قوة الدعوة السلفية في الضالع
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد
فيقول الله تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
فقد نفع الله بدعوة أهل السنة كثيرا من الناس لا سيما البلاد اليمنية فشربوا منها وأينعت ثمرتها في بلادهم وهذا من فضل الله على هذه البلاد .
ومن هذه البلاد محافظة الضالع التي قبلت الدعوة السلفية وسهل الله بطلبة علم من أبنائها رحلوا إلى دار الحديث السلفية بدماج منذ أن بزغت دعوة الشيخ الإمام المجدد مقبل بن هادي الوادعي – رحمه الله - ومن بعده خليفته العلامة المحدث يحيى بن علي الحجوري- حفظه الله - .
ثم عاد من عاد من هؤلاء الطلبة إلى بلادهم معلمين وموجهين فنفع الله بهم وبقي من بقي في أرض العلم دماج ليزداد من الخير .
وقد يسر الله لي مع أخي الفاضل الشيخ سعيد بن دعاس المشوشي لزيارة إخواننا من أهل السنة في الضالع محبة في الله ولمعرفة أخبار الدعوة السلفية هناك لا سميا والصحف والإعلام تأتينا بالأخبار المزورة بما يدور من الفوضى والقتل والقتال والتفجيرات وقطع الطريق ونهب الأموال .
وكانت الزيارة ضحى يوم الأربعاء 23من محرم1432هـ حيث استقبلنا الإخوة هناك بحفاوة وفرح وذلك لمحبتهم للدعوة السلفية ولدعاتها الأثبات، فوجدنا منهم كرم الضيافة وحسن الاستقبال وفقهم الله .
وما كنا نتوقع ما شاهدناه ورأيناه وسمعنا به، فالدعوة السلفية في الضالع قوية ومتماسكة ومترابطة، لأنها دعوة إلى الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح رضي الله عنهم .
وينشرح صدرك لكثرة المساجد السلفية في الضالع، وهي مرفوعة بذكر الله، وأسوق لكم بعضا من تلك المساجد السلفية التي تزخر بالسنة.
وأما دعوات الحزبيين كالإخوان المفلسين فإنها قد بارت ولا معول عليها ولا تكاد تسمع لهم ركزا، وكذلك دعوة السروريين الجمعيات لا تكاد تخرج عن جدران مساجدها في المدينة إلا في مواسم جباية الأموال وكذلك الحسنيين من جملة الجمعيات وكذلك أصحاب الحزب الجديد حزب الحمقى والمغفلين فإنهم على ما هم عليه من الضياع والبعد عن العلم والصد عن سبيل الله ومحاربة أهل العلم والدعاة إلى الله.
وانظر – كمثال- ما قام به إمام مسجد الفرقان في مدينة الحصين الضالع قايد بن صالح الحصيني والذي كان على السنة وكان المسجد على السنة بدون محراب ، فلما تحزب هذا الرجل مع عبد الرحمن مرعي كان من شأنه أنه أضاف المحراب عند توسعة المسجد الذي كان على السنة، وهذا من الخذلان.
وقد تزامنت فتنة ابن مرعي مع أخطر الفتن على البلاد - كفتنة الحوثي وفتنة الحراك الجنوبي التي أينما كثر أنصار بن مرعي فيها كثر فيها الشغب وسفك الدماء من قبل الحراكيين كما هو حاصل في ردفان فإن المرعيين كَثُر هناك، وما ذلك إلا للسكوت وعدم الإنكار والصدع بالحق والخوف والجبن والمداهنة التي عندهم كما هو حال شيخهم عبد الرحمن العدني.
وكذلك في يافع فإن فتنة ابن مرعي ضاربة أطنابها، فهناك الحراك الجنوبي قوي، وأما في الضالع فإن أهل السنة من طلاب دار الحديث بدماج لهم الصولة والجولة بفضل الله تعالى، فهم الدعاة إلى السنة وهم المحذرون من البدعة ، فبالتوحيد يلهجون وإلى السنة يدعون ومن الفتن يحذرون فلم يتهيبوا لا من حراك ابن مرعي الدعوي ولا من حراك التشطير الجنوبي فهم على خلاف غيرهم تماما في المنهج والاعتقاد والصدع بالحق .
فبارك الله في إخواننا أهل السنة في الضالع على صدعهم بالحق وبيانهم للحق .
وأحب أن أحث إخواني الدعاة إلى الله بزيارة إخوانهم في الضالع وأن لا يصدقوا مجازفات الإعلام والصحف والمجلات بما يدور في الضالع لأن فيه مجازفات، فالأمن موجود في الضالع، وإنما يقوم أصحاب الحراك ببعض الفوضى لأنهم من أوباش الناس، وإلا فالعقلاء في الضالع ينكرون هذه الأعمال، وأهل السنة هناك يحذرون من هذه الأعمال ولا يرضونها وهم في نصح مستمر .
أسأله سبحانه وتعالى أن يمن على الضالع الأمن والإيمان والثبات على المنهج السلفي .
والحمد لله رب العالمين .
كتبه أبو عبد الله خالد بن محمد الغرباني
تعليق