الفرض المحتوم على وجوب نصر المظلوم
( الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته إلى يوم الدين أما بعد :
فإن الله عزوجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد.وإن سنة الله في الظالمين ظاهرة، وعاقبة الظلم وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، والنبي يقول " بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي و العقوق " ( ك ) عن أنس " السلسلة الصحيحة "
فمع ما يحمله الظالم من إجرام وعدم رحمة بالآخرين، إلا أن المصيبة تكبر، والبلية تعظم، عندما يلبس الظلم لباس الدين، ويسوِّغ صاحبه لنفسه الولوغ في أعراض المسلمين، بغياً وبهتاناً،
وقد شاع الظلم بين الناس بكل صوره وأشكاله ونتج عن ذلك كثرة المظلومين وقلة الناصرين وحسبنا الله ونعم الوكيل لكن الملاحظ هو تخاذل كثير من الناس في نصرة المظلوم هذه الفريضة المضيعة لاسيما وقد أمر الله تعالى عباده أن يكونوا عونا للمظلوم ممن ظلمه في دمه أو ماله أو عرضه سواً كان المظلوم مسلماً أو كان كافراً؛ لأن هذا هو الذي تحصل به مصالح الدنيا والآخرة وبدونه يعم الفساد والفوضى والظلم ،فلابد من إلزام الخلق بالحق ومنعهم من الظلم والتعدي في الدماء والأموال والأعراض وقطع السبل، وإلا فسدت الأمور وانتهكت الأعراض ونهبت الأموال وسفكت الدماء.
قال الأمام الشوكاني رحمه الله عند قوله تعالى:
{ فاستغاثه الذي مِن شِيعَتِهِ } أي طلب منه أن ينصره ، ويعينه على خصمه { عَلَى الذي مِنْ عَدُوّهِ } فأغاثه؛
لأن نصر المظلوم واجب في جميع الملل أ هـ.
وإن مما دعاني إلى كتابة هذه الأحرف ما أراه من تخلي القريب الأدنى عن نصرة المظلوم وتقاعس وجبن وهلع وجزع كثيراً من الإخوان والأصدقاء والجيران خصوصاً والمسلمين عموما في نصرة أخاهم وصديقهم وجارهم المظلوم مع تحقق علمهم بأنه مظلوم وأن فلاناً هو الظالم الباغي وسبب التخاذل عن نصرة المظلوم والله أعلم يرجع إلى أمور منها :إذا كان الظالم من ذوي النفوذ أو من أصحاب الوجاهة أو من مرافقي الأكابر أو ممن له يد معونة ومساعدة على بعض الناس ،أو من أرباب الأموال، مما سبب عند كثيرا من أصحاب النفوس المعتلة الذين يقدسون الدينار و الدرهم والأبيض والأصفر و ويقدسون من يمتلكها إلى خذلان المظلوم وترك نصرته فأقول لهم كما قال نبينا:
"إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع"
صححه اللباني رحمه الله
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( هلا مع صاحب الحق كنتم)
وهاك مثالاًعملياً للرسول الرحيم & وهو ينصر غلاماً: روى مسلم وغيره: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: "كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي: "اعلم أبا مسعود" فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود أن الله تعالى أقدر عليك منك على هذا الغلام، فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا". وفي رواية: "فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى فقال: "أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار".
فإن الله عزوجل يأمر بالعدل والإحسان وينهى عن الظلم والبغي والعدوان وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بما بعث به الرسل جميعاً من الدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده وأمره بإقامة القسط ونهاه عن ضد ذلك من عبادة غير الله والتفرق والتشتت والاعتداء على حقوق العباد.وإن سنة الله في الظالمين ظاهرة، وعاقبة الظلم وخيمة في الدنيا قبل الآخرة، والنبي يقول " بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا : البغي و العقوق " ( ك ) عن أنس " السلسلة الصحيحة "
فمع ما يحمله الظالم من إجرام وعدم رحمة بالآخرين، إلا أن المصيبة تكبر، والبلية تعظم، عندما يلبس الظلم لباس الدين، ويسوِّغ صاحبه لنفسه الولوغ في أعراض المسلمين، بغياً وبهتاناً،
وقد شاع الظلم بين الناس بكل صوره وأشكاله ونتج عن ذلك كثرة المظلومين وقلة الناصرين وحسبنا الله ونعم الوكيل لكن الملاحظ هو تخاذل كثير من الناس في نصرة المظلوم هذه الفريضة المضيعة لاسيما وقد أمر الله تعالى عباده أن يكونوا عونا للمظلوم ممن ظلمه في دمه أو ماله أو عرضه سواً كان المظلوم مسلماً أو كان كافراً؛ لأن هذا هو الذي تحصل به مصالح الدنيا والآخرة وبدونه يعم الفساد والفوضى والظلم ،فلابد من إلزام الخلق بالحق ومنعهم من الظلم والتعدي في الدماء والأموال والأعراض وقطع السبل، وإلا فسدت الأمور وانتهكت الأعراض ونهبت الأموال وسفكت الدماء.
قال الأمام الشوكاني رحمه الله عند قوله تعالى:
{ فاستغاثه الذي مِن شِيعَتِهِ } أي طلب منه أن ينصره ، ويعينه على خصمه { عَلَى الذي مِنْ عَدُوّهِ } فأغاثه؛
لأن نصر المظلوم واجب في جميع الملل أ هـ.
وإن مما دعاني إلى كتابة هذه الأحرف ما أراه من تخلي القريب الأدنى عن نصرة المظلوم وتقاعس وجبن وهلع وجزع كثيراً من الإخوان والأصدقاء والجيران خصوصاً والمسلمين عموما في نصرة أخاهم وصديقهم وجارهم المظلوم مع تحقق علمهم بأنه مظلوم وأن فلاناً هو الظالم الباغي وسبب التخاذل عن نصرة المظلوم والله أعلم يرجع إلى أمور منها :إذا كان الظالم من ذوي النفوذ أو من أصحاب الوجاهة أو من مرافقي الأكابر أو ممن له يد معونة ومساعدة على بعض الناس ،أو من أرباب الأموال، مما سبب عند كثيرا من أصحاب النفوس المعتلة الذين يقدسون الدينار و الدرهم والأبيض والأصفر و ويقدسون من يمتلكها إلى خذلان المظلوم وترك نصرته فأقول لهم كما قال نبينا:
"إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع"
صححه اللباني رحمه الله
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( هلا مع صاحب الحق كنتم)
وهاك مثالاًعملياً للرسول الرحيم & وهو ينصر غلاماً: روى مسلم وغيره: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: "كنت أضرب غلاما لي بالسوط فسمعت صوتا من خلفي: "اعلم أبا مسعود" فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا هو يقول: "اعلم أبا مسعود أن الله تعالى أقدر عليك منك على هذا الغلام، فقلت لا أضرب مملوكا بعده أبدا". وفي رواية: "فقلت يا رسول الله هو حر لوجه الله تعالى فقال: "أما لو لم تفعل للفحتك النار أو لمستك النار".
وقد جمعتُ ما يسر الله جمعه من الأدلة التي تحث المسلم المتبع على وجوب نصرة أخاه المظلوم، وأن يذب عن عرضه ما استطاع،ودفع من أراد إذلاله بوجه من الوجوه قال الله تعالى:{ وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} وقال تعالى:{ والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } وخذلان المظلوم عاقبته وخيمة وعذابه شديداً فقد قال النبي & [أمُر بعبد من عباد الله يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما ارتفع عنه وأفاق قال علام جلدتموني قال إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره ]. عن ابن مسعود (الصحيحة2774)
و الحكمة من نصر المظلوم يذكرها ابن الجوزي رحمه الله تعالى بقوله : " وأما نصر المظلوم فلمعنيين أحدهما إقامة الشرع بإظهار العدل والثاني نصر الأخ المسلم أو الدفع عن الكتابي وفاء بالذمة " ا.ه كشف المشكل 2/237
بوب الإمام البيهقي رحمه الله :
باب نَصْرِ الْمَظْلُومِ وَالأَخْذِ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ عِنْدَ الإِمْكَانِ
وساق حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بإتباع الجنائز وعيادة المريض وإجابة الداعي ونصر المظلوم وإبرار القسم ورد السلام وتشميت العاطس . ونهانا عن آنية الفضة وخاتم الذهب والحرير والديباج والقسي والإستبرق )و رواه البخاري ومسلم .قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله مُعلقاً على حديث البراء: (فنصر المظلوم واجب متعين على كل من استطاع ذلك فإذا كان الظلم عظيما ، كان الواجب أشد . وإذا كان الظلم لفئات كثيرة وأمة عظيمة ويخشى من ورائه ظلم آخر وشر آخر صار الواجب أشد وأعظم في نصر المظلوم وفي جهاد الظالم ، حتى لا تنتشر الفتنة التي قام بها وحتى لا يعظم الضرر - وهذا هو الواجب على كل مسلم وعلى كل عاقل ، حتى ولو كان غير مسلم ، فعلى كل عاقل وعلى كل ذي إنصاف أن ينصر الحق وأن يرد الظلم وأن ينصر المظلوم ، هذا هو الواجب على كل إنسان ، سواء كان مسلما أو غير مسلم ، ولكن الواجب على المسلم أكبر وأعظم .لأن الله أوجب عليه ذلك بأن ينصر المظلوم وأن يردع الظالم حسب طاقته ، وأن يكون في صف الحق لا في صف الباطل ، هذا هو الواجب على بني الإسلام وعلى كل ذي عقل سليم - قال عليه الصلاة والسلام : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته والآيات والأحاديث في وجوب نصر المظلوم وردع الظالم والتعاون على الخير والتواصي بالحق والصبر عليه كثيرة معلومة الواجب على المسلمين التعاون مع الولاة ، ومع القضاة ، ومع الدعاة إلى الله ، ومع كل مصلح في إيجاد الحق ، والدعوة إليه وفي نصر المظلوم ، وردع الظالم وإقامة أمر الله ، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير والتخلص من الباطل ، ويجب التعاون والتناصح لمن حاد عن الخير فينصح ويوجه إلى الخير وأسباب النجاة حتى يحصل الخير العظيم ، والمصالح العامة ، وحتى يقضى على الفساد والشر والاختلاف بالطرق الشرعية.) فتاوى ابن باز [6 /111]
تابع البقية في المرفقات
تعليق