بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد فيددندن العلمانيون و المفكرون من الاخوان المسلمين بكثرة حول دعوة تجديد الخطاب الديني للناس .
و بما أن هذا الكلام قد يشتمل على معنى صحيح من وجه و لكنهم أرادوا به الباطل جمعت هذا الكلام لأهل العلم حتى يُفرق بين المعنيين و الله الموفق.
سُأل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
يقول السائل هناك دعوة قائمة في بعض وسائل الإعلام تدعوا الى تجديد الخطاب الديني فما رأيكم في ذالك و ما توجيهكم و ما هو مرادهم و جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : الخطاب الديني هذا هو الخطاب الذي جاء في الكتاب و السنة من تسمية الناس بأسمائهم ، الكافر يسمى كافرا ، المنافق يسمى منافقا ، فاسق يسمى فاسق ، المؤمن يسمى مؤمنا ، فلا بد من هذا ، أما أن نغير هذه الأسماء و نقول لا تقولوا كافر قولوا غير مسلم ، فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه و من استرضاء الكفار و المداهنة في دين الله عز و جل
فان كان المراد بالخطاب ، الخطاب الذي جاء في الكتاب و السنة يُراد أن يغير عن لفظه فهذا لا يجوز و هذا خطر عظيم و هذا تحريف أما اذا كان القصد بالخطاب الأسلوب الذي يلقيه الواعظ أو الداعية ، هذا يختلف باختلاف الناس ، يخاطبهم بحسب ما يؤثر عليهم و ينفعهم ، فاسلوب الداعية ، كلام الداعية يختلف ، فخطاب الملوك غير خطاب أفراد الناس ، خطاب العلماء غير خطاب الجهال ، يختلف هذا ، يُخاطب كل بما يليق به
فاذا كان المراد بالخطاب ، خطاب الداعية الذي يقوم بالدعوة أو يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و أنه يُنزل كل شيء منزلته فهذا لا بد من تهذيبه و ضبطه .
أما المراد بالخطاب ما جاء في الكتاب و السنة من الأسماء و الأحكام فهذا لا يجوز تغييره أبدا ، نعم .
من هنا بالصوت
و سُأل الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله :
أحد المستمعين يقول ظهرت دعوات تدعوا الى ما يسمى بتجديد الخطاب الديني و البعض يقول بأن هذا حاجة للعصر ، هل صحيح أن هناك شيء يسمى تجديد الخطاب الديني ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد الأولين و الآخرين ، المبلغ عن الله رسالته ، ما ترك أمرا يقربنا من رضوان ربنا جل و على الا و دلنا عليه ، بين لنا أصول ديننا و فروعها و أوضح لنا المحجة و تركنا على طريق واضح من سار عليه لم يحصل له تعثر ، فصلاوات ربي و سلامه عليه و على آله و صحابته الذين قاموا بأمر هذا الدين و جاهدوا مع نبيه صلى الله عليه و سلم و بعده حتى استتب الأمر و اعتز الدين و ارتفعت راية الإسلام ، جاء في حديث حسن جيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ان الله يبعث لهذه الأمة على كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها ، مسألة الخطاب الديني أو تجديد الخطاب الديني اذا كان القصد منه الوسائل فلا حرج أن يكون التجديد في الوسائل و اذا كان القصد في تغيير الدعوة نفسها فان الدعوة لا تتغير ، انما هي الا توحيد و اخلاص العمل لله و لكن حيث ما تم شيء من تبليغ الناس ما جاء عن الله و عن رسوله ما يحصل به أحسن تبليغ فهذا من الخطاب الديني و لا يقال هذا جديد و الآخر قديم و الله المستعان.
من هنا بالصوت
و قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ضمن الإجابة عن الأسئلة في احدى المحضرات :
تجديد الخطاب الديني كلمة عصرية لكن معناها اذا فُهم على المعنى الصحيح فانه لا مشاحة في الاصطلاح كما يقال.
الخطاب الديني يُعنى به أسلوب ايصال العلم و الدعوة للناس ، الخطاب الديني : كيف توصل الدين للناس ، بأي نوع من الخطاب؟! ، أي نوع من الدعوة ؟!، أي نوع من الأسلوب؟!
معلوم أن الخطاب الديني أو أسلوب الدعوة هذا يختلف باختلاف الزمان و المكان و العوائد و الأحوال ، و قد يأتي في وقت و تظهر مشكلات في الدعوة نحتاج معها الى تغيير في أسلوبنا ، فنوعية الدعوة أو الدعوة في نفسها هي مشتملة على شيئين :
مشتملة كما يقال على علم و عقيدة و مضمون و مشتملة على أسلوب يدعوا الناس الى هذا العلم و العقيدة و المضمون .
أما العلم و العقيدة و المضمون فهذا ليس لأحد أن يغير فيه و لا أن يُبدل انما يرشد الناس الى فهم لذالك
الدين لا تغيير فيه ، لكن أسلوب تبليغ هذا الدين من حيث الأولويات و أنواع الفقه التي ترعى و أسلوب مخاطبة الناس : مراعة لمختلف أفهامهم ، بماذا يقدم؟! الشبه التي تُجلى ، ما الذي يشرح لهم ؟!مالذي يبين لهم؟! هذا لا شك أنه يختلف باختلاف الزمان و المكان و العوائد و الأحوال كما هو معلوم
الأنبياء عليهم صلوات الله و سلامه دعوتهم واحدة ، هي الدعوة الى توحيد الله جل و على و طاعة الرسل و ملازمة التقوى و الإستغفار .
لكن هل أسلوب الأنبياء واحد؟ لا ، في القرآن ان أسلوبهم مختلف ، و ذالك لإختلاف المتلقين ،
فاذن معنى تجديد الخطاب الديني هو تجديد أمر الدين بتجديد أسلوبه في ما يعرض من الدين للناس في العلم و العقيدة و الأخلاق و البيان في الدعوة و المحاضرات و التأليف الى آخره.
من أمثلة ذالك : الآن نأتي في مثل هذا الوقت، الآن ، وقت فيه ظهور لظواهر التكفير عند الناس أو عند فئات من الشباب، هناك فهم خاطئ للجهاد ، هناك عدم الرجوع الى أهل العلم في فهم مسائل العقيدة و العبادة ، هناك عدم اعتبار لإختلاف الناس في مداركهم و نوعياتهم في القنوات الفضائية و في الـتأليف و في المجلات و الصحف.
هل يمكن أن نخاطب الناس مخاطبة واحدة؟! أنا آتي أُلقي درس في العلم لأناس يفهمون العلم و يفهمون كلام العلماء و يفهمون مسائل العقيدة و ألقي كلاما مثل الكلام المتخصص عند كل الناس في القناة الفضائية أو في الصحف أو في مجمع في مدرسة و نحو ذالك !!! ليس كذالك ، فاذن الخطاب الذي أوجهه في مسائل الدين يجب أن أراعي فيه حالة المستمعين ، هذا من حيث حالة الناس ، فالخطاب للصغار غير للكبار ، الخطاب لطلبة العلم غير للشباب العام ، هذا من جهة.
من جهة ثانية ، تنوع الخطاب الديني ما بين العلم و الدعوة و الخطبة ،
خطبة الجمعة اليوم ، يأتي أناس و يقولون في خطب الجمعة ما لا يصلح لعامة الناس انما يناقشه الخاصة في علمهم و أو في حلقاتهم أو في ما يدارسونه من أوضاع علمية و أوضاع الأمة ، أما أن يخاطب الناس خطابا دينيا دعويا في خطبة الجمعة دون نظر الى اختلاف الناس في مفاهيمهم و استعداداتهم و فهم الكلام فهذا غلط .
فاذن من معالم تجديد الخطاب الديني أن يكون هناك رعاية للفروقات بين الناس في الأماكن التي فيها الجميع ، محاضرة يأتي فيها الجميع، هل هنا أحمس الناس في خطبة الجمعة أو في محاضرة بحماس و ألهب المشاعر و أنا أعرف أن كثيرا من هؤولاء الشباب قد يأتون بالهاب المشاعر و يذهبون و يستنفذونها في مسائل دون الرجوع الى من ألقى الكلمة و يسألونه هل الفهم الذي فهموه صواب أو غير صواب؟!!! بعض الناس يدعوا الى الجهاد و يحمس الناس الجهاد الجهاد الجهاد!!! والناس ينصرفون من المسجد ، الجهاد حق و دين لكن كيف فهم هؤلاء هذه المسئلة الشرعية؟!!! النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة ، فمن أتى و هو يعلم أن حديثه سيفهم على غير فهمه أو من الناس من سيؤخذه على غير فهمه و يذهب ، هو شارك في الفتنة، فاختلاف الناس في أفهامهم و عقولهم و مداركهم لا بد أن يرعى ، فاذن تجديد الخطاب الديني فيه رعاية للناس ، رعاية للعلم ، ليس كل العلم يقال لكل أحد ، كذالك لا بد من فهم لفقه الأولويات ، مراعاة الأهم فالمهم لا بد من فقه السياسة الشرعية ، لا بد من رعاية في الحديث في الخطاب الديني اليوم في ما يسمى بالخطاب الديني أو الدعوة أو الخطبة في فهم فقه القوة أو الضعف في الأمة ، كيف الأحكام التي تكون في قوة الأمة و نُبينها و في ضعف الأمة و نُبينها ، مسائل الجهاد و الولاء و البراء اليوم تطلق بدون تفصيل فيضل بها الناس ، لا بد اذن من البيان و التفصيل في كثير من المسائل ، اذا كان الوقت لا يسمح لك أن تبين و تفصل أو الناس لا يستوعبون ذالك فاترك الأمر من أصله
و ابن القيم رحمه الله يقول في النونية:
فعليك بالتبين و التفصيل فالاطلاق و الاجمال دون بيان
قد أفسد هذا الوجود
اذا أتى و احد و أطلق شيء شرعي لكن دون تفصيل و بيان ، يُفسد ، أجمل اجملات عامة : جهاد شيء عام دون بيان لتفصيله، ولاء و براء دون بيان و تفصيل ، فهذا يُفسد، كما قال ابن القيم رحمه الله ،فهناك مسائل تحتاج الى تبيين و تفصيل فاذن معنى تجديد الخطاب الديني أن لا نوقع الناس في فتنة بما نريده من الخير في كلمات و الدعوة و الخطب و نحو ذالك بل لا بد أن نضع النقاط على الحروف و أن نرعى حال الناس و اختلاف الزمان و المكان و الأحوال.
من ها بالصوت
و قال الشيخ عبد الله الغامدي حفظه الله :
الحمد لله
كتبت عن تجديد الخطاب الديني في كتابي المرقوم وهو السؤال الرابع والأربعون
مايلي :
44- ما هي باختصار حقيقة تجديد الخطاب الديني ؟
الجواب :
نسمع من كثير ممن يسمون بالدعاة اليوم تجديد الخطاب الديني :
أقول وهؤلاء على صواب في دعوتهم لأن كثيرا منهم –أي المنادين بهذا الأمر- ليسوا على منهج صحيح واضح ، فاحتاجوا فعلا لهذه الدعوة :
فالمنهج الثوري وهو نوعان :
1-تكفيري لكل المجتمعات يصرح بهذا من الفينة إلى الأخرى ورأسه سيد قطب ومن تبعه .
2-منهج مميع للدين ويمثله المنهج الإخواني ويلحق به المنهج القطبي أيضاً بفئته المتطورة عن المنهج الأول ؛ والذي اتخذ طريقة جديدة في الخطاب الدعوي –زعموا-وهو تنفيذ لما قرروه أولا مما سموه بتجديد الخطاب الديني
وباختصار فتجديد الخطاب الديني للأمة يعني :
((أن يكونوا على مستوى رضا وتفاعل الجماهير التي تهتف لهم وجمع أكبر عدد يلتفون حولهم مع بقائهم على أسس المنهج الثوري الأول ولكن بطرق أكثر جاذبية ))ولأدلل على هذا بأمر واضح للعيان :
انظر إلى بعض القنوات –الموصوفة بالإسلامية –تجد أنهم جعلوا لها عدة قنوات لكل مشاهد ما يرضيه ولكن بطريقتهم وأسلوبهم في جذب الناس إليها ومحاولة شديدة منهم لجذب حتى من يخالفهم أو قد يجرؤ في الكلام عليهم عند عامة المشاهدين لهم أعدوا قنوات أخرى لكبار العلماء في هذا العصر وممن يعرفون بالعداء لهم ولقنواتهم أصلا وبهذا يسكتون الجميع بإرضائهم وأنهم على التسامح والبراءة ويجذبونهم بالفعل لهم فلا يدعون لهم فرصة في التشكيك أبدا في منهجهم الدعوي وهذا هو بالفعل ما سموه بالتجديد في الخطاب الديني وباختصار (إظهار التسامح الديني مع الجميع والإلتفاف معهم عامة وطلبة علم بل وعلماء يتقربون للجميع وإظهار البراءة التامة من كل ما قد يوصفون به من الغلو أو الإفراط بما أحدثوه مما سميناه من قبل –وهي تسميتهم – البديل ومن صور ذلك اللهم البريء –زعموا- وكما قلنا فالهدف جلب الأعداد الكبيرة لتلتف حولهم من جديد بعدما حصل لهم من قبل ما حصل من تراجع عنهم ببعد مشائخهم الكبار –عندهم –عن أماكن صدارتهم )فلابد حينئذ من كسب جديد للثقة وتعزيز المواقف من جديد فلجأوا إلى ما سموه بتجديد الخطاب الديني والذي فهمه بعض الطيبين فهما آخر وماشاهم في دعواهم والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وهنا أنبه لأمر :
إن أريد بتجديد الخطاب الديني معنى أنهم يجددون في اسلوب مخاطبتهم للجماهير
- كما يقال-على ضوء الكتاب والسنة بفهم السلف وليس بفهم اهل البدع ممن تقدم
ومن تاخر فلاحرج بل هو مطلوب أن يتركوا طرق الإخوان والقطبية والصوفية وماشابهها
وإن قصدوا التجديد في المنهج نفسه بغير ماعليه الكتاب والسنة واستحداث الطرق
الحديثة المخالفة للوحي كما فصلت سابقا شيئا منه ف لايجوز وهو ماهو حاصل بالفعل
والله الموفق
ــــــــ
جمعه أبو زينب التونسي غفر الله له
و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد فيددندن العلمانيون و المفكرون من الاخوان المسلمين بكثرة حول دعوة تجديد الخطاب الديني للناس .
و بما أن هذا الكلام قد يشتمل على معنى صحيح من وجه و لكنهم أرادوا به الباطل جمعت هذا الكلام لأهل العلم حتى يُفرق بين المعنيين و الله الموفق.
سُأل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
يقول السائل هناك دعوة قائمة في بعض وسائل الإعلام تدعوا الى تجديد الخطاب الديني فما رأيكم في ذالك و ما توجيهكم و ما هو مرادهم و جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : الخطاب الديني هذا هو الخطاب الذي جاء في الكتاب و السنة من تسمية الناس بأسمائهم ، الكافر يسمى كافرا ، المنافق يسمى منافقا ، فاسق يسمى فاسق ، المؤمن يسمى مؤمنا ، فلا بد من هذا ، أما أن نغير هذه الأسماء و نقول لا تقولوا كافر قولوا غير مسلم ، فهذا من تحريف الكلم عن مواضعه و من استرضاء الكفار و المداهنة في دين الله عز و جل
فان كان المراد بالخطاب ، الخطاب الذي جاء في الكتاب و السنة يُراد أن يغير عن لفظه فهذا لا يجوز و هذا خطر عظيم و هذا تحريف أما اذا كان القصد بالخطاب الأسلوب الذي يلقيه الواعظ أو الداعية ، هذا يختلف باختلاف الناس ، يخاطبهم بحسب ما يؤثر عليهم و ينفعهم ، فاسلوب الداعية ، كلام الداعية يختلف ، فخطاب الملوك غير خطاب أفراد الناس ، خطاب العلماء غير خطاب الجهال ، يختلف هذا ، يُخاطب كل بما يليق به
فاذا كان المراد بالخطاب ، خطاب الداعية الذي يقوم بالدعوة أو يؤمر بالمعروف و ينهى عن المنكر و أنه يُنزل كل شيء منزلته فهذا لا بد من تهذيبه و ضبطه .
أما المراد بالخطاب ما جاء في الكتاب و السنة من الأسماء و الأحكام فهذا لا يجوز تغييره أبدا ، نعم .
من هنا بالصوت
و سُأل الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله :
أحد المستمعين يقول ظهرت دعوات تدعوا الى ما يسمى بتجديد الخطاب الديني و البعض يقول بأن هذا حاجة للعصر ، هل صحيح أن هناك شيء يسمى تجديد الخطاب الديني ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيد الأولين و الآخرين ، المبلغ عن الله رسالته ، ما ترك أمرا يقربنا من رضوان ربنا جل و على الا و دلنا عليه ، بين لنا أصول ديننا و فروعها و أوضح لنا المحجة و تركنا على طريق واضح من سار عليه لم يحصل له تعثر ، فصلاوات ربي و سلامه عليه و على آله و صحابته الذين قاموا بأمر هذا الدين و جاهدوا مع نبيه صلى الله عليه و سلم و بعده حتى استتب الأمر و اعتز الدين و ارتفعت راية الإسلام ، جاء في حديث حسن جيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ان الله يبعث لهذه الأمة على كل مئة سنة من يجدد لها أمر دينها ، مسألة الخطاب الديني أو تجديد الخطاب الديني اذا كان القصد منه الوسائل فلا حرج أن يكون التجديد في الوسائل و اذا كان القصد في تغيير الدعوة نفسها فان الدعوة لا تتغير ، انما هي الا توحيد و اخلاص العمل لله و لكن حيث ما تم شيء من تبليغ الناس ما جاء عن الله و عن رسوله ما يحصل به أحسن تبليغ فهذا من الخطاب الديني و لا يقال هذا جديد و الآخر قديم و الله المستعان.
من هنا بالصوت
و قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله ضمن الإجابة عن الأسئلة في احدى المحضرات :
تجديد الخطاب الديني كلمة عصرية لكن معناها اذا فُهم على المعنى الصحيح فانه لا مشاحة في الاصطلاح كما يقال.
الخطاب الديني يُعنى به أسلوب ايصال العلم و الدعوة للناس ، الخطاب الديني : كيف توصل الدين للناس ، بأي نوع من الخطاب؟! ، أي نوع من الدعوة ؟!، أي نوع من الأسلوب؟!
معلوم أن الخطاب الديني أو أسلوب الدعوة هذا يختلف باختلاف الزمان و المكان و العوائد و الأحوال ، و قد يأتي في وقت و تظهر مشكلات في الدعوة نحتاج معها الى تغيير في أسلوبنا ، فنوعية الدعوة أو الدعوة في نفسها هي مشتملة على شيئين :
مشتملة كما يقال على علم و عقيدة و مضمون و مشتملة على أسلوب يدعوا الناس الى هذا العلم و العقيدة و المضمون .
أما العلم و العقيدة و المضمون فهذا ليس لأحد أن يغير فيه و لا أن يُبدل انما يرشد الناس الى فهم لذالك
الدين لا تغيير فيه ، لكن أسلوب تبليغ هذا الدين من حيث الأولويات و أنواع الفقه التي ترعى و أسلوب مخاطبة الناس : مراعة لمختلف أفهامهم ، بماذا يقدم؟! الشبه التي تُجلى ، ما الذي يشرح لهم ؟!مالذي يبين لهم؟! هذا لا شك أنه يختلف باختلاف الزمان و المكان و العوائد و الأحوال كما هو معلوم
الأنبياء عليهم صلوات الله و سلامه دعوتهم واحدة ، هي الدعوة الى توحيد الله جل و على و طاعة الرسل و ملازمة التقوى و الإستغفار .
لكن هل أسلوب الأنبياء واحد؟ لا ، في القرآن ان أسلوبهم مختلف ، و ذالك لإختلاف المتلقين ،
فاذن معنى تجديد الخطاب الديني هو تجديد أمر الدين بتجديد أسلوبه في ما يعرض من الدين للناس في العلم و العقيدة و الأخلاق و البيان في الدعوة و المحاضرات و التأليف الى آخره.
من أمثلة ذالك : الآن نأتي في مثل هذا الوقت، الآن ، وقت فيه ظهور لظواهر التكفير عند الناس أو عند فئات من الشباب، هناك فهم خاطئ للجهاد ، هناك عدم الرجوع الى أهل العلم في فهم مسائل العقيدة و العبادة ، هناك عدم اعتبار لإختلاف الناس في مداركهم و نوعياتهم في القنوات الفضائية و في الـتأليف و في المجلات و الصحف.
هل يمكن أن نخاطب الناس مخاطبة واحدة؟! أنا آتي أُلقي درس في العلم لأناس يفهمون العلم و يفهمون كلام العلماء و يفهمون مسائل العقيدة و ألقي كلاما مثل الكلام المتخصص عند كل الناس في القناة الفضائية أو في الصحف أو في مجمع في مدرسة و نحو ذالك !!! ليس كذالك ، فاذن الخطاب الذي أوجهه في مسائل الدين يجب أن أراعي فيه حالة المستمعين ، هذا من حيث حالة الناس ، فالخطاب للصغار غير للكبار ، الخطاب لطلبة العلم غير للشباب العام ، هذا من جهة.
من جهة ثانية ، تنوع الخطاب الديني ما بين العلم و الدعوة و الخطبة ،
خطبة الجمعة اليوم ، يأتي أناس و يقولون في خطب الجمعة ما لا يصلح لعامة الناس انما يناقشه الخاصة في علمهم و أو في حلقاتهم أو في ما يدارسونه من أوضاع علمية و أوضاع الأمة ، أما أن يخاطب الناس خطابا دينيا دعويا في خطبة الجمعة دون نظر الى اختلاف الناس في مفاهيمهم و استعداداتهم و فهم الكلام فهذا غلط .
فاذن من معالم تجديد الخطاب الديني أن يكون هناك رعاية للفروقات بين الناس في الأماكن التي فيها الجميع ، محاضرة يأتي فيها الجميع، هل هنا أحمس الناس في خطبة الجمعة أو في محاضرة بحماس و ألهب المشاعر و أنا أعرف أن كثيرا من هؤولاء الشباب قد يأتون بالهاب المشاعر و يذهبون و يستنفذونها في مسائل دون الرجوع الى من ألقى الكلمة و يسألونه هل الفهم الذي فهموه صواب أو غير صواب؟!!! بعض الناس يدعوا الى الجهاد و يحمس الناس الجهاد الجهاد الجهاد!!! والناس ينصرفون من المسجد ، الجهاد حق و دين لكن كيف فهم هؤلاء هذه المسئلة الشرعية؟!!! النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة ، فمن أتى و هو يعلم أن حديثه سيفهم على غير فهمه أو من الناس من سيؤخذه على غير فهمه و يذهب ، هو شارك في الفتنة، فاختلاف الناس في أفهامهم و عقولهم و مداركهم لا بد أن يرعى ، فاذن تجديد الخطاب الديني فيه رعاية للناس ، رعاية للعلم ، ليس كل العلم يقال لكل أحد ، كذالك لا بد من فهم لفقه الأولويات ، مراعاة الأهم فالمهم لا بد من فقه السياسة الشرعية ، لا بد من رعاية في الحديث في الخطاب الديني اليوم في ما يسمى بالخطاب الديني أو الدعوة أو الخطبة في فهم فقه القوة أو الضعف في الأمة ، كيف الأحكام التي تكون في قوة الأمة و نُبينها و في ضعف الأمة و نُبينها ، مسائل الجهاد و الولاء و البراء اليوم تطلق بدون تفصيل فيضل بها الناس ، لا بد اذن من البيان و التفصيل في كثير من المسائل ، اذا كان الوقت لا يسمح لك أن تبين و تفصل أو الناس لا يستوعبون ذالك فاترك الأمر من أصله
و ابن القيم رحمه الله يقول في النونية:
فعليك بالتبين و التفصيل فالاطلاق و الاجمال دون بيان
قد أفسد هذا الوجود
اذا أتى و احد و أطلق شيء شرعي لكن دون تفصيل و بيان ، يُفسد ، أجمل اجملات عامة : جهاد شيء عام دون بيان لتفصيله، ولاء و براء دون بيان و تفصيل ، فهذا يُفسد، كما قال ابن القيم رحمه الله ،فهناك مسائل تحتاج الى تبيين و تفصيل فاذن معنى تجديد الخطاب الديني أن لا نوقع الناس في فتنة بما نريده من الخير في كلمات و الدعوة و الخطب و نحو ذالك بل لا بد أن نضع النقاط على الحروف و أن نرعى حال الناس و اختلاف الزمان و المكان و الأحوال.
من ها بالصوت
و قال الشيخ عبد الله الغامدي حفظه الله :
الحمد لله
كتبت عن تجديد الخطاب الديني في كتابي المرقوم وهو السؤال الرابع والأربعون
مايلي :
44- ما هي باختصار حقيقة تجديد الخطاب الديني ؟
الجواب :
نسمع من كثير ممن يسمون بالدعاة اليوم تجديد الخطاب الديني :
أقول وهؤلاء على صواب في دعوتهم لأن كثيرا منهم –أي المنادين بهذا الأمر- ليسوا على منهج صحيح واضح ، فاحتاجوا فعلا لهذه الدعوة :
فالمنهج الثوري وهو نوعان :
1-تكفيري لكل المجتمعات يصرح بهذا من الفينة إلى الأخرى ورأسه سيد قطب ومن تبعه .
2-منهج مميع للدين ويمثله المنهج الإخواني ويلحق به المنهج القطبي أيضاً بفئته المتطورة عن المنهج الأول ؛ والذي اتخذ طريقة جديدة في الخطاب الدعوي –زعموا-وهو تنفيذ لما قرروه أولا مما سموه بتجديد الخطاب الديني
وباختصار فتجديد الخطاب الديني للأمة يعني :
((أن يكونوا على مستوى رضا وتفاعل الجماهير التي تهتف لهم وجمع أكبر عدد يلتفون حولهم مع بقائهم على أسس المنهج الثوري الأول ولكن بطرق أكثر جاذبية ))ولأدلل على هذا بأمر واضح للعيان :
انظر إلى بعض القنوات –الموصوفة بالإسلامية –تجد أنهم جعلوا لها عدة قنوات لكل مشاهد ما يرضيه ولكن بطريقتهم وأسلوبهم في جذب الناس إليها ومحاولة شديدة منهم لجذب حتى من يخالفهم أو قد يجرؤ في الكلام عليهم عند عامة المشاهدين لهم أعدوا قنوات أخرى لكبار العلماء في هذا العصر وممن يعرفون بالعداء لهم ولقنواتهم أصلا وبهذا يسكتون الجميع بإرضائهم وأنهم على التسامح والبراءة ويجذبونهم بالفعل لهم فلا يدعون لهم فرصة في التشكيك أبدا في منهجهم الدعوي وهذا هو بالفعل ما سموه بالتجديد في الخطاب الديني وباختصار (إظهار التسامح الديني مع الجميع والإلتفاف معهم عامة وطلبة علم بل وعلماء يتقربون للجميع وإظهار البراءة التامة من كل ما قد يوصفون به من الغلو أو الإفراط بما أحدثوه مما سميناه من قبل –وهي تسميتهم – البديل ومن صور ذلك اللهم البريء –زعموا- وكما قلنا فالهدف جلب الأعداد الكبيرة لتلتف حولهم من جديد بعدما حصل لهم من قبل ما حصل من تراجع عنهم ببعد مشائخهم الكبار –عندهم –عن أماكن صدارتهم )فلابد حينئذ من كسب جديد للثقة وتعزيز المواقف من جديد فلجأوا إلى ما سموه بتجديد الخطاب الديني والذي فهمه بعض الطيبين فهما آخر وماشاهم في دعواهم والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وهنا أنبه لأمر :
إن أريد بتجديد الخطاب الديني معنى أنهم يجددون في اسلوب مخاطبتهم للجماهير
- كما يقال-على ضوء الكتاب والسنة بفهم السلف وليس بفهم اهل البدع ممن تقدم
ومن تاخر فلاحرج بل هو مطلوب أن يتركوا طرق الإخوان والقطبية والصوفية وماشابهها
وإن قصدوا التجديد في المنهج نفسه بغير ماعليه الكتاب والسنة واستحداث الطرق
الحديثة المخالفة للوحي كما فصلت سابقا شيئا منه ف لايجوز وهو ماهو حاصل بالفعل
والله الموفق
ــــــــ
جمعه أبو زينب التونسي غفر الله له
تعليق