بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا تخرج لحديث (لو كان أسامة جارية لكسوتها ولحليتها حتى أنفقها)
أخرجه ابن ماجة في"سننه"(رقم1976)، وأحمد في"مسنده"(6/139)/ و ابن حبان في"صحيحه"(رقم7056)، وابن أبي شيبة في"مصنفه"(رقم 32972)،و أبي يعلى في"مسنده"(رقم4597)، والبيهقي في"الشعب"(رقم11017)، وابن سعد في "الطبقات"(ج4-61 و62) كلهم من طريق شريك عن العباس بن ذريح عن البَهيِّ عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَنَّ أُسَامَةَ عَثَرَ بِعَتَبَةِ الْبَابِ ، فَدَمِيَ . قَالَ : فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّهُ وَيَقُولُ : (((لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً ، لَحَلَّيْتُهَا ، وَلَكَسَوْتُهَا حَتَّى أُنْفِقَهَا))(1).
قلت: جميع رجاله ثقات إلا شريكاً ، وهو النخعي (صدوق يخطئ كثيراً ، تغير حفظه منذ وليَ القضاء بالكوفة) كما في"التقريب".
أما من أعله بعدم سماع البهي(وهو عبد الله مولى مصعب بن الزبير) من عائشة أخذًا بكلام الإمام أحمد في ذلك ، فإنه سئل :هل سمع البهي من عائشة فقال :ما أرى في هذا شيئاً إنما روى عن عروة .(2)
و لكن الحق مع من أثبت السماع لأمور هي:
فهذا تخرج لحديث (لو كان أسامة جارية لكسوتها ولحليتها حتى أنفقها)
أخرجه ابن ماجة في"سننه"(رقم1976)، وأحمد في"مسنده"(6/139)/ و ابن حبان في"صحيحه"(رقم7056)، وابن أبي شيبة في"مصنفه"(رقم 32972)،و أبي يعلى في"مسنده"(رقم4597)، والبيهقي في"الشعب"(رقم11017)، وابن سعد في "الطبقات"(ج4-61 و62) كلهم من طريق شريك عن العباس بن ذريح عن البَهيِّ عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَنَّ أُسَامَةَ عَثَرَ بِعَتَبَةِ الْبَابِ ، فَدَمِيَ . قَالَ : فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمُصُّهُ وَيَقُولُ : (((لَوْ كَانَ أُسَامَةُ جَارِيَةً ، لَحَلَّيْتُهَا ، وَلَكَسَوْتُهَا حَتَّى أُنْفِقَهَا))(1).
قلت: جميع رجاله ثقات إلا شريكاً ، وهو النخعي (صدوق يخطئ كثيراً ، تغير حفظه منذ وليَ القضاء بالكوفة) كما في"التقريب".
أما من أعله بعدم سماع البهي(وهو عبد الله مولى مصعب بن الزبير) من عائشة أخذًا بكلام الإمام أحمد في ذلك ، فإنه سئل :هل سمع البهي من عائشة فقال :ما أرى في هذا شيئاً إنما روى عن عروة .(2)
و لكن الحق مع من أثبت السماع لأمور هي:
1- إثبات البخاري في"تاريخه الكبير"(5/56) سماعه من عائشة رضي الله عنها .
2- إخراج مسلم له عن عائشة و هذا جرياً منه على قاعدته المعروفة-اشتراط المعاصرة مع إمكان اللقي- كما ذكر العلائي في"جامع التحصيل"(ص/218) .
3- تطبيقاً للقاعدة المعروفة عند المحدثيبن ( المثبت مقدم على النافي) .
أما قول الحافظ العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(رقم1885) بعد عزوه لأحمد : (إسناده صحيح) ، وهكذا-أيضاً- البوصيري في"مصباح الزجاجة" ، فهذا التصحيح متعقب بضعف شريك و قد نبه على هذا الإمام الألباني رخمه الله في "الصحيحة" (رقم1019) .
قلت : و لكن للحديث شاهدين يتقوى بهما :
الشاهد الأول : ما أخرجه أبو يعلى في"مسنده " (رقم4458)فقال : حدثنا زكريا بن يحي الواسطي ، حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن عائشة قالت : أمرني رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن أغسل وجه أسامة بن زيد يوماً ، و هو صبيٌّ قالت : و ما ولدت ، ولا أعرف كيف يغسل الصبيان قالت : فأخذه فأغسله غسلاً ليس بذلك . قالت :فأخذه فجعل يغسل وجهه و يقول : ((لقد أحسن بنا إذ لم تك جارية ، ولو كنت جارية لحليتك و أعطيتك )) .
قلت : و هذا سند ضعيف ، فيه ثلاث علل :
1/ مجالد و هو ابن سعيد الهمداني الكوفي (ليس بالقوي ، وتغير في آخر عمره) كما في "التقريب" .
2/ هشيم وهو بشير الواسطي (ثقة ثبت إلا أنه كثير التدليس والإرسال الخفي ، وقد عنعن .
3/ الشعبي عن عائشة مرسل كما ذكر ذلك ابن معين في "تاريخه"-برواية الدوري- (2/286) .
الشاهد الثاني : ما أخرجه ابن سعد في "طبقاته" (4/62) فقال : أخبرنا يحي بن عباد .حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال : حدثنا أبو السَفر قال : بينما رسول الله –صلى الله عليه وسلم- جالس هو و عائشة و أسامة عندهم إذ نظر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في وجه أسامة فضحك ، ثم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (لو أن أسامة جارية لحليتها و زينتها حتى أنفقها) .
قلت: و هذا صحيح مرسل . رجاله ثقات ، وأبو السفر هو سعيد بن يحمد الهمداني (ثقة ) روى عنه الجماعة . انظر" التقريب ".
فالحديث بمجموع هذه الطرق (حسن لغيره) . والله أعلم .
و قد ذكره الإمام الألباني في"الصحيحة" (رقم 1019) مقوياً له بهذه الطرق .
-----------------------------------------
(1) بهذا اللفظ عند أحمد . وعند ابن أبي شيبة وغيره بلفظ: (عَثَرَ أُسَامَةُ بِعَتَبَةِ الْبَابِ فَشُجَّ فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَمِيطِي عَنْهُ الأَذَى , فَقَذَرْتُهُ فَجَعَلَ يَمُصُّ الدَّمَ وَيَمُجُّهُ ، عَنْ وَجْهِهِ و (ويقول لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقته ) .
(2) انظر"جامع التحصيل" للعلائي(ص/218) .
و الحمد لله رب العالمين .
تعليق