إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة ضعيفة اشتهرت على الألسنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة ضعيفة اشتهرت على الألسنة

    قصة ضعيفة اشتهرت على الألسنة

    الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه ... أما بعد :
    ففي هذه الأيام نسمع كثيراً من الوعَّاظ ؛ يحدِّث بقصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مفادها : (( أن ثعلبة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله , ادعُ الله أن يرزقني مالاً ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :" ويحك ياثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " ، ثم عاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكرر الطلب فردَّهُ ، ثم عاد المرة الثالثة ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً :" اللهم ارزق ثعلبة مالاً ، اللهم ارزق ثعلبة مالاً ، فاتخذ غنماً فنمت كما ينمو الدود ، فكان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر ، ويصلي سائر الصلوات في غنمه ، ثم كثرت ونمت ، فتقاعد حتى صار لا يشهد الجمعة ، ثم كثرت ونمت فتقاعد ايضاً حتى كان لا يشهد جمعة ولا جماعة ، فلما أنزل الله آية الزكاة ؛ بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني سليم و رجلاً من بني جهينة ليأخذوا الزكاة من ثعلبة ، فأبى وقال : ما هذه إلا أُخت الجزية .
    فأنزل الله (( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ )) ,فجاء بعد ذلك ثعلبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعطيه الزكاة, فلم يقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات , ثم جاء ثعلبةُ إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فلم يقبلها ,ثم جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فلم يقبلها , ثم ولي عثمان رضي الله عنه فلم يقبلها , ومات في خلافة عثمان)) .
    هذه القصة التي يدندنبها كثيرٌ من الوعَّاظ , وهي لا تصح , وإليك تخريجها :
    أخرج هذه القصة ابن جرير الطبري والطبراني والواحدي كلهم من طريق معان بن رفاعة عن أبي عبد الملك علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه , ثم ذكروا القصة . وفي إسنادها معان والألهاني والقاسم وكلهم ضعفاء , بل منهم من كُذِّب .
    وللقصة طريق أخرى عند ابن جرير , لكنه عن ابن عباس أنها نزلت في ثعلبة بن أبي حاطب ((وهو غير ثعلبة بن حاطب )) إلا أنها مسلسلة بالعوفيين وهم ضعفاء , فهي ضعيفة جداً .
    ورويت أيضاً عن الحسن البصري عند الطبري , وهي مرسلة , ومراسيلهُ من أضعف المراسيل .
    وقد ضعف هذه القصة جَمْعٌ من العلماء , منهم :" ابن حزم , والبيهقي , والقرطبي , والذهبي , والعراقي , والهيثمي , والحافظ ابن حجر , والمناوي , والسيوطي ".
    ومن المعاصرين :" العلامة الألباني , وشيخنا مقبل الوادعي رحمهم الله أجمعين ".
    إضافة إلى ضعف سندها , ففي متنها نكارة , تتلخص بثلاثة أمور :
    أولاً: مخالفتها للقرآن الكريم , ولسنة الرسول صلى الله علية وسلم حيث جاء القرآن وجاءت السنة بقبول توبة التائب , مهما كان عمله , ما لم يغرغر , أو تطلع الشمس من مغربها , وتفيد هذه القصة , أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الثلاثة رضي الله عنهم , لم يقبلوا توبة ثعلبة بن حاطب رضي الله عنه .
    ثانياً: مخالفتها للأحاديث الثابتة , الواردة في مانع زكاة الإبل والماشية , حيث جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن مانع زكاة الإبل والماشية تؤخذ منه الزكاة , ويؤخذ منه شطر ماله .
    فقد أخرج أحمد وأبو داود والحاكم , كلهم من طريق بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" في كل سائمة إبل , في أربعين بنت لبون , ولا يفرق إبل عن حسابها , من أعطاها مؤتجراً فله أجرها , ومن منعها فإنا آخذوها , وشطر ماله , عزمة من عزمات ربنا عز وجل , ليس لآل محمد منها شيء ". حسنه الشيخ الألباني في الإرواء (3 / 263) , وانظر " قصص لا تثبيت " ليوسف العتيق (1/ 43ـ 49) .
    ثالثاً: قال ابن حزم (معلقاً على هذه القصة) :" وهذا باطل بلا شك لأن الله تعالى أمر بقبض زكاة أموال المسلمين, أمر عليه السلام عند موته ألاَّ يبقى في جزيرة العرب دينان , فلا يخلو ثعلبة من أن يكون مسلماً ففرضٌ على أبي بكر , وعمر قبض زكاته ولابد , ولا فسحة في ذلك , وإن كان كافراً ففرضٌ أن لا يقرّ في جزيرة العرب , فسقط هذا الأثر بلا شك " ا هـ " المحلى " (12/ 137) مسألة رقم (2203) , وللمزيد راجع مقدمة " الصحيح المسند من أسباب النزول " لشيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ص (11 ـ 12) .

    أبوعمار ياسر العدني
    نزيل : حضرموت - المكلا

  • #2
    جزاك الله خيرا يا شيخنا على هذه المشاركة و خصوصا فيما يتعلق بقصص اشتهرت على الالسن و هي واهية، فياحبذا لو تواصل في سلسلة تظهر فيها ضعف هذه القصص و التي يطير بها الحزبيون من اخوان مسلمين و غيرهم.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا.
      شيخنا ابا عمار وفقك الله واعانك علي دعوتك في المكلا.
      واسأل الله أن يرد اليك مسجدك بعدما سلبه منك اوباش الفرقة الجديدة ابناء مرعي بن بريك واذنابهم.
      هل يمكنم ان تتحفتونا بقصتكم مع هذه الفرقة الرديئة وكيف اخذوا منك مسجدك ليعرف من لم يعرف حقيقتهم ومكرهم وخصوصا عندنا هنا في السعودية.
      وفقك الله.
      التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 16-03-2009, 09:52 AM.

      تعليق

      يعمل...
      X