حديث: [ مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى ]
إنَّ الحَمدَ للهِ نحمَدهُ ونَسْتعِينهُ ونَسْتغفِرهُ ونَعُوذُ باللهِ منْ شُرورِ أنْفُسِنَا ومِن سَيِّئاتِ أعْمَالنَا ، منْ يَهْدهِ اللهُ فَلَا مُضلَّ لَهُ ومنْ يُضلِلْ فلَا هَادِيَ لَهُ، وأشْهدُ أنْ لَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريْكَ لَهُ ، وأشْهدُ أنَّ مُحمَّداً عَبدهُ ورسُولهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلى آلهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران :102] .
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء : 1] .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (*) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب : 70 ،71 ] .
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ علَيه وعلى آلهِ وسلَّم وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ .
ثم أما بعد:- فهذا جزء خاص بحديث [ مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى ] الخ وقد رأيت على كثير من المسلمين يستدلونه ويعتقدون فيه اعتقادا سئياً مخالفاً للكتاب والسنة وقد سألني أحد أخواننا طلاب العلم عن حال هذا الحديث فأجبته عن سؤاله راجيا من الله أن ينفع به كاتبه وقارئه والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
عن حسين بن علي ، رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « مَنْ وُلِدَ لَهُ مَوْلُودٌ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي الْيُسْرَى لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ » .
موضوع .
رواه ابن السني في عمل اليوم الليلة [622] وأبو يعلى [6780] ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق [57 /280] وابن عدي [7 /198] من طريق يحيى بن العلاء ، عن مروان بن سالم ، عن طلحة بن عبيد الله العقيلي ، عن حسين بن علي به .
يحيى بن العلاء هو البجلي أبو سلمة ويقال أبو عمرو الرازى ( ابن أخى شعيب بن خالد مدني الأصل كان ينزل بفورزاذ من الري ) .
قال أحمد: كذاب يضع الحديث وقال يحيى بن معين: ليس بثقة وقال أبو حاتم ، عن يحيى بن معين: ليس بشىء وقال عمرو بن علي ، والنسائي ، والدارقطني: متروك الحديث وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: غير مقنع وقال فى موضع آخر: شيخ واهي وقال أبو زرعة: في حديثه ضعف وقال أبو حاتم: سمعت أبا سلمة ضعف يحيى بن العلاء و كان قد سمع منه وقال فى موضع آخر: ليس بالقوي ، تكلم فيه وكيع وقال البخاري: تكلم فيه وكيع وغيره وقال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود : ضعفوه وقال فى موضع آخر: ضعيف وقال إسحاق بن منصور ، عن عبد الرزاق: سمعت وكيعا و ذكر يحيى بن العلاء ، فقال: كان يكذب ، حدث فى خلع النعلين نحو عشرين حديثا وقال أبو عقيل محمد بن حاجب المعروف بشاه ، عن عبد الرزاق : قلت لوكيع : ما تقول فى يحيى بن العلاء ؟ فقال: ما ترى ما كان أجمله ، ما كان أفصحه فقلت: ما تقول فيه ؟ قال: ما أقول فى رجل حدث بعشرة أحاديث فى خلع النعل إذا وضع الطعام ! وقال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ، لا يجوز الإحتجاج به وروى له أبو أحمد بن عدى أحاديث ثم قال: و له غير ما ذكرت ، و الذى ذكرت مع ما لم أذكره كله لا يتابع عليه ، وكلها غير محفوظة ، والضعف على رواياته و حديثه بين ، وأحاديثه موضوعات وقال يعقوب بن سفيان: يعرف وينكر وقال الساجي: منكر الحديث ، فيه ضعف وقال الدولابي: متروك فى الحديث وقال الحربي: غيره أوثق منه اهـ .
ومروان بن سالم هو الغفاري أبو عبد الله الشامي ثم الجزرى القرقساني مولى بني أمية ( قيل : إن أصله من دمشق ) .
قال أحمد وأبو جعفر العقيلي ، والنسائي: ليس بثقة وقال النسائي فى موضع آخر: متروك الحديث وقال البخاري ، ومسلم: منكر الحديث وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه ، فقال : منكر الحديث جدا ، ضعيف الحديث ، ليس له حديث قائم . قلت : يترك حديثه ؟ قال: لا ، بل يكتب حديثه وقال أبو عروبة الحراني: يضع الحديث وقال الحاكم أبو أحمد: حديثه ليس بالقائم وقال أبو أحمد بن عدي: عامة حديثه لا يتابعه الثقات عليه وقال الدارقطني: متروك الحديث ومما أنكر عليه: عن الأوزاعى ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن أبى هريرة: قال رجل: يا رسول الله ، أرأيت الرجل منا يذبح وينسى أن يسمى ؟ فقال : " اسم الله تعالى على كل مسلم " وعن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن ابن عباس مرفوعا: " إن آخر ما يجازى به العبد أن يغفر لمن شيع جنازته " وقال ابن حبان : يروي المناكير عن المشاهير ، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات ، فلما كثر ذلك فى روايته بطل الاحتجاج بأخباره وقال الساجي: كذاب ، يضع الحديث وقال العقيلى أيضا: أحاديثه مناكير وقال البغوي: منكر الحديث ، لا يحتج بروايته ، ولا يكتب أهل العلم حديثه إلا للمعرفة وقال أبو نعيم: منكر الحديث . اهـ .
وطلحة بن عبيد الله هو العقيلي .
قال الحافظ ابن حجر: مجهول .
عَنْ أَبِي رَافِعٍ رضي الله عَنْه قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَذَّنَ فِى أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاَةِ ".
ضعيف .
رواه أبو داود [5105] والترمذي [1514] وعبد الرزاق [7986] وأحمد [6 /9] والدينوري في المجالسة [3212] والطبراني في معجم الكبير [3 /43] والحاكم في المستدرك [4 /291] والبيهقي في السنن الكبرى [9 /305] وفي الشعب [11 /104] من طريق عَاصِم بْن عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ به .
عاصم بن عبيد الله هو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي العمري المدني ( ابن أخى حفص بن عاصم ) ضعيف .
قال البخاري: منكر الحديث
كتبه:
محمد ين إسماعيل بن إبراهيم الإسحاقي
في مركز التوحيد بمدنية هرجيسا من بلاد الصومال
في يوم الأربعاء الموافق
[١٦/ جمادى الآخر ١٤٣٥ هـ ]
[ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ]
محمد ين إسماعيل بن إبراهيم الإسحاقي
في مركز التوحيد بمدنية هرجيسا من بلاد الصومال
في يوم الأربعاء الموافق
[١٦/ جمادى الآخر ١٤٣٥ هـ ]
[ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ]