إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

..:: إمام نبيه فطن ، ولَبنة حُكم ::..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ..:: إمام نبيه فطن ، ولَبنة حُكم ::..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    • الإخوة الأفاضل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    ضياء الشميري

    اليوم نقف مع كلمات مؤثرة قالها إمامٌ عظيم الشأن جليل القدر ، هذا الإمام بسبب صدقه وتفانيه في خدمة الشرع قبل كل شيء مُكِنَ له في الأرض ، وكانت قواعد مُلكه متينة شامخة .

    الإمام الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - لطالما كانت كلماته مدوية في كل مناسبة ، وكانت لكلماته تلك وقع وتأثير في قلب كل أمير ومأمور ، لما علموا منه من صدق بل ولما علموا عنه تقديم الشرع عن كل شيء حتى على نفسه وولده بل وملكه ، لذا كان التربص به وبملكه ليس بالأمر الهين ولا حتى على المدى البعيد.

    وطالما كان هذا النهج الذي سار عليه هو نهج ذريته ممن خلف عرشه فلا خوف عليهم ولتسعد الأمة بحكام هذا شأنهم ؛ أما إذا حادوا فنسأل الله السلامة ، فآخر معاقل تطبيق كثير من الأحكام هي المملكة على وجه البسيطة ، والتهاون بهذه الأمور تهاون بقلوب تهفوا محبة لهذا البلد من غير أهلها ، نسأل الله أن يرد كيد الكائدين لها في نحورهم سواء كان من قريب أو من بعيد ، نسأل الله أن يهدي من في قلبه مرض حب الغرب وعاداتهم وسذاجة في تفكيره وغفلة أو أن يقصم ظهره إنه على ذلك قادر.

    نعود لكلمات هذا الإمام الذي في الحقيقة نكاد نُعدم مثيله من حكام هذا العصر ، كانت كلماته في بيان شرعي وتربوي وأخلاقي وجهه إلى الأمة سنة ( 1356 هـ - 1937 م ) ليقول كلمته في مسألة ( تحرير المرأة ) فقال - رحمه الله - : ( أقبح ما هناك في الأخلاق ، ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن ، وفتح المجال لهن في أعمال لم يخلقن لها ، حتى نبذن وظائفهن الأساسية ، من تدبير المنزل ، وتربية الأطفال ، وتوجيه الناشئة ، الذين هم فلذات أكبادهن ، وأمل المستقبل ، إلى ما فيه حب الدين والوطن ، ومكارم الأخلاق ، ونسين واجباتهن الخُلُقية من حب العائلة التي عليها قوام الأمم ، وإبدال ذلك بالتبرج والخلاعة ؛ ودخولهن في بؤرات الفساد والرذائل ، وادعاء أن ذلك من عمل التقدم والتمدن ، فلا - والله - ليس هذا " التمدن " في شرعنا وعرفنا وعادتنا ، ولا يرضى أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان وإسلام ومروءة ، أن يرى زوجته أو أحد من عائلته ، أو من المنتسبين إليه في هذا الموقف المخزي.

    هذه طريق شائكة ، تدفع بالأمة إلى هوة الدمار ، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج عن دينه ، خارج من عقله ، خارج من بيته ؛ فالعائلة هي الركن في بناء الأمم ، وهي الحصن الحصين الذي يجب على كل ذي شمم أن يدافع عنها.

    إننا لا نريد من كلامنا هذا ، التعسف والتجبر في أمر النساء ، فالدين الإسلامي قد شرع لهن حقوقاً يتمتعن بها ، لا توجد حتى الآن في قوانين أرقى الأمم المتمدنة ، وإذا اتبعنا تعاليمه كما يجب ، فلا نجد في تقاليدنا الإسلامية ، وشرعنا السامي ، ما يؤخذ علينا ، ولا يمنع من تقدمنا في مضمار الحياة والرقي ، إذا وجهنا المرأة إلى وظائفها الأساسية ، وهذا ما يعترف به كثير من الأوروبيين ، من أرباب الحصانة والإنصاف.

    ولقد اجتمعنا بكثير من هؤلاء الأجانب ، واجتمع بهم كثير ممن نثق بهم من المسلمين وسمعناهم يشكون مرّ الشكوى ، من تفكك الأخلاق ، وتصدع ركن العائلة في بلادهم من جراء المفاسد ، وهم يقدرون لنا تمسكنا بديننا وتقاليدنا ، وما جاء به نبينا من التعاليم التي تقود البشرية إلى طريق الهدى ، وساحل السلامة ، ويودون من صميم أفئدتهم لو يمكنهم إصلاح حالتهم هذه التي يتشاءمون منها ، وتنذر ملكهم بالخراب والدمار ، والحروب الجائرة.

    وهؤلاء نوابغ كتابهم ومفكريهم ، قد علموا حق العلم هذه الهوة السحيقة التي أمامهم ، والمنقادين إليها بحكم الحالة الراهنة ، وهم لا يفتأون في تنبيه شعوبهم ، بالكتب والنشرات والجرائد ، على عدم الاندفاع في هذه الطريق التي يعتقدونها سبب الدمار والخراب.

    إنني لأعجب أكبر العجب ، ممن يدعي النور والعلم ، وحب الرقي لبلاده ، من الشبيبة التي ترى بأعينها وتلمس بأيديها ، ما نوهنا عنه من الخطر الخلقي الحائق بغيرنا من الأمم ، ثم لا ترعوي عن ذلك ، وتتبارى في طغيانها ، وتستمر في عمل كل أمر يخالف تقاليدنا وعاداتنا الإسلامية والعربية ، ولا ترجع إلى تعاليم الدين الحنيف الذي جاءنا به نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، رحمةً وهدى لنا ولسائر البشر.

    فالواجب على كل مسلم وعربي ، فخور بدينه ، معتز بعربيته ، ألا يخالف مبادئه الدينية ، وما أمر به الله تعالى ، بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش ، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه ، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة ، والعلم الصحيح ، والسير على الأخلاق الكريمة ، والانصراف عن الرذيلة ، وكل ما من شأنه أن يمس الدين ، والسمت العربي ، والمروءة ، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده ، الذين أتوا بأعاظم الأمور باتباعهم أوامر الشريعة ، التي تحث على عبادة الله وحده ، وإخلاص النية في العمل ، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه ، ومعنى الإسلام وعظمته ، وما جاء به نبينا - ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم - من التعاليم القيمة التي تُسعد الإنسان في الدارين ، وتُعلمُه أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وأن يقوم بأمر عائلته ، ويصلح من شأنها ، ويتذوق ثمرة عمله الشريف ، فإذا عمل ، فقد قام بواجبه ، وخدم وطنه وبلاده
    ). انتهى.

  • #2
    جزاكم الله خيراً

    تعليق


    • #3
      أحسنت وأصبت أصاب الله بك وجزاك الله خيراأخاناضياء نعم المملكة هي الدولة التي لازال حكامهاواقفون في وجة الحداثة والعلمنة والعولمة وكافة وسأئل الشر والتدميرحفظهم الله وحفظ بهم الملة فإننانسمع من أمرائهاالكرام بين حين وآخرقولهم :المملكة قامت على الكتاب والسنة ولابقاءلهاإلابذلك وهذاهوالحق جداجداجدا.
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو مساعد بطيح الوايلي; الساعة 18-05-2011, 03:24 PM.

      تعليق

      يعمل...
      X