولا تعدلا . قلت : وعقيل بن مدرك ليس بالمشهور ولم يوثقه غير ابن حبان وقال الحافظ في " التقريب " : " مقبول" . ).
    7- (بلال بن أبي هريرة): (لم يوجد له جرح وتعديل) (فمثله يغلب على الظن أنه مجهول)
    قال العلامة الألباني في "إرواء الغليل "(7 / 38) : ( إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أتى بصحفه تفور فرفع يده منها فقال : اللهم لا تطعمنا نارا ) أخرجه الطبراني في ( المعجم الصغير ) ( ص 192 ) وقال : ( لم يروه عن بلال بن أبي هريرة إلا يعقوب بن محمد ولا عنه إلا عبد الله بن يزيد ) . قلت : وهو ضعيف .
    قال الهيثمي في ( المجمع ) ( 5 / 20 ) : ( رواه الطبراني في ( الصغير ) و ( الأوسط ) وفيه عبد الله بن يزيد البكري ضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات ) . كذا قال وبلال بن أبي هريرة لم اجد له ترجمة ولم يذكره ابن ابي حاتم في كتابه فلعله في ( الثقات ) لابن حبان وقد قال الطبراني عقب الحديث : ( وبلال قليل الرواية عن أبيه ) . فمثله يغلب على الظن أنه مجهول . والله أعلم ).انتهى .
    قلت-أبو إسحاق-:
    نعم بلال بن أبي هريرة مذكور في "الثقات" لابن حبان (4/ 65) رقم(1838 ) وذكر بأن الشّعبِيّ روى عَنهُ
    قلت كذلك : روى عنه ابنه عبد الرحمن بن بلال بن أبي هريرة كما في "الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 216) رقم (1020 ) و"الثقات" لابن حبان (5/ 82) رقم (3951) في ترجمة ابنه , وابنه محرر بن بلال بن أبي هريرة كما في "الثقات" لابن حبان (5/ 460) رقم (5722) وأيضا محمد بن يعقوب بن محمد بن طحلاء المديني كما في اسناد الطبراني. وأيضا ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام " (4/ 549) رقم(449) تحت ترجمته.
    فالغالب أنه مجهول كما قاله العلامة الألباني.
    8- (أبو حمزة ميمون الأعور): (ضعيف)
    وهو أحد رجال السند الحديث من طريق الطبراني والبزار عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( أتيت بالبراق فركبت خلف جبريل عليه السلام فسار بنا إذا ارتفع ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه...) الحديث
    قال العلامة الألباني في "الإسراء والمعراج وذكر أحاديثهما وتخريجها وبيان صحيحها من سقيمها " (ص / 97) : ( أخرجه الحاكم ( 4 / 606 ) و قال : ( هذا حديث تفرد به أبو حمزة ميمون الأعور وقد اختلفت أقوال أئمتنا فيه وقد أتى بزيادات لم يخرجها الشيخان )
    وتعقبه الذهبي بقوله : ( قلت : ضعفه أحمد وغيره )
    قلت-القائل الألباني- :
    لكن قال الهيثمي ( 1 / 74 ) : ( رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في ( الكبير ) ورجاله رجال ( الصحيح )وظاهره أنه عندهم من غير طريق أبي حمزة هذا فإنه ليس من رجال ( الصحيح ) وجزم في ( التقريب ) أنه ضعيف فليراجع ).انتهى كلام الألباني.
    قلت: بل أخرج البزار والطبراني من طريق أبي حمزة المذكور.
    وقال في تقريب التهذيب" (ص / 556): رقم (7057): (ميمون أبو حمزة الأعور مشهور بكنيته ضعيف).انتهى.
    9- (الحارث بن مسلم) : (مجهول)
    قال العلامة الألباني في "إرواء الغليل " (1 / 114): (وأما حديث أنس فأخرجه ابن السني ( رقم 162 ) وكذا الطبراني في " الأوسط " ومن طريقه الخطيب في " الجامع " ( 4 / 90 / 2 ) وفي " المنتقى منه " ( ق 19 / 2 ) وأبو الشيخ في " الأخلاق " ( 185 ) من طريق سلمة بن قادم ثنا هاشم بن عيسى اليزني عن الحارث بن مسلم عن الزهري عن أنس مرفوعا بلفظ " كان إذا نظر وجهه في المرآة قال : الحمد لله الذى سوى خلقي فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين " . قلت : وهذا سند ضعيف هاشم , هذا
    قال الهيثمي : " لم أعرفه وبقية رجاله ثقات " . كذا قال وفيه نظر من وجوه :
    الأول :
    أن هاشما هذا معروف ولكن بالجهالة ا وقد كناه ابن السني وأبو الشيخ في هذا الحدبث بأبي معاوية وترجمه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 44 9 ) فقال : " هاشم بن عيسى اليزني الحمصي عن أبيه . يحيى بن سعيد : منكر الحديث . وهو وأبوه مجهولان بالنقل " . ثم ساق له حديثا آخر من روايته عن أبيه جاء فيه مكنيا بـ " أبي معاوية " . فهو هذا قطعا وهو من رجال " الميزان " و " اللسان " فلا أدري كيف لم يعرفه الهيثمي ؟ ا
    الثاني : الحارث بن مسلم مجهول
    كما قال للدار قطني . والهيثمي إنما اعتمد في توثيقه على إيراد ابن حبان إياه في " الثقات " وليس ذلك منه يجيد لأن قاعدة ابن حبان في التوثيق فيها تساهل كبير حتى إنه ليوثق المجهولين الذين يصرح هو نفسه في بعضهم أنه لا يعرفه ولا يعرف أباه كما حققته في " الرد على التعقيب الحثيث " . ) انتهى.
    قلت-أبو إسحاق-:
    فتلك عشرة أمثلة كاملة -مع حديث الباب- تبين أن قول الهيثمي أحيانا في السند" رجاله ثقات" أو(إسناده حسن ) بأنه لا تقتضي توثيقا فرديا بل قد يكون جماعيا أو ربما لاجتهاد أدى إليه بتعديل رجل مجهول أو ضعيف ؛
    فلهذا ينبغي النظر في حال رجال السند فإنه ربما فيه مجاهيل أو ضعفاء أو مختلف فيه كما تبين في الأمثلة السابقة ؛
    وعذر الهيثمي رحمه الله كما ذكره العلامة الألباني رحمه الله في "السلسة الضعيفة " (24 / 1015)بأنه: " كثير الاعتداد والاعتماد على توثيقات ابن حبان ، كأنه لم يتنبه لقاعدته المرجوحة والمنتقدة من كبار الحفاظ كالذهبي وابن عبدالهادي والعسقلاني ..والله أعلم ).



    [ذكر شواهد الحديث]
    والحديث حسنه العلامة الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب " (2 / 171) رقم (1821).
    ويشهد له حديث معاذ رضي الله عنه فيكون إن شاء الله حسنا لغيره.
    وإليك طرق حديث معاذ رضي الله عنه :
    الطريق الأول :
    أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير " (20 / 154) رقم ( 323 ) حدثنا أبو عَوَانَةَ يَعْقُوبُ بن إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ ثنا نَصْرُ بن مَرْزُوقٍ الْعُمَرِيُّ ثنا أبو زُرْعَةَ وَهْبُ اللَّهِ بن رَاشِدٍ ثنا يُونُسُ بن يَزِيدَ الأَيْلِيُّ حدثني بن شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ عن سَعِيدِ بن الْمُسَيِّبِ عن مُعَاذِ بن جَبَلٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم افْتَقَدَهُ يوم الْجُمُعَةِ فلما صلى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم أتى مُعَاذًا فقال له يا مُعَاذُ ما لي لم أَرَكَ قال يا رَسُولَ اللَّهِ لِيَهُودِيٍّ عَلَيَّ أُوقِيَّةٌ من تِبْرٍ فَخَرَجْتُ إِلَيْكَ فَحَبَسَنِي عَنْكَ فقال له رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم : (يا مُعَاذُ أَلا أُعَلِّمُكَ دُعَاءً تَدْعُو بِهِ فَلَوْ كان عَلَيْكَ مِنَ الدِّينِ مِثْلُ جَبَلِ صَبِرٍ أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ وَصَبِرٌ جَبَلٌ بِالْيَمَنِ فَادْعُ بِهِ يا مُعَاذُ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ من تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ من تَشَاءُ وَتُذِلُّ من تَشَاءُ بِيَدِكِ الْخَيْرُ إِنَّكَ على كل شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ وتُولِجُ النَّهَارَ في اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ من تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا تُعْطِي من تَشَاءُ مِنْهُمَا وتَمْنَعُ من تَشَاءُ ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِيني بها عن رَحْمَةِ من سِوَاكَ).
    هذا الاسناد ظاهره الصحة ولكن فيه انقطاع ؛ نصر بن مرزوق ، وشيخه أبي زرعة وهب الله بن راشد كلاهما صدوق وباقي رجاله ثقات
    إلا أن سعيد بن المسيب لم يسمع من معاذ , كما قاله الهيثمي في "مجمع الزوائد " (11 / 61).
    قلت : لأنه ولد في خلافة عمر رضي الله عنه لأربع مضين منها وقيل لاثنتين فيكون عمره سنة أو ثلاثة سنين لما مات معاذ سنة 18 هـ بالشام .
    قلت: ويتقوى بالطرق الآتية.
    الطريق الثاني :
    أخرجه الطبراني أيضا في "مسند الشاميين " (3 / 319)رقم ( 2398 ) قال : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد ابن مسلم ثنا عبد الرحمن بن جابر عن عطاء الخراساني عن معاذ بن جبل : قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن كلمات ما في الأرض مسلم يدعو بهن وهو مكروب أو أسير أو غارم إلا قضى الله عنه احتبست عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عن صلاة الجمعة فقال : ( يا معاذ ما منعك من صلاة الجمعة ) قلت يا رسول الله كان ليوحنا بن ماريا اليهودي على أوقية من تبر وكان على بابي يرصدني فأشفقت أن يحبسني دونك ويشغلني عن ضيعتي فقال ( أتحب يا معاذ أن يقضي الله دينك ) فقلت نعم فقال ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي منها ما تشاء وتمنع ما تشاء اقض ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهبا لأداه الله عنك ).
    وهذا الاسناد حسن ؛ هاشم بن مرثد الطبراني: صدوق ؛ وعبد الرحمن بن جابر الذي روى عنه الوليد الآن هو ابن يزيد بن جابر الأزدي وهو ثقة وليس ابن يزيد بن تميم صاحب المناكير وقد سمع منه الوليد أيضا كما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (5 / 365) قال :(سمع منه الوليد بن مسلم، عنده مناكير، ويقال هو الذى روى عنه أهل الكوفة أبو أسامة وحسين فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر).
    الطريق الثالث :
    أخرجه أيضا في "المعجم الكبير " (20 / 159) رقم (332) حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّمْلِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ بَعْضُ الْحَقِّ، فَخَشِيتُهُ، فَجَلَسْتُ فَلَبِثْتُ يَوْمَيْنِ لا أَخْرُجُ ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، مَا خَلَّفَكَ ؟ "، فَقُلْتُ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَيَّ حَقٌّ خَشِيتُهُ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَكَرِهْتُ أَنْ يَلْقَانِي، فَقَالَ: " أَلا آمُرُكَ بِكَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ إِنْ كَانَ عَلَيْكَ أَمْثَالُ الْجِبَالِ قَضَاهُ اللَّهُ "، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: " قُلِ:( اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ إِلَى قَوْلِهِ بِغَيْرِ حِسَابٍ) إِلَى الآخِرِ، رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، تُعْطَى مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، وَتَمْنَعُ مِنْهُمَا مَنْ تَشَاءُ، اللَّهُمَّ أَغْنِنِي عَنِ الْفَقْرِ، وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَتَوَفَّنِي فِي عِبَادِكَ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِكَ".
    هذا الاسناد ضعيف ؛ فيه :
    1-جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّمْلِيُّ البرمكي المدني: روى عن عبد العزيز الأويسي ودينار بن بنان بن دينار الرملي الجوهري وإبراهيم بن المنذر الحزامي . انظر "تاريخ الإسلام " (21 / 140) (24 / 303) و"تاريخ دمشق " (58 / 468) و"المحن" (1 / 163) لأبي العرب .
    وروى عنه الطبراني والطحاوي . انظر "تاريخ دمشق "(58 / 468)؛ و"التحفة اللطيفة " (1 / 240) رقم (766) للسخاوي , و"مغانى الأخيار " (1 / 147) للعيني.
    فالخلاصة : أنه لم يذكر له جرح ولا تعديل فمثله يغلب على الظن أنه مجهول.
    2- عُبَيْد اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهَبٍ : قال في التقريب : " ليس بالقوي " ؛ قلت: هو ممن يكتب عنه ويعتبر به في الشواهد.
    فلهذا هذا الطريق ضعيف ولكن يتوقى بالطرق التي قبله فيكون حسنا لغيره إن شاء الله.
    تنبيه واستدراك :
    وأما قول صاحب : "إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني" ص(237)-في جعفر بن سليمان الرملي النوفلي-: (وثقه العراقي ) -يعني في كتابه: "محجة القرب" كما أشاره في المراجع – فلعله ظن قول العراقي بعد إيراده حديث: "فضل قريش"... رجاله كلهم ثقات "- ؛ بأنه يوثق جعفر بن سليمان
    قال العراقي في "محجة القرب إلى محبة العرب" (ص : 232) : أخبرنا عبد الله بن علي بن محمدٍ المشهدي قال: أخبرنا محمد بن علي بن ساعدٍ، أخبرنا يوسف بن خليلٍ، أخبرنا محمد بن إسماعيل الطرسوسي، أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، أخبرنا أحمد بن محمدٍ بن الحسين بن فاذشاه، أخبرنا أبو القاسم الطبراني حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي وموسى بن هارون ومعاذ ابن المثنى، قالوا: أخبرنا مصعب الزبيري، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ثابت، حدثني عبد القادر بن قصي عن عثمان بن عبد الله بن أبي عتيقٍ، عن سعيد بن عمرو بن جعدة عن أبيه عن جدته أم هانئ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((فضل الله قريشاً بسبع خصالٍ لم يعطها أحداً قبلهم، ولا يعطاها أحدٌ بعدهم...)). الحديث
    قال العراقي: هذا حديثٌ حسنٌ، ورجاله كلهم ثقاتٌ معروفون إلا عمرو بن جعدة بن هبيرة، فلم أجد فيه تعديلاً ولا جرحاً، وهو ابن ابن أخت علي بن أبي طالبٍ، وهو أخو يحيى بن جعدة بن هبيرة أحد الثقات. وله شاهدٌ من حديث الزبير بن العوام، رواه الطبراني في المعجم الأوسط-ثم ذكر الشاهد-).
    قلت:
    فجعفر بن سليمان النوفلي مقرون بهذا السند برجلين ثقتين - وهما :موسى بن هارون- قال في التقريب : ثقة حافظ كبير- ومعاذ ابن المثنى-وثقه خطيب وقال الذهبي : (ثقة متقن) -، كما رأيت فلا تغتر بقول العراقي : (هذا حديثٌ حسنٌ، ورجاله كلهم ثقاتٌ معروفون ) لأنه توثيق جماعي فلا يستفاد منه بأنه يوثق جعفر بن سليمان النوفلي بانفراده بمجرد اقترانه بالثقات ودلالة الاقتران ضعيفة كما هو معلوم , وقد عرفت سابقا حاله.
    ومما يؤكد بأن توثيق العراقي جماعي لا إفرادي استثنائه رجال السند من عمرو بن جعدة بن هبيرة، حيث قال: فلم أجد فيه تعديلاً ولا جرحاً , فكذلك النوفلي لم يوجد له جرح وتعديل.
    والخلاصة : إن جعفر بن سليمان الرملي النوفلي مجهول حال.
    فائدة:
    ذكر العراقي في كتابه المذكور: جعفر بن سليمان النوفلي في هذا الموضع فقط وهو مقرون كما رأيت وموضعين لجعفر بن سليمان الضبعي.

    تنبيه ثان:
    حصل في بعض الطرق الضعيفة زيادة في المتن لم ترد في الطرق الأخرى فهي تعتبر شاذة :
    1. 1-زيادة ( وَتَوَفَّنِي فِي عِبَادِكَ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِك) في الطريق الثالث من الشواهد. فهي شاذة .
    2. 2-زيادة (اللَّهُمَّ أَغْنِنِي عَنِ الْفَقْرِ) في الطريق الثالث أيضا من الشواهد فهي شاذة أيضا إذ لم يرد ما يشهد لها.





    كتبه :
    أبو إسحاق عبد الناصر العلوي السعدي
    ليلة الأربعاء(13)/ جمادى الآخرة/1437هـ)
    في مدينة هرجيسا أرض الصومال المحروسة

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إسحاق عبد الناصر السعدي; الساعة 24-03-2016, 11:27 PM.

  • #2

    الطريق الثاني :
    أخرجه الطبراني أيضا في "مسند الشاميين " (3 / 319)رقم ( 2398 ) قال : حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني ثنا صفوان بن صالح ثنا الوليد ابن مسلم ثنا عبد الرحمن بن جابر عن عطاء الخراساني عن معاذ بن جبل : قال علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن كلمات ما في الأرض مسلم يدعو بهن وهو مكروب أو أسير أو غارم إلا قضى الله عنه احتبست عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما عن صلاة الجمعة فقال : ( يا معاذ ما منعك من صلاة الجمعة ) قلت يا رسول الله كان ليوحنا بن ماريا اليهودي على أوقية من تبر وكان على بابي يرصدني فأشفقت أن يحبسني دونك ويشغلني عن ضيعتي فقال ( أتحب يا معاذ أن يقضي الله دينك ) فقلت نعم فقال ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي منها ما تشاء وتمنع ما تشاء اقض ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهبا لأداه الله عنك ).
    وهذا الاسناد حسن

    قلت : بل الإسناد منقطع وإن كان ظاهره الحسن :
    فعطاء الخرساني : تابعي صغير وكان مولده سنة خمسين ومات سنة خمس وثلاثين ومائة بأريحا فحمل ودفن ببيت المقدس كما في "المجروحين" لابن حبان (2 / 130) ؛ وهو : "صدوق يهم كثيرا ويرسل ، ويدلس " كما قال الحافظ في " التقريب " .
    وقد نبهني أحد الإخوة الأفاضل الانقطاع الذي بين الخرساني ومعاذ رضي الله عنه ؛ فإنه لم يسمع من معاذ رضي الله عنه بل لم يسمع من أحد الصحابة إلا أنس كما في "تهذيب التهذيب " (7 / 192): (قال الطبراني لم يسمع من أحد من الصحابة إلا من أنس).

    تعليق

    يعمل...
    X