إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأحاديث المسماة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    تابع الأحاديث المسماة

    101- حديث طالب العلم والمحترف:
    - (صحيح) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف فشكا المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" لعلك ترزق به" ([1]).

    102- حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار:
    - (ق) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى أووا المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعو الله بصالح أعمالكم فقال: رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي في طلب شيء يوما فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت لهما غبوقهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفرجت شيئا لا يستطيعون الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخر: اللهم كانت لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأدرتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت: لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها قال النبي صلى الله عليه وسلم وقال: الثالث اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله أد إلي أجري فقلت له: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي فقلت: إني لا أستهزئ بك فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون" ([2]).

    103- حديث تكليم الرب عز وجل عبده ليس بينه وبينه ترجمان:
    - (ق) عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بين الله وبينه ترجمان ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة" ([3]).

    104- حديث قصة الثلاثة الذين خُلفوا:
    - (ق) عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال:لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنه إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ - يريد بذلك الديوان - قال كعب: فقل رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا وأقول في نفسي: أنا قادر على ذلك إذا أردت فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت أن أرتحل فأدركهم - فيا ليتني فعلت - ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوكا فقال وهو جالس في القوم بتبوك:" ما فعل كعب بن مالك؟" قال رجل من بني سلمة: يا رسول الله حبسه براده والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل: بئس ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كن أبا خيثمة" فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق بصاع التمر حين لمزه المنافقون. فقال كعب بن مالك: فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي فطفقت أتذكر الكذب وأقول: بم أخرج من سخطه غدا؟ وأستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي فلما قيل لي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما زاح عني الباطل حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدا فأجمعت صدقة وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله حتى جئت فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال:" تعال" فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال لي:" ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟" قال: قلت: يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك" فقمت وثار رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي: والله ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك. قال: فو الله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي قال: ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي من أحد؟ قالوا: نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك. قال: قلت: من هما؟ قالوا مرارة بن ربيعة العامري وهلال بن أمية الواقفي قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة قال: فمضيت حين ذكروهما لي، قال: ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه قال: فاجتنبنا الناس، وقال: تغيروا لنا حتى تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت أخرج فأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ ثم أصلي قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي وإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فو الله ما رد علي السلام فقلت له: يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمن أني أحب الله رسوله؟ قال: فسكت فعدت فناشدته فسكت فعدت فنا شدته فقال: الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار فبينا أنا أمشي في سوق المدينة إذا نبطي من نبط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك؟ قال: فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فقرأته فإذا فيه: أما بعد: فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك قال: فقلت: حين قرأتها وهذه أيضا من البلاء فتياممت بها التنور فسجرتها بها حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك قال: فقلت: أطلقها أم ماذا أفعل؟ قال: لا بل اعتزلها فلا تقربنها. قال: فأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك، قال: فقلت: لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، قال: فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه؟ قال:" لا ولكن لا يقربنك" فقالت: إنه والله ما به حركة إلى شئ ووالله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا، قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك؟ فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه، قال: فقلت: لا استأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب. قال: فلبثت بذلك عشر ليال فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهي عن كلامنا، قال: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عز وجل منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر، قال: فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج، قال: فآذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم قبلي وأوفى الجبل فكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة ويقولون: لتهنئك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله الناس فقام طلحة بن عبيدالله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجل من المهاجرين غيره قال: فكان كعب لا ينساها لطلحة، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول:" أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك" قال: فقلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ فقال:" لا بل من عند الله" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعة قمر قال: وكنا نعرف ذلك، قال: فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أمسك بعض مالك فهو خير لك" قال: فقلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، قال: وقلت: يا رسول الله إن الله إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت قال: فو الله ما علمت أن أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا أحسن مما أبلاني الله به والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي، قال: فأنزل الله عز وجل:} لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم ... وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم { حتى بلغ } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين { ([4]).

    105- حديث قصة مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم ركانة:
    - (خبر المصارعة حسن) عن ركانة رضي الله عنه أنه صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم قال ركانة وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس" ([5]).

    106- حديث قصة إسلام ضماد رضي الله عنه:
    - (م) عن ابن عباس رضي الله عنهما أن ضمادا قدم مكة كان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون: إن محمدا مجنون فقال: لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدي قال: فلقيه فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على يدي من يشاء فهل لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد" قال: فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات قال: فقال: لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلمات هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام قال: فبايعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وعلى قومك" قال: وعلى قومي قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا؟ فقال رجل من القوم: أصبت منهم مطهرة فقال:" ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد" ([6]).

    107- حديث قصة ماعز والغامدية:
    - (م) عن بريدة رضي الله عنه: جاء ماعز بن مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله طهرني فقال:" ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه" قال: فرجع غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله طهرني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه" قال: فرجع غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله طهرني فقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فيم أطهرك؟" فقال: من الزنى فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أبه جنون؟" فأخبر أنه ليس بمجنون فقال:" أشرب خمرا؟" فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أزنيت؟" فقال: نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول: لقد هلك لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثم قال: اقتلني بالحجارة قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال:" استغفروا لماعز بن مالك" قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم".
    قال: ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد فقالت: يا رسول الله طهرني فقال:" ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه" فقالت: أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك قال:" وما ذاك؟" قالت: إنها حبلى من الزنى فقال:" آنت؟" قالت: نعم فقال لها:" حتى تضعي ما في بطنك" قال: فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد وضعت الغامدية فقال:" إذا لا نرجمها وندع لها ولدها صغيرا ليس له من يرضعه" فقام رجل من الأنصار فقال: إلى رضاعه يا نبي الله قال فرجمها ([7]).

    108- حديث الحجر الأسود وأنه من الجنة وأنه أبيض سودته خطايا بني آدم:
    - (صحيح) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من الثلج فسودته خطايا بني آدم" ([8]).

    109- حديث ماء زمزم لما شرب له:
    - (حسن لغيره) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ" ([9]).

    110- حديث حمامتي الغار:
    - (منكر) عن أبي مصعب المكي قال: أدركت زيد بن أرقم والمغيرة بن شعبة وأنس بن مالك م يحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان ليلة بات في الغار أمر الله تبارك وتعالى شجرة فنبتت في وجه الغار فسترت وجه النبي صلى الله علي وأمر الله تبارك وتعالى العنكبوت فنسجت على وجه الغار وأمر الله جل وعز حمامتين وحشيتين فوقعتا بغم الغار وأتى المشركون من كل بطن حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر أربعين ذراعا معهم فسيهم وعصيهم تقدم رجل منهم فنظر في الحمامتين فرجع فقال لأصحابه: ليس في الغار شيء رأيت حمامتين على فم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد فسمع قوله النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله تبارك وتعالى قد درأ بهما عنه فشمت عليهما وفرض جزاءهما واتخذت في حرم الله يفرخن.أحسبه قال: فأصل كل حمام في الحرم من فراخها ([10]).

    111- حديث نسج العنكبوت:
    - (ضعيف) عن بن عباس رضي الله عنهما في قوله:" وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا..." [الأنفال: 30] قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم بل اقتلوه وقال بعضهم بل أخرجوه فاطلع الله عز وجل نبيه على ذلك فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال ([11]).

    112- حديث أحب البلاد إلى الله عز وجل وأبغضها:
    - (م) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها" ([12]).

    113- حديث أحب البلاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    - (صحيح) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة:" ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك" ([13]).


    [1] - ت (2345) ك (320) هداية الرواة (5238) الصحيحة (2769).

    [2] - خ (3465) م (2743) صحيح الترغيب (1و2408).

    [3] - خ (6539) م (1016) ت (2415) جه (185 و 1843) حم (4/256) صحيح الترغيب (863) هداية الرواة (5484) ظلال الجنة (606).

    [4] - خ (4418) م (2769) د (2202 و 4600) صحيح الترغيب (2924) تخريج فقه السيرة ص410.

    [5] - د (4078) ت (1784) ك (5903) صحيح السيرة ص217، الإرواء ( 5/329) الضعيفة (13/176/6072).

    [6] - م (868) حم (1/302) هق (3/214) طب (8147) هداية الرواة (5801) صحيح السيرة ص132.


    [7] - م (1695) د (4433 و 4442) حم (5/347) ك (8082 و 8083) هق (6/83) طس (4843) الإرواء (2322).

    [8] - حم (1/307) خز (2733) طب (11/453/12285) ن (2935) مختصرا، صحيح الجامع (4449).

    [9] - جه (3062) حم (3/3657و372) صحيح الترغيب (1165) الصحيحة (883) الإرواء (1123).

    [10] - ابن سعد ( 1/228 - 229 ) البزار (4344) طب (1082) والعقيلي ( 346 ) وأبو نعيم في " الدلائل " ( 2/111 ) وكذا هق ( 2/481 - 482 ) الضعيفة (1128).

    [11] - حم (1/348) تخريج فقه السيرة ص163، هداية الرواة (5877) الضعيفة (3/339).

    [12] - م (671) صحيح الترغيب (324) الثمر المستطاب (1/497).

    [13] - ت (3926) ك (1787) حب (1026) هداية الرواة (2656).

    تعليق


    • #17
      تابع

      سادسا: عجائب المخلوقات


      114- حديث قصة أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان:
      - (خ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني محتاج وعلي دين وعيال ولي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟" قال: قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله. قال:" أما إنه قد كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنه سيعود" فرصدته فجاء يحثو الطعام وذكر الحديث إلى أن قال: فأخذته يعني في الثالثة فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي } الله لا إله إلا هو الحي القيوم { حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال:" ما هي" قلت: قال: لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية } الله لا إله إلا هو الحي القيوم { وقال: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير- فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة" قال: لا قال:" ذاك الشيطان" ([1]).

      115- حديث قصة أبي رضي الله عنه مع الجني:
      - (صحيح) عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان له جرن من تمر فكان ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم فسلم عليه فرد عليه السلام فقال: ما أنت جني أم إنسي؟ قال: جني. قال: فناولني يدك فناوله يده فإذا يده يد كلب وشعره شعر كلب، قال: هذا خلق الجن؟ قال: قد علمت الجن أن ما فيهم رجل أشد مني. قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحب الصدقة فجئنا نصيب من طعامك. قال: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة } الله لا إله إلا هو الحي القيوم { من قالها حين يمسي أجير منها حتى يصبح ومن قالها حين يصبح أجير منا حتى يمسي فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال:" صدق الخبيث" ([2]).

      116- حديث الذين تكلموا في المهد:
      - (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى ابن مريم وصاحب جريج وكان جريج رجلا عابدا فاتخذ صومعة فكان فيها فأتته أمه وهو يصلي فقالت يا جريج فقال: يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت: يا جريج فقال: يا رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت فلما كان من الغد أتته وهو يصلي فقالت: يا جريج فقال: أي رب أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم قال: فتعرضت له فلم يلتفت إليها فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها فوقع عليها فحملت فلما ولدت قالت هو من جريج فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته وجعلوا يضربونه فقال ما شأنكم؟ قالوا زنيت بهذه البغي فولدت منك فقال: أين الصبي؟ فجاءوا به فقال دعوني حتى أصلي فصلى فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غلام من أبوك؟ قال فلان الراعي قال: فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به وقالوا نبني لك صومعتك من ذهب قال لا أعيدوها من طين كما كانت ففعلوا وبينا صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة وشارة حسنة فقالت أمه: اللهم اجعل ابني مثل هذا فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال: اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع قال: فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه فجعل يمصها قال: ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون: زنيت سرقت وهي تقول: حسبي الله ونعم الوكيل فقالت: أمه اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع ونظر إليها فقال: اللهم اجعلني مثلها فهناك تراجعا الحديث فقالت: حلقى مر رجل حسن الهيئة فقلت: اللهم اجعل ابني مثله فقلت: اللهم لا تجعلني مثله ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون: زنيت سرقت فقلت: اللهم لا تجعل ابني مثلها فقلت: اللهم اجعلني مثلها قال إن ذاك الرجل كان جبارا فقلت: اللهم لا تجعلني مثله وإن هذه يقولون لها: زنيت ولم تزن وسرقت ولم تسرق فقلت: اللهم اجعلني مثلها" ([3]).

      117- حديث أطيط العرش:
      - (ضعيف) عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاع العيال ونهكت الأبدان وهلكت الأموال فاستسق الله لنا فإنا نستشفع بك على الله تبارك وتعالى ونستشفع بالله عليك! قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ويحك تدري ما تقول؟!" فسبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه فقال:" ويحك لا تستشفع بالله على أحد من خلقه فإن شأن الله تعالى أعظم من ذلك ويحك تدري ما الله؟ إن عرشه على سمواته وأرضيه لهكذا مثل القبة وإنه ليأط أطيط الرجل بالراكب" ([4]).

      118- أطيط السماء:
      - (صحيح) عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه إذ قال لهم:" أتسمعون ما أسمع؟" قالوا: ما نسمع من شيء، قال:" إني لأسمع أطيط السماء و ما تلام أن تئط وما فيها موضع شبر إلا و عليه ملك ساجد أو قائم" ([5]).

      119- حديث قصة إقامة القرود حد الزنا:
      - (خ) عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال: رأيت في الجاهلية قردة اجتمع قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم ([6]).

      120- حديث منكر ونكير:
      - (حسن) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر و الآخر: النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك. و إن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون، فقلت: مثله، لا أدري، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقال للأرض التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك" ([7]).


      [1] - خ (2311) صحيح الترغيب (610).

      [2] - ن (960) طب (541) بإسناد جيد واللفظ له ك (1/562) صحيح الترغيب (662): وما تحته خط : زيادة شاذة، انظر صحيح الموارد (1440) الصحيحة (3245).

      [3] - خ (1206) م (2550) صحيح الجامع (5199) مختصر م (1755).

      [4] - تخريج الطحاوية (295) ظلال الجنة (574-576).

      [5] - الطحاوي في " مشكل الآثار" (2/43) طب (1/153/1) الصحيحة (852).

      [6] - خ (3849).

      [7] - ت (1071) صحيح الترغيب (3560) ظلال الجنة (864) الصحيحة (1391).

      تعليق


      • #18
        تابع

        121- حديث الأوعال:
        - (ضعيف) عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه زعم أنه كان جالسا بالبطحاء في عصابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فيهم إذا مرت عليهم سحابة فنظروا إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هل تدرون ما اسم هذه" قالوا: نعم هذا السحاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والمزن" قالوا: والمزن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والعنان" ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والمزن" قالوا: والمزن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تدرون بعدما بين السماء والأرض" قالوا: لا والله ما ندري. قال:" فإن بعد ما بينهما إما واحد وإما اثنين وإما ثلاث وسبعين سنة والسماء التي فوقها كذلك حتى عد سبع سموات كذلك ثم فوق السماء السابعة نهر بين أعلاه وأسفله ما بين السماء إلى السماء ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن ما بين سماء إلى سماء ثم فوق ذلك ثمانية أو عال بين أظلافهن وركبهن ما بين السماء إلى سماء ثم فوق ظهورهن العرش بين أسفله وأعلاه ما بين سماء إلى سماء والله تبارك وتعالى فوق ذلك" ([1]).

        122- حديث قصة الغرانيق:
        - (ضعيف جداً) عن محمد بن فضالة الظفري والمطلب بن عبد الله بن حنطب قالا: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه كفا عنه فجلس خاليا فتمنى فقال:" ليته لا ينزل علي شيء ينفرهم عني" وقارب رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ودنا منهم ودنوا منه فجلس يوما مجلسا في ناد من تلك الأندية حول الكعبة فقرأ عليهم { والنجم إذا هوى } حتى إذا بلغ :{ أفرأيتم اللات والعزى } ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان كلمتين على لسانه:" تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى" فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهما ثم مضى فقرأ السورة كلها وسجد وسجد القوم جميعا ورفع الوليد بن المغيرة ترابا إلى جبهته فسجد عليه وكان شيخا كبيرا لا يقدر على السجود ويقال: إن أبا أحيحة سعيد بن العاص أخذ ترابا فسجد عليه رفعه إلى جبهته وكان شيخا كبيرا فبعض الناس يقول: إنما الذي رفع التراب الوليد وبعضهم يقول: أبو أحيحة وبعضهم يقول: كلاهما جميعا فعل ذلك. فرضوا بما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده وأما إذ جعلت لها نصيبا فنحن معك فكبر ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولهم حتى جلس في البيت فلما أمسى أتاه جبريل عليه السلام فعرض عليه السورة فقال جبريل:" جئتك بهاتين الكلمتين؟" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قلت على الله ما لم يقل" فأوحى الله إليه:" وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِي عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) إِذاً لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75)" ([2]).

        123- حديث قصة العراجين:
        - (...) عن أبي سلمة قال كان أبو هريرة رضي الله عنه يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال:" إن في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو في صلاة يسأل الله خيرا إلا آتاه إياه" قال: وقللها أبو هريرة بيده قال: فلما توفي أبو هريرة قلت: والله لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أن يكون عنده منها علم فأتيته فأجده يقوم عراجين فقلت: يا أبا سعيد ما هذه العراجين التي أراك تقوم؟ قال: هذه عراجين جعل الله لنا فيها بركة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبها ويتخصر بها فكنا نقومها ونأتيه بها فرأى بصاقا في قبلة المسجد وفي يده عرجون من تلك العراجين فحكه وقال:" إذا كان أحدكم في صلاته فلا يبصق أمامه فإن ربه أمامه وليبصق عن يساره أو تحت قدمه فإن لم" قال سريج:" لم يجد مبصقا ففي ثوبه أو نعله" قال: ثم هاجت السماء من تلك الليلة فلما خرج النبي صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة برقت برقة فرأى قتادة بن النعمان فقال:" ما السرى يا قتادة" قال: علمت يا رسول الله أن شاهد الصلاة قليل فأحببت أن أشهدها قال:" فإذا صليت فأثبت حتى أمر بك" فلما انصرف أعطاه العرجون وقال:" خذ هذا فسيضيء أمامك عشرا وخلفك عشرا فإذا دخلت البيت وتراءيت سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل أن يتكلم فإنه شيطان" قال: ففعل فنحن نحب هذه العراجين لذلك قال: قلت: يا أبا سعيد إن أبا هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فهل عندك منها علم فقال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال:" إني كنت قد أعلمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر" قال ثم خرجت من عنده فدخلت على عبد الله بن سلام ([3]).

        124- حديث قصة هاروت وماروت:
        - (ضعيف) عن عبد الله بن عمر م أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أي رب } أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟ قال:} إني أعلم ما لا تعلمون { قالوا: ربنا نحن أطوع لك من بني آدم، قال الله تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة، حتى يهبط بهما الأرض، فننظر كيف يعملان؟ قالوا: ربنا! هاروت وماروت، فأهبطا إلى الأرض، ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت: لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك، فقالا: والله لا نشرك بالله، فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها قالت: لا والله حتى تقتلا هذا الصبي، فقالا: والله لا نقتله أبدا، فذهبت ثم رجعت بقدح خمر، فسألاها نفسها، قالت: لا والله حتى تشربا هذا الخمر، فشربا فسكرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبى، فلما أفاقا، قالت المرأة: والله ما تركتما شيئا مما أبيتما علي إلا قد فعلتما حين سكرتما، فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا" ([4]).

        125- حديث خرافة:
        - (ضعيف جدا) عن انس بن مالك رضي الله عنه قال: اجتمع الى النبي صلى الله عليه وسلم نساؤه قال: فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله فقالت إحداهن: كان هذا حديث خرافة فقال:" أتدرين ما حديث خرافة" قالت: لا. قال:" إن خرافة كان رجلا من بني عذرة فأصابته الجن فكان فيهم جنيا ثم رجع إلى الإنس فكان يحدث بأشياء تكون في الجن وبعجائب لا تكون في الإنس فحدث إن رجلا من الجن كانت له أم فأمرته أمه أن يتزوج فقال: إني أخشى أن يدخل عليك من ذلك مشقة أو بعض ما تكرهين فلم تدعه حتى زوجته امرأة لها أم فكان يقسم لامرأته ليلة ولأمه ليلة عند هذه ليلة وعند هذه ليلة فكان ليلة عند امرأته فكان عندها وأمه وحدها قال: فسلم عليها السلام قال: فردت السلام فقال: هل من مبيت قالت: نعم قال: فهل من عشاء قالت: نعم قال: فهل من محدث يحدثنا قالت: نعم أرسل إلي ابني فيحدثكم قال: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك قالت: هذه ابل وغنم قال: أحدهما لصاحبه اعط متمنيا ما تمنى قال: فأصبحت وقد ملئت دارها غنما وإبلا قال: فرأت ابنها خبيث النفس فقالت: ما شأنك لعل امرأتك كلمتك أن تحولها إلى منزلي أو تحولني إلى منزلها قال: نعم قالت: فحولني إلى منزلها قال: فتحولت إلى منزل امراته وتحولت امرأته إلى منزل أمه قال فلبثا حينا ثم إنه جاء إلى امرأته والرجل عند أمه قال: فسلم فردت السلام قال: هل من مبيت قالت: لا قال: وهل من عشاء قالت: لا قال: وهل من إنسان يحدثنا قالت: لا قال: فما هذه الخشفة التي نسمعها في دارك فقالت: هذه سباع قال: فقال: أحدهما لصاحبه اللهم اعط متمنيا ما تمنى وإن كان شرا قالظ: فملئت دارها سباعا فأصبحت قد أكلتها" ([5]).


        [1] - ظلال الجنة (577- 578) الضعيفة (1247).

        [2] - ابن سعد في " الطبقات " ( ج 1 ق 1 ص 137 ):قال الألباني: وهذا إسناد ضعيف جدا.
        نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق، منزلة السنة ص15، تخريج فقه السيرة ص112.
        [3] - حم (3/65) والبزار (1/296- 297) مطولاً؛ فيه قصة العراجين، والنهي عن البصق أمامه، ونسيان ساعة الجمعة، وقد أخرج شيئاً منه ابن خزيمة (881 و1741)، والحاكم (1/ 279)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وهو كما قالا؛ لولا أن فليحاً هذا فيه كلام من جهة حفظه، ولذلك لم يزد الذهبي في ((الكاشف )) على قوله فيه: قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي. وقال الحافظ: صدوق كثير الخطأ.
        وقد تفرد- فيما علمت- بجملة نسيانه r لساعة الإجابة يوم الجمعة، ولذلك كنت خرجتها في "الضعيفة" (1177) الصحيحة (3036).
        [4] - الضعيفة (170): باطل مرفوعا، أخرجه ابن حبان ( 717 ـ موارد ) وأحمد ( 2 / 134 ورقم 6178 - طبع شاكر ) وعبد بن حميد في " المنتخب " ( ق 86 / 1 ) وابن أبي الدنيا في " العقوبات " ( ق 75 / 2 ) والبزار ( 2938 ـ الكشف ) وابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( 651 )... ال الحافظ ابن كثير : وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر عن كعب الأحبار، لا عن النبي r.
        وقد رويت فتنة الملكين في أحاديث أنظر الضعيفة ( 910 و912 و913 ).
        منزلة السنة ص15، التنكيل (2/310) ض الموارد (209).
        [5] - حم (6/157) ابن أبي الدنيا في " ذم البغي " ( 34 / 1 - 2 ) قال ابن الجوزي في العلل المنتاهية (48): هذا حديث لا يصح، وقال الألباني في " السلسلة الضعيفة (1712 و 1713): ضعيف جدا. مختصر الشمائل (214).

        تعليق


        • #19
          تابع

          سابعا: الفتن وعلامات الساعة والقيامة



          126- حديث الفتون:
          - (...) عن سعيد بن جبير قال: سألت عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن قول الله عز وجل لموسى عليه السلام:" وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً" [طه:40] فسألته عن الفتون ما هو؟ قال: استأنف النهار يا ابن جبير فأن لها حديثا طويلا فلما أصبحت غدوت على ابن عباس لأنتجز منه ما وعدني من حديث الفتون فقال: تذاكر فرعون وجلساؤه ما كان الله عز وجل وعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا قال بعضهم: إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون فيه وكانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب عليهما السلام فلما هلك قالوا ليس هكذا كان وعد إبراهيم عليه السلام فقال فرعون: فكيف ترون فائتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالا معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودا ذكرا إلا ذبحوه ففعلوا ذلك فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم والصغار يذبحون قالوا: توشكون أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا أن تباشروا من الأعمال والخدمة الذي كانوا يكفونكم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر فيقل نباتهم ودعوا عاما فلا تقتلوا منهم أحدا فينشأ الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم فتخافوا مكاثرتهم إياكم ولن يفنوا بمن تقتلون وتحتاجون إليهم فأجمعوا أمرهم على ذلك فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يذبح فيه الغلمان فولدته علانية آمنة فلما كان من قابل حملت بموسى فوقع في قلبها الهم والحزن وذلك من الفتون يا ابن جبير ما دخل عليه في بطن أمه مما يراد به فأوحى الله جل ذكره إليها:" وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ" [القصص:7] فأمرها إذا ولدت أن تجعله في تابوت وتلقيه في اليم فلما ولدت فعلت ذلك فلما توارى عنها ابنها أتاها الشيطان فقالت في نفسها: ما فعلت بابني لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلي أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه فانتهى الماء به حتى أوفي به عند فرضه مستقى جواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن التابوت فقال بعضهن: إن في هذا مالا وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه فحملنه كهيئته لم يخرجن منه شيئا حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت فيه غلاما فألقي عليها منه محبة لم يلق منها على أحد قط وأصبح فؤاد أم موسى فارغا من ذكر كل شيء إلا من ذكر موسى فلما سمع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير فقالت لهم: أقروه فإن هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتى آتي فرعون فأستوهبه منه فإن وهبه لي كنتم قد أحسنتم وأجملتم وإن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت فرعون فقالت:" قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ" [القصص:9] فقال: فرعون يكون لك فأما لي فلا حاجة لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها ولكن الله حرمه ذلك" فأرسلت إلى من حولها إلى كل امرأة لها لبن تختار له ظئرا فجعل كلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل على ثديها حتى أشفقت امرأة فرعون أن يمتنع من اللبن فيموت فأحزنها ذلك فأمرت به فأخرج إلى السوق ومجمع الناس ترجو أن تجد له ظئرا تأخذه منها فلم يقبل فأصبحت أم موسى والها فقالت لأخته: قصي أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا أحي ابني أم أكلته الدواب ونسيت ما كان الله وعدها فيه فبصرت به أخته عن جنب والجنب أن يسو بصر الإنسان إلى الشيء البعيد وهو إلى ناحية لا يشعر به فقالت من الفرح حين أعياهم الظؤورات: أنا أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون فأخذوها فقالوا: ما يدريك ما نصحهم هل تعرفونه حتى شكوا في ذلك وذلك من الفتون يا ابن جبير فقالت: نصيحتهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في صهر الملك ورجاء منفعة الملك فأرسلوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر فجاءت أمه فلما وضعته في حجرها ثوى إلى ثديها فمصه حتى امتلأ جنباه ريا وانطلق البشراء إلى امرأة فرعون يبشرونها أن قد وجدنا لابنك ظئرا فأرسلت إليها فأتت بها وبه فلما رأت ما يصنع قالت: امكثي ترضعي ابني هذا فإني لم أحب شيئا حبه قط قالت أم موسى: لا أستطيع أن أدع بيتي وولدي فيضيع فإن طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيتي فيكون معي لا آلوه خيرا فعلتُ فإني غير تاركة بيتي وولدي وذكرت أم موسى ما كان الله وعده فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت أن الله منجز موعوده فرجعت إلى بيتها من يومها فأنبته الله نباتا حسنا وحفظ لما قد قضى فيه فلم يزل بنو إسرائيل وهم في ناحية القرية ممتنعين من السخرة والظلم ما كان فيهم فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لأم موسى: أزيريني ابني، فوعدتها يوما تزيرها إياه فيه وقالت امرأة فرعون لخازنها وظؤورها وقهارمتها: لا يبقين أحد منكم إلا استقبل ابني اليوم بهدية وكرامة لأرى ذلك فيه وأنا باعثه أمينا يحصي كل ما يصنع كل إنسان منكم فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى أن دخل على امرأة فرعون فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به ونحلت أمه بحسن أثرها عليه ثم قالت: لآتين فرعون فلينحلنه وليكرمنه فلما دخلت به عليه جعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض، قال الغواة من أعداء الله لفرعون: ألا ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه إنه زعم أن يربك ويعلوك ويصرعك فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير بعد كل بلاء ابتلى به وأريد به فتونا فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت: ما بدا لك في هذا الغلام الذي وهبته لي، فقال: ألا ترينه إنه يزعم سيصرعني ويعلوني، قالت: اجعل بيني وبينك أمرا يعرف فيه الحق ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليه فإن بطش باللؤلؤ واجتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو يعقل، فقرب ذلك إليه فتناول الجمرتين فنزعوهما منه مخافة أن يحرقا يديه، فقالت المرأة: ألا ترى فصرفه الله عنه بعد ما كان قد هم به وكان الله بالغا فيه أمره فلما بلغ أشده وكان من الرجال لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم ولا سخرة امتنعوا كل الامتناع فبينما موسى عليه السلام يمشي في ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعوني والآخر إسرائيلي فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فغضب موسى عليه السلام غضبا شديدا لأنه تناوله وهو يعلم منزله من بني إسرائيل وحفظه لهم لا يعلم الناس إلا أنما ذلك من الرضاع إلا أم موسى إلا أن يكون الله سبحانه أطلع موسى عليه السلام من ذلك على ما لم يطلع عليه غيره ووكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما أحد إلا الله عز وجل والإسرائيلي فقال موسى حين قتل الرجل:" هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ" [القصص:15] ثم قال:{ رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم فأصبح في المدينة خائفا يترقب} الأخبار فأتي فرعون فقيل له: إن بني إسرائيل قتلوا رجلا من آل فرعون فخذ لنا بحقك ولا ترخص لهم فقال: ابغوني قاتله من شهد عليه فإن الملك وإن كان صفوه مع قومه لا يستقيم له أن يقيد بغير بينة ولا ثبت فاطلبوا لي علم ذلك آخذ لكم بحقكم فبينما هم يطوفون لا يجدون ثبتا إذا موسى من الغد قد رأى ذلك الإسرائيلي يقاتل رجلا من آل فرعون آخر فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فصادف موسى قد ندم على ما كان منه وكره الذي رأى فغضب الإسرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعوني فقال للإسرائيلي لما فعل أمس واليوم:{ إنك لغوي مبين} فنظر الإسرائيلي إلى موسى عليه السلام بعدما قال له ما قال فإذ هو غضبان كغضبه بالأمس الذي قتل فيه الفرعوني فخاف أن يكون بعدما قال له:{ إنك لغوي مبين} أن يكون إياه أراد ولم يكن أراده وإنما أراد الفرعوني فخاف الإسرائيلي وقال:{ يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس} وإنما قال له مخافة أن يكون إياه أراد موسى ليقتله فتتاركا وانطلق الفرعوني فأخبرهم بما سمع من الإسرائيلي من الخبر حين يقول:{ أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس} فأرسل فرعون الذباحين ليقتلوا موسى فأخذ رسل فرعون الطريق الأعظم يمشون على هيئتهم يطلبون موسى وهم لا يخافون أن يفوتهم فجاء رجل من شيعة موسى من أقصى المدينة فاختصر طريقا حتى سبقهم إلى موسى فأخبره الخبر وذلك من الفتون يا ابن جبير فخرج موسى متوجها نحو مدين لم يلق بلاء قبل ذلك وليس له علم إلا حسن ظنه بربه تعالى فإنه قال:{عسى ربي أن يهديني سواء السبيل ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان} يعني بذلك حابستين عنهما فقال لهما: ما خطبكما معتزلتين لا تسقيان مع الناس فقالتا: ليس لنا قوة نزاحم القوم وإنما ننتظر فضول حياضهم فسقى لهما فجعل يغترف في الدلو ماء كثيرا حتى كان أول الرعاء وانصرفتا بغنمها إلى أبيهما وانصرف موسى علبه السلام فاستظل بشجرة وقال:{ رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير} واستنكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حفلا بطانا فقال: إن لكما اليوم لشأنا فأخبرنه بما صنع موسى فأمر إحداهما أن تدعوه فأتت موسى فدعته فلما كلمه قال:{ لا تخف نجوت من القوم الظالمين} ليس لفرعون ولا لقومه علينا سلطان ولسنا في مملكته فقالت إحداهما:{ يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} فاحتملته الغيرة على أن قال لها: ما يدريك ما قوته وما أمانته قالت: أما قوته فما رأيت منه في الدلو حين سقى لنا لم أر رجلا قط أقوى في ذلك السقي منه، وأما الأمانة فإنه نظر إلى حين أقبلت إليه وشخصت له فلما علم أني امرأة صوب رأسه فلم يرفعه حتى بلغته رسالتك ثم قال لي: امشي خلفي وانعتي لي الطريق فلم يفعل هذا الأمر إلا وهو أمين فسري عن أبيها وصدقها وظن به الذي قالت، فقال له: هل لك { أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين} ففعل فكانت على نبي الله موسى ثماني سنين واجبة وكانت سنتان عدة منه فقضى الله عنه عدته فأتمها عشرا قال سعيد فلقيني: رجل من أهل النصرانية من علمائهم قال: هل تدري أي الأجلين قضى موسى؟ قلت: لا وأنا يومئذ لا أدري فلقيت ابن عباس فذكرت ذلك له فقال: أما علمت أن ثمانيا كانت على نبي الله واجبة لم يكن نبي الله صلى الله عليه وسلم لينقص منها شيئا ويعلم أن الله كان قاضيا عن موسى عدته التي وعده فإنه قضى عشر سنين فلقيت النصراني فأخبرته ذلك فقال: الذي سألته فأخبرك أعلم منك بذلك؟، قلت: أجل وأولى فلما سار موسى بأهله كان من أمر الناس والعصا ويده ما قص الله عليك في القرآن فشكا إلى الله سبحانه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقده لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير الكلام وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له رداء ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه فآتاه الله سؤله وحل عقدة من لسانه وأوحى الله إلى هارون وأمره أن يلقاه فاندفع موسى بعصاه حتى لقي هارون عليه السلام فانطلقا جميعا إلى فرعون فأقاما على بابه حينا لا يؤذن لهما ثم أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا:{ إنا رسولا ربك} قال: فمن ربكما فأخبراه بالذي قص الله عليك في القرآن قال: فما تريدان وذكره القتيل فاعتذر بما قد سمعت قال: أريد أن تؤمن بالله وترسل معي بني إسرائيل فأبى عليه وقال: ائت بآية إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون فلما رآها فرعون قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره واستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل ثم أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوء يعني من غير برص ثم ردها فعادت إلى لونها الأول فاستشار الملأ حوله فيما رأى فقالوا له:{ هذان ساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى} يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش فأبوا على موسى أن يعطوه شيئا مما طلب وقالوا له: اجمع لهما السحرة فإنهم بأرضك كثير حتى يغلب سحرك سحرهما فأرسل في المدائن فحشر له كل ساحر متعالم فلما أتوا فرعون قالوا: بم يعمل هذا الساحر؟ قالوا: يعمل بالحيات، قالوا: فلا والله ما أحد في الأرض يعمل بالسحر بالحيات والحبال والعصي الذي نعمل وما أجرنا إن نحن غلبنا قال لهم: أنتم أقاربي وخاصتي وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم فتواعدوا يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى قال سعيد: فحدثني ابن عباس أن يوم الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة هو يوم عاشوراء فلما اجتمعوا في صعيد قال الناس بعضهم لبعض: انطلقوا فلنحضر هذا الأمر لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين يعنون موسى وهارون استهزاء بهما فقالوا: يا موسى لقدرتهم بسحرهم إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين، قال: بل ألقوا فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا:{ بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون} فرأى موسى من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفة فأوحى الله إليه: أن ألق عصاك فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيما فاغرة فاها فجعلت العصا تلبس بالحبال حتى صارت جرزا على الثعبان تدخل فيه حتى ما أبقت عصا ولا حبلا إلا ابتلعته فلما عرف السحرة ذلك قالوا لو كان هذا سحرا لم يبلغ من سحرنا كل هذا ولكنه أمر من الله آمنا بالله وبما جاء به موسى ونتوب إلى الله مما كنا عليه فكسر الله ظهر فرعون في ذلك الموطن وأتباعه { وظهر الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين} وأمرأة فرعون بارزة تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه فمن رآها من آل فرعون ظن أنها إنما ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه وأنما كان حزنها وهمها لموسى فلما طال مكث موسى بمواعد فرعون الكاذبة كلما جاءه بآية وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا مضت أخلف موعده وقال: هل يستطيع ربك أن يصنع غير هذا فأرسل الله عز وجل على قومه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات كل ذلك يشكو إلى موسى ويطلب إليه أن يكفها عنه ويوافقه على أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا كف ذلك عنه أخلف موعده ونكث عهده حتى أمر موسى بالخروج بقومه فخرج بهم ليلا فلما أصبح فرعون فرأى أنهم قد مضوا أرسل في المدائن حاشرين فتبعه بجنود عظيمة كثيرة وأوحى الله تعالى إلى البحر إذا ضربك عبدي موسى بعصاه فانفرق اثنتي عشرة فرقة حتى يجاوز موسى ومن معه ثم التق على من بقي بعد من فرعون وأشياعه فنسي موسى أن يضرب البحر بالعصا فانتهى إلى البحر وله قصيف مخافة أن يضربه موسى بعصاه وهو غافل فيصير عاصيا لله فلما تراءى الجمعان تقاربا قال قوم موسى:{ إنا لمدركون} افعل ما أمرك به ربك فإنه لم يكذب ولم تكذب قال: وعدني ربي إذا أتيت البحر انفرق اثنتي عشرة فرقة حتى أجاوزه ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بعصاه حين دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى فانفرق البحر كما أمره ربه وكما وعد موسى فلما أن جاز موسى وأصحابه كلهم البحر ودخل فرعون وأصحابه التقى عليهم البحر كما أمر فلما جاوز موسى البحر قال أصحابه: إنا نخاف ألا يكون فرعون غرق ولا نؤمن بهلاكه فدعا ربه فأخرجه له ببدنه حتى استيقنوا هلاكه ثم مروا بعد ذلك {على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون} قد رأيتم من العبر وسمعتم ما يكفيكم ومضى فأنزلهم موسى منزلا وقال لهم: أطيعوا هارون فإني قد استخلفته عليكم فإني ذاهب إلى ربي وأجّلهم ثلاثين يوما أن يرجع إليهم فيها فلما أتى ربه أراد أن يكلمه في ثلاثين يوما وقد صامهن ليلهن ونهارهن وكره أن يكلم ربه وريح فيه ريح فم الصائم فتناول موسى من نبات الأرض شيئا فمضغه فقال له ربه حين أتاه: لم أفطرت؟ وهو أعلم بالذي كان، قال: يا رب إني كرهت أن أكلمك إلا وفمي طيب الريح، قال: أو ما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب من ريح المسك ارجع فصم عشرا ثم ائتني ففعل موسى عليه السلام ما أمره به فلما رأى قوم موسى أنه لم يرجع إليهم في الأجل ساءهم ذلك وكان هارون قد خطبهم وقال: إنكم خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندكم عواري وودائع ولكم فيهم مثل ذلك وأنا أرى أن تحتسبوا مالكم عندهم ولا أحل لكم وديعة استودعتموها ولا عارية ولسنا برادين إليهم شيئا من ذلك ولا ممسكيه لأنفسنا فحفر حفيرا وأمر كل قوم عندهم من ذلك من متاع أو حلية أن يقذفوه في ذلك الحفير ثم أوقد عليه النار فأخرجه فقال: لا يكون لنا ولا لهم وكان السامري من قوم يعبدون البقر جيران لبني إسرائيل ولم يكن من بني إسرائيل فاحتمل مع موسى وبني إسرائيل حين احتملوا فقضي له أن رأى أثرا فأخذ منه قبضة فمر بهارون فقال له هارون عليه السلام: يا سامري ألا تلقي ما في يدك وهو قابض عليه لا يراه أحد طوال ذلك فقال: هذه قبضة من أثر الرسول الذي جاوز بكم البحر فلا ألقيها بشيء إلا أن تدعو الله إذا ألقيت أن يكون ما أريد فألقاها ودعا له هارون فقال: أريد أن تكون عجلا فاجتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية أو نحاس أو حديد فصار عجلا أجوف ليس فيه روح له خوار قال ابن عباس: لا والله ما كان له صوت قط إنما كانت الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه فكان ذلك الصوت من ذلك فتفرق بنو إسرائيل فرقا فقالت فرقة: يا سامري ما هذا وأنت أعلم به؟ قال: هذا ربكم ولكن موسى أضل الطريق! فقالت فرقة: لا نكذب بهذا حتى يرجع إلينا موسى فإن كان ربنا لم نكن ضيعناه وعجزنا فيه حين رأينا وإن لم يكن ربنا فأنا نتبع قول موسى، وقالت فرقة: هذا عمل الشيطان وليس بربنا ولن نؤمن به ولا نصدق وأشرب فرقة في قلوبهم الصدق بما قال السامري في العجل وأعلنوا التكذيب به فقال لهم هارون:{ يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن} هكذا قالوا فما بال موسى وعدنا ثلاثين يوما ثم أخلفنا هذه أربعون قد مضت فقال سفهاؤهم: أخطأ ربه فهو يطلبه ويتبعه فلما كلم الله موسى عليه السلام وقال له ما قال أخبره بما لقي قومه من بعده فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال لهم: ما سمعتم في القرآن وأخذ برأس أخيه يجره إليه وألقى الألواح من الغضب ثم إنه عذر أخاه بعذره واستعفر له فانصرف إلى السامري فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ قال: قبضت قبضة من أثر الرسول وفطنت إليها وعميت عليكم فقذفتها وكذلك سولت لي نفسي، قال:{ فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا} ولو كان إلها لم نخلص إلى ذلك منه فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة واغتبط الذين كان رأيهم فيه مثل رأي هارون فقالوا لجماعتهم يا موسى سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها فيكفر عنا ما عملنا فاختار موسى قومه سبعين رجلا لذلك لا يألوا الخير خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك في العجل فانطلق بهم يسأل لهم التوبة فرجفت بهم الأرض واستحيا نبي الله صلى الله عليه وسلم من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال:{ لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا} وفيهم من كان الله اطلع منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمان به فلذلك رجفت بهم الأرض فقال:{ رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل} فقال: يا رب سألتك التوبة لقومي فقلت: إن رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلك الرجل المرحومة فقال له: إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم كل من لقي من والد وولد فيقتله بالسيف لا يبالي من قتل في ذلك الموطن ويأتي أولئك الذين كان خفي على موسى وهارون واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا وغفر الله للقاتل والمقتول ثم سار بهم موسى عليه السلام متوجها نحو الأرض المقدسة وأخذ الألواح بعدما سكت عنه الغضب فأمرهم بالذي أمُر به أن يبلغهم من الوظائف فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا بها فنتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأخذوا الكتاب بأيمانهم وهم مصطفون ينظرون إلى الجبل والكتاب بأيديهم وهو من وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة فوجدوا مدينة فيها قوم جبارون خلقهم خلق منكر وذكر من ثمارهم أمرا عجيبا من عظمها فقالوا:{يا موسى إن فيها قوما جبارين} لا طاقة لنا بهم ولا ندخلها ما داموا فيها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون { قال رجلان من الذين يخافون} قيل ليزيد: هكذا قرأه؟ قال: نعم من الجبارين آمنا بموسى وخرجا إليه فقالوا: نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون من ما رأيتم من أجسامهم وعددهم فإنهم لا قلوب لهم ولا منعة عندهم فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ويقول أناس: إنهما من قوم موسى فقال الذين يخافون بنو إسرائيل:{ قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } فأغضبوا موسى عليه السلام فدعا عليهم وسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى منهم من المعصية وإساءتهم حتى كان يومئذ فاستجاب الله تعالى له وسماهم كما سماهم موسى فاسقين فحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض يصبحون كل يوم فيسيرون ليس لهم قرار ثم ظلل عليهم الغمام في التيه وأنزل عليهم المن والسلوى وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين أظهرهم حجرا مربعا وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية ثلاثة أعين وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها فلا يرتحلون من منقلة إلا وجدوا ذلك الحجر بالمكان الذي كان فيه بالأمس.
          رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ذلك عندي أن معاوية سمع بن عباس حدث هذا الحديث فأنكر عليه أن يكون الفرعوني الذي أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل فقال كيف يفشي عليه ولم يكن علم به ولا ظهر عليه إلا الإسرائيلي الذي حضر ذلك فغضب ابن عباس فأخذ بيد معاوية فانطلق به إلى سعد بن مالك الزهري فقال له: يا أبا إسحاق هل تذكر يوما حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون الإسرائيلي أفشى عليه أم الفرعوني قال أنما أفشى عليه الفرعوني ما سمع من الإسرائيلي شهد على ذلك وحضره ([1]).


          [1] - ن (11326كبرى) يع (2618) وابن كثير في قصص الأنبياء وقال:... والأشبه والله أعلم أنه موقوف، وكونه مرفوعا فيه نظر. وغالبة متلقى من الإسرائيليات وفيه شئ يسير مصرح برفعه في أثناء الكلام. وفي بعض ما فيه نظر ونكارة، والأغلب أنه من كلام كعب الأحبار. وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي يقول ذلك، والله أعلم.
          التعديل الأخير تم بواسطة عمر هامل الحسني; الساعة 09-04-2012, 09:35 PM.

          تعليق


          • #20
            تابع

            127- حديث قصة الأبرص والأقرع والأعمى:
            - (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه قذره وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا، قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل ( أو قال: البقر شك إسحاق ) - إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر – قال: فأعطى ناقة عشراء فقال: بارك الله لك فيها. قال: فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس. قال: فمسحه فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا قال: فأي المال أحب إليك؟ قال البقر فأعطي بقرة حاملا فقال: بارك الله لك فيها. قال: فأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال: فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم فأعطي شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا قال: فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد من الغنم. قال: ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال: الحقوق كثيرة فقال: له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر! فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت قال: وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ورد عليه مثل ما رد على هذا فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري، فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ما شئت ودع ما شئت فو الله لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك" ([1]).

            128- حديث قصة الراهب والساحر:
            - (م) عن صهيب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له: الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له: الملك من رد عليك بصرك؟ قال: ربي قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجئ بالغلام فقال له: الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال: إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجئ بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمئشار فوضع المئشار على مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جئ بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جئ بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس: آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له: اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق" ([2]).

            129- حديث مجيء الشيطان الميت في صفة أبويه فيعرضان عليه اليهودية و...:
            قال الألباني :: ما نقله الغزالي في " الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة " من فتنة الموت، وأن إبليس لعنه الله وكل أعوانه يأتون الميت على صفة أبويه على صفة اليهودية، فيقولان له: مت يهوديا، فإن انصرف عنهم جاء أقوام آخرون على صفة النصارى حتى يعرض عليه عقائد كل ملة، فمن أراد الله هدايته أرسل إليه جبريل فيطرد الشيطان وجنده، فيبتسم الميت... إلخ ([3]).

            130- حديث أعمار أمتي ما بين السستين إلى السبعين:
            - (حسن صحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك" ([4]).

            131- حديث خبر ابن صياد:
            - (ق) عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد:" أتشهد أني رسول الله؟" فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين فقال: ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:" آمنت بالله وبرسله" ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ماذا ترى؟" قال ابن صياد: يأتيني صادق وكذاب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خلط عليك الأمر" ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إني قد خبأت لك خبيئا" فقال ابن صياد هو الدخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اخسأ فلن تعدو قدرك" فقال عمر بن الخطاب ذرني يا رسول الله أضرب عنقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن يكنه فلن تسلط عليه وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله" ([5]).
            - (ق) وعنه رضي الله عنه قال: انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقي بجذوع النخل وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد يا صاف ( وهو اسم ابن صياد ) هذا محمد فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو تركته بين" ([6]).

            132- حديث خبر الجساسة:
            - (م) عن عامر بن شراحيل الشعبي شعب همدان: أنه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت من المهاجرات الأول فقال: حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت: لئن شئت لأفعلن فقال لها: أجل حدثيني فقالت: نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريش يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تأيمت خطبني عبدالرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أحبني فليحب أسامة" فلما كلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: أمري بيدك فأنكحني من شئت فقال:" انتقلي إلى أم شريك" - وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان- فقلت: سأفعل فقال:" لا تفعلي إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبدالله بن عمرو بن أم مكتوم" ( وهو رجل من بني فهر فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه ) فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال:" ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لما جمعتكم؟" قالوا: الله ورسوله أعلم قال:" إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالو:ا ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا: ويلك ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا: ويلك ما أنت؟ فقالت: أنا الجساسة قلنا وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال: أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ قلنا له: نعم قال: أما إنه يوشك أن لا تثمر قال: أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال: أخبروني عن عين زغر قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم قال: كيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال: لهم قد كان ذلك؟ قلنا: نعم قال: أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عني إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها" قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر:" هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة - يعني المدينة- ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟" فقال الناس: نعم " فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو" وأومأ بيده إلى المشرق قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ([7]).

            133- حديث إن أبي وأباك في النار:
            - (م) عن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله أين أبي؟ قال:" في النار" فلما قفى دعاه فقال:" إن أبي وأباك في النار" ([8]).

            134- حديث نهيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأمه:
            - (م) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال:" استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت" ([9]).

            135- حديث موت أبي طالب وقوله آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب:
            - (ق) عن المسيب بن حزن قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال:" أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله" فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعيدانه بتلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: على ملة عبد المطلب! وأبى أن يقول: لا إله إلا الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" فأنزل الله:] ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ( وأنزل الله في أبي طالب فقال لرسول الله: صلى الله عليه وسلم:" إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" ( ([10]).

            136- حديث وفاته صلى الله عليه وسلم:
            - (ق) عائشة رضي الله عنها قالت: إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه ( أن نعم ) فتناولته فاشتد عليه وقلت: ألينه لك؟ فأشار برأسه ( أن نعم ) فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو علبة - يشك عمر - فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول:" لا إله الإ الله إن للموت سكرات" ثم نصب يده فجعل يقول:" اللهم في الرفيق الأعلى" حتى قبض ومالت يده ([11]).


            [1] - خ (3464) م (2964) هق (7/219) حب (314) هداية الرواة (1819) الصحيحة (3523).

            [2] - م (3005) حم (6/16).

            [3] - فقال السيوطي: " لم أقف عليه في الحديث" الضعيفة (3/646/1448).

            [4] - ت (3550 ) جه ( 4236 ) حب (2467) ك (3598) ص الموارد (2087) ، الصحيحة (757).

            [5] - خ (1354- 1355) م (2930) د (4329) ت (2249) حم (2/148) هداية الرواة (5424).

            [6] - خ (2638) م (2931) حم (2/149) هداية الرواة (5424).

            [7] - م (2942) د (4326) ت (2253) جه (4074) حم (6/373) هداية الرواة (5412) قصة المسيح الدجال ص82.

            [8] - م (203) د (4718) حم (3/119) هق (7/190) صحيح السيرة ص24، الصحيحة (2592).

            [9] - م (976) د (3234) ن (2034) حم (2/441) ك (1390) هق (1/654) أحكام الجنائز 238، الإرواء (772).

            [10] - خ (1360) م (24) ن (2035) حم (5/433) ك (2391) ووصله عن أبي هريرة، أحكام الجنائز 123، الإرواء (1273).

            [11] - خ (4449) حم (6/200) هداية الرواة (5903).

            تعليق


            • #21
              تابع

              137- حديث ظهور الدجال:
              - (م) وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال:" ما شأنكم؟" قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال:" غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا" قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال:" أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم" قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال:" لا اقدروا له قدره قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة" ([1]).
              - (غالبه صحيح) عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أكثر خطبته حديثا حدثناه عن الدجال وحذرناه فكان من قوله أن قال:" يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وإن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم، وهو خارج فيكم لا محالة، فإن يخرج وأنا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج من بعدي فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم، وإنه يخرج من خلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا وشمالا يا عباد الله فاثبتوا، فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي: إنه يبدأ فيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم. ولا ترون ربكم حتى تموتوا، وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وإنه مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب، وإن من فتنته أن معه جنة ونارا فناره جنة وجنته نار، فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح ( الكهف )، فتكون عليه بردا وسلاما كما كانت النار على إبراهيم، وإن من فتنته أن يقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك، وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها، وينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن ثم يزعم أن له ربا غيري. فيبعثه الله ويقول له الخبيث: من ربك؟ فيقول: ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال والله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم، إن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض أن تنبت، وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، إن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظمه وأمده خواصر وأدره ضروعا، وإنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه وظهر عليه إلا مكة والمدينة، لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيته الملائكة بالسيوف صلتة، حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح،فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت. فيصلي بهم إمامهم، فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب - فيفتح ووراءه الدجال، معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وساج، فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء،وينطلق هاربا ويقول عيسى عليه السلام: إن لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله، فهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة - إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق - إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال فاقتله، وإن أيامه أربعون سنة، السنة كنصف السنة والسنة كالشهر والشهر كالجمعة، وآخر أيامه كالشررة، يصبح أحدكم على باب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى يمسي، فقيل له: كيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: تقدرون فيها الصلاة كما تقدرونها في هذه الأيام الطوال ثم صلوا، يكون عيسى ابن مريم عليه السلام في أمتي حكما عدلا وإماما مقسطا يدق الصليب ويذبح الخنزير ويضع الجزية ويترك الصدقة فلا يسعى على شاة ولا بعير وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في الحية فلا تضره، وتفر الوليدة الأسد فلا يضرها ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء وتكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله وتضع الحرب أوزارها وتسلب قريش ملكها وتكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم ويجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم يكون الثور بكذا وكذا من المال وتكون الفرس بالدريهمات، قالوا: يا رسول الله وما يرخص الفرس؟ قال: لا تركب لحرب أبدا، قيل: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها، وإن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا تبق ذات ظلف إلا هلكت إلا ما شاء الله"، قيل: فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟ قال:" التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد ويجري ذلك عليهم مجرى الطعام" ([2]).

              138- من أحاديث المهدي عليه السلام:
              - (حسن صحيح) عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم - قال زائدة في حديثه:- لطول الله ذلك اليوم - ثم اتفقوا- حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي - زاد في حديث فطر- يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا - وقال في حديث سفيان:- لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي" ([3]).
              - (حسن) وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" المهدي من عترتي من أولاد فاطمة" ([4]).
              - (حسن) عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة" ([5]).

              139- حديث قصة الذي كان ينشق عنه قبره فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه:
              - ( حسن موقوف ) وعن العوام بن حوشب قال: نزلت مرة حيا وإلى جانب ذلك الحي مقبرة فلما كان بعد العصر انشق منها قبر فخرج رجل رأسه رأس الحمار وجسده جسد إنسان فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا فقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت: ما لها؟ قالت: تلك أم هذا، قلت: وما كان قصته؟ قالت: كان يشرب الخمر فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر فيقول: لها إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار، قالت: فمات بعد العصر قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر كل يوم فينهق ثلاث نهقات ثم ينطبق عليه القبر ([6]).

              140- حديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام:
              انظر أحاديث خروج الدجال ويأجوج ومأجوج فهي هي.


              [1] - م (2937) ت (2240) جه (4075) ك (8508) قصة المسيح الدجال (5) ص56، ظلال الجنة (390و391و428و431.
              [2] - جه (4077) الألباني في قصة المسيح الدجال ص49.
              [3] - د (4282) ت (2230 و 2231) حم (1/376) ك تحت (8364) طب (10/136/10227) هداية الرواة (5380).
              [4] - د (4284) جه (4086) هداية الرواة (5381) الضعيفة (1/181/80).
              [5] - جه (4085) حم (1/84) الصحيحة ( 2371 ).
              [6] - أهوال القبور ص129لابن رجب، ورواه الأصبهاني وغيره وقال الأصبهاني حدث أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه، صحيح الترغيب (2517).

              تعليق


              • #22
                تابع

                141- حديث خروج يأجوج ومأجوج:
                - (م) عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال:" ما شأنكم؟" قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال:" غير الدجال أخوفني عليكم إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبدالعزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف إنه خارج خلة بين الشام والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا" قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال:" أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم" قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال:" لا اقدروا له قدره" قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال:" كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة" ([1]).

                142- حديث السفياني:
                - (ضعيف) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يخرج رجل يقال له: السفياني في عمق دمشق و عامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء و يقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة و يخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم" ([2]).

                143- حديث قتال المسلمين لليهود:
                - (ق) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله" [3].

                144- حديث تكليم الحيوانات والجمادات بني آدم:
                - (صحيح) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله من بعده" ([4]).

                145- حديث عودة جزيرة العرب مروجا وأنهارا:
                - (م) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا" ([5]).

                146- حديث تقارب الزمان:
                - (صحيح) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار" ([6]).

                147- حديث صلح المسلمين والروم وغزوهم عدوا من ورائهم:
                - (صحيح) عن ذي مخمر رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزون أنتم و هم عدوا من ورائهم فتنصرون و تغنمون و تنصرفون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل من الروم : غلب الصليب و يقول قائل من المسلمين : بل الله غلب فيتداولانها بينهم فيثور المسلم إلى صليبهم و هم منهم غير بعيد فيدقه و يثور الروم إلى كاسر صليبهم فيقتلونه و يثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتلون فيكرم الله عز و جل تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فيقول الروم لصاحب الروم : كفيناك جد العرب فيغدرون فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا" ([7]).

                148- حديث هدم البيت الحرام مرتين ويرفع في الثالثة:
                - (صحيح) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" استمتعوا من هذا البيت فإنه هدم مرتين ويرفع في الثالثة" ([8]).

                149- حديث يخرب الكعبة ذو السويقتين:
                - (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة" ([9]).

                150- حديث أول الآيات خروجا:
                - (م) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا" ([10]).

                151- حديث عشر آيات قبل قيا الساعة:
                - (م) عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال:" ما تذاكرون؟" قالوا: نذكر الساعة. قال:" إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم" ([11]).


                [1] - م (2937) ت (2240) جه (4075) ك (8508) قصة المسيح الدجال (5) ص56.

                [2] - ك (8586) الضعيفة (6520).

                [3] - خ (2925) م (2921) ت (2236) حم (2/149) عن ابن عمر، خ (6506) م (2922) حم (2/398 و417 و530) من حديث أبي هريرة، انظر هداية الرواة (5340)، قصة المسيح الدجال ص109 – 110.

                [4] - ت (2181) حم (3/83) ك (8442) هداية الرواة (5387) الصحيحة (122).

                [5] - م (157 بعد 1012) حم (2/370) ك (8472) هداية الرواة (5367) الصحيحة (6).

                [6] - ت (2332) هداية الرواة (5376).

                [7] - د (2767 و 4292 و 4293) جه (4089) حم (4/91) ك (8298) هق (9/223) حب (1874) هداية الرواة (5355) صحيح أبي د (2472).

                [8] - حب (966) ك (1610) خز (2506) البزار (6157) صحيح الترغيب (1110) الصحيحة (1451).

                [9] - خ (1596) م (2909) ن (2904) حم (2/310 ،317) هق (4/340) هداية الرواة (2653) الصحيحة (772).

                [10] - م (2941) د (4310) جه (4069) حم ( 2/210) هداية الرواة (5394).

                [11] - م (2901) د (4311) ت (2183) جه (4041) هداية الرواة (5392).

                تعليق


                • #23
                  آخره

                  152- حديث أول من يسمع الصور:
                  - (م) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا فقال: سبحان الله أو لا إله إلا الله أو كلمة نحوهما لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما يحرق البيت ويكون ويكون ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين ( لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما ) فيبعث الله عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه" قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله قال فيصعق ويصعق الناس ثم يرسل الله - أو قال: ينزل الله - مطرا كأنه الطل أو الظل ( نعمان الشاك ) فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسؤلون قال: ثم يقال: أخرجوا بعث النار فيقال من كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق" ([1]).

                  153- حديث آخر الناس حشرا:
                  - (...) عن أبي سريحة الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" يحشر رجلان من مزينة هما آخر الناس يحشران يقبلان من جبل قد تسوراه حتى يأتيا معالم الناس فيجدان الأرض وحوشا حتى يأتيا المدينة فإذا بلغا أدنى المدينة قالا: أين الناس فلا يريان أحدا فيقول أحدهما: الناس في دورهم فيدخلان الدور فإذا ليس فيها أحد و إذا على الفرش الثعالب و السنانير فيقولان: أين الناس؟ فيقول أحدهما: الناس في المسجد فيأتيان المسجد فلا يجدان أحدا فيقولان: أين الناس؟ فيقول أحدهما: الناس في السوق شغلتهم الأسواق فيخرجان حتى يأتيا الأسواق فلا يجدان فيها أحدا فينطلقان حتى يأتيا الثنية فإذا عليها ملكان فيأخذان بأرجلهما فيسحبانهما إلى أرض المحشر و هما آخر الناس حشرا" ([2]).
                  - (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العواف - يريد عوافي السباع والطير - وآخر من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها وحشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما" ([3]).

                  154- حديث أول الناس يكسى يوم القيامة:
                  - (ق) عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بموعظة فقال:" يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا } كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين { ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليع السلام ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول: كما قال العبد الصالح: } وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيدا ... إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم { قال: فيقال: لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم" ([4]).

                  155- حديث آخر الناس دخولا الجنة:
                  - (ق) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟" قالوا: لا يا رسول الله قال:" هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟" قالوا: لا يا رسول الله قال:" فإنكم ترونه كذلك يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ودعوى الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم السعدان؟" قالوا: نعم يا رسول الله قال:" فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنم المؤمن بقي بعمله ومنهم المجازى حتى ينجى حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول: لا إله إلا الله فيعرفونهم في النار يعرفونهم بأثر السجود تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار وقد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون منه كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة فيقول: أي رب اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ثم يقول الله تبارك وتعالى: هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا أسألك غيره ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول: أي رب قدمني إلى باب الجنة فيقول: الله له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أي رب ويدعو الله حتى يقول: فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره فيقول: لا وعزتك فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا قام على باب الجنة انفهقت له الجنة فرأى ما فيها من الخير والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة فيقول الله تبارك وتعالى له: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك! فيقول: أي رب لا أكون أشقى خلقك فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه قال: ادخل الجنة فإذا دخلها قال الله له: تمنه فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى: ذلك لك ومثله معه" قال: عطاء بن يزيد وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا حتى إذا حدث أبو هريرة إن الله قال لذلك الرجل: ومثله معه، قال أبو سعيد: أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:" ذلك لك وعشرة أمثاله" قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة ([5]).

                  156- حديث الميزان:
                  - (صحيح) عن أنس رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة فقال:" أنا فاعل" قال: قلت: يا رسول الله فأين أطلبك قال:" اطلبني أول ما تطلبني على الصراط" قال: قلت: فإن لم ألقك على الصراط قال:" فاطلبني عند الميزان" قلت: فإن لم ألقك عند الميزان قال:" فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن" ([6]).
                  - (صحيح لغيره) وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات والأرض لوسعت فتقول الملائكة: يا رب لمن يزن هذا فيقول: الله لمن شئت من خلقي فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك" ([7]).

                  157- حديث الصراط:
                  - (صحيح لغيره) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف المرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار يخطف بها فممسك يهوي فيها ومصروع ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كجري الفرس ثم كرمل الرجل ثم كمشي الرجل ثم يكون آخرهم إنسانا رجل قد لوحته النار ولقي فيها شرا حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته فيقال له: تمن وسل فيقول: أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة فيقال له: تمن وسل حتى إذا انقطعت به الأماني قال: لك ما سألت ومثله معه ([8]).

                  158- حديث القنطرة:
                  - (موضوع) عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا قال:" إياكم والظلم فإن الله جل جلاله يجلس يوم القيامة على القنطرة الوسطى بين الجنة والنار فيقول وعزتي وجلالي لا يجوز بي ظلم ظالم" ([9]).

                  159- حديث الجهنميين:
                  - (خ) عن أنس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ليصيبن أقواما سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته يقال لهم: الجهنميون" ([10]).
                  - (صحيح) وعن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنميون" ([11]).

                  160- حديث أدنى أهل النار عذابا:
                  - (م) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إنّ أدنَى أهلِ الجنَّةِ منزلةً: رجلٌ صرفَ اللهُ وجهَه عن النارِ قِبَل الجنةِ، ومثّل له شجرةً ذاتَ ظلّ، فقالَ: أيْ ربِّ! قدِّمني إلى هذه الشجرةِ؛ فأكونَ في ظلِّها! فقال الله: هل عسيتَ إن فعلتُ أن تسألني غيرها؟ قال: لا وعزَّتكَ! فقدَّمه اللهُ إليها، ومثّل له شجرةً ذاتَ ظلٍّ وثَمرٍ، فقال: أيْ ربِّ! قدّمني إلى هذِه الشجرةِ؛ أكونُ في ظلّها، وآكلُ من ثَمَرها! فقال اللهُ له: هل عسيْتَ إن أعطيتُك ذلكَ أن تسأَلني غيرَه؟ فيقولُ: لا و عزَّتك! فيقدِّمه اللهُ إليها، فتُمثّل له شجرةٌ أخرى ذات ظلٍّ وثمرٍ وماءٍ، فيقولُ: أيْ ربّ! قدّمني إلى هذه الشّجرةِ؛ أكونُ في ظلّها، وآكلُ من ثمرها، وأشربُ من مائها! فيقولُ له: هل عسيتَ إن فعلتُ أن تسأَلني غيرَه؟ فيقولُ: لا و عزَّتك! لا أسأَلكَ غيرَه. فيقدِّمه اللهُ إليها، فيبرز له بابُ الجنّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ! قدّمني إلى بابِ الجنّة؟ فأكونَ تحتَ نجافِ الجنّة، وأَنظرَ إلى أهلها! فيقدّمه اللهُ إليها، فيرَى أهلَ الجنّةِ وما فيها، فيقولُ: أيْ ربِّ! أدْخِلني الجنّةَ. قال: فيدخلُه اللهُ الجنّةَ، قال: فإذا دخلَ الجنّةَ قال : هذا لي؟! قال : فيقولُ الله عز وجل له : تمنَّ! فيتمنَّى، ويذكِّره اللهُ: سلْ من كذا وكذا؛ حتّى إذا انقطعت به الأمانيُّ؛ قال اللهُ عز وجل: هو لكَ، وعشَرةُ أمثالهِ. قال: ثمّ يدخلُ الجنّةَ، يدخلُ عليه زوجتَاه من الحورِ العين، فيقولانِ له: الحمْدُ لله الذي أَحياك لنا، وأحيانا لكَ! فيقولُ: ما أُعطِيَ أحدٌ مثْلَ ما أُعطيتُ! قال: وأَدنى أهلِ النّار عذَاباً؟ يُنْعَلُ من نارٍ بنعلينِ ؛ يغْلي دماغُه من حرارةِ نعْلَيه" ([12]).
                  إعداد: أبي حفص عمر بن أحمد بن محمد هامل الحسن
                  27/رجب/1430هـ الموافق 19/يوليوا/2009م


                  [1] - م (2940) حم (2/166) وانظر ك (8632) آخر كتاب قصة المسيح الدجال، هداية الرواة (5452).

                  [2] - ك (8691) وابن عساكر (16/25) نعيم بن حماد فى الفتن (2/629 / 1756) قال الذهبي: إسحاق، قال أحمد : متروك.

                  [3] - خ (1874) م (1389) حم (2/234) الصحيحة (683).

                  [4] - خ (3349) م (2860) ن (2087) حم (1/253 ) هداية الرواة (5468).

                  [5] - خ (7437) م (182) حم (2/293) حديث الآحاد ص46.

                  [6] - ت (2433) حم (3/178) صحيح الترغيب (3625) هداية الرواة (5525) الصحيحة (2630).

                  [7] - ك (8739) صحيح الترغيب (3626) الصحيحة (941).

                  [8] - طب (8992) صحيح الترغيب (3627).

                  [9] - الذهبي في العلو (310) والعقيلي في الضعفاء (1377) وابن الجوزي في الموضوعات (1/137) والشوكاني في موضوعاته " كتاب الصفات" (15) الضعيفة (5975).

                  [10] - خ (7450) حم (3/125) هداية الرواة (5514).

                  [11] - ت (2600) جه (4315) صحيح الجامع (5238).

                  [12] - م (188) حم (3/27) وأبو عوانة (1/163) الصحيحة (3503).

                  تعليق

                  يعمل...
                  X