إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فضيلة شيخنا الوالد هشام بن فهمي العارف:الواقع اليوم بحاجة إلى الحكمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فضيلة شيخنا الوالد هشام بن فهمي العارف:الواقع اليوم بحاجة إلى الحكمة

    الواقع اليوم بحاجة إلى الحكمة
    إعداد: هشام بن فهمي العارف
    تاريخ 15/6/1429 الموافق 19/6/2008
    قال الله ـ تعالى ـ في سورة البقرة:
    (1) (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الألْبَابِ(269).
    قال مجاهد ـ رحمه الله ـ في قول الله ـ تعالى ـ (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ):
    (2) "ليست بالنبوة، ولكنه العلم والفقه والقرآن".
    وقال أبو العالية ـ رحمه الله ـ:
    (3) "الحكمة: الكتاب والفهم".
    وقال ابن وهب ـ رحمه الله ـ:
    (4) "وسمعت مالكاً: الذي يقع في قلبي أن الحكمة: هي الفقه في دين الله".
    لذا لما نقول:
    (5) "كتاب وسنة بفهم أو بفقه سلف الأمة، فهو من باب الحكمة، لأننا أردنا اتباع منهاج النبوة".
    قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ:
    (6) "والصحيح أن الحكمة كما قال الجمهور: لا تختص بالنبوة بل هي أعم منها، وأعلاها النبوة والرسالة، ولكن لأتباع الأنبياء حظ من الخير على سبيل التبع".
    لذا لما سئل أبو العباس أحمد بن يحيي ـ رحمه الله ـ عن قوله ـ تعالى ـ في سورة مريم: (..وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12).
    قال:
    (7) "الحكمة فقه الشيء".
    قيل له: الكتاب غير الحكمة؟
    فقال:
    (8) "لا يكون حكيماً حتى يعلم القرآن والفقه، فإن علم أحدهما لا يقال له حكيم حتى يجمعهما، معناه: يعلِّمهم الكتاب، ويعلِّمهم معانيه".
    ومدار الحكمة كما قال ابن ميلق ـ رحمه الله ـ:
    إصابة الحق والصواب في القول والعمل. وبناء على قول ابن ميلق يتضح معنى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
    (9) "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
    بمعنى : أنه من يرد الله به خيراً يجعله ـ بعد العلم النافع والعمل الصالح ـ حكيماً.
    ومن حكمة الإمام البخاري ـ رضي الله عنه ـ أنه جعل في "صحيحه" كتاباً سماه: كتاب "الاعتصام بالكتاب والسنة"، وجعل فيه باباً سماه: باب ما جاء في اجتهاد القضاء بما أنزل الله ـ تعالى ـ لقوله:
    (10) (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) [سورة المائدة/45]
    وقال: ومدح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ صاحب الحكمة حين يقضي بها ويعلمها ولا يتكلف من قبله، ومشاورة الخلفاء وسؤالهم أهل العلم. ثم ـ رحمه الله ـ صدَّر الباب بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي رواه عبد الله بن مسعود:
    (11) "لا حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَآخَرُ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا".
    فكأن الإمام البخاري السلفي الحكيم ـ رحمه الله ـ أراد أن يبين في كتابه الاعتصام في هذا الباب المشار إليه:
    أن الظلم في الأحكام سببه البعد عن الفقه في الدين، وأن الحكمة ممدوحة في شرع الله، وهي خير عظيم يهبه الله لأتباع الرسل والأنبياء، وأن العلماء حكماء، وأن من صفاتهم أنهم قائمون بالقضاء بهذه الحكمة وتعليمها الناس، وأن على الحكام الخلفاء مراجعة الحكام العلماء ومشاورتهم بما يحفظ هيبة الحكم في الناس والتبصر بسياساتهم من أجل الوصول إلى خيري الدنيا والآخرة.
    وبناء على ما تقدم فيعلم أن أهل البدع من أكثر الناس بعداً عن الحكمة، وأن أحكامهم في الناس ظلم تبعاً لحكمهم في الدين، فمن أفتى الناس أو حكمهم بما يخالف السنة فحكمه هوى، ومن اتبع الهوى فقد هوى.قال ـ تعالى ـ:
    (12) (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنْ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ(12). [سورة لقمان/12]
يعمل...
X