قال أبو عبد الله خالد الغرباني : أملى عليَّ فضيلة الشيخ سليم بن عيد الهلالي على عجالة هذه الكلمات القيمة قبل سفره من صنعاء بيوم عصر يوم الأحد 9/القعدة/1431هـ بعد زيارة دعوية لأهل السنة في اليمن فقال – حفظه الله - :
رأيت .... شاهدت...
في بلاد اليمن السعيد
أبو أسامة / سليم بن عيد الهلالي
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده والصلاة والسلام على نبيه وعبده وصحبه . أما بعد.
فقد من الله علي منذ عقدين مضيا بالرحلة في الدعوة في سبيل الله فزرت بلادا شتى ، وقطعت بحارًا ، وعبرت قارات ، وركبت الجو والبر والبحر : {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [الأحقاف: 15] .
وها أنا ذا أحط رحالي منذ ستة عشر يومًا في اليمن السعيد مرة أخرى , معلمًا ومحاضرًا وداعيًا إلى الله على بصيرة من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
فشاهدت عجبًا ، وزادني طربًا أنني :
1/ شاهدت رجالا على منهج السلف الصالح كجبال اليمن في الثبات والتميز ، وربما زالت الجبال عن أماكنها ولن يزولوا بإذن الله.
2/ رأيت مراكز العلم والسنة تملئُ الجبل والسهل والقفر والصحراء, رأيتها في رؤوس الجبال وسواحل البحار وتحت الأشجار، دروس في القرآن وفي الحديث وفي الفقه وفي الأصول وفي العقيدة والمنهج. اللهم زدنا ولا تنقصنا .
3/ رأيت نصرة الله لدينه ودعاته في كل خطواتي، المرجفون يستفزون، والمخذولون يتساقطون، والواقفة حائرون، بينما طلابٌ شيبًا وشبابًا وأطفالاً ونساءً يتوافدون من المدن والقرى والهجر والسواحل، فتملئ مساجد أهل السنة بهم ليسمعوا محاضرات في التوحيد، ودروسًا في المنهج ، وخطبة في السلوك والتربية، وذكرى تقمع أهل البدع والأهواء، ثم تتساقط عليك وريقات تحمل الأسئلة العلمية تدلُّ على شوق سائلها للعلم كاشتياق الأرض للمطر.
4/ رأيت إخلاص التلاميذ في بِرِّهم والذي يفوق بر الأبناء، وأن الأولاد لن يبلغوا كمال البر إلا إذا كانوا تلاميذ يترك أحدهم الزوجة والأولاد والأعمال ليصحبك برًا وبحرًا وجوًا ليزداد علمًا ويحصل فائدة ويرى منك ما يعينك على الثبات على دعوة الحق والتميز عن أهل البدع .
5/ رأيت كيف يحفظ الله من حفظه وكل من صدقه ، دار الحديث أنشأها الإمام الوادعي بوادي ذي أعناب ورمان وماء معين لكنها وسط صحراء مجدبة من أهل الأهواء والأطماع، فإذا بها تفيض على من حولها الكتاب والسنة والسلفية النقية، فتدخل قبائل في السنة وتنصرها بالرجال والمال والأولاد، لا تقيل ولا تستقيل، أليس مِنْ يَسِيرِ فقه قوله تعالى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [البقرة: 216] .
ألم يخرج الإمام الوادعي – رحمه الله - مُسَفّرا من الحجاز فجعل الله ما بين يديه من بلاد اليمن ميدانا رحبا للدعوة إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف ، فعادت شموس أهل السنة ساطعة بعدما دنت من المغيب فتتلألأ في فضاء اليمن أقمار العلوم الشرعية النقية بعدما كادت أن تدرس معالمها بمعامل المذهبية النتنة ، وتقلع أسسها بفؤوس الحزبية البغيضة لتبنى على أنقاضها قيل وقال واستعباد الرجال، وجمع الأموال ، لكن طلع النجم الوادعي – رحمه الله – فدُحروا على أدبارهم خاسرين وانقلبت خططهم عليهم خاسئين وجاء المدد لأهل السنة من الله رب العالمين .
ألم يخرج الإمام الوادعي – رحمه الله - مُسَفّرا من الحجاز فجعل الله ما بين يديه من بلاد اليمن ميدانا رحبا للدعوة إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف ، فعادت شموس أهل السنة ساطعة بعدما دنت من المغيب فتتلألأ في فضاء اليمن أقمار العلوم الشرعية النقية بعدما كادت أن تدرس معالمها بمعامل المذهبية النتنة ، وتقلع أسسها بفؤوس الحزبية البغيضة لتبنى على أنقاضها قيل وقال واستعباد الرجال، وجمع الأموال ، لكن طلع النجم الوادعي – رحمه الله – فدُحروا على أدبارهم خاسرين وانقلبت خططهم عليهم خاسئين وجاء المدد لأهل السنة من الله رب العالمين .
6/ شاهدت في دماج الخير قلعة للعلم الشرعي ومنارًا للمنهج السلفي ، أتاها طلاب العلم ركبانًا ورجالاً من كل فج عميق، هذا من بلاد العرب، وهذا من أمريكا، وهذا من أوروبا، وهذا من أفريقيا، وهذا من جنوب شرق آسيا، ألوانهم شتى، ولغاتهم مختلفة، لكن منهجهم قال الله قال رسول الله قال الصحابة رضي الله عنهم.
7/ رأيت كيف حفظ الله هذه القلعة من كيد الروافض الذين أرادوا استئصال طلابها، فرد الله كيدهم في نحورهم، وجعل الدائرة عليهم فولوا الأدبار وهم لا ينصرون.
8/ رأيت وشاهدت واعترفت أني قصرت وما استطعت أن أقوم بحق إخواني في المنهج والعقيدة فحقهم كبير ونصرتهم واجبة.
ولكني أترك ما كتبت ذكريات خلفي لإخواني أهل السنة والجماعة في بلاد اليمن لعلهم يعلمون أن دماج الخير أمهم فلا يعقوها ، وأنها قلعتهم فلا ينقضوها بأيديهم وأيدي أهل الأهواء البدع ، وأنها ميراث شيخهم الإمام الوادعي – رحمه الله - فلا يضيعوها ، وليعلموا أن الشكر مدعاة المزيد ، وأنها بحر علم فليأخذوا منها المزيد فإن قصروا أو خذلوا أو توقفوا فبما كسبت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد.
وها أنا ذا اليوم أربط أمتعتي وأغلق كتبي وأطوي صحفي لأستودعهم الله الذي لا تضيع ودائعه لأحط رحالي في بلد آخر عند إخوان في المنهج والعقيدة، ولكني أترك كلماتي وآهاتي ذكريات وذكرى (والذكرى تنفع المؤمنين) (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
تعليق