بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا يحيى بن علي الحجوري حفظكم الله ورعاكم:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتصل أخٌ من الجزائر ويسأل عن:
تلقيح الأبقار بالأنابيب, وهذا الأخ بيطري تعمل الدولة معه صفقة لتلقيح الأبقار مجاناً للفلاحين, وتعطيه على كل تلقيح بقرة قيمة معينة, وإذا لقح الأبقار يخسر في أعماله, علماً أن الدولة تؤخر عليه دفع الراتب المتفق عليه, ويوجد بعض البياطرة يأخذ من الفلاحين مبلغاً معيناً, لأن الدولة تعطيهم مبلغاً زهيداً يؤدي إلى خسارتهم.
السؤال هو: هل يجوز له أخذ هذا المال من الفلاحين مع اتفاقه مع الدولة على عدم الأخذ منهم, وهل يعتبر هذا الأخ مخالفاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم (( المؤمنون عند شروطهم )) وما توجيهكم لهؤلاء البياطرة وبارك الله فيكم ؟
الجواب:
توجيهنا أن من رأى انه له قدرة على هذا العمل, والمبلغ الذي يعطى إليه يناسبه, عمل فيه.
وإن لم يكن له قدرة بحيث أنه يتعبه أو يخسره, و أنَّ المبلغ الذي يعطى إليه لا يكفيه ويصير عليه الضرر المالي على عمله ذلك, له أن يترك هذا العمل, ويلتمس له عملاً آخر.
أما أن يتفق معهم على أن لا يأخذ من الفلاحين وأصحاب المواشي, ثم يأخذ منهم, سواء أشترط على صاحب الأبقار شيئاً أو أعطاه بطيبة نفسٍ وأخذه بدون شرط, كل هذا خلاف ما اتفق مع الدولة عليه.
وأخذه لشيءٍ بدون شرط أو قيد عبارة عن مكافأة من صاحب المواشي, أهون مما اشترط عليه من أنه لا يعالج تلك المواشي إلا بمقابل, والكل مخالف لِما اتفقت الدولة معه عليه.
فالواجب الوفاء بالشروط الشرعية مع الدولة, فإنِّ أعجبه ذلك العمل وإلا نظر له غيره.
وله أن يتعاقد مع صاحب المواشي بدون تدخل الدولة إن سُمِحَ له بذلك, فيعمل مع أصحاب المواشي بما يتفق معهم من الإيجار, مباح له مقابل عمله.
وبالله التوفيق
عصر يوم الأربعاء 17 جماد الأولى 1432هـ
عصر يوم الأربعاء 17 جماد الأولى 1432هـ